عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 15]

{كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)}

تفسير قوله تعالى: {كهيعص (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كهيعص} [سورة مريم: 1].
كان الكلبيّ يقول: كافٍ، هادٍ، عالمٌ، صادقٌ.
ويقول: كافٍ لخلقه، هادٍ لعباده، عالمٌ بأمره، صادقٌ في قوله.
وكان الحسن يقول: لا أدري ما تفسيره غير أنّ قومًا من أصحاب النّبيّ عليه السّلام كانوا يقولون: أسماء السّور ومفاتيحها). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
( قوله عزّ وجلّ : {كهيعص}

فيها في القراءة ثلاثة أوجه: فتح الهاء والياء، وكسرهما.
وقرأ الحسن بضم الهاء {كهيعص}، وهي أقل اللغات.
فأمّا الفتح فهو الأصل. تقول: ها. با. تا... في حروف الهجاء، ومن العرب من يقول ها يا. بالكسر.
ومنهم من ينحو نحو الضم فيقول ها. يا، يشم الضمّ.
وحكى الخليل وسيبويه أن من العرب من يقول في الصلاة الصّلوة، فينحو نحو الضم، فأمّا من روى ضمّ الهاء مع الياء فشاذ، لأن إجماع الرواة عن الحسن ضم الهاء وحدها.
وفي الرواية ضم الياء قليل عنه.
واختلف في تفسير {كهيعص} فقال أكثر أهل اللغة إنها حروف التّهجّي تدل على الابتداء بالسورة نحو {الم، والر}.
وقيل إن تأويلها أنها حروف يدلّ كل واحد منها على صفة من صفات اللّه - عزّ وجلّ - فكاف يدل على كريم، و " ها " يدل على هاد، و " يا " من حكيم، و " عين " يدل على عالم، و " صاد " يدلّ على صادق.
وهذا أحسن ما جاء في هذه الحروف، وقد استقصينا ذلك في أول سورة البقرة.
والعين قالوا يدل على عليم.
وروي أن {كهيعص} اسم من أسماء اللّه تعالى.
وروى أن عليّا - (عليه السلام) أقسم بكهيعص، أو قال: يا كهيعص.
والدعاء لا يدل على أنه اسم واحد، لأن الداعي إذا علم أن الدعاء بهذه الحروف يدل على صفات اللّه - جلّ وعزّ - فدعا بها.
فكأنه قال: يا كافي يا هادي يا عالم يا صادق، فكأنه دعا بكهيعص لذكرها في القرآن وهو يدل على هذه الصفات، فإذا أقسم فقال: وكهيعص، فكأنه قال والكافي والهادي والعالم والحكيم والصادق.
وأسكنت هذه الحروف لأنها حروف تهجّ النيّة فيها الوقف). [معاني القرآن: 3/317-318]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( من ذلك قوله جل اسمه: {كهيعص}
حدثنا أبو بكر بن نافع قال نا سلمة بن شبيب قال نا عبد الرزاق قال أنبأنا ابن عيينة عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {كهيعص}
قال كاف من كاف وهاء من هاد وياء من حكيم وعين من عليم وصاد من صادق
قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن قتادة في قوله: {كهيعص} قال اسم من أسماء القرآن
قال أبو جعفر وقد استقصينا ما في هذا في سورة البقرة). [معاني القرآن: 4/307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في {كهيعص} إن الكاف (كافٍ)، والهاء (هادٍ)، والياء (يد من الله على خلقه)
والعين (عالم بهم)، والصاد (صادق فيما وعدهم به) ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]

تفسير قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: ثمّ ابتدأ الكلام فقال: {ذكر رحمة ربّك عبده زكريّا} [مريم: 2] يقول: ذكره لزكريّا رحمةٌ من اللّه له). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا...}

الذكر مرفوع بكهيعص. وإن شئت أضمرت: هذا ذكر رحمة ربّك. والمعنى ذكر ربّك عبده برحمته فهو تقديم وتأخير. {زكريّا} في موضع نصب). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
قال: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} قال: "ممّا نقصّ عليك ذكر رحمة ربّك" فانتصب العبد بالرحمة. وقد يقول الرجل "هذا ذكر ضرب زيدٍ عمراً"). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
{ذِكْرُ} مرتفع بالمضمر، المعنى هذا الذي نتلوه عليك ذكر رحمة ربك عبده بالرحمة، لأن ذكر الرحمن إياه لا يكون إلا باللّه - عزّ وجلّ -.
والمعنى ذكر ربك عبده بالرحمة.
و{زَكَرِيَّا} يقرأ على وجهين، بالقصر والمد، فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - على لسان نبيه عليه السلام وصية زكريا ويحيى ليعلم أهل الكتاب أن محمدا - عليه السلام - قد أوحي إليه،
وأنزل عليه ذكر من مضى من الأنبياء وأنهم يجدون ذلك في كتبهم على ما ذكر - صلى الله عليه وسلم - وهو لم يتل كتابا ولا خطّه بيمينه، وأنه لم يعلم ذلك إلا من قبل الله تعالى وكان إخباره بهذا وما أشبهه على هذه الصفة دليلا على نبوته - صلى الله عليه وسلم -.
وقال بعض أهل اللغة إنّ قوله: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} يرتفع بـ {كهيعص} وهذا محال لأنّ {كهيعص} ليس هو فيما أنبأنا اللّه - عزّ وجل - به عن زكريا، وقد بيّن في السورة ما فعله به وبشّره به.
ولم يجئ في شيء من التفسير أن {كهيعص} هو قصة زكريا ولا يحيى ولا شيء منه، وقد أجمع القائل لهذا القول وغيره أن رفعه بالإضمار هو الوجه). [معاني القرآن: 3/318-319]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ نادى ربّه نداءً خفيًّا} [مريم: 3] دعاءً لا رياء فيه في تفسير الحسن.
وقال قتادة: خفيًّا، سرًّا.
حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن عقبة بن عبد الغافر قال: دعوة السّرّ أفضل من سبعين في العلانية). [تفسير القرآن العظيم: 1/213]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
({إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}

[و] قال: {نِدَاءً خَفِيًّا} وجعله من الإخفاء). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
دعا اللّه - عزّ وجلّ - سرا ، وبين ما الذي سأل الله عزّ وجلّ، فقال : {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} ). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
قال يونس بن عبيد كان الحسن يرى أن يدعو الإمام في القنوت ويؤمن من خلفه من غير رفع الصوت وتلا يونس { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} ). [معاني القرآن: 4/307-308]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال ربّ إنّي وهن العظم منّي} [مريم: 4] ضعفت العظام منّي في تفسير قتادة.
وقال الحسن: ضعف.
{وهن العظم منّي} [مريم: 4] قال يحيى: رقّ.
قال: {واشتعل الرّأس شيبًا ولم أكن بدعائك} [مريم: 4] أي: بدعائي إيّاك.
{ربّ شقيًّا} [مريم: 4] يقول: لم أزل بدعائك سعيدًا لم تردده عليّ.
وقال الكلبيّ: لم يكن دعائي ممّا يخيب عندك). [تفسير القرآن العظيم: 1/214]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا...}

يقول: لم أشق بدعائك، أجبتني إذ دعوتك). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}
وقال: {شَيْبًا} لأنه مصدر في المعنى كأنه حين قال: {اشْتَعَلَ} قال: "شاب" فقال {شيبا} على المصدر وليس هو مثل "تفتأت شحماً" و"امتلأت ماءً" لأن ذلك ليس بمصدر).
[معاني القرآن: 3/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لم أكن بدعائك ربّ شقيًّا}، يريد: لم أكن أخيب إذا دعوتك). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}
ومعنى {وَهَنَ} ضعف.
{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} قيل إن كان قد أتت له في ذلك الوقت خمس وستون سنة، وقيل ستون سنة وقيل خمس وسبعون سنة.
و {شَيْبًا} منصوب على التمييز المعنى اشتعل الرأس من الشيب، يقال للشيب إذا كثر جدا: قد اشتعل رأس فلان.
{وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي كنت مستجاب الدعوة.
ويجوز أن يكون أراد {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي من دعاك مخلصا فقد وحّدك وعبدك، فلم أكن بعبادتك شقيّا). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} قال أبو زيد يقال وهن يهن ووهن يوهن وقال غيره أي ضعف).
[معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} يقال لمن كثر الشيب في رأسه اشتعل رأسه شيبا). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} أي لم أكن أخيب إذا دعوتك). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} أخبرنا أبو عمر قال: أنا ثعلب، عن سلمة، عن الفراء، عن الكسائي، قال: هذا المنقول، ومعناه: واشتعل شيب الرأس، قال: نقل وأخرج مفسرا). [ياقوتة الصراط: 333]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّي خفت الموالي من ورائي} [مريم: 5] أي: الورثة من بعدي، يعني: العصبة.
وهو تفسير السّدّيّ، الّذين يرثون ماله.
فأراد أن يكون من صلبه من يرث ماله.
في تفسير قتادة: ويرث ماله.
وتفسير الحسن: يرث علمه ونبوّته.
- قال سعيدٌ: قال قتادة عند ذلك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رحم اللّه زكريّاء ما كان عليه من ورثه».
- وحدّثنا المبارك بن فضالة والحسن بن دينارٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «رحم اللّه زكريّاء ما كان عليه من ورثه».
قوله: {وكانت امرأتي عاقرًا} [مريم: 5] أي: لا تلد.
{فهب لي من لدنك} [مريم: 5] من عندك.
{وليًّا} [مريم: 5] يعني: الولد.
تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/214]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {الموالي}

