عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:41 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({في هذا القرءان من كلّ مثلٍ فأبى أكثر النّاس إلا كفورًا {89} وقالوا لن نؤمن لك} [الإسراء: 89-90] لن نصدّقك.
{حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90]، أي: عيونًا ببلدنا هذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/161]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (تفسير الكلبيّ في قوله: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90]، قال: بلغنا، واللّه أعلم، أنّ عبد اللّه بن أبي أميّة المخزوميّ هو الّذي قال ذلك حين اجتمع الرّهط من قريشٍ بفناء الكعبة فسألوا نبيّ اللّه أن يبعث لهم بعض أمواتهم، ويسخّر لهم الرّيح، أو يسيّر لهم جبال مكّة، فلم يفعل شيئًا ممّا أرادوا، فقال عبد اللّه بن أبي أميّة عند ذلك: أما
تستطيع يا محمّد أن تفعل بقومك بعض ما سألوك، فوالّذي يحلف به عبد اللّه بن أبي أميّة لا أومن لك، أي: لا أصدّقك أبدًا حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا: عيونًا في تفسير مجاهدٍ وقتادة والكلبيّ.
{أو تكون لك جنّةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجّر الأنهار خلالها} [الإسراء: 91] يقول: بينها
{تفجيرًا {91} أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفًا} [الإسراء: 91-92] قطعًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/162]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {من الأرض ينبوعاً...}.

الذي ينبع، ويقال: ينبع لغتان. و(تفجر) قرأها يحيى بن وثّاب وأصحاب عبد الله بالتخفيف. وكأن الفجر مرة واحد و(تفجّر) فكأن التفجير من أماكن.
وهو بمنزلة فتحت الأبواب وفتّحتها). [معاني القرآن: 2/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً} وهي يفعول من تبع الماء، أي ظهر وفاض). [مجاز القرآن: 1/390]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {حتى تفجر لنا}.
إبراهيم {حتى تفجر لنا} من فجر يفجر). [معاني القرآن لقطرب: 831]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {من الأرض ينبوعا} وهي الينابيع من الماء؛ يقال: نبع الماء، ينبع وينبع وينبع، نبعًا ونبوعًا). [معاني القرآن لقطرب: 841]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ينبوعا}: من نبع الماء). [غريب القرآن وتفسيره: 220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ينبوعاً} أي عينا. وهو مفعول من نبع ينبع. ومنه يقال لمال على رحمه اللّه: ينبع). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}
هذا قولهم بعد أن انقطعت حجتهم ولم يأتوا بسورة من القرآن ولا دفعوا أن يكون معجزة، فاقترحوا من الآيات ما ليس لهم، لأن الذي أتاهم به من القرآن وانشقاق القمر وما دلهم به على توحيد اللّه أبلغ وأعجز في القدرة مما اقترحوا، فقالوا: {حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}.
والينبوع تقديره تقدير يفعول، من نبع الشيء). [معاني القرآن: 3/259]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أخبر الله أنهم لما عجزوا أن يأتوا بمثله وانقطعت حجتهم اقترحوا الآيات،
فقال جل وعز: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} وقد أراهم الله من الآيات ما هو أكثر من هذا من انشقاق القمر وغير ذلك
وقال مجاهد ينبوع عيون
قال أبو جعفر وهو عند أهل اللغة من نبع ينبع وينبع
ومنه سمي مال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينبع). [معاني القرآن: 4/194-193]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ينبوعا} عينا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَنْبوعاً}: فهو ينبع من الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 184]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو تكون لك جنّةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجّر الأنهار خلالها} [الإسراء: 91] خلال تلك الجنّة، {تفجيرًا {91} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/162]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (تفسير الكلبيّ في قوله: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90]، قال: بلغنا، واللّه أعلم، أنّ عبد اللّه بن أبي أميّة المخزوميّ هو الّذي قال ذلك حين اجتمع الرّهط من قريشٍ بفناء الكعبة فسألوا نبيّ اللّه أن يبعث لهم بعض أمواتهم، ويسخّر لهم الرّيح، أو يسيّر لهم جبال مكّة، فلم يفعل شيئًا ممّا أرادوا، فقال عبد اللّه بن أبي أميّة عند ذلك: أما
تستطيع يا محمّد أن تفعل بقومك بعض ما سألوك، فوالّذي يحلف به عبد اللّه بن أبي أميّة لا أومن لك، أي: لا أصدّقك أبدًا حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا: عيونًا في تفسير مجاهدٍ وقتادة والكلبيّ.
