عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 شعبان 1434هـ/5-07-2013م, 06:17 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

الدليل الثالث: عدّ الحروف المقطّعة آيات عند الكوفي وحدَه إلا ما استثني
قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (
وما بدؤه حـرف التهجـي فآيـه.......لِكُوفٍ سوى ذي را وطس والوتـر). [ناظمة الزهر:؟؟]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): ( ص: وما بدؤه حرف التهجـي فآيـة.......لكوف سوى ذي را طس والوتر
اللغة: الوتر الفرد.
الإعراب: ما مبتدأ واقعة على السورة وهي اسم موصول وجملة بدؤه حرف التهجي الاسمية صلة ما، والضمير في بدؤه للوصول وذكر باعتبار لفظه، والفاء في فآية زائدة في الخبر لأن المبتدأ يشبه الشرط في العموم. وآية خبر لمحذوف أي فذلك المبدوء به آية والجملة خبر والرابط محذوف أي والسورة التي بدؤها حرف التهجي فذلك المبدوء به آية منها – لكوف صفة لآية. وسوى أداة استثناء ومضاف إليه وما بعده عطف عليه.
المعنى: يعني أن السورة التي افتتحت بحروف التهجي فذلك الحرف الذي افتتحت به السورة آية مستقلة عند الكوفي. واستثنى من ذلك ما اقترن ب «ر» من حرف التهجي. وهي الر – المر، وكذلك طس أول سورة النمل.
وأيضًا ما كان على حرف واحد وهي ثلاثة «ص – ق - ن» فليس شيء من ذلك آية إجماعًا.
ودخل في المستثنى منه «ألم» في جميع القرآن، والمص، وكهيعص، وطه، وطسم، ويس، وحم، و«حم عسق». وسيأتي للناظم التنبيه على أن حم عسق آيتان مستقلتان. فهذه الفواتح كلها آيات عند الكوفي ولم يعدها غيره.
وهذا من جملة الأدلة على أن العدد توقيفي؛ لأنه لو لم يكن كذلك لما كان هناك فرق بين طس ويس ولا بين المص والمر؛ فإما أن يترك الجميع من العدد أو يعد الجميع ولكنه فرق أتباعًا للنص.
وتلك مناسبة ذكر هذا البيت في هذا المقام؛ فالمعتبر في عد ما عد وترك ما ترك إنما هو النص والتوقيف.
فسبب عدّ الكوفي لهذه الفواتح إنما هو السماع؛ فقد روى عن علي بسنده أنه كان يعد هذه الفواتح آيات.
وما روى عن عمرو بن مرة من عد ص آية فغير معتبر.
وسبب عدم عد هذه الفواتح عند غير الكوفي عدم ورود نص عندهم بعدها مع أنها غير مستقلة بناء على أنها أقسام وما بعدها جواب لها فهي متعلقة به أشد تعلق.
وأريد ببعضها يا إنسان أو يا رجل؛ فلعدم الاستقلال وعدم انقطاع الكلام لم تعد عند غير الكوفيين.
ويمكن الكوفي أن يلتمس للسماع حكمة وهي استقلالها بناء على أنها أسماء للسور مع مشاكلتها لما بعدها من آي السور.
وأما الفرق بين المص والمر مثلاً فلعدم وجود هذه المشاكلة.
وأما الفرق بين طس أول النمل وطسم أول الشعراء والقصص؛ فإن طسم شاكلت ألم في الاستقلال والملاءمة لما بعدها، بخلاف طس فلانقطاعها عن ميم أشبهت الكلمة المفردة فلم تعد، وإنما عدت يس مع أنها على وزنها لاختصاصها بالبدء بيا وليس في الكلمات العربية المفردة ما هو مبدوء بيا.
وأما حم فعدت لمشاكلة أخواتها مع المناسبة لما بعدها.
وأما عدم عد ص، وق، ون، فلأنها أشبهت الكلمة المفردة فلم تعد، نحو باب ودار؛ وكل هذا التماس لحكمة ما سمع. والله أعلم).[معالم اليسر:؟؟]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ومما يؤكده(1) أيضًا عد الكوفيين (الم) حيث وقع آية مستقلة وكذا (المص)، و (طه) و (طسم) و (يس) و حم) في سورها وعدهم (حم عسق) آيتين، ولم يعدوا (الر) و (المر) و (طس) أول النمل و(ص) و (ق) و (ن) وهذا معنى قوله:

وَمَا بدْؤُهُ حرْفُ التَّهَجِّي فآية ....... لِكُوفٍ سوى ذي رَا وطَس والوِتْرِ(2)). [القول الوجيز: 105-109]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) قول الشارح رحمه الله تعالى (ومما يؤكده) الضمير يعود على التوقيف في هذه الأعداد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي وعدُّ الكوفيين بعض فواتح السورة دون بعض يؤكد التوقيف لأن صفة الحرفية مشتركة بين كل من الحروف فعدُّ بعضها دون بعض يشعر بأنه سماعي لا قياسي حيث قال السيوطي ناقلًا عن الزمخشري: الآيات توقيفية لا مجال للقياس فيها ولذلك عدوا (الم) آية حيث وقت وكذا (المص) ولم يعدوا (المر، الر) وعدوا (حم) آية في سورها وكذا (طه) و (يس) ولم بعدوا (طس) مع أنها على وزن (يس) انتهى. [أنظر الإتقان ج1 ص 188].
هذا وسيذكر الشارح في أول سورة البقرة توجيه عد الكوفيين لهذه الفواتح وتوجيه الترك لغيرهم.
(2) المفردات: الوتر: الفرد، وقد بدأ المصنف في بيان أصول مطردة غير مختصة بسورة واحدة ومعنى البيت: (والسورة التي أولها حرف من حروف التهجي فذلك الحرف آية مستقلة في تلك السورة للكوفي في اختياره سوى ذي الراء) الخ). [التعليق على القول الوجيز:؟؟]

رد مع اقتباس