هم بنو (عم الرجل) وورثته والولي والمولى في كلام العرب واحد وفي قراءة عبد الله (إنّما مولاكم الله ورسوله) مكان (وليّكم) وذكر في خفّت الموالى أنه قلّت، ذكر عن عثمان (بن عفان) ). [معاني القرآن: 2/161]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} أي بني العم من ورائي، أي قدامي وبين يدي وأمامي، قال:

أترجو بني مروان سمعي وطاعتي= وقومي تميم والفلاة ورائيا
قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهبٍ:

مهلاً بني عمنّا مهلاً موالينا=لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا).

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي من عندك ولداً ووارثاً وعضداً رضياً يرثني ؛ يرفعه قوم على الصفة، مجازه: هب لي ولياً وارثاً، يقولون: ائتني بدابة أركبها، رفع لأن معناها: ائتني بدابة تصلح لي أن أركبها ؛ ولم يرد الشرط ومن جزمه فعلى مجاز الشريطة والمجازاة كقولك: فإنك إن وهبته لي ورثني). [مجاز القرآن: 2/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {خفت الموالي}: قالوا بني العمة والعصبة.
{ورائي}: قدامي).[غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {خِفْتُ الْمَوَالِيَ} وهم العصبة.
{مِنْ وَرَائِي} أي من بعد موتي. خاف أن يرثه غير الولد.
{ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يرِثُنِي} يعني الولد يرثه الحبورة. وكان حبرا). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( المولى : المعتق. والمولى: عصبة الرّجل. ومنه قول الله عز وجل: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}. أراد: القرابات.
وقال رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة نكحت بغير أمر مولاها فنكاحها باطل))، أي: بغير أمر وليها.
وقد يقال لمن تولّاه الرجل وإن لم يكن قرابة: مولى. قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} أي: وليّ المؤمنين، وأن الكافرين لا ولي لهم.
وقال تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}. أي: وليّ عن وليّه شيئا، إمّا بالقرابة أو بالتّولّي.[تأويل مشكل القرآن: 455]
والحليف أيضا: المولى. قال النابغة الجعدي:

موالِيَ حِلْفٍ لا مَوالِي قَرَابَةٍ = وَلَكِنْ قَطِينًا يَسْأَلُونَ الأَتَاوِيَا
وقال الله عز وجل: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}يريد: إذا دعاهم إلى أمر، ودعتهم أنفسهم إلى خلاف ذلك الأمر- كانت طاعته أولى بهم من طاعتهم لأنفسهم). [تأويل مشكل القرآن: 456]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: عزّ وجلّ: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}
- بإسكان الياء من ورائي - معناه من بعدي، والموالي واحدهم مولى.
وهم بنو العم وعصبة الرجل، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب.
وقوله: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} أي قد بلغت هذه السّن وامرأتي عاقر، والعاقر من النساء التي بها علة تمنع الولد، فكذلك العاقر من الرجال، فليس يكون لي ولد إلا {وليّا} فهبه لي، فإنك على كل شيء قدير). [معاني القرآن: 3/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}
روى هشام عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال الكلالة
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال العصبة وقال أبو عبيدة يعني بني العم قال ومن ورائي أي من قدامي
وقول مجاهد أولى يقال للعصبة موال أي من يليه في النسب كما أن الأقرباء من يقرب إليه في النسب وبنو العم داخلون في هذا كما قال الشاعر:
مهلا بني عمنا مهلا موالينا
وقوله أيضا: من ورائي من قدامي مخالف لقول أهل التفسير لأن المعنى عندهم من بعد موتي
وقال سعيد بن العاص: أمل علي عثمان بن عفان رحمة الله عليه وإني خفت الموالي من ورائي يعني بتشديد الفاء وكسر التاء وإسكان الياء قال ومعناه قلت). [معاني القرآن: 4/308-310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد كأن بها عقرا يمنعها من الولاد). [معاني القرآن: 4/310]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ( {المَوَالِيَ} قال: الموالي - هاهنا - هم بنو العم). [ياقوتة الصراط: 333]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345 هـ): ( {عَاقِرًا} أي: لا تلد، يقال: عقرت، والعقيم مثلها، يقال: عقمت). [ياقوتة الصراط: 334]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الموالي} العصبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المَوَالِيَ}: بنو العم.
{مِنْ وَرَائِي}: قدامي.
{عاقِرً}: لا تلد). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يرثني ويرث من آل يعقوب} [مريم: 6] ملكهم وسلطانهم.
كانت امرأة زكريّاء من ولد يعقوب ليس يعني يعقوب الأكبر، يعقوب دونه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/214]
{واجعله ربّ رضيًّا} [مريم: 6] فأوحى اللّه إليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/215]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يَرِثُنِي...}

