عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 11:59 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم -بخلاف عنه-: "أو لم تروا" بالتاء، وقرأ الباقون: "أو لم يروا" بالياء، الأولى على المخاطبة، والثانية على الحكاية عن الغائب، وقرأ الجمهور: "يبدئ"، وقرأ الزبير، وعيسى، وأبو عمرو -بخلاف عنه-: "يبدأ".
وهذه الإحالات على ما يظهر مع الإخبار من إحياء الأرض والنبات وإعادته ونحو ذلك مما هو دليل على البعث من القبور والحشر، ويحتمل أن يريد: أولم يروا بالدلائل والنظر كيف يجوز أن يعيد الله تبارك وتعالى الأجسام بعد الموت، وهذا تأويل قتادة. وقال الربيع ابن أنس: المعنى: كيف يبدأ خلق الإنسان ثم يعيده إلى أحوال أخر حتى إلى التراب. وقال مقاتل: الخلق في هذه الآية الليل والنهار). [المحرر الوجيز: 6/ 634]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه -ويحتمل أن يكون محمدا إن كان في قصة إبراهيم عليهما الصلاة السلام اعتراض بين كلامين- بأن يأمرهم -على جهة الاحتجاج- بالسير في الأرض، والنظر في كل قطر، وفي كل أمة قديما وحديثا، فإن ذلك يوجد ألا خالق إلا الله تبارك وتعالى، ولا مبتدئا بالخلق سواه، ثم ساق -على جهة الخبر- أن الله تعالى هو المبتدئ لنشأة القيام من القبور.
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "النشاءة" على وزن (الفعالة)، وهي قراءة الأعرج، وهذا كما تقول: رأفة ورآفة، وقرأ الباقون: "النشأة" على وزن (الفعلة)، وقرأ الزهري: "النشة" بشين مشددة في جميع القرآن. والبعث من القبور يقوم دليل العقل على جوازه، وأخبرت الشرائع وقوعه ووجوده). [المحرر الوجيز: 6/ 634-635]

تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون * وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير * والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم}
المعنى: ييسر من يشاء لأعمال من حق عليه العذاب، وييسر من يشاء لأعمال من سبقت له السعادة، فيتعلق الثواب والعقاب بالاكتساب المقترن بالاختراع الذي لله تبارك وتعالى في أعمال العبيد. ثم أخبر تعالى بأنه إليه المنقلب، وأن البشر ليس بمعجز ولا مفلت في الأرض ولا في السماء. ويحتمل أن يريد بالسماء الهواء علوا، أي: ليس للإنسان حيلة صعد أو نزل، حكى نحوه الزهراوي. ويحتمل أن يريد السماء المعروفة، أي: لستم بمعجزين في الأرض ولو كنتم في السماء، وقال ابن زيد: معناه: ولا من في السماء معجز إن عصى، ونظروه -على هذا- بقول حسان بن ثابت:
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء؟
والتأويل الأوسط أحسنها، ونحوه قول الأعشى:
ولو كنت في جب ثمانين قامة ... ورقيت أسباب السماء بسلم
ليستدرجنك القول حتى تهره ... وتعلم أني عنك لست بملجم
والولي أخص من النصير). [المحرر الوجيز: 6/ 635-636]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ يحيى بن القعقاع، وابن الحرث: "ييسوا" بغير همز.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ذم الله تعالى قوما هانوا عليه فقال: {أولئك يئسوا من رحمتي}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وما تقدم من قوله تعالى: " أولم يروا " إلى هذه الآية يحتمل أن يكون خطابا لمحمد صلى الله عليه وسلم، ويكون اعتراضا في قصة إبراهيم عليه السلام، ويحتمل أن يكون خطابا لإبراهيم ومحاورة لقومه، وعند آخر ذلك ذكر جواب قومه).[المحرر الوجيز: 6/ 636]

رد مع اقتباس