الموضوع: سورة النساء
عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 20 جمادى الآخرة 1434هـ/30-04-2013م, 08:55 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا(71)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورة النساء)
قوله تعالى: {يا أيها الذين أمنوا خذوا حذركم...} الآية [71 مدنية / النساء / 4] نسخت وناسخه: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} [122 مدنية / التوبة / 9].[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 31-35]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (سورة النساء)
قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعًا} الآية والثبات العصب المتفرقون فصارت الآية الّتي في سورة التّوبة ناسخة لها وهي قوله تعالى {وما كان المؤمنون لينفروا كافّة} الآية)[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 65-78]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {خذوا حذركم فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً}.
وهذه الآية تتضمّن الأمر بأخذ الحذر، والنّدب إلى أن يكونوا عصباً وقت نفيرهم، ذوي أسلحةٍ عند بروزهم إلى عدوّهم ولا ينفروا منفردين لأنّ الثّبات: الجماعات المتفرّقة.
وقد ذهب قومٌ: إلى أنّ هذه الآية منسوخة.
أخبرنا ابن ناصرٍ قال: أبنا عليّ بن أيّوب، قال: أبنا أبو عليّ بن شاذان، قال: أبنا أبو بكرٍ النّجّاد، قال: أبنا أبو داود السجستافي، قال: بنا الحسن بن محمد، قال: بنا حجّاج بن محمّدٍ قال: قال ابن جريجٍ وعمر بن عطاءٍ
عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {خذوا حذركم فانفروا ثباتٍ}، وقال: {انفروا خفافاً وثقالاً} وقال: {إلاّ تنفروا يعذّبكم عذاباً أليماً} ثمّ نسخ هذه الآيات، فقال: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً فلولا نفر من كلّ فرقةٍ منهم طائفةٌ} الآية.
قلت: وهذه الرّواية فيها مغمزٌ. وهذا المذهب لا يعمل عليه. وأحوال المجاهدين تختلف، والأمر في ذلك على حسب ما يراه الإمام
وليس في هذه الآيات شيءٌ منسوخٌ بل كلّها محكماتٌ. وقد ذهب إلى ما قد ذهبت إليه، أبو سليمان الدّمشقيّ.)
[نواسخ القرآن: 247-296]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة النساء)قوله عز وجل: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} الآية [النساء: 71]، قالوا: هو منسوخ بقوله عز وجل: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة..} الآية [التوبة: 122].
وما أحسب هؤلاء فهموا كلام الله عز وجل: أما قوله عز وجل: {خذوا حذركم} الآية [النساء: 71]، فمعناه: احذروا عدوكم ولا تغفلوا عنه فيتمكن منكم، وانفروا إليه ثبات، أي جماعات: سرية بعد أخرى، أو انفروا عسكرا واحدا.
وأما قوله عز وجل: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة..} الآية [التوبة: 122]، فاختلف فيه: فقيل نزل في قوم بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمون الناس الإسلام، فرجعوا إليه صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله عز وجل: {وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} الآية [التوبة: 120]، خشية أن يكونوا داخلين فيمن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية [التوبة: 122]، وهذا قول مجاهد: فهلا نفر من كل فرقة {طائفة} الآية [التوبة: 122] ليتفقهوا في الدين إذا رجع بعض المعلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي بعض، فإذا نفروا كلهم لم يبق من يعلم، فإذا رجع الذين تعلموا من أهل البوادي إلى قومهم أخبروهم بما تعلموا لعلهم يحذرون مخالفة أمر الله تعالى، فليس هذا بناسخ لقوله عز وجل: {فانفروا ثبات أو انفروا جميعا} الآية [النساء: 71]؛ لأن المعنى: إذا نفرتم إلى العدو فعلى إحدى الحالتين: إما مجتمعين وإما سرايا متفرقين، ولم يرد بقوله: {جميعا}، لا يبقى منكم أحد.
وقال ابن عباس وقتادة: (المعنى: ما كان المؤمنون إذا غزوا وليس معهم النبي صلى الله عليه وسلم لينفروا كلهم ويتركوه لا يبقى منهم أحد عنده، فإذا بقي بعد النافرين قوم ونزل قرآن تعلموه، فإذا رجع النافرون أخبرهم القاعدون بما نزل، ثم ينفر القاعدون ويمكث الأولون عند النبي صلى الله عليه وسلم)، وهذا المعنى أيضا لا يعارض آية النساء، فتكون هذه الآية ناسخة لها.
وروي عن ابن عباس أيضا أنها نزلت في غير هذا المعنى، وإنما أقبلت قبائل مضر إلى المدينة من أجل الجدب الذي أصابهم بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، تأتي {القبيلة} بأسرها، تزعم أن الإسلام أقدمها، وإنما أقدمها الضر، فأعلم الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كاذبون، ولو كان ذلك غرضهم لاكتفوا بإرسال بعضهم إلى المدينة ليتفقهوا ولينذرهم إذا انقلبوا إليهم، واختلاف الرواية دليل الضعف، والمخبر عنه واحد والقصة واحدة، ومع ذلك فلا تعارض بين الآيتين ولا نسخ.
وقال عكرمة: إنما نزلت في تكذيب المنافقين؛ لأنهم لما نزل قوله عز وجل: {ما كان لأهل المدينة} الآية [التوبة: 120].
قال المنافقون لمن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعذر من المؤمنين: هلكتم بتخلفكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية [التوبة: 122]. وهذا تأويل بعيد من سياق الآية، ومع ذلك فلا نسخ.
وقال الحسن البصري: هي في الجهاد، والمعنى: ليتفقه الطائفة النافرة بما تراه من نصرة، وتخبر إذا رجعت بما رأته من ذلك قومها المشركين وتحذرهم أخذ الله تعالى وبأسه.
وروي أنها نزلت في أعراب قدموا المدينة فأغلوا الأسعار وملأوا الطرق بالأقذار.)
[جمال القراء:1/276-294]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس