عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 11:39 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم...}
تكسر الألف من (أنّ) والتي بعدها في جوابها على الاستئناف، وهي في قراءة القرّاء.
- وإن شئت فتحت الألف من (أنّ) تريد: {كتب ربكم على نفسه أنه من عمل}.
- ولك في (أنّ) التي بعد الفاء الكسر والفتح.
- فأمّا من فتح فإنه يقول: إنما يحتاج الكتاب إلى (أنّ) مرة واحد؛ ولكن الخبر هو موضعها، فلما دخلت في ابتداء الكلام أعيدت إلى موضعها؛ كما قال: {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم مخرجون} فلمّا كان موقع أنّ: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم دخلت في أوّل الكلام وآخره. ومثله: {كتب عليه أنّه من تولاّه فأنّه يضلّه} بالفتح.
ومثله: {ألم يعلموا أنّه من يحادد اللّه ورسوله فأنّ له نار جهنّم}
- ولك أن تكسر (إن) التي بعد الفاء في هؤلاء الحروف على الاستئناف؛ ألا ترى أنك قد تراه حسنا أن تقول: "كتب أنه من تولاه فهو يضله" بالفتح.
وكذلك "وأصلح فهو غفور رحيم" لو كان لكان صوابا. فإذا حسن دخول (هو) حسن الكسر). [معاني القرآن: 1/ 336-337]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}
وقال: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل} و{أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ} فقوله: {أنّه} بدلٌ من قوله: {الرّحمة} أي: كتب أنّه من عمل.
وقوله: {فأنّه} على الابتداء أي: فله المغفرة والرّحمة فهو غفورٌ رحيم.
وقال بعضهم {فأنّه} أراد به الاسم وأضمر الخبر. أراد "فأنّ"). [معاني القرآن: 1/ 239]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أنه من عمل منكم سوءا بجهالة فأنه}.
أبو عمرو {إنه من عمل}، {فإنه}؛ وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم} أي: الذين يصدقون بحججنا، وبراهيننا {فقل سلام عليكم}
خلا سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يذكر أن، "السلام" في اللغة أربعة:
1- أشياء فمنها سلّمت سلاما - مصدر سلّمت.
2- ومنها السلام جمع سلامة.
3- ومنها السلام اسم من أسماء الله تعالى.
4- ومنها السلام شجر، ومنه قوله: إلّا سلام وحرمل.
ومعنى السلام: الذي هو مصدر سلّمت، إنّه دعاء للإنسان أن يسلم من الآفات " في دينه ونفسه، وتأويله التخلص.
و "السلام" اسم من أسماء اللّه "
تأويله -واللّه أعلم- ذو السلام أي: هو الذي يملك السلام الذي هو تخليص من المكروه، فأما السلام الشجر فهو شجر عظام قوي أحسبه سمي بذلك لسلامته من الآفات.
- والسّلام الحجارة الصلبة سميت بذلك لسلامتها من الرخاوة.
- والصلح يسمّى السّلم والسّلم والسّلم، سمي بهذا لأن معناه السلامة من الشر.
- والسّلم دلو لها عروة واحدة نحو دلو السّقائين، سميت الدلو سلما لأنها أقل عرى من سائر الدّلاء فهي أسلمها من الآفات والسّلّم الذي يرتقى عليه سمّي بهذا لأنه يسلّمك إلى حيث تريد.
والسّلّم السبب إلى الشيء، سمّي بهذا لأنه يؤدي إلى غيره، كما يؤدي السّلّم الذي يرتقى عليه.
وقوله: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءا بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفور رحيم}
1- بفتحهما جميعا.
2- ويجوز أن يكون " إنّه - فإنّه " بكسرهما جميعا.
3- ويجوز فتح الأولى وكسر الثانية.
4- ويجوز كسر الأولى وفتح الثانية.
- فأما فتح الأولى والثانية فعلى أن موضع أن الأولى نصب، المعنى: كتب ربكم على نفسه المغفرة، وهي بدل من الرحمة، كأنّه قال: كتب ربّكم على نفسه الرّحمة وهي المغفرة للمذنبين التائبين، لأن معنى إنّه (غفور رحيم) المغفرة منه.
