الموضوع: تجويد القرآن
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م, 10:50 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

باب: المد والقصر

حديث البخارى: {...
هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا شعبة، حدّثنا معاوية بن قرّة، عن عبد اللّه بن مغفّلٍ قال: قرأ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة، سورة الفتح فرجّع فيها، قال معاوية: لو شئت أن أحكي لكم قراءة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لفعلت). [صحيح البخاري:6/135]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( قوله عن عبد اللّه بن مغفّلٍ بالمعجمة والفاء وزن محمّدٍ قوله "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة وقد أورده في التّوحيد من طريقٍ أخرى بلفظ كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ
قال القرطبيّ: هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ لأنّ في رواية عليّ بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيليّ وهو يقرأ قراءةً ليّنةً فقال لولا أن يجتمع النّاس علينا لقرأت ذلك اللّحن
وكذا أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن أبي النّضر عن شعبة وسأذكر تحرير هذه المسألة في شرح حديث ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن). [فتح الباري:8/584](م)
كلام السخاوى: {
...الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ذكر القصر والمد
الغرض بمد الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة التي قبلها كسرة إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكنه – تمكين هذه الأحرف وتبيينها وتقويتها لأنها هوائية ليس لها مخرج يحويها وتعتمد عليه اعتمادا قويا، لا سيما الألف، فإنها لا اعتماد لها ألبتة على شيء، وأما الواو فإنها تنضم بها الشفتان، والياء يرتفع بها اللسان نحو الحنك، لذلك لم يبلغا في المد مبلغ الألف. وقال الخليل رحمه الله: منتهى الصوت بحرف المد واللين عند ابتداء الهمزة. قال: ومن أجل ذلك ألحقوا بعد الواو ألفا في الكتاب في نحو آمنوا.
ولهذه الأحرف في أنفسها مد لا يتوصل إلى الإتيان بها إلا به، فإذا لقيت ساكنا أو همزا زيد على ذلك. ومدها مع الهمزة في كلمة واحدة أقوى من مدها إذا لقيتها في كلمة أخرى للزوم الهمزة حرف المد. وأما في المنفصل فلا يقع ذلك إذا وقف على الكلمة الأولى.
ولقاءها الساكن في كلمة على ثلاثة أضرب: ساكن مدغم نحو {الضالين}، وساكن غير مدغم نحو (نون) و(لام) و(ميم) وما جاء في فواتح السور، فإنها تمد في ذلك كله مدا ممكنا، فإن كان الساكن في كلمة أخرى نحو {اطيرنا بك} حذف حرف المد لانفصاله، وكذلك إن كان الساكن مظهرا نحو {أولو العلم} و{كانتا اثنتين} و{عليهما ادخلوا}.
وقال الزجاج وابن قتيبة: موجب تمكين المد بيان الهمزة لا بيان الممدود، لأن الهمزة خفية، ومع خفائها ففي إخراجها كلفة، لأنها تخرج من الصدر كالسعلة لشدتها وبعد مخرجها، فقويت بتمكين المد في حرف المد قبلها. وأما زيادة تمكين المد مع الساكن فلأجل التقاء الساكنين، فكان المد كالحركة لأنه يتميز به أحدهما من الآخر.
وقد سمى قوم من القراء المد بأسماء مختلفة باختلاف مواضعه، وجعلوه متفاوتا على حسب مواقعه، وجعلوه عشرة أنواع:
فقالوا في: {الضالين}، و{ما من دابة} مد الحجز لأنه حجز بين الساكنين.
وسموا إدخال الألف بين الهمزتين لمن يقرأ بذلك: مد العدل.
وسموا المد لأجل الهمز في كلمة مد التمكين، نحو {القائمين} و{خائفين} و{أولئك}.
فإن كان حرف المد في كلمة والهمز في أخرى سموه مد الفصل.
وسموا المد قبل الهمزة المهملة في مذهب من سهل: مد الروم، نحو {هانتم} في قراءة أبي عمرو ومن وافقه، قالوا: لأنك تروم بعد الهمزة ولا تأتي بها.
وسموا المد في {الذكرين} و{آلله أذن لكم} و{الآن} مد الفرق لأنه فرق بين الاستفهام والخبر.
وسموا المد في نحو: {إلا دعاء ونداء} مد البنية، قالوا: لأن الكلمة بنيت على المد دون القصر.
وسموا المد في {لا إله إلا الله} مد المبالغة للتعظيم.
وسموا المد في نحو {آدم}، {وآتى} مد البدل لأن المد بدل من الهمزة.
وسموا المد في {جاء} و{شاء} مد الأصل لأن المد والهمزة من أصل الكلمة، فهذه عشرة أسماء ما أرى لها كبير فائدة.).[جمال القراء:2/522 - 524]
كلام السخاوى: {
وأما الممدود فعلى ضربين:...}
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وأما الممدود فعلى ضربين:
طبيعي ومتكلف:
فالطبيعي حقه أن يؤتى بالألف والواو والياء التي هي حروف المد واللين ممكنات على مقدار ما فيهن من المد الذي هو صفتهن من غير زيادة ولا إشباع، وذلك إذا لم تلق واحدة منهن همزة ولا حرفا ساكنا، ويسمي القراء هذا الضرب مقصورا، لأنه قصر عن الهمزة الموجبة لزيادة الإشباع لخفائها وشدتها، أي حبس عنها ومنع منها، قال الله عز وجل: {حور مقصورات} أي محبوسات. ويقدرونه مقدار الألف إن كان ألفا، ومقدار ياء إن كان ياء، ومقدار واو إن كانت واوا.
والمتكلف حقه أن يزاد في تمكين الألف والياء والواو على ما فيهن من المد الذي لا يوصل إلى النطق بهن إلا به من غير إسراف في التمكين ولا إفراط في التمطيط، وذلك إذا لقين الهمزات والحروف السواكن لا غير. وحقيقة النطق بذلك أن تمد الأحرف الثلاثة ضعفي مدهن في الضرب الأول والقراء يقدرون ذلك مقدار ألفين إن كان حرف المد ألفا، ومقدار ياءين إن كان ياء، ومقدار واوين إن كان واوا، لما دخله من زيادة التمكين وإشباع المد دلالة على تحقيقه.).[جمال القراء:2/525- 543]
كلام بن حجر: {... هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه...}
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ):
( قوله عن عبد اللّه بن مغفّلٍ بالمعجمة والفاء وزن محمّدٍ قوله "فرجّع فيها" أي ردّد صوته بالقراءة وقد أورده في التّوحيد من طريقٍ أخرى بلفظ كيف ترجيعه قال ءا ءا ءا ثلاث مرّاتٍ

قال القرطبيّ: هو محمولٌ على إشباع المدّ في موضعه وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبًا فحصل التّرجيع من تحريك النّاقة وهذا فيه نظرٌ لأنّ في رواية عليّ بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيليّ وهو يقرأ قراءةً ليّنةً فقال لولا أن يجتمع النّاس علينا لقرأت ذلك اللّحن
وكذا أخرجه أبو عبيدة في فضائل القرآن عن أبي النّضر عن شعبة وسأذكر تحرير هذه المسألة في شرح حديث ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن). [فتح الباري:8/584](م)


رد مع اقتباس