تقرأ جزما ورفعاً: قرأها يحيى بن وثّاب جزما والجزم الوجه؛ لأن {يرثني} من آية سوى الأولى فحسن الجزاء. وإذا رفعت كانت صلةً للوليّ: هب لي الذي يرثني. ومثله {ردءًا يصدّقني}
و{يصدّقني}.
وإذا أوقعت الأمر على نكرة: بعدها فعل في أوّله الياء والتّاء والنون والألف كان فيه وجهان: الجزم على الجزاء والشرط، والرفع على أنه صلة للنكرة بمنزلة الذي، كقول القائل: أعرني دابّة أركبها، وإن شئت أركبها: وكذلك {أنزل علينا مائدةً من السّماء تكون لنا} ولو قال (تكن لنا) كان صوابا. فإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليس للأوّل ولا يصلح فيه إضمار الهاء إن كان الفعل واقعاً على الرجل فليس إلاّ الجزم؛ كقولك: هب لي ثوباً أتجمّل مع الناس لا يكون (أتجمّل) إلاّ جزماً؛ لأن الهاء لا تصلح في أتجمل. وتقول: أعرني دابّة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الهاء فيصلح ذلك). [معاني القرآن: 2/161-162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رضيا}: مرضيا). [غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} الملك. كذلك قيل في التفسير). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}
ويقرأ بالجزم {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ} على جواب الأمر ومن قرأ {يَرِثُنِي وَيَرِثُ} فعلى صفة الولي، وقيل يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة.
وقال قوم لا يجوز أن يقول زكريا: إنه يخاف أن يورث المال لأن أمر الأنبياء والصالحين أنهم لا يخافون أن يرثهم أقرباؤهم ما جعله الله لهم، وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: ((إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة )) فقالوا معناه يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة.
وقوله: {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}.
وقوله أيضا {وَلِيًّا} يدل على أنه سأل ولدا دينا، لأن غير الدّيّن لا يكون وليا للنبي عليه السلام). [معاني القرآن: 3/320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ}
روى هشيم عن إسماعيل عن أبي خالد عن أبي صالح قال: يكون نبيا كما كانوا أنبياء
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كانت وراثته علما وكان زكريا من آل يعقوب
وروى عن داود بن أبي هند عن الحسن يرثني أي يرث مالي ويرث من آل يعقوب النبوة
وأبو إسحاق يذهب إلى القول الأول ويبعد أن يكون نبي يشفق أن يورث ماله للحديث المأثور). [معاني القرآن: 4/311-312]

تفسير قوله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يا زكريّا إنّا نبشّرك بغلامٍ اسمه يحيى} [مريم: 7] سعيدٌ، عن قتادة قال: أحياه اللّه بالإيمان.
قوله: {لم نجعل له من قبل سميًّا} [مريم: 7] سعيدٌ، عن قتادة قال: لم يسمّ به أحدًا قبله، يعني يحيى.
وبلغني عن ابن عبّاسٍ قال: لم تلد العواقر قبله يقول: {سميًّا} [مريم: 7]، يساميه، نظيرٌ له في ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/215]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا...}

