عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:50 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 66 إلى 76]

{وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74) قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75) وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويقول الإنسان أئذا ما متّ لسوف أخرج حيًّا} [مريم: 66] هذا المشرك يكذّب بالبعث وقد ذكروا أنّه قول أبيّ بن خلفٍ للنّبيّ عليه
[تفسير القرآن العظيم: 1/234]
السّلام حيث جاء بعظمٍ نخرٍ ففتّه بيده ثمّ قال: يا محمّد أيحيي اللّه هذا؟ وتفسيره في سورة يس). [تفسير القرآن العظيم: 1/235]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لسوف أخرج حيّاً...}

و(أخرج) قراءتان). [معاني القرآن: 2/171]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ويقول الإنسان أإذا ما متّ لسوف أخرج حيّا}
يعنى بهذا الكافر الذي لا يؤمن بالغيب خاصة، ومتّ ومتّ). [معاني القرآن: 3/338]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تبارك وتعالى: {أولا يذكر الإنسان أنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئًا} [مريم: 67] فالّذي خلقه ولم يك شيئًا قادرٌ على أن يبعثه يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/235]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو لا يذكر الإنسان...}

وهي في قراءة أبيّ (يتذكّر) وقد قرأت القراء (يذكر) عاصم وغيره). [معاني القرآن: 2/171]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أولا يذكر الإنسان أنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئا}
ويقرأ أو لا يذكر بالتخفيف والتثقيل.
{أنّا خلقناه من قبل ولم يك شيئا}.
أعلم اللّه عزّ وجلّ أن إعادة الخلق مثل ابتداء خلقهم، وهذا كما قال: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه} الآية.
فكان الجواب {قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّة} ). [معاني القرآن: 3/338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان}
أي لا يتفكر وينظر ويذكره بعلم ويتبينه). [معاني القرآن: 4/346]

تفسير قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ أقسم بنفسه فقال: {فوربّك لنحشرنّهم} [مريم: 68] يعني المشركين.
{والشّياطين} [مريم: 68] الّذين دعتهم إلى عبادة الأوثان.
{ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيًّا} [مريم: 68] سعيدٌ، عن قتادة قال: على ركبهم.
قال يحيى: وهذا قبل دخولهم النّار.
وقال بعضهم: {جثيًّا} [مريم: 68] جماعةً جماعةً.
وقال الكلبيّ: جماعةٌ، كلّ أمّةٍ على حدتها). [تفسير القرآن العظيم: 1/235]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {حول جهنّم جثياًّ} جمع جاثٍ، خرج مخرج فاعل والجميع فعول، غير أنهم لا يدخلون الواو في المعتل). [مجاز القرآن: 2/9]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جثيا}: جمع جاث). [غريب القرآن وتفسيره: 240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جثيًّا} جمع جاث. وفي التفسير جماعات). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله تعالى: {فوربّك لنحشرنّهم والشّياطين ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيّا}
أي فوربك لنبعثنهم ولنحشرنهم مع الشياطين الذين أغووهم.
{ثمّ لنحضرنّهم حول جهنّم جثيّا}.
و{جثيّا}. - بالضم والكسر جميعا، ومعنى جثيا على ركبهم، لا يستطيعون القيام مما هم فيه وجثي جمع جاث وجثى، مثل قاعد وقعود وبارك وبروك.
[معاني القرآن: 3/338]
والأصل ضم الجيم وجائز كسرها، اتباعا لكسرة اليّاء.
و {جثيّا}. منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/339]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا}
قال مجاهد وقتادة أي على ركبهم.[معاني القرآن: 4/346]
والمعنى أنهم لشدة ما هم فيه لا يقدرون على القيام). [معاني القرآن: 4/347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جثيا} جمع جاث، والجاثي: البارك على ركبتيه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جِثِيًّا}: جمع جاث). [العمدة في غريب القرآن: 196]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعةٍ} [مريم: 69] تفسير السّدّيّ، يعني من كلّ أهل ملّةٍ.
وقال الحسن ومجاهدٌ: من كلّ أمّةٍ.