{أو تكون لك جنّةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجّر الأنهار خلالها} [الإسراء: 91] يقول: بينها
{تفجيرًا {91} أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفًا} [الإسراء: 91-92] قطعًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/162] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({تفجيرًا {91} أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفًا} [الإسراء: 91-92] قطعًا في تفسير قتادة.
وقال في آية أخرى: {إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفًا من السّماء} [سبأ: 9] وقال: {وإن يروا كسفًا} [الطور: 44] والكسف: القطعة {من السّماء ساقطًا يقولوا سحابٌ مركومٌ} [الطور: 44] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/162]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (تفسير الكلبيّ في قوله: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا} [الإسراء: 90]، قال: بلغنا، واللّه أعلم، أنّ عبد اللّه بن أبي أميّة المخزوميّ هو الّذي قال ذلك حين اجتمع الرّهط من قريشٍ بفناء الكعبة فسألوا نبيّ اللّه أن يبعث لهم بعض أمواتهم، ويسخّر لهم الرّيح، أو يسيّر لهم جبال مكّة، فلم يفعل شيئًا ممّا أرادوا، فقال عبد اللّه بن أبي أميّة عند ذلك: أما
تستطيع يا محمّد أن تفعل بقومك بعض ما سألوك، فوالّذي يحلف به عبد اللّه بن أبي أميّة لا أومن لك، أي: لا أصدّقك أبدًا حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعًا: عيونًا في تفسير مجاهدٍ وقتادة والكلبيّ.
{أو تكون لك جنّةٌ من نخيلٍ وعنبٍ فتفجّر الأنهار خلالها} [الإسراء: 91] يقول: بينها
{تفجيرًا {91} أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفًا} [الإسراء: 91-92] قطعًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/162] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أو تأتي باللّه والملائكة قبيلا} [الإسراء: 92] قال قتادة: أي نعاينهم معاينةً.
وقال مجاهدٌ: قبيلا: على حدّتها.
قال يحيى: وقال في آية أخرى: {أو جاء معه الملائكة مقترنين} [الزخرف: 53] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/162]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كما زعمت علينا كسفاً...}.

و {كسفاً} الكسف: الجماع. قال: سمعت أعرابيّا يقول لبزّاز ونحن بطريق مكة: أعطني كسفة أي قطعة. والكسف مصدر. وقد تكون الكسف جمع كسفة وكسف.
وقوله: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلاً} أي كفيلا). [معاني القرآن: 2/131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {علينا كسفاً} من القطع فيجوز أن يكون واحداً أي قطعة، ويجوز أن يكون جميع كسفة فيخرج مخرج سدرة والجميع سدر، ويجوز أن تفتح ثاني حروفه فيخرج مخرج كسرة والجميع كسر، يقال: جاءنا بثريد كف، أي قطع خبز لم تثرد.
{والملائكة قبيلاً} مجازه: مقابلة، أي معاينة وقال:
نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها= كصرخة حبلى بشّرتها قبيلها
أي قابلتها؛ فإذا وصفوا بتقدير فعيل من قولهم: قابلت ونحوها جعلوا لفظ صفة الأثنين والجميع من المذكر والمؤنث على لفظ واحد، نحو قولك: هي قبيلي وهما قبيلي وهم قبيلي وكذلك هن قبيلي). [مجاز القرآن: 1/391-390]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن كل ما في القرآن {كسفا}.
وأبو رجاء "كسفا".
وأبو عمرو كل ما في القرآن {كسفا} بكسر الكاف، وتسكين السين إلا التي في الروم {كسفا} فحرك.
[معاني القرآن لقطرب: 831]
والواحد من الكسف كسفة؛ وهو الغيم؛ وقالوا: كسفة وكسف وكسف لغات كلها؛ وقالوا: كسفت الثوب، أكسفه كسفا، وكسفته كسفًا؛ وكذلك الأديم، وكسفت عرقوبه كسفًا: إذا قطعت عصبه دون سائر الرجل؛ وكسفت الشمس تكسف كسوفًا، وانكسفت أيضًا، وكسفت، فهي مكسوفة؛ وكسفت باله وأكسفه الله إكسافًا: إذا أخذه باله بالشر.
قالت الخنساء ولم أسمعه إلا من كتاب:
وتناوحت هوج الرياح وأعصفت والماء جامد
كسفا تطردها الريا كأنها نزق طرائد
كأنه عنى الغين الذي ذكرنا). [معاني القرآن لقطرب: 832]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {والملائكة قبيلا} فيكون ذلك من المقابلة؛ أي المعاينة.