لم يسمّ أحد بيحيى قبل يحيى بن زكريّا). [معاني القرآن: 2/162]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يَا زَكَرِيَّا} مجازه مجاز المختصر كأنك قلت: " فقلنا يا زكريا " وفيه ثلاث لغات: زكرّياء ممدود، وزكرّيا ساكن، وزكرىٌّ تقديره بختيٌّ). [مجاز القرآن: 2/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لم نجعل له من قبل سميا}: قالوا لم يسم أحد قبله يحيى). [غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يسمّ أحد قبله: يحي. فأما قوله: {هل تعلم له سميًّا} فإنه أراد - فيما ذكر المفسرون - شبيها. ولو أراد أنه لا يسمّي اللّه غيره، كان وجها). [تفسير غريب القرآن: 272]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}
{إِنَّا نُبَشِّرُكَ}. ونبشرك{بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا} أي لم يسم أحد قبله بيحيى، كذا قال ابن عباس، وقيل سمي بيحيى لأنه حيى بالعلم وبالحكمة التي أوتيها،
وقيل لم نجعل له من قبل سميا، أي نظيرا ومثلا. كل ذلك قد جاء في التفسير). [معاني القرآن: 3/320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} أي قلنا يا زكريا). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لم يسم أحد قبل يحيى بيحيي غيره وروى سفيان عن أبيه عن حسان بن أبي الأشرس لم نجعل له من قبل سميا قال عدلا
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال مثلا .
قال أبو جعفر ويقوي هذا أن أهل التفسير منهم ابن جريج قالوا في قول الله هل تعلم له سميا أي مثلا أي شريكا). [معاني القرآن: 4/312-313]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَمِيًّا}: لم يسمّ أحداً يحيى قبله). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال ربّ أنّى يكون لي غلامٌ} [مريم: 8] يقول: من أين يكون لي غلامٌ؟ {وكانت امرأتي عاقرًا} [مريم: 8] لا تلد.
{وقد بلغت من الكبر عتيًّا} [مريم: 8] قال الحسن: أراد زكريّاء أن يعلم كيف ذلك.
قوله: {وقد بلغت من الكبر عتيًّا} [مريم: 8] قال مجاهدٌ: قحول العظم.
وقال الكلبيّ: العتيّ: اليبس.
وهي في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: وقد بلغت من الكبر عسيًّا.
وقال بعضهم: يبس جلدي على عظمي). [تفسير القرآن العظيم: 1/215]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} و{عِتِيًّا} وقرأ ابن عباس (عسيّاً) وأنت قائل للشيخ إذا كبر، قد عتا وعسا كما يقال للعود إذا يبس).