قال الحسن: يعني كفّارها.
{أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيًّا} [مريم: 69] قال مجاهدٌ: كفرًا.
وقال الحسن: شدّةٌ في القسوة.
وقال الكلبيّ: أشدّ معصيةً.
[تفسير القرآن العظيم: 1/235]
أخبرني رجلٌ من أهل الكوفة، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ قال: إذا كان يوم القيامة نزل الجبّار تبارك وتعالى، حتّى إذا استوى على كرسيّه نادى بصوته: {لمن الملك اليوم} [غافر: 16] فلا يجيبه أحدٌ فيردّ على نفسه فيقول: {للّه الواحد القهّار {16} اليوم تجزى كلّ نفسٍ بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ اللّه سريع الحساب {17}} [غافر: 16-17] ثمّ أتت عنقٌ من النّار تسمع وتبصر وتتكلّم
حتّى إذا أشرفت على رءوس الخلائق نادت بصوتها: ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ ألا إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، بمن دعا مع اللّه إلهًا آخر، أو قال بمن جعل مع اللّه إلهًا آخر، أو بمن دعا للّه ولدًا، أو بمن زعم أنّه العزيز الحكيم.
ثمّ صوّبت رأسها وسط الخلائق فالتقطتهم كما تلتقط الحمام حبّ السّمسم، ثمّ غاضت بهم فألقتهم في النّار.
ثمّ عادت حتّى إذا كانت مكانها نادت: إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ، إنّي قد وكّلت بثلاثةٍ: بمن سبّ اللّه، وبمن كذب على اللّه، وبمن آذى اللّه.
قال: فأمّا الّذي سبّ اللّه فالّذي زعم أنّه اتّخذ صاحبةً وولدًا وهو واحدٌ صمدٌ {لم يلد ولم يولد {3} ولم يكن له كفوًا أحدٌ {4}} [الإخلاص: 3-4] وأمّا الّذي كذب على اللّه قال: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لا يبعث اللّه من يموت بلى وعدًا عليه حقًّا ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون {38} ليبيّن لهم الّذي يختلفون فيه وليعلم الّذين كفروا أنّهم كانوا كاذبين {39}} [النحل: 38-39] وأمّا الّذي
آذى اللّه فالّذي يصنع الصّور.
فتلتقطهم كما تلتقط الطّير الحبّ حتّى تغيض بهم في جهنّم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/236]
- المعلّى بن هلالٍ، عن الأعمش، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: تندلق عنقٌ من النّار فتقول: إنّي أمرت بكلّ جبّارٍ عنيدٍ، فتلتقطهم فتنطوي عليهم، فتلقيهم في النّار ثمّ ترجع فتقول: إنّي أمرت.
قال يحيى: فذكر خصلتين من الخصال الّتي في الحديث الأوّل فيما أحسب.
محمّد بن راشدٍ قال: سمعت قتادة يقول: تنزل عنقٌ من النّار فتقول: إنّي أمرت بثلاثةٍ: بالّذين كذّبوا اللّه، وبالّذين كذبوا على اللّه، وبالّذين آذوا اللّه.
قال: فأمّا الّذين كذّبوا اللّه فالّذين كذّبوا رسله وكتبه، وأمّا الّذين كذبوا على اللّه فالّذين زعموا أنّ له ولدًا، وأمّا الّذين آذوا اللّه فالمصوّرون). [تفسير القرآن العظيم: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {عتيّاً} مصدر عتوت تعتو).
[مجاز القرآن: 2/10]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة أيّهم أشدّ على الرّحمن عتيّا}
و {عتيا} - بالكسر والضم، ومعناه لننزعن من كل أمّة ومن كل فرقة الأعتى فالأعتى منهم، كأنّهم يبدأ بتعذيب أشدهم عتيا ثم الذي يليه.
فأما رفع (أيّهم) فهو القراءة، ويجوز (أيّهم) بالنصب حكاها سيبويه، وذكر سيبويه أنّ هارون الأعور القارئ قرأ بها.
وفي رفعها ثلاثة أقوال: قال سيبويه عن يونس إن قوله جلّ وعزّ {لننزعنّ} معقلة لم تعمل شيئا.
