عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:27 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ: {ومن دونهما جنّتان}
أي : لمن خاف مقام ربه جنتان , وله من دونهما جنّتان.
والجنة في لغة العرب : البستان). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63)}

تفسير قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ (64)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مدهامّتان...} يقول: خضراوان إلى السواد من الري). [معاني القرآن: 3/119]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مدهامّتان}: من خضرتهما قد اسودتا). [مجاز القرآن: 2/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مدهامّتان}, وقال: {مدهامّتان} كما تقول "ازورّ" , و"ازوارّ"). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مدهمتان}: قد اسودتا من خضرتهما للري). [غريب القرآن وتفسيره: 362]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({مدهامّتان}: سوداوان من شدة الخضرة والرّيّ.
قال ذو الرّمة - وذكر غيثا -:
كسا الأكم بهمي غضة حبشية تؤاما ونقعان الظهور الأقارع
جعلها حبشية من شدة الخضرة). [تفسير غريب القرآن: 442-443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {مدهامّتان}
يعني : أنهما خضراوان تضرب خضرتهما إلى السّواد، وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريّه أن يضرب إلى السّواد). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مدهامتان} أي: خضراوان من الري). [ياقوتة الصراط: 499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُدْهَامَّتَانِ}: سوداوان من الري). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عينان نضّاختان}: فوراتان). [مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نضاختان}: فوارتان). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({نضّاختان}: تفوران بالماء,
و«النّضخ» أكثر من «النّضح», ولا يقال منه: فعلت). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما عينان نضّاختان}
جاء في التفسير أنهما ينضخان كل خير). [معاني القرآن: 5/103]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النَّضْخ} أكثر من النضح، ولا يقال منه فَعِلْتُ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَضَّاخَتَانِ}: فوارتان). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67)}

تفسير قوله تعالى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمّانٌ...}
يقول بعض المفسرين: ليس الرمان ولا النخل بفاكهة، وقد ذهبوا مذهباً، ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة.
فإن قلت: فكيف أعيد النخل والرمان إن كانا من الفاكهة؟
قلت: ذلك كقوله: {حافظوا على الصّلوات والصلاة الوسطى}. وقد أمرهم بالمحافظة على كل الصلوات، ثم أعاد العصر تشديداً لها، كذلك أعيد النخل والرمان ترغيباً لأهل الجنة، ومثله قوله في الحج: {ألم تر أنّ الله يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض} ثم قال: {وكثيرٌ مّن الناس، وكثيرٌ حقّ عليه العذاب}. وقد ذكرهم في أول الكلمة في قوله: {من في السّماوات ومن في الأرض}، وقد قال بعض المفسرين: إنما أراد بقوله: {من في السماوات ومن في الأرض} الملائكة، ثم ذكر الناس بعدهم). [معاني القرآن: 3/119]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار المعنى بلفظين مختلفين، فلإشباع المعنى والاتساع في الألفاظ.
وذلك كقول القائل: آمرك بالوفاء، وأنهاك عن الغدر. والأمر بالوفاء هو النّهي عن الغدر. و: آمركم بالتّواصل، وأنهاكم عن التّقاطع. والأمر بالتواصل هو النهي عن التّقاطع.
وكقوله سبحانه: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ}. والنخل والرّمان من الفاكهة، فأفردهما عن الجملة التي أدخلهما فيها، لفضلهما وحسن موقعهما.
وقوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وهي منها، فأفردها بالذّكر ترغيبا فيها، وتشديدا لأمرها، كما تقول: إيتني كل يوم، ويوم الجمعة خاصّة). [تأويل مشكل القرآن: 240]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {فيهما فاكهة ونخل ورمّان}
قال قوم: إن النخل والرّمّان ليسا من الفاكهة.
وقال بعض أهل اللغة، منهم يونس النحوي، وهو يتلو الخليل في القدم والحذق: إن الرّمّان والنخل من أفضل الفاكهة، وإنما فصلا بالواو لفضلهما، واستشهد في ذلك بقوله تعالى: {من كان عدوّا للّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال}: فقال لفضلهما فصلا بالواو). [معاني القرآن: 5/103]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69)}

