الموضوع: تعظيم القرآن
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ذو القعدة 1435هـ/31-08-2014م, 12:23 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

إكرام القرآن والتأدب معه

أثر معمر بن سليمان: (...ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك). [جمال القراء:1/105](م)

أثر إبراهيم النخعي: (كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا. قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
ومنه قول ابن شهاب: لا تناظر بكتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: يقول لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل). [جمال القراء:1/105](م)


كلام النووي في آداب حامل القرآن
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
وعن الفضيل بن عياض قال: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم، وعنه أيضا قال: حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن.).[التبيان في آداب حملة القرآن:50- 51](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب السابع: في آداب الناس كلهم مع القرآن
ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى: هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى، وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين والتصديق بما فيه والوقوف مع أحكامه وتفهم علومه وأمثاله والاعتناء بمواعظه والتفكر في عجائبه والعمل بمحكمه، والتسليم بمتشابهه والبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته). [التبيان في آداب حملة القرآن:163- 164](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (أجمع المسلمون على وجوب تعظيم القرآن العزيز على الإطلاق وتنزيهه وصيانته وأجمعوا على أن من جحد منه حرفا مما أجمع عليه أو زاد حرفا لم يقرأ به أحد وهو عالم بذلك فهو كافر،
قال الإمام الحافظ أبو الفضل القاضي عياض رحمه الله: (اعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه أو سبهما أو جحد حرفا منه أو كذب بشيء مما صرح به فيه من حكم أو خبر أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته وهو عالم بذلك أو يشك في شيء من ذلك فهو كافر بإجماع المسلمين، وكذلك إذا جحد التوراة والإنجيل أو كتب الله المنزلة أو كفر بها أو سبها أو استخف بها فهو كافر.تنبيه: وقد أجمع المسلمون على أن القرآن المتلو في الأقطار المكتوب في الصحف الذي بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول الحمد لله رب العالمين إلى آخر قل أعوذ برب الناس كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع فيه الإجماع وأجمع على أنه ليس بقرآن عامدا لكل هذا فهو كافر، قال أبو عثمان بن الحذاء: (جميع أهل التوحيد متفقون على أن الجحد بحرف من القرآن كفر).
وقد اتفق فقهاء بغداد على استتابة ابن شنبوذ المقرئ -أحد أئمة المقرئين المتصدرين بها مع ابن مجاهد- لقراءته وإقرائه بشواذ من الحروف مما ليس في المصحف وعقدوا عليه للرجوع عنه والتوبة سجلا أشهدوا فيه على نفسه في مجلس الوزير أبي علي ابن مقلة سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة.
وأفتى محمد بن أبي زيد فيمن قال لصبي "لعن الله معلمك وما علمك"، قال: أردت سوء الأدب ولم أرد القرآن، قال: يؤدب القائل، قال: وأما من لعن المصحف فإنه يقتل). هذا آخر كلام القاضي عياض رحمه الله.). [التبيان في آداب حملة القرآن:164- 166](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الحمد لله الكريم المنان ذي الطول والفضل والإحسان، الذي هدانا للإيمان، وفضل ديننا على سائر الأديان، ومن علينا بإرساله إلينا أكرم خلقه عليه، وأفضلهم لديه، حبيبه وخليله، وعبده ورسوله، محمدا صلى الله عليه وسلم فمحا به عبادة الأوثان، وأكرمه صلى الله عليه وسلم بالقرآن المعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان، التي يتحدى بها الإنس والجان بأجمعهم، وأفحم بها جميع أهل الزيغ والطغيان، وجعله ربيعا لقلوب أهل البصائر والعرفان، لا يخلق على كثرة الرد وتغاير الأحيان، ويسره للذكر حتى استظهره صغار الولدان، وضمن حفظه من تطرق التغيير إلى والحدثان، وهو محفوظ بحمد الله وفضله ما اختلف الملوان، ووفق للاعتناء بعلومه من اصطفاه من أهل الحذق والإتقان، فجمعوا فيها من كل فن ما ينشرح له صدر أهل الإيقان، أحمده على ذلك وغيره من نعمه التي لا تحصى خصوصا على نعمة الإيمان، وأسأله المنة علي وعلى سائر أحبابي وسائر المسلمين بالرضوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة محصلة للغفران، منقذة صاحبها من النيران، موصلة له إلى سكنى الجنان.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى من على هذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - بالدين الذي ارتضاه دين الإسلام، وأرسل إليها محمدا خير الأنام، عليه منه أفضل الصلاة والبركات والسلام، وأكرمها بكتابه أفضل الكلام، وجمع فيه - سبحانه وتعالى - جميع ما يحتاج إليه من أخبار الأولين والآخرين، والمواعظ والأمثال، والآداب، وضروب الأحكام، والحجج القاطعات الظاهرات، في الدلالة على وحدانيته، وغير ذلك مما جاءت به رسله صلوات الله عليهم وسلامه الدامغات لأهل الإلحاد الضلال الطغام، وضعف الأجر في تلاوته، وأمرنا بالاعتناء به والإعظام، وملازمة الآداب معه، وبذل الوسع في الاحترام.). [التبيان في آداب حملة القرآن:5- 7]


كلام النووي في التأدب مع القرآن
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه، قال أصحابنا وغيرهم: ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا.
قالوا: ويحرم توسده، بل توسد آحاد كتب العلم حرام.
ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه لأن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى وقد قررت دلائل استحباب القيام في الجزء الذي جمعته فيه.
وروينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: (كتاب ربي كتاب ربي) ). [التبيان في آداب حملة القرآن: 191](م)

كلام محمد بن عبد الوهاب في معرفة حق القرآن
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
اعلم أنه ينبغي لمح موقع النعم على من علمه الله تعالى القرآن العظيم أو بعضه بكونه أعظم المعجزات لبقائه ببقاء دعوة الإسلام ولكونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتم الأنبياء والمرسلين فالحجة بالقرآن العظيم قائمة على كل عصر وزمان لأنه كلام رب العالمين وأشرف كتبه جل وعلا فلير من عنده القرآن أن الله أنعم عليه نعمة عظيمة وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لا عليه لأن القرآن مشتمل على طلب أمور والكف عن أمور وذكر أخبار قوم قامت عليهم الحجة فصاروا عبرة للمعتبرين حين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم وأهلكوا لما عصوا وليحذر من علم حالهم أن يعصي فيصير مآله مآلهم فإذا استحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقا لكتاب الله تعالى وصدره مصحفا له انكفتت نفسه عند التوفيق عن الرذائل وأقبلت على العمل الصالح الهائل وأكبر معين على ذلك حسن ترتيله وتلاوته وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} وقال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}.). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)


رد مع اقتباس