فكأنّ قول يونس: {ثم لننزعن من كل شيعة} ثم استأنف فقال {أيهم أشد على الرحمن عتيا}.
وأما الخليل فحكى عنه سيبويه أنه على معنى الذين؛ يقال {أيهم أشد على الرحمن عتيا}، ومثله عنده قول الشاعر:

ولقد أبيت من الفتاة بمنزل= فأبيت لا حرج ولا محروم
المعنى فأبيت بمنزلة الذي يقال له لا هو حرج ولا هو محروم.[معاني القرآن: 3/339]
وقال سيبويه إن {أيّهم} مبنية على الضم لأنها خالفت أخواتها، واستعمل معها حرف الابتداء، تقول اضرب لأيّهم أفضل، يريد أيهم هو أفضل، فيحسن الاستعمال، كذلك يحذف هو، ولا يحسن. " اضرب من أفضل " حتى تقول من هو أفضل، ولا يحسن " كل ما أطيبا حتى تقول: كل ما هو أطيب.
فلما خالفت من وما والذي - لأنك لا تقول أيضا: " خذ الذي أفضل " حتى تقول هو أفضل، قال فلما خالفت هذا الخلاف بنيت على الضم في الإضافة، والنّصب حسن، وإن كنت قد حذفت " هو " لأن " هو " قد يجوز حذفها، وقد قرئت (تماما على الّذي [أحسن] وتفصيلا)
على معنى الذي هو أحسن.
قال أبو إسحاق: والذي أعتقده أن القول في هذا قول الخليل، وهو موافق للتفسير، لأن الخليل كان مذهبه أو تأويله في قوله تعالى: (ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة) الذي من أجل عتوه يقال: أي هؤلاء أشدّ عتيّا.
فيستعمل ذلك في الأشدّ فالأشد، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/340]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا}
روى سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص قال يبدأ بالأكابر جرما
ومعنى هذا القول نبدأ بتعذيب أكبرهم جرما ثم الذي يليه ثم الذي يليه
قال مجاهد من كل شيعة من كل أمة عتيا أي كفرا). [معاني القرآن: 4/347]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليًّا} [مريم: 70] يعني الّذين يصلونها.
وقال بعضهم: أشدّ عذابًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/237]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {صليّاً} مصدر " صليت تصلى " خرج مخرج فعلت فعولاً ولا يظهرون في هذا أيضاً الواو).
[مجاز القرآن: 2/10]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صليا}: من صلى يصلى). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ لنحن أعلم بالّذين هم أولى بها صليّا}
وصليّا - بالضم والكسر - على ما فسرنا، وصليا منصوب على الحال.
أي: أي ثم لنحن أعلم بالذين هم أشد على الرحمن عتيا فهم أولى بها صليّا). [معاني القرآن: 3/340]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {صَلِيًّا}: من صلى يصلي). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإن منكم إلا واردها كان على ربّك حتمًا مقضيًّا} [مريم: 71] يعني قسمًا كائنًا.
- حدّثني يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه بن مسعودٍ في قوله: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] قال: الصّراط على جهنّم مثل حدّ السّيف، والملائكة معهم كلابيب من حديدٍ، كلّما وقع رجلٌ اختطفوه، فيمرّ الصّنف الأوّل كالبرق، والثّاني كالرّيح، والثّالث كأجود الخيل، والرّابع كأجود البهائم، والملائكة يقولون: اللّهمّ سلّم سلّم.
- المعلّى، عن الأعمش، عن مجاهدٍ قال: سئل ابن عبّاسٍ وعنده نافع بن الأزرق عن قوله: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال نافعٌ: أمّا الكفّار فإنّهم يردونها.
وأمّا المؤمنون فإنّهم لا يردونها.
فقال ابن عبّاسٍ وعنده إياس بن مضرّبٍ، فقال
[تفسير القرآن العظيم: 1/237]
ابن عبّاسٍ: أمّا أنا وإياسٌ فإنّا سنردها فأنظر هل نخرجنّ منها أم لا.
