عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:20 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال يا بنيّ لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ إن الحكم إلا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون (67) ولـمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (68)}
يقول تعالى، إخبارًا عن يعقوب، عليه السّلام: إنّه أمر بنيه لمّا جهّزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر، ألّا يدخلوا كلّهم من بابٍ واحدٍ، وليدخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ، فإنّه كما قال ابن عبّاسٍ، ومحمّد بن كعبٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، وقتادة، والسّدّي: إنّه خشي عليهم العين، وذلك أنّهم كانوا ذوي جمالٍ وهيئةٍ حسنةٍ، ومنظرٍ وبهاءٍ، فخشي عليهم أن يصيبهم النّاس بعيونهم؛ فإنّ العين حقٌّ، تستنزل الفارس عن فرسه.
وروى ابن أبي حاتمٍ، عن إبراهيم النّخّعي في قوله: {وادخلوا من أبوابٍ متفرّقةٍ} قال: علم أنّه سيلقى إخوته في بعض الأبواب.
وقوله: {وما أغني عنكم من اللّه من شيءٍ} أي: هذا الاحتراز لا يردّ قدر اللّه وقضاءه ؛ فإنّ اللّه إذا أراد شيئًا لا يخالف ولا يمانع {إن الحكم إلا للّه عليه توكّلت وعليه فليتوكّل المتوكّلون}).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 399-400]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولـمّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من اللّه من شيءٍ إلا حاجةً في نفس يعقوب قضاها} قالوا: هي دفع إصابة العين لهم، {وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه} قال قتادة والثّوريّ: لذو عملٍ بعلمه. وقال ابن جريرٍ: لذو علمٍ لتعليمنا إيّاه، {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 400]

رد مع اقتباس