- ويجوز أن تكون الثانية وقعت مؤكدة للأولى، لأن المعنى: كتب ربكم أنه (غفور رحيم) فلما طال الكلام أعيد ذكر إنّ.
- فأما كسرهما جميعا فعلى مذهب الحكاية، كأنّه لما قال {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} قال: {أنّه من عمل منكم سوءا بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فإنّه غفور رحيم} بالكسر.
وجعلت الفاء جوابا للجزاء وكسرت إنّ دخلت على ابتداء وخبر، كأنك قلت فهو غفور رحيم. إلا أن الكلام بـ إنّ أوكد، ومن كسر الأولى فعل ما ذكرنا من الحكاية، وإذا فتح الثانية مع كسر الأولى. لأن معناها المصدر، والخبر محذوف.
المعنى إنه من عمل كذا وكذا فمغفرة اللّه له.
- ومن فتح الأولى وكسر الثانية فالمعنى راجع إلى المصدر.
وكأنك لم تذكر إن الثانية، المعنى كتب ربكم على نفسه أنه غفور رحيم.
ومعنى {كتب}: أوجب ذلك إيجابا مؤكدا، وجائز أن يكون كتب ذلك في اللوح المحفوظ، وإنما خوطب الخلق بما يعقلون، فهم يعقلون أن توكيد الشيء المؤخر إنما يحفظ بالكتاب، ونحن نشرح ذلك في موضعه شرحا أوكد من هذا إن شاء اللّه.
ومعنى: يعملون السوء بجهالة، أي ليس بأنهم يجهلون أنه سوء.
لو أتى المسلم ما يجهل أنّه سوء لكان كمن لم يتعمد سوءا، ولم يوقع سوءا.
وقولك عمل فلان كذا وكذا بجهالة يحتمل أمرين، فأحدهما أنّه عمله وهو جاهل بالمكروه فيه، أي لم يعرف أن فيه مكروها، والآخر أقدم عليه على بصيرة، وعلم أن عاقبته مكروهة، فآثر العاجل فجعل جاهلا، فإنه آثر القليل على الراحة الكثيرة والعافية الدائمة.
فهذا معنى: {من عمل منكم سوءا بجهالة}). [معاني القرآن: 2/ 252-254]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة}
السلام والسلامة بمعنى واحد، ومعنى سلام عليكم: سلمكم الله في دينكم وأنفسكم
والسلام اسم من أسماء الله جل وعز معناه ذو السلامة.
- وقرأ الحسن وعاصم وعيسى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم}: بفتحها جميعا فالأولى بدل من الرحمة والثانية مؤكدة مكررة لطول الكلام هذا مذهب سيبويه.
- وقرأ أبو عمر والكسائي والأعمش وابن كثير وشبل: بكسرهما جميعا والمعنى الأولى قال انه وكسر الثانية لأنها مبتدأة بعد الفاء
- وقرأ أهل المدينة: بفتح الأولى لأنها تبيين للرحمة وكسروا الثانية لما تقدم). [معاني القرآن: 2/ 430-432]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وليستبين سبيل المجرمين...}
ترفع {السبيل} بقوله: {وليستبين} لأنّ الفعل له من أنّث السبيل
قال: {ولتستبين سبيل المجرمين} ، وقد يجعل الفعل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- فتنصب السبيل،
يراد به: ولتستبين يا محمد سبيلّ المجرمين). [معاني القرآن: 1/ 337]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وكذلك نفصّل الآيات} أي: نميزها ونبيّنها.
قال يزيد ابن ضبّة في البغتة:
ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتةً ....... وأفظع شيءٍ حين يفجؤك البغت).
[مجاز القرآن: 1/ 193]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}
وقال: {ولتستبين سبيل المجرمين} لأنّ أهل الحجازّ يقولن:"هي السّبيل".
وقال بعضهم: {ولتستبين} يعني النبيّ صلى الله عليه.
وقال بعضهم: {وليستبين سبيل} في لغة بني تميم). [معاني القرآن: 1/ 239-240]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {ولتستبين سبيل المجرمين} يرفع السبيل [...] والسبيل والطريق يؤنثان ويذكران.
