عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 02:40 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما جئتم به السّحر...}
{ما} في موضع الذي؛ كما تقول: ما جئت به باطل. وهي في قراءة عبد الله {ما جئتم به سحر} وإنما قال {السحر} بالألف واللام لأنه جواب لكلام قد سبق؛
ألا ترى أنهم قالوا لما جاءهم به موسى: أهذا سحر؟ فقال: بل ما جئتم به السحر. وكل حرف ذكره متكلم نكرة فرددت عليها لفظها في جواب المتكلم زدت فيها ألفا ولاما؛
كقول الرجل: قد وجدت درهما، فتقول أنت: فأين الدرهم؟ أو: فأرني الدرهم. ولو قلت: فأرني درهما، كنت كأنك سألته أن يريك غير ما وجده.
وكان مجاهد وأصحابه يقرءون: ما جئتم به آلسحر: فيستفهم ويرفع السحر من نيّة الاستفهام، وتكون {ما} في مذهب أي كأنه قال: أي شيء جئتم به؟ آلسحر هو؟
وفي حرف أبيّ {ما أتيتم به سحر} ... وأشكّ فيه.
وقد يكون {ما جئتم به السحر} تجعل السحر منصوبا؛ كما تقول: ما جئت به الباطل والزور. ثم تجعل {ما} في معنى جزاء و{جئتم} في موضع جزم إذا نصبت، وتضمر الفاء في قوله: {إنّ اللّه سيبطله} فيكون جوابا للجزاء. والجزاء لا بدّ له أن
يجاب بجزم مثله أو بالفاء. فإن كان ما بعد الفاء حرفا من حروف الاستئناف وكان يرفع أو ينصب أو يجزم صلح فيه إضمار الفاء. وإن كان فعلا أوّله الياء أو التاء أو كان على جهة فعل أو فعلوا لم يصلح فيه إضمار الفاء؛ لأنه يجزم إذا لم تكن الفاء، ويرفع إذا أدخلت الفاء. وصلح فيما قد جزم قبل أن تكون الفاء لأنها إن دخلت أو لم تدخل فما بعدها جزم؛ كقولك للرجل: إن شئت فقم؛ ألا ترى أنّ (قم) مجزومة ولو لم يكن فيها الفاء، لأنك إذا قلت إن شئت قم جزمتها بالأمر، فكذلك قول الشاعر:
من يفعل الحسنات اللّه يشكرها = والشرّ بالشرّ عند اللّه مثلان
ألا ترى أن قولك: {الله يشكرها} مرفوع كانت فيه الفاء أو لم تكن، فلذلك صلح ضميرها). [معاني القرآن: 1/475-476]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {قال موسى ما جئتم به السّحر} مجاز ما ها هنا: الذي؛ ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام، كقولك: آلسّحر؟). [مجاز القرآن: 1/280]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
وقال: {ما جئتم به السّحر} يقول: "الذي جئتم به السحر" وقال بعضهم {آلسّحر} بالاستفهام). [معاني القرآن: 2/37]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم {ما جئتم به السحر} رفع كأنه قال: الذي جئتم به السحر، ولم ينف "بما" ولكنها في موضع الذي.
قال الشاعر:
لعمرك إنما خطئي وصوبي = علي وإن ما أهلكت مال
يريد: الذي أهلكت مال.
أبو عمرو وأبو جعفر {ما جئتم به السحر} على الاستفهام؛ كأنه قال: أي شيء جئتم به، ثم قال: آلسحر ذاك.
وقراءة أبي "إن ما أتيتم به سحر".
وقراءة عبد الله "إن ما جئتم به سحر" أي الذي جئتم به سحر، ومثله {قال ما مكني فيه ربي خير} يريد الذي مكني فيه خير). [معاني القرآن لقطرب: 661]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلمّا ألقوا قال موسى ما جئتم به السّحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يصلح عمل المفسدين}
{ما جئتم به السّحر} أي قال موسى: الذي جئتم به السّحر، ويقرأ ما جئتم به، آلسّحر.
والمعنى أي شيء جئتم به آلسّحر. هو على جهة التوبيخ لهم). [معاني القرآن: 3/29-30]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر}
من قرأ آلسحر فمعناه عنده التوبيخ أي أي شيء جئتم به آلسحر هو). [معاني القرآن: 3/308]

تفسير قوله تعالى: روَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}


رد مع اقتباس