عثمان، عن عمرٍو، عن الحسن قال: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] إلا داخلها فيجعلها اللّه على المؤمن بردًا وسلامًا كما جعلها على إبراهيم.
- الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّي لأرجو إن شاء اللّه ألا يدخل النّار من شهد بدرًا والحديبية، فقالت حفصة: بلى، فانتهرها انتهارًا شديدًا، فقالت: أليس قد قال اللّه: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] فقال النّبيّ: أوليس قد قال اللّه {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا} [مريم: 72] خالدٌ، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه، عن النّبيّ نحوه.
المعلّى، عن أبانٍ، عن الحسن، عن جابرٍ، عن النّبيّ نحوه.
وأخبرني رجلٌ من أهل الكوفة، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، عن عبيد بن عميرٍ قال: يضرب الصّراط على جهنّم كحدّ السّيف دحضٍ مزلّةٍ، فيمرّون عليه كالبرق وكالرّيح، وكانقضاض الكواكب، وكجواد الخيل، وكجواد الرّجال، والملائكة بجنبي الصّراط معهم خطاطيف كشوك السّعدان، فناجٍ سالمٌ، ومخدوشٌ ناجٍ، ومكردسٌ في النّار، والملائكة يقولون: ربّ سلّم سلّم.
- وأخبرني صاحبٌ لي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعودٍ قال: يضرب الصّراط على جهنّم فيمرّ النّاس على قدر أعمالهم زمرًا: أوّلهم كلمح البرق، ثمّ كمرّ الرّيح، ثمّ كمرّ الطّير، ثمّ كأسرع البهائم، ثمّ كذلك حتّى يمرّ الرّجل سعيًا، وحتّى يمرّ الرّجل مشيًا.
وفي حديث الحسن، عن عبد اللّه بن عمرٍو: وتزلّ قدمٌ وتستمسك أخرى.
قال: عبد اللّه بن مسعودٍ: حتّى يكون آخرهم رجلٌ يتلبّط على بطنه فيقول: يا ربّ، لم
[تفسير القرآن العظيم: 1/238]
أبطأت بي؟ فيقول: لما أبطأ بك عملك). [تفسير القرآن العظيم: 1/239]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {وإن منكم إلّا واردها كان على ربّك حتما مقضيّا}

هذه آية كثير اختلاف التفسير فيها في التفسير فقال كثير من الناس إنّ الخلق جميعا يردون النّار فينجو المتقي ويترك الظالم - وكلهم يدخلها، " فقال بعضهم: قد علمنا الورود ولم نعلم الصّدور. [معاني القرآن: 3/340]
وحجة من قال بهذا القول أنه جرى ذكر الكافرين، فقال: {ثمّ لننزعنّ من كلّ شيعة أيّهم أشدّ} ثم قال بعد: {وإن منكم إلا واردها} فكأنّه على نظم ذلك الكلام عام.
ودليل من قال بهذا القول أيضا قوله {ثمّ ننجّي الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين} ولم يقل وندخل الظالمين، وكان {نذر} و (نترك) للشيء الذي قد حصل في مكانه.
وقال قوم إن هذا إنما يعنى به المشركون خاصة، واحتجوا في هذا بأن بعضهم قرأ: {وإن منهم إلا واردها}، ويكون على مذهب هؤلاء {ثم ننجي الذين اتقوا} أي نخرج المتقين من جملة من ندخله النار.
وقال قوم: إن الخلق يردونها فتكون على المؤمن بردا وسلاما، ثم يخرج منها فيدخل الجنة فيعلم فضل النعمة لما يشاهد فيه أهل العذاب وما رأى فيه أهل النار.
وقال ابن مسعود والحسن وقتادة: إن ورودها ليس دخولها، وحجتهم في ذلك جيدة جدا من جهات: إحداهن أن العرب تقول: وردت ماء كذا ولم تدخله، وقال اللّه عزّ وجلّ:
{ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من النّاس يسقون} وتقول إذا بلغت البلد ولم تدخله: قد وردت بلد كذا وكذا.