[معاني القرآن: 2/162]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد، وكذلك لفظ المذكر مثل الأنثى، قال عامر بن الطفيل:
لبئس الفتى إن كنت أعور عاقراً= جباناً فما عذرى لدى كل محضر).
[مجاز القرآن: 2/1]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} كل مبالغ من كبر أو كفرٍ أو فسادٍ فقد عتا يعتو عتياً). [مجاز القرآن: 2/2]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({عتيا}: كل مبالغ في شر أو كفر فقد عتا عتيا). [غريب القرآن وتفسيره: 236]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي يبسا. يقال: عتا وعسا، بمعنى واحد. ومنه يقال: ملك عات، إذا [كان] قاسي القلب غير لّين).
[تفسير غريب القرآن: 272]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ [عِتِيًّا]}
وتقرأ {عتيّا}، وقد رويت عسيّا - بالسين - ولكن لا يجوز في القراءة لأنه بخلاف المصحف، وكل شيء انتهى فقد عتا يعتو عتيّا وعتوّا وعسوّا، وعسيّا.
فأحب أن يعلم من أيّ جهة يكون له ولد، ومثل امرأته لا تلد ومثله لا يولد له). [معاني القرآن: 3/320-321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} قال مجاهد أي نحول العظم
ويروي أن عبد الله بن مسعود قرأ (عسيا)
يقال عتا يعتو وعسى يعسو إذا بلغ النهاية في الشدة والكبر قال قتادة كان ابن بضع وسبعين سنة). [معاني القرآن: 4/310-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} قال أبو إسحاق أراد أن يعلم من أي جهة يولد له وامرأته عاقر وقد كبر قال أبو جعفر وقد ذكرنا العاقر والعتي قبل هذا). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({عتيا} يقال: عتا الشيء وعسا وصلب وجف، وهو النهاية في الكفر، وغيره). [ياقوتة الصراط: 334]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عتيا} يبسا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عِتِياَّ}: مبالغ في السن). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال كذلك قال ربّك} [مريم: 9] قال له الملك: {قال كذلك قال ربّك} [مريم: 9].
{هو عليّ هيّنٌ} [مريم: 9] اللّه يقوله، وهو كلامٌ موصولٌ أخبر به الملك عن اللّه:
[تفسير القرآن العظيم: 1/215]
أعطيك هذا الولد.
{وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئًا} [مريم: 9] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/216]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ...}
أي خلقه عليّ هيّن). [معاني القرآن: 2/162]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي أهون). [مجاز القرآن: 2/2]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}
معناه - واللّه أعلم. الأمر كما قيل لك.
وقوله عزّ وجلّ: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}.
معناه ولم تك شيئا موجودا، أي أوجدتك بعد أن لم تكن.
أي فخلق الولد لك كخلق آدم عليه السلام، وخلقك من نطفة وعلقة ومضغة ولحم وعظم). [معاني القرآن: 3/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي الأمر كما قيل لك
ثم قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} أي شيئا موجودا). [معاني القرآن: 4/313]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [مريم: 10] زكريّاء.
{ربّ اجعل لي آيةً قال آيتك ألّا تكلّم النّاس ثلاث ليالٍ سويًّا} [مريم: 10] يعني صحيحًا من غير خرسٍ ولا داءٍ.
تفسير السّدّيّ.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: صحيحًا لا يمنعك الكلام لمرضٍ.
سعيدٌ، عن قتادة قال: إنّما عوقب لأنّه سأل الآية بعدما شافهته الملائكة مشافهةً وبشّرته بيحيى، فأخذ عليه بلسانه، فجعل لا يفيض الكلام، أي: لا يبيّن الكلام إلا ما أومأ إيماءً وهو قوله: {ثلاثة أيّامٍ إلا رمزًا} [آل عمران: 41]، إيماءً). [تفسير القرآن العظيم: 1/216]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا...}

(أن) في موضع رفع أي آيتك هذا. و(تكلّم) منصوبة بأن ولو رفعت (كما قال: {أفلا يرون إن لا يرجع إليهم قولاً} كان صواباً).
وإذا رأيت (أن) الخفيفة معها (لا) فامتحنها بالاسم المكنّي مثل الهاء والكاف. فإن صلحا كان في الفعل الرفع والنصب وإن لم يصلحا لم يكن في الفعل إلاّ النصب؛ ألا ترى أنه جائز أن تقول: آيتك أنّك لا تكلّم الناس والذي لا يكون إلاّ نصباً.
قوله: {يريد الله ألاّ يجعل لهم حظّاً} لأن الهاء لا تصلح في (أن) فقس على هذين.
وقوله: {ثلاث ليالٍ سويّاً} يقال: من غير خرس). [معاني القرآن: 2/162-163]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}
وقال: {سويّاً} على الحال كأنه أمره أن يكف عن الكلام سويّا). [معاني القرآن: 3/1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} أي سليما غير أخرس). [تفسير غريب القرآن: 273]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}
أي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به.
{قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا}.أي تمنع الكلام وأنت سوي، فتعلم بذلك أن اللّه - جل وعلا – قد وهب لك الولد.
و {سَوِيًّا} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 3/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً} أي علامة تدل على وقوع ما بشرت به قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليالي سويا قال عكرمة وقتادة والضحاك أي من غير خرس). [معاني القرآن: 4/313-314]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً} قال: الآية: العلامة). [ياقوتة الصراط: 334]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ) : (قال: وقوله - عز وجل: {سَوِيًّا} أي: من غير خرس). [ياقوتة الصراط: 335]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَوِيًّا} أي سليما غير أخرس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 147]

تفسير قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فخرج على قومه من المحراب} [مريم: 11] قال الحسن: من المسجد.
{فأوحى إليهم} [مريم: 11] أي: أومأ إليهم.
وقال مجاهدٌ: أشار إليهم.
وهو واحدٌ.
وقال السّدّيّ: {فأوحى إليهم} [مريم: 11] يقول: كتب لهم.
{أن سبّحوا بكرةً وعشيًّا} [مريم: 11] يعني به الصّلاة، صلاة الغداة وصلاة العصر.
وقال الحسن: {أن سبّحوا بكرةً وعشيًّا} [مريم: 11] أي: أن صلّوا للّه بالغداة والعشيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/216]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ...}