الأعرج {ولتستبين سبيل المجرمين} ينصب يعني النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن لقطرب: 513]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({نفصّل الآيات} أي: نأتي بها متفرّقة شيئا بعد شيء، ولا ننزلها جملة). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكذلك نفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}
يقرأ بالتاء والياء، فمن قرأ بالتاء فلان السبيل الطريق، وهو يذكر ويؤنث.
ويجوز وجه ثالث: ولتستبين سبيل المجرمين -بنصب السبيل-، لأن المعنى ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين.
فإن قال قائل أفلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم– مستبينا سبيل المجرمين؟
فالجواب في هذا: أن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- فكأنّه قال ولتستبينوا المجرمين، أي: لتزدادوا استبانة لها، ولم يحتج أن يقول ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين، لأن سبيل المجرمين إذا استبانت فقد بانت معها سبيل المؤمنين.
وجائز أن يكون المعنى: ولتستبين سبيل المجرمين ولتستبين سبيل المؤمنين. إلا أن الذكر والخطاب ههنا في ذكر المجرمين فذكروا وترك ذكر سبيل المؤمنين، لأن في الكلام دليلا عليها كما قال عز وجلّ: {سرابيل تقيكم الحرّ} ولم يقل تقيكم البرد، لأن الساتر يستر من الحر والبرد، ولكن جرى ذكر الحرّ لأنهم كانوا في مكانهم أكثر معاناة له من البرد). [معاني القرآن: 2/ 254-255]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} المعنى على هذه القراءة ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين فإن قيل فقد كان صلى الله عليه وسلم يستبينها فالجواب عند الزجاج أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته بالمعنى ولتستبينوا سبيل المجرمين فإن قيل فلم لم تذكر سبيل المؤمنين ففي هذا جوابان:
أحدهما: أنه إذا استبينت سبيل المجرمين فقد استبينت سبيل المؤمنين
والجواب الآخر: أن يكون مثل قوله: {سرابيل تقيكم الحر} فالمعنى وتقيكم البرد ثم حذف وكذلك هذا يكون المعنى ولتستبين سبيل المؤمنين ثم حذف). [معاني القرآن: 2/ 432-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نفَصِّلُ الآيَاتِ} أي نأتي بها متفرقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قد ضللت}
تضلّ تقديرها: فررت تفرّ وضللت تضلّ، تقديرها: مللت نملّ، لغتان). [مجاز القرآن: 1/ 193]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل إنّي نهيت أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه قل لاّ أتّبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين}
وقال: {قد ضللت إذاً}، وقال بعضهم {ضللت}وهما لغتان:
- من قال "ضللت" قال "تضلّ" .
- ومن قال "ضللت" قال "تضلّ" ونقرأ بالمفتوحة). [معاني القرآن: 1/ 240]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (القراء {قد ضللت}.
يحيى بن وثاب "قد ضللت" وعلى هذه: ضللت أضل وضللت أضل). [معاني القرآن لقطرب: 513]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {قل إنّي نهيت أن أعبد الّذين تدعون من دون اللّه قل لا أتّبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين}
كانوا يعبدون الأصنام، وقالوا {ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى}فأعلم اللّه عز وجل أنه لا يعبد غيره.
وقوله: {قل لا أتّبع أهواءكم} أي: إنما عبدتموها على طريق الهوى لا على طريق البيّنة والبرهان.
وقوله: {قد ضللت إذا} معنى إذن معنى الشرط، المعنى: قد ضللت إن عبدتها.
وقوله: {وما أنا من المهتدين} أي: وما أنا من النبيين الذين سلكوا طريق الهدى). [معاني القرآن: 2/ 255]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إن الحكم إلاّ للّه يقصّ الحقّ...} كتبت بطرح الياء لاستقبالها الألف واللام؛
كما كتب {سندع الزّبانية} بغير واو،
وكما كتب {فما تغن النّذر} بغير ياء على اللفظ، فهذه قراءة أصحاب عبد الله.
