الموضوع: نقول غير مصنفة
عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 24 ذو القعدة 1438هـ/16-08-2017م, 11:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع بعظيم سلطانه فاعل الفعل الصالح الجميل، ونصب بعميم إحسانه مصدر عامل العمل الراجح الجليل، وخفض بجسيم برهانه الواضح من أضيف إليه القول القادح الوبيل، والصلاة على سيدنا محمد المتشرف بركابه جبريل وميكائيل، وعلى آله المنتخبين وصحبه المنتخبين ذوي الفعل الطاهر النبيل، بعدد كل تسبيح وتقديس وتكبير وتهليل.
وبعد، فحيث تقرر سابق علم العليم الخبير بسائق الحكم ولاحق التقدير، ووصلت إلى بلدة ماردين المحروسة، وحصلت في خطتها المحمية المأنوسة، ووجدتها معمورة الأطراف مغمورة الأكناف بالعدل والجود والإسعاف، بيمن سلطنة من خصه الله بالقول الرضي والفعل المرضي حسن معدلة من منحه الله بالخلق السني والخلق البهي، وهو المقام العالي والمقر المتعالي المولوي الأكملي الأعدلي الأحمي الأعلمي الملكي المالكي السلطاني الظاهري، من تشرفت السلطنة الغراء بكريم وجوده، وأسترق أحرار البعاد بفياض بحر جوده، وعم ملكه وسلطانه كل حاضر وبادي، وشمل طوله وإحسانه كل رائح وغادي، أعظم سلاطين الإسلام حسبًا، وأكرم ملوك الأنام أصلًا ونسبًا.
نسب كأن عليه من شمس الضحى = نورًا ومن ضوء الصباح عمودا
حائز مكارم الأخلاق الموصلة إلى ذروة الرتبة العلياء بالعموم والإطلاق على جهتي الإرث والاستحقاق من الأجداد والآباء.
ولو أن السماء دنت لمجد = ومكرمة دنت لهم السماء
أجل الملوك فرعًا وأصلًا وأجملهم فضلًا ووصلًا
الظاهر بن الظاهر ابن الظاهر بن الظاهر = زاكي الفعال طاهر الأعراق والسرائر
ليث تراه في الخميس كالهزبر الزابر = مولى يفيض بالنوال كالغمام الهامر
فياض بحر جوده يهمي كغيث ماطر = يروق في مدحته نشيد شعر الشاعر
يطيب في أوصافه أطناب قول السامر = من جمعت فيه صنوف المجد والمفاخر
وسمت رتبته على فرق الفرقدين شرفًا ومجدًا، وعلت سلطنته على ملوك الأقطار غورًا ونجدًا، ودانت لمقره المتعالي جميع طوائف الحكام قربًا وبعدًا، وقبلت الصيد ثرى وصيد مقامه العالي، ووالت لإنعامه شكرًا وحمدًا، وأفاض فياض بحر جوده على سائر الأمم من سحائب الكرم، جزيل النعم جزرًا ومدًا، وقمع بسيف قهره صناديد المتمردين قهرًا وطردًا.
هو الملك السلطان ذو العز والعلى = ومن هو بالنصر العزيز مؤيد
ومن غمر الدنيا بفياض جوده = مليك به ركن المعالي مشيد
جميع سلاطين الزمان بأسرهم = لدى شمس علياه السنية فرقد
فلا زال منصور اللواء وملكه = مدى الدهر بالفتح مخلد.
نجل أعظم السلاطين رتبة وشرفًا، وزبدة أسمى الملوك منزلةً وشرفًا، السعيد المغفور المنعوت بشريف الخلال وصالح الأحوال، وجميل الأفعال المصدقة لهذا المقال.
أعلا سلاطين الورى وأجلهم = الكامل الآراء والتصوير
الصالح البر التقي الفاضل الـ = نحرير ذو الآداب والتقرير
علم اليقين بأن ما يعطى لوجـ = ــه الله كالمستودع المذخور
ورأى بقاء المال أعظم سبة = ونقيصة في الكامل المذكور
وغدا ومطرح فكره في بذل ما = يقينه لا في الجمع والتوفير
عف اللسان إذا تلفظ قائلًا = وإذا تفكر فهو عف ضمير
أعطاه رب الرعش ما يبغيه من = حور وولدان وطيب قصور
والآن قد ورث الخلافة نجله = ذو العقل والآراء والتدبير
مولى سلاطين الأنام ومن له الـ = ـحسنى ورب الباطن المعمور
الظاهر السلطان من أغنت طها = رته عن التنظيف والتطهير
مولى غدا فياض بحرا كفه الـ = ـهامي مطابق فعله المشكور
من إن تفكهت الملوك بلذة = مكروهة أو مقصد محظور
فكانت فكاهته قراءة آية = أو حل معنى مشكل مستور
من كل أحرار العباد بأسرهم = أضحت عبيد نواله المشهور
لا زال في عز وجد صاعد = يردي الدعاة بسيفه المشهور
يرقى على هام السماك بهمة = تبقى مخلدة بقاء دهور
ولا برح صارح حزمه لرقاب صعاب الأمور قاطعًا، وضوء شمس معدلته في سماء السناء متلألأً مشرقًا ساطعًا، وفياض بحر جوده مسترقًا لأحرار العباد، ونافذ حكمه ماضيًا في أكناف أطراف البلاد.
ولا فتئت أنهار أشباح عداه من مياه الأرواح مقفرة يابسة، وأغصان آماله في دوحة الدولة مورقة نضرة مائسة ما استنار حندس الديجور بنور الصباح، ونادى المنادي بحي على الفلاح
من قال آمين يبقي الله مهجته = فإن هذا دعاء يشمل البشرا
وكان قد انتقل بالإرث إلى هذا المخلص الصادق الإخلاص، القيام بأداء وظائف الدعاء الصالح المسئول القبول، وإهداء رواتب الثناء المسكي الأردان العنبري الذيول، وقد غمرته الحضرة العالية من قديم الأيا بعميم الإحسان والإنعام حتى اشتهر عند كل خاص وعام، مما لم لا يمكن رصفه بسنان لسان الأقلام، أرادت أن أتقرب إلى مقامه الكريم بما يوجب توكيد تلك العناية التابعة، ويستعقب الإفاضة من فياض فواضله بتجديد الرعاية اللاحقة بتصنيف فائق شريف يكرم وقعه، وتأليف رائق لطيف يعظم نفعه، فدمت مقامه العالي، وتقربت إلى مقره المتعالي بكتابي الموسوم بجواهر الأدب في معرفة الكلام، المشتمل على القسم الثالث من أقسام الكلام الثلاثة وهو قسم الحرف، فإن والدي رحمه الله تعالى كان قد وضع له جدولًا ذكر فيه البسيط منه والمركب المتمحض الحرفية وغيره، ذكرًا مجملًا، وبينته في هذا الكتاب بيانًا مفصلًا، وأصبح بيمن سعادة المقام السلطاني، مطابق اسمه وموافق رسمه، مسبوكًا بألطف عبارة رائقة مبتكرة، واشرف إشارة فائقة مفتكرة، مرتبًا أحسن ترتيب، مهذبًا أجود تهذيب، منظومًا كعقد الدرر، مجموعًا كنور الزهر، ويشتمل على زواهر الجواهر الجميلة التي خلت عنها أعظم المبسوطات، ورتبته على فصول مندرجة تحت خمسة أبواب، والله أسأل أن يهديني إلى إصابة الصواب، إنه هو الكريم الوهاب). [جواهر الأدب: 2-5]

رد مع اقتباس