قال أبو إسحاق: والحجة القاطعة في هذا القول ما قال اللّه عزّ وجلّ:{إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها}.. فهذا - واللّه أعلم -
دليل أن أهل الحسنى لا يدخلون النار، وفي اللغة وردت بلد كذا وكذا إذا أشرفت عليه، دخلته أو لم تدخله، قال زهير:
فلمّا وردن الماء زرقا جمامه وضعن عصيّ الحاضر المتخيّم
المعنى بلغن إلى الماء، أي أقمن عليه، فالورود ههنا بالإجماع ليس بدخول، فهذه الروايات في هذه الآية، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/341-342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}
في هذه الآية خمسة أقوال:
أ- قيل ورودها دخولها لأن بعده ونذر الظالمين فيها
وإنما يقال نذر لما حصل فينجي الله الذين اتقوا ويصيرون إلى رحمته فيعرفون مقدار ما خلصوا منه لأنهم قد دخلوا النار وخلصوا منها وهذا قول ابن عباس وإسناده جيد
روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال تمارى ابن عباس ونافع الأزرق فقال نافع ليس الورود الدخول وقال ابن عباس هو الدخول أرأيت قول الله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}
أوردوا أم لا وقوله تعالى: {وبئس الورد المورود} فأما أنا وأنت فسنردها وأرجو أن يخرجني الله منها ولا يخرجك منها لتكذيبك فقال له نافع ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته
وروى معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم))
يعني الورود
ب- وقيل يردها المؤمنون وهي جامدة
وروى سفيان عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا يا رب ألم توعدنا أنا نرد النار فيقول قد وردتموها وهي جامدة
ج- وقيل يعني القيامة
د- وقيل وإن منكم إلا واردها يراد به المشركون واستدل صاحب هذا القول بأن عمر بن الوليد روى عن عكرمة أنه قرأ {وإن منكم إلا واردها}
هـ- والقول الخامس أن ورودها بلاغها والممر بها
وروى معمر عن قتادة وإن منكم إلا واردها قال الممر بها
وروى الحسن بن مسلم عن عبيد الله بن عمير وإن منكم إلا واردها
قال حضورها
فهذه خمسة أقوال والله أعلم بما أراد إلا أنه معروف في كلام العرب أن يقال وردت كذا أي بلغته ولم أدخله قال زهير:
فلما وردن الماء زرقا جمامة = وضعن عصي الحاضر المتخيم
وقرأ أبي بن كعب ثم ننجي الذين اتقوا أي في ذلك الموضع
قال أبو جعفر وأبين ما في هذه الأقوال قول من قال وإن منكم إلا واردها إنها القيامة وقوله تعالى: {فوربك لنحشرنهم} يدل على ذكر القيامة فكنى عنها بهذا
وكذلك ذكر جهنم يدل على القيامة لأنها فيها والله جل وعز: يقول {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فيبعد أن يكون مع هذا دخول النار
وقرأ ابن عباس ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا). [معاني القرآن: 4/351-347]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ونذر الظّالمين فيها جثيًّا} [مريم: 72] سعيدٌ، عن قتادة قال: على ركبهم.
وقال بعضهم: جماعةً جماعةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/239]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أيّ الفريقين} [مريم: 73] نحن وأنتم.
{خيرٌ مقامًا وأحسن نديًّا} [مريم: 73] المقام: المسكن، والنّديّ: المجمع.
وقال قتادة: النّديّ، المجلس.
وهو واحدٌ.
قال مجاهدٌ: يقوله مشركو قريشٍ لهؤلاء أصحاب محمّدٍ.
وقال سعيدٌ: قال قتادة: رأوا أصحاب نبيّ اللّه في عيشهم خشونةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/239]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خيرٌ مّقاماً وأحسن نديّاً...}:

مجلساً. والندي والنادي لغتان). [معاني القرآن: 2/171]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأحسن نديّاً} أي مجلساً والندى والنادي واحد، قال حاتم طي:
ودعيت في أولى النّدىّ=ولم ينظر إليّ بأعين خزر
والجميع منها أندية،
قال سلامة بن جندل:
يومان يوم مقاماتٍ وأنديةٍ=ويوم سير إلى الأعداء تأويب).