أي أشار إليهم . والعرب تقول أوحى إليّ ووحّى وأومأ إليّ وومى بمعنى واحد، ووحى يحي و ( ومى يمي ) وإنه ليحي إلى وحيا ما أعرفه ) . [معاني القرآن: 2/163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي أومأ.
{ أَنْ سَبِّحُوا} أي صلّوا {بُكْرَةً وَعَشِيًّا} والسّبحة: الصلاة). [تفسير غريب القرآن: 273]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوَحْيُ: كُلُّ شَيْءٍ دَلَلْتَ به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة...
وقال: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}، أي أشار إليهم وأومأ.
وقال بعض المفسرين: كتب إليهم.
قال أبو محمد: والتفسير الأول أعجب ُإليَّ، لأنه قال في موضع آخر: {آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا}.
والرمز: تحريك الشفتين أو الحاجبين أو العينين، ولا يكون كتابا). [تأويل مشكل القرآن: 489](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
( {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
قيل معنى أوحى إليهم أومأ إليهم ورمز، وقيل كتب لهم في الأرض بيده.
و {بُكْرَةً وَعَشِيًّا} - منصوبان على الوقت). [معاني القرآن: 3/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} قال أهل التفسير كان موضعا مرتفعا وكذلك هو عند أهل اللغة كأنه على حربة لارتفاعه ومنه قيل محراب للموضع الذي يصلي فيه كأنه أرفع المجلس). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} قال قتادة أي فأومأ إليهم وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال كتب لهم فذلك الوحي). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} روى معمر عن قتادة قال صلوا وذلك معروف في اللغة ومنه يقال للصلاة سبحة). [معاني القرآن: 4/314-315]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي: فأشار بيده). [ياقوتة الصراط: 335]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي أومأ.
{سَبِّحُوا} أي صلوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]

تفسير قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا يحيى خذ الكتاب بقوّةٍ} [مريم: 12] قال مجاهدٌ وغيره: بجدٍّ.
وقال السّدّيّ: يعني: بالجدّ والمواظبة.
[تفسير القرآن العظيم: 1/216]
{وآتيناه الحكم صبيًّا} [مريم: 12] يعني: الفهم والعقل وهو تفسير السّدّيّ.
قال: وبلغنا أنّه كان في صغره يقول له الصّبيان: يا يحيى تعال نلعب، فيقول: ليس للّعب خلقنا). [تفسير القرآن العظيم: 1/217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}

المعنى: فوهبنا له يحيى وقلنا له {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} ، أي بجد وعون من اللّه - جلّ وعزّ -). [معاني القرآن: 3/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} في الكلام حذف لعلم المخاطب المعنى فوهبنا له يحيى فقلنا يا يحيى خذ الكتاب بقوه قال مجاهد أي بجد وقال غيره أي بجد وعون من الله). [معاني القرآن: 4/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} قال عبد الرزاق أخبرنا معمر قال بلغنا أن الصبيان قالوا ليحيى وهو صبي تعال حتى نلعب فقال ما للعب خلقنا فقال جل ثناؤه: {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}
قال أبو جعفر هذا معنى كلامه قال عكرمة الحكم اللب قال قتادة كان ابن سنتين أو ثلاث). [معاني القرآن: 4/315-316]

تفسير قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وحنانًا من لدنّا} [مريم: 13] أي: من عندنا، أي: وأعطيناه حنانًا من لدنّا.
وقال مجاهدٌ: تعطّفًا من ربّه عليه.
وقال الحسن وقتادة: أي: رحمةً من عندنا.
وقال الكلبيّ: الحنان، الرّحمة.
وهو نحوٌ واحدٌ.
قوله: {وزكاةً} [مريم: 13] سعيدٌ، عن قتادة قال: الزّكاة العمل الصّالح.
قال يحيى: روّيت أنّه أخذه من هذه الآية في [طه:] {ومن يأته مؤمنًا قد عمل الصّالحات فأولئك لهم الدّرجات العلى {75} جنّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكّى {76}} [سورة طه: 75-76] وقال الحسن: زكاةٌ لمن قبل عنه حتّى يكونوا أزكياء.
وقال الكلبيّ: الزّكاة الصّدقة.
قوله: {وكان تقيًّا} [مريم: 13]
- المبارك بن فضالة والرّبيع بن صبيحٍ عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما من آدميٍّ» وقال الرّبيع: «ما من أحدٍ من ولد آدم إلا وقد أصاب ذنبًا أو همّ به غير يحيى بن زكريّاء لم يصب ذنبًا ولم يهمّ به».
وقال المبارك: ما من آدميٍّ إلا قد عمل خطيئةً أو همّ بها إلا يحيى بن زكريّاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/217]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا...}