تفسير قوله تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيهنّ خيراتٌ حسانٌ...}.
رجع إلى الجنان الأربع: جنتان، وجنتان، فقال: فيهن، والعرب تقول: أعطني الخيرة منهن، والخيرة منهن، والخيّرة منهن، ولو قرأ قارئ، الخيرات، أو الخيرات كانتا صوابا). [معاني القرآن: 3/119-120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فيهنّ خيراتٌ حسانٌ }: امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال:
ولقد طعنت مجامع الرّبلا تربلات هندٍ خيرة الملكات)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خيرات حسان}: واحدها خيرة). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({خيراتٌ حسان}: نساء خيرات ، فخفف. ما يقال: هين ولين). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فيهنّ خيرات حسان}
أصله في اللغة خيّرات، والمعنى أنّهن خيرات الأخلاق حسان الخلق.
وقد قرئ بها - أعني بتشديد الياء). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَات} مخفف من {خيِّرات}, مثل هيّن وليّن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَيْرَاتٌ}: جمع خيرة). [العمدة في غريب القرآن: 293]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71)}

تفسير قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حورٌ مّقصوراتٌ...}
قصرن عن أزواجهن، أي حبس، فلا يردن غيرهم، ولا يطمحن إلى سواهم، والعرب تسمى الحجلة المقصورة، والقصورة، ويسمون المقصورة من النساء: قصورة:
وقال الشاعر:
لعمري لقد حببت كلّ قصورة إليّ وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصورات الحجال ولم أرد قصار الخطا، شرّ النساء البحاتر
والبهاتر: وهما جميعاً القصيرتان، والرجل يقال له: بحتر، وبحتري، وبحترة، وبحترية). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}: الحوراء: الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين، مقصورات: أي خدرن في الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضاً خيام قال لبيد:
شاقتك ظعنٌ الحيّ يوم تحمّلت فتكنّست قطناً قصر خيامها
وقال جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح سقيت الغيث أيتها الخيام)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( (الحور): الأحور: الشديد بياض بياض العين، الشديد سواد سواد العين، الواحدة حوراء.
{مقصورات في الخيام}: محبوسات). [غريب القرآن وتفسيره: 363]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({حورٌ}: شديدات البياض، وشديدات سواد المقل واحدها: حوراء, ومنه قيل: حواري.
{مقصوراتٌ}: أي محبوسات مخدرات, والعرب تسمى الحجلة: «المقصورة».
قال كثير:
لعمري! لقد حببت كل قصيرة إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصيرات الحجال ولم أراد قصار الخطي، شرّ النساء البحاتر
و«البحاتر»: القصار). [تفسير غريب القرآن: 443]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {حور مقصورات في الخيام}
الخيام في لغة العرب جمع خيمة.
والخيام شيئان: الخيام الهوادج، والخيام البيوت.
وجاء في التفسير أن الخيمة من هذه الخيام من درّة مجوّفة.
ومعنى {مقصورات}: مخدّرات، قد قصرن على أزواجهنّ). [معاني القرآن: 5/104]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( قوله: {مَّقْصُورَاتٌ} حُبسن على أزواجهنّ، فلا يُـردن غيرهم.
وقال الحسن: {مقصورات}: محبوسات، أي ليس بطوّافات في الطرق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حُورٌ}: التي بياض أعينهن شديد ناصع
{مَّقْصُورَاتٌ}: محبوسات). [العمدة في غريب القرآن: 293-294]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73)}

تفسير قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال في الحور العين: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}، فدل على أن الجن تطمث الإنس). [تأويل مشكل القرآن: 121]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)}

