عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 6 جمادى الآخرة 1434هـ/16-04-2013م, 02:33 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم مّن كتابٍ وحكمةٍ...}
و{لما آتيتكم} قرأها يحيى بن وثّاب بكسر اللام؛ يريد أخذ الميثاق للذين آتاهم، ثم جعل قوله: {لتؤمننّ به} من الأخذ؛ كما تقول: أخذت ميثاقك لتعملنّ؛ لأن أخذ الميثاق بمنزلة الاستحلاف. ومن نصب اللام في (لما) جعل اللام لاما زائدة؛ إذ أوقعت على جزاء صيّر على جهة فعل وصيّر جواب الجزاء باللام وبإن وبلا ويما، فكأنّ اللام يمين؛ إذ صارت تلقى بجواب اليمين. وهو وجه الكلام). [معاني القرآن: 1/225]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {على ذلكم إصري} أي: عهدي). [مجاز القرآن: 1/97]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم مّن كتابٍ وحكمةٍ ثمّ جاءكم رسولٌ مّصدّقٌ لّما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذالكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم مّن الشّاهدين}
قال الله تعالى: {لما آتيتكم مّن كتابٍ وحكمةٍ ثمّ جاءكم رسولٌ مّصدّقٌ لّما معكم لتؤمننّ به} فاللام التي مع "ما" في أول الكلام هي لام الابتداء نحو "لزيدٌ أفضل منك"، لأن {ما آتيتكم} اسم والذي بعده صلة.
واللام التي في {لتؤمننّ به ولتنصرنّه} لام القسم كأنه قال "واللّه لتؤمننّ به" فوكد في أول الكلام وفي آخره، كما تقول: "أما واللّه أن لو اجئتني لكان كذا وكذا"، وقد يستغنى عنها. ووكّد في {لتؤمننّ} باللام في آخر الكلام وقد يستغنى عنها.
جعل خبر {ما آتيتكم مّن كتابٍ وحكمةٍ} {لتؤمننّ به} مثل "ما لعبد الله؟ واللّه لتأتينّه". وإن شئت جعلت خبر (ما) {من كتابٍ} تريد {لما آتيتكم كتابٌ وحكمةٌ} وتكون "من" زائدة).
[معاني القرآن: 1/175-176]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({إصري}: عهدي). [غريب القرآن وتفسيره: 107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وأخذتم على ذلكم إصري} أي: عهدي. وأصل الإصر الثّقل. فسمي العهد إصرا: لأنه يمنع من الأمر الذي أخذ له وثقّل وشدّد). [تفسير غريب القرآن: 107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (قال تعالى: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي}أي عهدي، لأن العهد ثقل وَمَنْعٌ من الأمر الذي أخذ له). [تأويل مشكل القرآن: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} الإصر: الثُّقْلُ الذي ألزمه الله بني إسرائيل في فرائضهم وأحكامهم، ووضعه عن المسلمين، ولذلك قيل للعهد: إِصْر.
قال تعالى: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} أي: عهدي، لأن العهد ثقل ومنع من الأمر الذي أخذ له.
{والأغلال}: تحريم الله عليهم كثيرا مما أطلقه لأمّة محمد، صلّى الله عليه وسلم، وجعله أغلالا لأن التحريم يمنع كما يقبض الغلّ اليد، فاستعير.
قال أبو ذؤيب:
فليس كعهد الدّار يا أمّ مالك = ولكن أحاطت بالرّقاب السّلاسل
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل = سوى العدل شيئا فاستراح العواذل
يقول: ليس الأمر كعهدك إذ كنا في الدّار ونحن نتبَسَّط في كل شيء ولا نتوقَّى، ولكن أسلمنا فصرنا من موانع الإسلام في مثل الأغلال المحيطة بالرِّقاب القابضة للأيدي). [تأويل مشكل القرآن: 148-149]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (الأخذ: أصله باليد، ثم يستعار في مواضع:
فيكون بمعنى: القبول، قال الله تعالى: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي}أي: قبلتم عهدي). [تأويل مشكل القرآن: 502] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشّاهدين}
موضع (إذ) نصب - المعنى - واللّه أعلم - واذكر في أقاصيصك {إذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة} - إلى قوله {لتؤمننّ به ولتنصرنّه}.
" ما " ههنا على ضربين: -
1-يصلح أن يكون للشرط.
2-والجزاء، وهو أجود الوجهين، لأن الشرط يوجب أن كل ما وقع من أمر الرسل فهذه طريقته، واللام دخلت في ما كما تدخل في " إن " التي للجزاء إذا كان في جواب القسم، قال اللّه عزّ وجلّ:
{ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}
وقال: {قل لئن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن}.
فاللام في "إن " دخلت مؤكدة موطدة للام القسم. ولام القسم هي التي لليمين لأن قولك: واللّه لئن جئتني لأكرمنك... إنما حلفك على فعلك إلا أن الشرط معلق به فلذلك دخلت اللام على الشرط فإذا كانت ما في معنى الجزاء فموضعها نصب بقوله {لما آتيتكم} والجزاء قوله {لتؤمنن به}.
ويجوز أن يكون في معنى الذي ويكون موضعها رفعا.

