عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 06:59 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي أراكم بخيرٍ...}
يقول: كثيرةً أموالكم فلا تنقصوا المكيال وأموالكم كثيرة يقال رخيصةً أسعاركم (ويقال): مدّهنين حسنةً سحنتكم). [معاني القرآن: 2/25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإلى مدين أخاهم} مدين لا ينصرف لأنه اسم مؤنثةٍ، ومجازها مجاز المختصر الذي فيه ضمير: وإلى أهل مدين،
وفي القرآن مثله، قال: {وسئل القرية} أي أهل القرية (وسل العير) أي من في العير). [مجاز القرآن: 1/297]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مدين}: بلد). [غريب القرآن وتفسيره: 177]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أراكم بخير وإنّي أخاف عليكم عذاب يوم محيط}
المعنى أرسلنا إلى أهل مدين أخاهم شعيبا، فحذف أهل وأقام مدين مقامه.
ومدين اسم المدينة أو القبيلة فلذلك لم ينصرف). [معاني القرآن: 3/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإلى مدين أخاهم شعيبا}
المعنى وإلى أهل مدين
وقوله تعالى: {ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير}
قال الحسن كان سعرهم رخيصا
والذي توجه اللغة أن يكون عاما). [معاني القرآن: 3/373-372]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَدْيَنَ}: بلد). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولا تعثوا} قال: العثو: أشد الفساد، يقال: عثا يعثو، وعاث يعيث). [ياقوتة الصراط: 270-269]

تفسير قوله تعالى: {بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بقيّة اللّه خيرٌ لّكم...}
يقول: ما أبقى لكم من الحلال خير لكم. ويقال بقيّة الله خير لكم أي مراقبة الله خير لكم). [معاني القرآن: 2/25]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {بقية الله}: طاعة الله). [غريب القرآن وتفسيره: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بقيّت اللّه خيرٌ لكم} أي ما أبقى اللّه لكم من حلال الرزق خير من التّطفيف). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بقيّت اللّه خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ}
ومعناه طاعة اللّه {خير لكم إن كنتم مؤمنين}.
ويجوز أن يكون معناه الحال التي تبقى لكم من الخير خير لكم). [معاني القرآن: 3/72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين}
قال الحسن حظكم من الله جل وعز
قال مجاهد أي طاعة الله
قال أبو جعفر والمعنى ما يبقي له ثوابه). [معاني القرآن: 3/373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بقية الله خير لكم} أي ما أبقى الله لكم من الحلال خير لكم من التطفيف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَقِيَّةُ اللّهِ}: طاعة الله). [العمدة في غريب القرآن: 157]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أصلاتك تأمرك أن نّترك...}
ويقرأ {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل} معناه: أو تأمرك أن نترك أن تفعل {في أموالنا ما نشاء} فأن مردودة على (نترك).
وفيها وجه آخر تجعل الأمر كالنهي كأنه قال: أصلواتك تأمرك بذا وتنهانا عن ذا. وهي حينئذ مردودة على (أن) الأولى لا إضمار فيه كأنك قلت: تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء؛ كما تقول: أضربك أن تسيء كأنه قال: أنهاك بالضرب عن الإساءة. وتقرأ (أو أن نفعل في أموالنا ما تشاء) و(نشاء) جميعاً.
وقوله: {إنّك لأنت الحليم الرّشيد} استهزاء منهم به). [معاني القرآن: 2/26-25]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نّترك ما يعبد آباؤنا أو أن نّفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد}
وقال: {أصلاتك تأمرك أن نّترك ما يعبد آباؤنا أو أن نّفعل في أموالنا ما نشاء} يقول "أن نترك وأن نفعل في أموالنا ما نشاء" وليس المعنى "أصلاتك تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء" لأنه ليس بذا أمرهم. وقال بعضهم (تشاء) وذلك إذا عنوا شعيبا). [معاني القرآن: 2/46]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {أصلواتك تأمرك} يجعله جمعًا.
الأعمش أو غيره {أصلاتك} تجعل واحدًا.
[معاني القرآن لقطرب: 676]
أبو عبد الرحمن السلمي "في أموالنا ما تشاء" بالتاء؛ وسائر القراء بالنون). [معاني القرآن لقطرب: 677]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أصلاتك تأمرك}؟ أي دينك. ويقال: قراءتك). [تفسير غريب القرآن: 208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤا} بواو بعد الألف، وفي موضع آخر {مَا نَشَاءُ}
بغير واو، ولا فرق بينهما). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب المقلوب
ومن المقلوب: أن يوصف الشيء بضدّ صفته للتطيّر والتفاؤل، كقولهم للَّديغ: سَليم، تطيُّراً من السَّقَم، وتفاؤلا بالسَّلامة.
وللعطشان: ناهل أي سينهل. يعنون: يروى.
وللفلاة: مفازة. أي منجاة، وهي مهلكة.
وللمبالغة في الوصف، كقولهم للشمس: جَونة، لشدّة ضوئها.
وللغراب: أعور، لحدّة بصره.
وللاستهزاء، كقولهم للحَبَشيّ: أبو البيضاء. وللأبيض: أبو الجون.
ومن هذا قول قوم شعيب: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.
كما تقول للرجل تستجهِله: يا عاقل، وتستخفُّه: يا حليم.
قال الشاعر:
فقلت لسيِّدنا: يا حليـ = ـم إنَّك لم تَأْسَ أَسْوًا رفيقا
قال قتادة: ومن الاستهزاء قول الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ}.
وفي قول عبيد بن الأبرص لكندة- طرف من هذا المعنى:
هلاَّ سألتَ جُموعَ كِنـ = ـدةَ يومَ ولّوا: أَيْنَ أَيْنَا؟
يستهزئ بهم حين انهزموا، يريد أين تذهبون؟ ارجعوا). [تأويل مشكل القرآن: 185-186]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والصلاة: الدين. قال تعالى حكاية عن قوم شعيب: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا}
ويقال: قراءتك). [تأويل مشكل القرآن: 461]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنّك لأنت الحليم الرّشيد}
ويقرأ: أصلواتك.
{تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}.
هذا دليل أنهم كانوا يعبدون غير اللّه - جلّ وعزّ - {أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}.
المعنى إنا قد تراضينا بالبخس فيما بيننا.
وفي التفسير أنّه نهاهم أن يحذفوا الدراهم. أي (أن) يكسروها.
{إنّك لأنت الحليم الرّشيد}.
قيل كنى بذا عن أنهم قالوا له: إنك السّفيه الجاهل.
وقيل إنهم قالوا له هذا على وجه السّخريّ). [معاني القرآن: 3/73-72]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}
قال سفيان عن الأعمش أي قراءتك
ودل بهذا على أنهم كانوا كفارا
ثم قال أن أو نفعل في أموالنا ما نشاء
روي عن زيد بن أسلم أنه قال كان مما نهاهم عنه حذف الدراهم
وقيل معنى أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إذا تراضينا فيما بيننا بالبخس فلم تمنعنا منه
قال أبو جعفر قال أبو إسحاق معنى إنك لأنت الحليم الرشيد على السخرية
وقال غيره معناه إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك). [معاني القرآن: 3/374-373]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أصلاتك} قيل: دينك، وقيل: قراءتك، وقيل، دعاؤك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 108]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربّي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلّا باللّه عليه توكّلت وإليه أنيب}
وجواب الشرط ههنا متروك.
المعنى: إن كنت على بيّنة من ربّي اتّبع الضلال.
فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى، وقد مر ما ترك جوابه لأنه معلوم وشرحه في أمكنته.
وقوله: {ورزقني منه رزقا حسنا} أي: حلالا، وقيل:. رزقا حسنا ما وفق له من الطاعة.
{وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} أي لست أنهاكم عن شيء وأدخل فيه، وإنما أختار لكم ما أختار
لنفسي، ومعنى " ما أخالفك إليه "، أي ما أقصد بخلافك القصد إلى أن أرتكبه.
{إن أريد إلّا الإصلاح ما استطعت} أي بقدر طاقتي، وقدر طاقتي إبلاغكم وإنذاركم، ولست قادرا على إجباركم على الطاعة.
ثم قال: {وما توفيقي إلّا باللّه}.
فأعلم أنه لا يقدر هو ولا غيره على الطاعة إلا بتوفيق اللّه.
ومعنى {إليه أنيب} إليه أرجع). [معاني القرآن: 3/74-73]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا}
قيل حلالا
وقيل ما وفق له من الطاعة
ثم قال جل وعز: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}
قال قتادة أي ليس أنهاكم عن شيء وأركبه
ومعنى وإليه أنيب وإليه أرجع). [معاني القرآن: 3/375-374]


رد مع اقتباس