تفسير قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرفٍ خضرٍ...}.
ذكروا أنها رياض الجنة، وقال بعضهم: هي المخاد، {وعبقريٍّ حسانٍ...}: الطنافس الثخان...
- وحدثني معاذ بن مسلم بن أبي سادة قال:
كان جارك زهير القرقبي يقرأ: {متكئين على رفارف خضر . وعباقري حسان}
قال: الرفارف ـ قد يكون صوابا، وأما العباقري فلا؛ لأن ألف الجماع لا يكون بعدها أربعة أحرف، ولا ثلاثة صحاح). [معاني القرآن: 3/120]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ رفرفٍ خضر}: فرش والبسط أيضاً رفارف وتقول العرب كلك شيء من البسط.
{عبقري}: ويرون أنها أرض يوشى فيها قال زهير بن أبي سلمى:
بخيل عليها جنّةٌ عبقرّيةٌ جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا)
[مجاز القرآن: 2/246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رفرف}: فرش، والبسط أيضا رفارف. والعرب تقول لكل وشي ولكل شيء من البسط عبقري ويروون أنها أرض يوشى بها). [غريب القرآن وتفسيره: 363-364]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({متّكئين على رفرفٍ خضرٍ}: يقال: رياض الجنة.
وقال أبو عبيدة: «هي الفرش والبسط أيضا، وجمعه: رفارف».
ويقال: هي المحابس.
و{العبقري}: الطنافس الثّخان.
قال أبو عبيدة: «يقال لكل شيء من البسط: عبقريّ. ويذكر أن عبقر»: ارض كان يعمل فيها الوشي، فنسب إليها كلّ شيء جيد»). [تفسير غريب القرآن: 443-444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {متّكئين على رفرف خضر وعبقريّ حسان}
وقرئت: {على رفارف خضر وعباقريّ حسان}
القراءة هي الأولى، وهذه القراءة لا مخرج لها في العربية، لأن الجمع الذي بعد ألفه حرفان نحو مساجد ومفاتيح لا يكون فيه مثل عباقري لأن ما جاوز الثلاثة لا يجمع بياء النسب, لو جمعت {عبقري}: كان جمعه
عباقرة، كما أنك لو جمعت " مهلّبيّ " كان جمعه مهالبة، ولم يقل مهالبيّ، فإن قال قائل: فمن أين جاز عبقري حسان، و " عبقري " واحد، وحسان جمع؟ فالأصل أن واحده عبقريّة، والجمع عبقري، كما تقول ثمرة وثمر ولوزة ولوز.
ويكون أيضا عبقري اسما للجنس، فالقراءة هي الأولى.
وأما تفسير {رفرف خضر وعبقريّ} فقالوا: الرّفرف ههنا رياض الجنّة وقالوا: الرفرف الوسائد، وقالوا المحابس، وقالوا أيضا فضول المحابس للفرش.
فأما العبقري، فقالوا: البسط، وقالوا: الطنافس المبسوطة والذي يدل على هذا من القرآن قوله:{ونمارق مصفوفة * وزرابيّ مبثوثة}
فالنمارق الوسائد، والزرابي البسط.
فمعنى " رفرف " ههنا، و " عبقري " أنه الوسائد والبسط.
ويدل - واللّه أعلم - على أن الوسائد ذوات رفرف.
وأصل العبقري في اللغة صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر اسم بلد كان يوشّى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شيء جيد، وكل ما بولغ في وصفه إلى عبقر. قال زهير:
بخيل عليها جنّة عبقرية جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا)
[معاني القرآن: 5/104-105]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّفْرَف} الفرش والبسط.)
{والعبقريّ}: الطنافس الثِّخان. وقيل: عبقريّ اسم بلد نسبت هذه إليها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 255-256]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَفْرَفٍ}: فرش، بسط. {عَبْقَرِيٍّ}: منسوب إلى بلد). [العمدة في غريب القرآن: 294]

تفسير قوله تعالى:{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105]

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الاسم) يزاد، قال: أبو عبيدة: بسم الله إنما هو بالله، وأنشد للبيد:
إلى الحولِ ثمَّ اسمُ السَّلامِ عليكما = ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ
أي: السلام عليكما.
و{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ}، أي: تبارك ربّك). [تأويل مشكل القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}
أي: فبأيّ نعم ربّكما التي عددت عليكما يا معشر الجن والإنس تكذبان.
فإنما ينبغي أن يعظّما الله ويمجداه، فختم السورة بما ينبغي أن يمجّد به - عزّ وجلّ - ويعظّم، فقال عزّ وجلّ: {تبارك اسم ربّك ذي الجلال والإكرام}). [معاني القرآن: 5/105] (م)

رد مع اقتباس