[مجاز القرآن: 2/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {نديا}: مجلسا والندي والنادي واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {خيرٌ مقاماً} أي منزلا.
{وأحسن نديًّا} أي مجلسا. يقال للمجلس: نديّ ونادى. ومنه قيل: دار النّدوة، للدار التي كان المشركون يجلسون فيها ويتشاورون في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
و(الأثاث): المتاع.
و(الرئي): المنظر، والشّارة، والهيئة). [تفسير غريب القرآن: 275]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أيّ الفريقين خير مقاما وأحسن نديّ}
{وأحسن نديّا} معناه مجلسا). [معاني القرآن: 3/342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا}
روى أبو ظبيان عن ابن عباس في قوله: {أي الفريقين خير مقاما} قال منزلا {وأحسن نديا} قال مجلسا
قال الكسائي الندي والنادي المجلس [معاني القرآن: 4/351]
قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة يقال ندوت القوم أندوهم أي جمعتهم ومنه قيل دار الندوة لأنهم كانوا يجتمعون فيها إذا حزبهم الأمر ومنه قوله تعالى: {وتأتون في ناديكم المنكر} ). [معاني القرآن: 4/352]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأحسن نديا} أي: مجلسا). [ياقوتة الصراط: 342]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نديا} مجلسا و{مقاما} منزلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نَدِيّـاً}: مجلسا). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وكم أهلكنا قبلهم من قرنٍ هم أحسن أثاثًا ورئيًا} [مريم: 74] منهم.
والأثاث: المال.
وقال بعضهم: المتاع.
{ورئيًا} [مريم: 74] من قرأها مهموزةً فيقول: منظرًا.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {أحسن أثاثًا ورئيًا} [مريم: 74] أكثر متاعًا وأحسن مرآةً ومنظرًا.
وقال الحسن: ورئيًا، صورًا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/239]
ومن قرأها بغير همزةٍ فيقول: وريًّا من قبل الرّواء.
وإنّما عيش النّاس بالمطر، به تنبت زرعهم وتعيش ماشيتهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/240]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أحسن أثاثاً ورءياً...}

الأثاث: المتاع. والرّئي: المنظر، والأثاث لا واحد له، كما أن المتاع لا واحد له. والعرب تجمع المتاع أمتعة وأماتيع ومتعاً. ولو جمعت الأثاث لقلت: ثلاثة آثّةٍ، وأثت لا غير. وأهل المدينة يقرءونها بغير همز (وريّاً) وهو وجه جيّد؛ لأنه مع آيات لسن بمهموزات الأواخر. وقد ذكر عن بعضهم أنه ذهب بالريّ إلى رويت. وقد قرأ بعضهم (وزيّاً) بالزاي. والزّي: الهيئة والمنظر. والعرب تقول: قد زيّيت الجارية أي زيّنتها وهيّأتها). [معاني القرآن: 2/171]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أثاثاً} أي متاعا وهو جيد المتاع.
"ورئياً " وهو ما ظهر عليه ورأيته عليه). [مجاز القرآن: 2/10]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وكم أهلكنا قبلهم مّن قرنٍ هم أحسن أثاثاً ورءياً}
وقال: {ورءياً} فـ"الرءي" من الرؤية وفسروه من المنظر فذاك يدل على أنّه من "رأيت"). [معاني القرآن: 3/3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أثاثا}: متاعا.
{ورءيا}: منظرا). [غريب القرآن وتفسيره: 241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا}
{أحسن أثاثا ورئيا}.
فيها أربعة أوجه:
رئيا بهمزة قبل الياء، والراء غير معجمة، وريّا بتشديد بياء مشددة، وزيّا - بالزاي معجمة، وقد قرئ بهذه الثلاثة الأوجه.
ويجوز وجه رابع لم يقرأ به - بياء وبعدها همزة - وريئا:
فأمّا رئيا - بهمزة قبل الياء - فالمعنى فيه هم أحسن أثاثا أي متاعا، ورئيا منظرا، من رأيت، ومن قرأ بغير همز فله تفسيران: على معنى الأول بطرح الهمزة وعلى معنى أن منظرهم مرتو من النعمة، كأن النعيم بيّن فيهم، ومن قرأ زيّا فمعناه أن زيّهم حسن يعني هيئتهم.
قال الشاعر:
أشاقتك الظّعائن يوم بانوا =بذي الرّئي الجميل من الأثاث
ونصب (أحسن أثاثا ورئيا) على نية التفسير.
المعنى وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا منهم وأحسن زيا منهم. ومن قرأ ريئا فهو بمعنى رئيا مقلوب لأن من العرب من يقول قد راءني زيد وتقول قد رآني.في هذا المعنى قال الشاعر كثير:
وكل خليل راءني فهو قائل= من أجلك هذا هامة اليوم أو غد).
[معاني القرآن: 3/343-342]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا}
روى الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال الأثاث المتاع والرئى المنظر
قال أبو جعفر والأثاث في اللغة المتاع وقال الأحمر واحدته أثاثة
وقال الفراء لا واحد له
وكذلك الرئى المنظر من رأيت أي ما ترى في صورة
الإنسان ولباسه ويقرأ وريا بلا همزة وهو جيد على تخفيف الهمز
وهو حسن ههنا لتتفق رؤوس الآيات
ويجوز أن يكون من الري والنعمة
وقال الأخفش يجوز أن يكون من ري المطر والزي بالزاي الهيئة والحسن يقال زيت المرأة أي زينتها وهيأتها). [معاني القرآن: 4/353-352]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ورئيا} منظرا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَثاثاً}: متاعا.
{وَرِئْيـاً}: منظرا). [العمدة في غريب القرآن: 197]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل من كان في الضّلالة} [مريم: 75] هذا الّذي يموت على ضلالته.
{فليمدد له الرّحمن مدًّا} [مريم: 75] هذا دعاءٌ، فأمدّ له الرّحمن مدًّا.
أمر اللّه النّبيّ أن يدعو بهذا.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: فليدعه الرّحمن في طغيانه.
قال: {حتّى إذا رأوا ما يوعدون إمّا العذاب} [مريم: 75] في الدّنيا قبل عذاب الآخرة.
{وإمّا السّاعة} [مريم: 75] أي وإمّا عذاب الآخرة، فهو العذاب الأكبر.
لم يبعث اللّه نبيًّا إلا وهو يحذّر أمّته عذاب اللّه في الدّنيا وعذابه في الآخرة إن لم يؤمنوا.
قال: {فسيعلمون} [مريم: 75] عند ذلك.
{من هو شرٌّ مكانًا} [مريم: 75] أهم أم المؤمنون.
{وأضعف جندًا} [مريم: 75] في النّصرة والمنعة.
أي إنّهم ليس لهم أحدٌ يمنعهم من عذاب اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فليمدد له الرّحمن مدًّا} أي يمد له في ضلالته).
[تفسير غريب القرآن: 275]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {قل من كان في الضّلالة فليمدد له الرّحمن مدّا *حتّى إذا رأوا ما يوعدون إمّا العذاب وإمّا السّاعة فسيعلمون من هو شرّ مكانا وأضعف جندا}
هذا لفظ أمر في معنى الخبر، وتأويله أن اللّه عزّ وجلّ جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها، ويمده فيها، كما قال - جلّ وعزّ -:{من يضلل اللّه فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}إلا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر ،كأن لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزاما، كأنّه يقول أفعل ذلك وآمر نفسي به، فإذا قال القائل: من رآني فلأكرمه، فهو ألزم من قوله أكرمه، كأنّه قال: من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك.
وقوله: {إمّا العذاب وإمّا السّاعة}.
العذاب والساعة منصوبان على البدل من (ما يوعدون) المعنى حتى إذا رأوا العذاب أو رأوا الساعة، فالعذاب ههنا ما وعدوا به من نصر المؤمنين عليهم فإنهم يعذبونهم قتلا وأسرا.
والساعة يعنى بها يوم القيامة وبما وعدوا به فيها من الخلود في النار.