الحنان: الرحمة (ونصب حناناً أي) وفعلنا ذلك رحمةً لأبويه {وَزَكَاةً} يقول: وصلاحاً. ويقال: وتزكية لهما). [معاني القرآن: 2/163]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أي رحمة من عندنا، قال امرؤ القيس ابن حجر الكندي:
ويمنحها بنو شمجي بن جرمٍ= معيزهم حنانك ذا الحنان
وقال الحطيئة:
تحنّن علىّ هداك المليك= فإن لكل مقامٍ مقالا
أي ترحم، وعامة ما يستعمل في المنطق على لفظ الاثنين، قال طرفة العبدي:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا=حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض ).
[مجاز القرآن: 2/2-3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حنانا من لدنا}: رحمة ). [غريب القرآن وتفسيره: 237]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({وَحَنَانًا} أي رحمة. ومنه يقال: تحنّن عليّ. وأصله من حنين الناقة على ولدها.

{وزكاةً} أي صدقة). [تفسير غريب القرآن: 273]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}
أي وآتيناه حنانا، والحنان العطف والرحمة.
قال الشاعر:
فقالت حنان ما أتى بك ههنا= أذو نسب أم أنت بالحيّ عارف
أي أمرنا حنان، أو عطف ورحمة.
وقال أيضا:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا= حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض
المعنى وآتيناه حنانا من لدنا وزكاة، والزكاة التطهير). [معاني القرآن: 3/321-322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} روى شعبة عن سماك عن عكرمة قال الحنان الرحمة وكذلك هو عند أهل اللغة وأصله من حنين الناقة على ولدها قال طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا = حنانيك بعض الشر أهون من بعض)
[معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا} روى على بن الحكم عن الضحاك قال الزكاة العقل الزاكي الصالح وقال قتادة الزكاة الصدقة). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، عن المفضل، قال: الحنان: الرحمة،
والحنان أيضاً: الرزق، والحنان أيضا: البركة، والحنان أيضا: الهيبة). [ياقوتة الصراط:335-336]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحَنَانًا} أي رحمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحَنَانًا}: رحمة). [العمدة في غريب القرآن: 194]

تفسير قوله تعالى: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وبرًّا بوالديه} [مريم: 14] يعني: مطيعًا لوالديه.
تفسير السّدّيّ.
{ولم يكن جبّارًا عصيًّا} [مريم: 14] مستكبرًا عن عبادة اللّه.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/218]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}
أي وجعلناه برا بوالديه). [معاني القرآن: 3/322]

تفسير قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وسلامٌ عليه يوم ولد} [مريم: 15] يعني: حين ولد.
{ويوم يموت} [مريم: 15] يعني: وحين يموت.
{ويوم يبعث حيًّا} [مريم: 15] يوم القيامة.
وهو تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن أنّ يحيى وعيسى التقيا، فقال له عيسى: استغفر لي أنت خيرٌ منّي.
وقال له الآخر: استغفر لي، أنت خيرٌ منّي.
فقال له عيسى: أنت خيرٌ منّي.
قال عيسى: إنّي سلّمت على نفسي وسلّم اللّه عليك.
قال الحسن: عرف واللّه فضلها.
قال يحيى: يعني قول اللّه تبارك وتعالى في يحيى: {وسلامٌ عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًّا} [مريم: 15] وقال عيسى: {قال إنّي عبد اللّه آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا {30} وجعلني مباركًا أين ما كنت} [مريم: 30-31] إلى قوله: {والسّلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا} [مريم: 33] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/218]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ):
(وقوله جل وعز: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}

روى قتادة عن الحسن قال لما لقي يحيى عيسى عليهما السلام قال له يحيى أنت خير مني قال عيسى بل أنت خير مني سلم الله عليك وسلمت على نفسي). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ} السلام - هاهنا: السلامة). [ياقوتة الصراط: 336]


رد مع اقتباس