المعنى أخذ اللّه ميثاقهم أي استحلفهم للذي آتيتكم، والمعنى آتيتكموه {لتؤمنن به} فتكون ما رفعا بالابتداء ويكون خبر الابتداء {لتؤمنن به} وحذفت الهاء من {لما آتيتكم} لطول الاسم.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ: أنه عهد إلى كل رسول أن يؤمن بغيره من الرسل فصار العهد مشتملا على الجماعة أن يؤمن بعضهم ببعض وأن ينصر بعضهم بعضا.
ومعنى قوله {فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} أي: فتبينوا لأن الشاهد هو الذي يصحح دعوى المدعي وشهادة اللّه للنبيين تبيينه أمر نبوتهم بالآيات المعجزات.
ويجوز - وقد قرئ به - {لما آتيتكم} فتكون اللام المكسورة معلقة بقوله أخذ المعنى أخذ الميثاق لآتيانكم الكتاب والحكمة.
وقرأ بعضهم {لما آتيناكم من كتاب وحكمة} أي: لما آتيناكم الكتاب والحكمة أخذ الميثاق ويكون الكلام يؤول إلى الجزاء - كما تقول: لما جئتني أكرمتك). [معاني القرآن: 1/436-437]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة}
قال طاووس: أخذ الله ميثاق الأول من الأنبياء أن يؤمن بما جاء الآخر). [معاني القرآن: 1/430]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه}
قال فهذه الآية لأهل الكتاب أخذ الله ميثاقهم بان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه
وقرا ابن مسعود {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}.
وقال ابن عباس: إنما أخذ ميثاق النبيين على قومهم
وقال الكسائي: يجوز أن تكون {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين} بمعنى: وإذ أخذ الله ميثاق الذين مع النبيين
وقال البصريون: إذا أخذ الله ميثاق النبيين فقد أخذ ميثاق الذين معهم لأنهم قد اتبعوهم وصدقوهم.
و"ما" بمعنى:
الذي
ويجوز أن تكون للشرط ويقرأ (لما) بكسر اللام فتكون ما أيضا بمعنى الذي وتكون متعلقة بأخذ

وقرأ سعيد بن جبير (لما) بالتشديد). [معاني القرآن: 1/430-432]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {وأخذتم على ذلكم إصري}
قال مجاهد: أي عهدي.
والإصر في اللغة: الثقل فسمي العهد إصرارا لأنه منع وتشديد

ثم قال تعالى: {فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}أي: فبينوا لأن الشاهد هو الذي يبين حقيقة الشيء). [معاني القرآن: 1/432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({إصري} أي: عهدي، وأصله الثقل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({إِصْرِي}: عهدي). [العمدة في غريب القرآن: 101]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (82)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فمن تولّى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}
ذلك إشارة إلى أخذ الميثاق بالمعنى: {فمن تولى} أي: أعرض عن الإيمان بعد أخذ الميثاق على النبيين.
وأخذ الميثاق على النبيين مشتمل على: الأخذ على أممهم، أي: فمن تولى بعد أخذ الميثاق وظهور آيات النبي - صلى الله عليه وسلم - {فأولئك هم الفاسقون} أي: الذين خرجوا عن القصد وعن جملة الإيمان.
ويصلح أن تكون {هم} ههنا اسما مبتدأ، و {الفاسقون} خبره و "هم" " مع " الفاسقون خبر أولئك.
وصلح أن يكون {الفاسقون} مرتفعا بأولئك " وهم " فصل - وهو الذي يسميه الكوفيون العماد). [معاني القرآن: 1/438]

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {أفغير دين اللّه يبغون وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعاً وكرهاً...}
أسلم أهل السموات طوعا، وأما أهل الأرض فإنهم لمّا كانت السّنّة فيهم أن يقاتلوا إن لم يسلموا أسلموا طوعا وكرها). [معاني القرآن: 1/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): (وقوله: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ}، أي: يستسلم من في السموات من الملائكة، ومن في الأرض من المؤمنين طوعا، ويستسلم من في الأرض من الكافرين كرها من خوف السيف.
{وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ} مستسلمة.
وهو مثل قوله: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 418] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أفغير دين اللّه يبغون وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون}أي: أفغير دين اللّه يطلبون، لأنه قد بين أنه دين اللّه وأنهم كفروا وعاندوا وحسدوا بغيا - كما فعل إبليس.
وقوله عزّ وجلّ: {وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعا وكرها}.
جاء في التفسير: أنه أسلم من في السّماوات كلهم طوعا، وأسلم بعض من في الأرض طوعا وبعض كرها.
لما كانت السنة فيمن فرض قتاله من المشركين أن يقاتل حتى يسلم سمي ذلك كرها، وإن كان يسلم حين يسلم طائعا، إلا أن الوصلة كانت إلى ذلك بكره، ونصب {طوعا} مصدرا، وضع موضع الحال.
كأنه أسلموا طائعين ومكرهين، كما تقول جئتك ركضا ومشيا، وجئت راكضا وماشيا.
ويجوز أن يكون واللّه أعلم - على معنى وله أسلم من في السّماوات والأرض طوعا وكرها - أي: خضعوا من جهة ما فطرهم عليه ودبرهم به، لا
يمتنع ممتنع من جبلّة جبل عليها، ولا يقدر على تغييرها أحب تلك الجبلّة أو كرهها.
{وإليه يرجعون} يدل على تصديق هذا القول لأن المعنى إنّه بدأكم على إرادته شئتم أو أبيتم.
وهو يبعثكم كما بدأكم.
فالتأويل: أتبغون غير الدين الذي هذه صفته). [معاني القرآن: 1/438-439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {أفغير دين الله تبغون}أي: تطلبونن فالمعنى: قل لهم يا محمد أفغير دين الله تبغون.
ومن قرأ (يبغون) بالياء فالكلام عنده متناسق لأن قبله {فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}فالمعنى: أفغير دين الله يبغي هؤلاء). [معاني القرآن: 1/432-433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله تعالى: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}
معنى {وله أسلم}: خضع ثم قال {طوعا وكرها} قيل لما كانت السنة فيمن خالف أن يقاتل سمي إسلامه كرها وإن كان طوعا لأن سببه القتال). [معاني القرآن: 1/433]

رد مع اقتباس