وقال الشاعر:
[معاني القرآن لقطرب: 841]
نصالحكم حتى تبوءوا بمثلها = كصرخة حبلى يسرتها قبيلها
أي قابلتها؛ وهو واحد.
ويكون من قوله {يراكم هو وقبيله}؛ أي وصنفه.
وإن جعلت {قبيلا} من قبل به، وقبل به لغتان قبالة؛ والقبيل: الكفيل؛ فذلك معنى.
وقد ذكرنا كل ما فيه في سورة الأعراف). [معاني القرآن لقطرب: 842]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {كسفا}: قطعا ومن قال كسفا جعله جمع كسفة وهي القطعة.
[غريب القرآن وتفسيره: 220]
{والملائكة قبيلا}: جميعا وقال بعضهم معاينة ومقابلة). [غريب القرآن وتفسيره: 220]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كسفاً} أي قطعا. الواحد: كسفة.
{أو تأتي باللّه والملائكة قبيلًا} أي ضمينا. يقال: قبلت به، أي كفلت به. وقال أبو عبيدة: معاينة. ذهب إلى المقابلة). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب فتفجّر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السّماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي باللّه والملائكة قبيلا }
(كسفا) و (كسفا)، فمن قرأ (كسفا) جعلها جمع كسفة، وهي القطعة.
ومن قرأ (كسفا) فكأنّه قال أو تسقطها طبقا علينا، واشتقاقه من كسفت الشيء إذا غطيته.
وقوله: {أو تأتي باللّه والملائكة قبيلا}.
في " قبيل " قولان، جائز أن يكون. تأمر بهم حتى نراهم مقابلة.
وأن يكون قبيلا كفيلا، يقال قبلت به أقبل قبالة، كقولك: كفلت به أكفل كفالة،
وكذلك قول الناس: قد تقبل فلان بهذا أي تكفل به). [معاني القرآن: 3/260-259]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا}
روى معمر عن قتادة قال كسفا قطعا
وحكى الفراء أنه سمع أعرابيا يقول أعطني كسفه من هذا الثوب أي قطعة
ويقرأ كسفا والمعنى على هذه القراءة للسماء كلها أي طبقا
واشتقاقه من كسفت الشيء أي غطيته). [معاني القرآن: 4/194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أو تأتي بالله والملائكة قبيلا}
روى معمر وسعيد عن قتادة قال {قبيلا} أي عيانا
قال أبو جعفر ذهب إلى أنه من المقابلة
وقال غيره قبيلا أي كفيلا يقال قبلت به أي كفلت وتقبل فلان بكذا أي تكفل به). [معاني القرآن: 4/195-194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والملائكة قبيلا} أي ضمينا وقيل: معاينة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كِسَفاً}: قطعا.
{قَبيلاً}: جميعا). [العمدة في غريب القرآن: 184]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ} [الإسراء: 93] والزّخرف: الذّهب في تفسير قتادة والسّدّيّ، وقد ذكر ذلك قتادة عن ابن عبّاسٍ.
قال: {أو ترقى} [الإسراء: 93] تصعد.
{في السّماء ولن نؤمن لرقيّك} [الإسراء: 93] لصعودك.
{حتّى تنزّل علينا كتابًا نقرؤه} [الإسراء: 93] من اللّه إلى عبد اللّه بن أبي أميّة بن المغيرة: إنّي أرسلت محمّدًا، وتجيء بأربعةٍ من الملائكة يشهدون أنّ اللّه هو كتبه، ثمّ واللّه ما أدري بعد ذلك هل أؤمن لك، يقول أصدّقك أم لا.
قال اللّه لنبيّه: {قل سبحان ربّي هل كنت إلا بشرًا رسولا} [الإسراء: 93] وقال مجاهدٌ: {حتّى تنزّل علينا كتابًا نقرؤه} [الإسراء: 93] من ربّ العالمين، كلّ رجلٍ منّا تصبح عند رأسه صحيفةٌ موضوعةٌ يقرؤها.
وقال قتادة: {حتّى تنزّل علينا كتابًا نقرؤه} [الإسراء: 93] خاصّةٌ نؤمر فيه باتّباعك.
قال: {أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ} [الإسراء: 93] من ذهبٍ {أو ترقى في السّماء ولن نؤمن لرقيّك} [الإسراء: 93] أيضًا، فإنّ السّحرة قد تفعل ذلك فتأخذ بأعين النّاس، {حتّى تنزّل علينا كتابًا نقرؤه} [الإسراء: 93] إلى كلّ إنسانٍ منّا بعينه: من اللّه إلى فلان بن فلانٍ، وفلان بن فلانٍ وفلان بن فلانٍ، أن آمن بمحمّدٍ فإنّه رسولي.