وذكر عن عليّ أنه قال: {يقصّ الحقّ} بالصاد...
- وحدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينارٍ عن رجلٍ عن ابن عباسٍ أنه قرأ: {يقضي بالحق}
قال الفراء: وكذلك هي في قراءة عبد الله). [معاني القرآن: 1/ 337-338]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({على بيّنةٍ من ربّي} أي بيان،
وقال:

أبيّنةً تبغون بعد اعترافه ....... وقول سويدٍ قد كفيتكم بشرا
أي: بياناً). [مجاز القرآن: 1/193]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {يقضي الحق}.
[معاني القرآن لقطرب: 513]
مجاهد {يقص الحق}.
ابن مسعود "يقضي بالحق" يقوي قراءة الحسن). [معاني القرآن لقطرب: 514]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل إنّي على بيّنة من ربّي وكذّبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلّا للّه يقصّ الحقّ وهو خير الفاصلين}أي: على أمر بين، لا متبع هوى.
{وكذبتم به} هذه الهاء كناية عن البيان، أي: وكذبتم بالبيان، لأن البينة والبيان في معنى واحد،
ويكون {وكذبتم به} أي: بما أتيتكم به، لأنه هو البيان.
وقوله: {ما عندي ما تستعجلون به}
والذي استعجلوا به الآيات التي اقترحوها عليه. فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أن ذلك عند الله، فقال: {إن الحكم إلّا للّه يقصّ الحقّ وهو خير الفاصلين}
هذه كتبت ههنا بغير ياء على اللفظ، لأن الياء أسقطت لالتقاء السّاكنين
كما كتبوا.. {سندع الزّبانية} بغير واو.
وقرئت: {يَقُصُّ الحقّ}، وقرأ ابن عباس (يقضي بالحق)، إلا أنّ القراء لا يقرأون (يقضي بالحق) لمخالفة المصحف.
و(يقضي الحق)فيه وجهان:
1- جائز أن يكون الحق صفة للمصدر، المعنى يقضي القضاء الحق.
2- ويجوز أن يكون يقضي الحق يصنع الحق، أي كل ما صنعه عزّ وجلّ فهو حق وحكمة، إلا أن {وهو خير الفاصلين} يدل على معنى القضاء الذي هو الحكم، فأما قضى في معنى صنع فمثله قول الهذلي:
وعليهما مسرودتان قضاهما ....... داود أو صنع السّوابغ تبّع
أي صنعهما داود، ومن قرأ {يقصّ الحقّ} فمعناه أن جميع ما أنبأ به وأمر به فهو من أقاصيص الحق). [معاني القرآن: 2/ 255-257]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به} أي:
- ما تستعجلون من اقتراح الآيات.
- ويجوز أن يكون المعنى ما تستعجلون به من العذاب). [معاني القرآن: 2/ 433]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {إن الحكم إلا لله يقضي الحق}كذلك قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو عبد الرحمن السلمي وسعيد بن المسيب.
واحتج بعض من قرأ هذه القراءة بأن بعده {وهو خير الفاصلين} والفصل لا يكون إلا في القضاء والحكم
وقرأ ابن عباس ومجاهد والأعرج {يَقُصُّ الحق}.
قال ابن عباس كما قال جل وعز: {نحن نقص عليك أحسن القصص} واحتج بعض من قرأ هذه القراءة بأنه في السواد بلا ياء. قال: ولو كانت يقضي لكانت بالحق وهذا الاحتجاج لا يلزم لأن مثل هذه الياء تحذف كثيرا.
وأما قوله لو كانت يقضي لكانت بالحق فلا يلزم أيضا لأن معنى يقضي يأتي ويصنع فالمعنى:
- يأتي الحق
- ويجوز أن يكون المعنى يقضي القضاء الحق). [معاني القرآن: 2/ 434-435]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)}:

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قل لو أنّ عندي ما تستعجلون به} من عقوبة اللّه.
{لقضي الأمر بيني وبينكم} أي: لعجّلته لكم فأنقضي ما بيننا). [تفسير غريب القرآن:154]


رد مع اقتباس