{فسيعلمون من هو شرّ مكانا وأضعف جندا}أي فسيعلمون بالنصر، والقتل أنهم أضعف جندا من جند النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويعلمون بمكانهم من جهنم، ومكان المؤمنين من الجنة من هو شرّ مكانا). [معاني القرآن: 3/343]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا}
يقال ما معنى الأمر ههنا
قال أبو جعفر الجواب أن هذا أبلغ فلو قلت إن تجئني فلأكرمك كان أبلغ من قولك إن تجئني فأكرمك وإنما صار أبلغ لأن فيه معنى الإلزام). [معاني القرآن: 4/353]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة}
العذاب ههنا أن ينصر الله المسلمين عليهم فيعذبوهم بالقتل والسبي
والساعة القيامة أي وأما تقوم القيامة فيصيرون إلى النار فسيعلمون من هو شر مكانا إذا صاروا إلى النار وأضعف جندا إذا نصر الله المسلمين عليهم). [معاني القرآن: 4/354]

تفسير قوله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ويزيد اللّه الّذين اهتدوا هدًى} [مريم: 76] يعني: يزيدهم إيمانًا.
وهو تفسير السّدّيّ.
قوله: {والباقيات الصّالحات} [مريم: 76] قال الحسن: الفرائض.
وقال ابن عبّاسٍ: الصّلوات الخمس، وسبحان اللّه، والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/240]
- المعلّى بن هلالٍ، عن العلاء بن عبد الكريم، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ قال: لمّا أسري بالنّبيّ لقي إبراهيم النّبيّ فقال له: يا محمّد أقرئ أمّتك السّلام وأخبرهم أنّ الجنّة طيّبةٌ تربتها، طيّبٌ ماؤها، وأنّها قيعانٌ، وأنّ غرسها سبحان اللّه والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر.
- وحدّثني أبو الأسحم عقبة بن مرثدٍ، عن أبي إسحاق الهمذانيّ قال: سمعت عليّ بن أبي طالبٍ يقول: الباقيات الصّالحات: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر.
- وحدّثني الخليل بن مرّة، عن محمّد بن عجلان أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال لأصحابه يومًا: «خذوا جنّتكم».
قالوا: يا رسول اللّه أمن عدوٍّ حضر؟ قال: «خذوا جنّتكم من النّار».
قالوا: يا رسول اللّه وما جنّتنا؟ قال: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر فإنّهنّ يأتين يوم القيامة مقدّماتٍ، ومجنّباتٍ، ومعقّباتٍ، وهنّ الباقيات الصّالحات».
قوله: {خيرٌ عند ربّك ثوابًا} [مريم: 76] جزاءً في الآخرة.
{وخيرٌ مردًّا} [مريم: 76] خيرٌ عاقبةً من أعمال الكفّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/241]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ويزيد اللّه الّذين اهتدوا هدًى...}

بالناسخ والمنسوخ). [معاني القرآن: 2/171]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ويزيد اللّه الّذين اهتدوا هدى والباقيات الصّالحات خير عند ربّك ثوابا وخير مردّا}
قيل بالناسخ والمنسوخ نحو ما كان من صوم رمضان من أنه كان يجوز لمن يقدر على الصوم أن يطعم مسكينا ويفطر، فنسخ ذلك بإلزام الصوم.
وجائز أن يكون -: {ويزيد اللّه الّذين اهتدوا هدى} يجعل جزاءهم أن يزيدهم في يقينهم هدى كما أضل اللّه الفاسق بفسقه.
وقوله عزّ وجلّ: {والباقيات الصّالحات خير عند ربّك ثوابا}.
معناه الأعمال الصالحة، وأولها توحيد اللّه، وهو شهادة أن لا إله إلا اللّه). [معاني القرآن: 3/344]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}
قيل نزيدهم هدى بالناسخ والمنسوخ،
وقيل نزيدهم هدى مجازاة،
وقد ذكرنا معنى الباقيات الصالحات في سورة الكهف). [معاني القرآن: 4/354]


رد مع اقتباس