أظنّه في تفسير الحسن وهو قوله: {بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفًا منشّرةً} [المدثر: 52]، يعني: كتابًا من اللّه.
{قل سبحان ربّي هل كنت إلا بشرًا رسولا} [الإسراء: 93] هل كانت الرّسل تأتي بهذا فيما مضى، أن تأتي بكتابٍ من اللّه إلى كلّ إنسانٍ بعينه؟ كلا أنتم أهون على اللّه من أن يفعل بكم هذا.
فقالوا: لن نؤمن لك، لن نصدّقك حتّى تأتينا بخصلةٍ من هذه الخصال). [تفسير القرآن العظيم: 1/163]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أو ترقى في السّماء...}

المعنى: إلى السماء. غير أن جوازه أنهم قالوا: أو تضع سلّما فترقى عليه إلى السماء، فذهبت (في) إلى السلّم.
وقوله: {وما منع النّاس أن يؤمنوا} أن في موضع نصب {إلاّ أن قالوا} (أن) في موضع رفع.
{أو يكون لك بيتٌ من زخرفٍ} ... حدثني حبّان عن الكلبيّ قال: الزخرف: الذهب). [معاني القرآن: 2/132-131]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {بيتٌ من زخرفٍ} وهو مصدر المزخرف وهو المزيّن). [مجاز القرآن: 1/391]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {أو ترقى في السماء} رقي يرقى رقيا: وهو صعوده؛ وهو قوله {ولن نؤمن لرقيك} ). [معاني القرآن لقطرب: 842]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زخرف}: مزخرف مزين). [غريب القرآن وتفسيره: 221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بيتٌ من زخرفٍ} أي من ذهب). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السّماء ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربّي هل كنت إلّا بشرا رسولا}
جاء في التفسير أن معناه بيت من ذهب، وأصل الزخرف في اللغة والزخرفة الزينة، والدليل على ذلك قوله عزّ وجلّ: {حتّى إذا أخذت الأرض زخرفها} أي أخذت كمال زينتها.
وزخرفت الشيء إذا أكملت زينته، ولا شيء في تزيين بيت وتحسينه، وزخرفته كالذهب.
فليس يخرج ما فسروه عن الحق في هذا.
وقوله: {أو ترقى في السّماء ولن نؤمن لرقيّك}.
يقال في الصعود: رقيت أرقى رقيا، ويقال فيما تداويه بالعوذة: رقيت أرقى رقية ورقيا.
وقوله: {حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه}.
أي حتى تنزّل علينا كتابا يشهد بنبوتك.
فأعلم اللّه - جل ثناؤه - أن ذلك لو نزل عليهم لم يؤمنوا فقال: {ولو نزّلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الّذين كفروا إن هذا إلّا سحر مبين}.
فإذا كانوا يدعون فيما يعجز عنه أنه سحر فكيف يوصل إلى تبصيرهم والتبيين لهم بأكثر مما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الآية الباقية، وهي القرآن، ومن الأنباء ما يدبرونه بينهم وبما يخبرهم به من أخبار الأمم السالفة، وهو لم يقرأ كتابا ولا خطه بيمينه، وقد أنبأ - صلى الله عليه وسلم - ودل على نبوته كل ما يخطر بالبال). [معاني القرآن: 3/260]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أو يكون لك بيت من زخرف}
روى مجاهد قال كنا لا ندري ما الزخرف فرأيناه في قراءة ابن مسعود أو يكون لك بيت من ذهب
وقال أبو جعفر الزخرف في اللغة الزينة والذهب من الزينة). [معاني القرآن: 4/195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه} أي كتابا بنبوتك
فأعلم الله أنه لو فعل بهم ذلك ما آمنوا فقال تعالى: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} ). [معاني القرآن: 4/196-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا}
فاعلم الله أن الأعدل الأبلغ أن يبعث إلى كل خلق من كان من جنسه فقال قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا فقالوا من يشهد لك بهذا فقال جل وعز: {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم} ). [معاني القرآن: 4/196]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من زخرف} الزخرف - هاهنا: الذهب). [ياقوتة الصراط: 315]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بيت من زخرف} أي من ذهب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُخْرُفٍ}: مزيّن حسن). [العمدة في غريب القرآن: 185]


رد مع اقتباس