عرض مشاركة واحدة
  #142  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:19 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا اِتَّقوا اللهَ وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِبا}
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن جعفر قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أحمد بن الأخنس قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الكلبي عن أبي صالح. عن ابن عباس: بلغنا والله أعلم أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف وفي بني المغيرة من بني مخزوم وكانت بنو المغيرة يربون لثقيف فلما أظهر الله تعالى رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كله فأتى بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا وضع عن الناس غيرنا فقال بنو عمرو بن عمير: صولحنا على أن لنا ربانا فكتب عتاب في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية والتي بعدها: {فَإِن لَم تَفعَلوا فَأَذَنوا بِحَربٍ مِنَ اللهِ وَرَسولِهِ} فعرف بنو عمرو أن لا يدان لهم بحرب من الله ورسوله يقول الله تعالى: {فَإِن تُبتُم فَلَكُم رُءوسُ أَموالِكُم لا تَظلِمونَ} فتأخذون أكثر: {وَلا تُظلَمونَ} فتبخسون منه.
وقال عطاء وعكرمة: نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا في التمر فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظكما كله فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما ففعلا فلما حل الأجل طلبا الزيادة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية فسمعا وأطاعا وأخذا رءوس أموالهما.
وقال السدي: نزلت في العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان في الربا فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا فأنزل الله تعالى هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب)) ). [أسباب النزول:86 - 88]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} [278]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في العباس بن عبد المطلب ورجل من بني المغيرة كانا شريكين في الجاهلية فيسلفان في الربا إلى ناس من ثقيف من بني عميرة وهو بنو عمرو بن عمير فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا فنزلت
وأخرج الواحدي من طريق السدي أول هذا الخبر وسمى الرجل من بني المغيرة خالد بن الوليد بن المغيرة فذكره إلى قوله فجاء الإسلام فقال في سياقه ولهما أموال عظيمة في الربا فأنزل الله هذه الآية فقال النبي ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب
قلت وهذا الحديث الآخر ثابت في الصحيحين وغيرهما دون ما قبله من رواية جابر وغيره في خطبة حجة الوداع
ومن طريق ابن جريج كانت ثقيف قد صالحت رسول الله على أنه لهم ربا على الناس فهو لهم وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع فلما كان الفتح استعمل رسول الله على مكة عتاب بن أسيد وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير فأتاهم بنو عمرو بن عمير يطلبون رباهم فأبى بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام فرفعوا ذلك إلى عتاب بن أسيد فكتب عتاب بن أسيد إلى رسول الله فنزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إلى يظلمون فكتب رسول الله إلى عتاب فقال إن رضوا وإلا فأذنهم بحرب قال ابن جريج وذكر عكرمة أن بني عمرو بن عمير كانوا يأخذون الربا على بني المغيرة ويزعمون أنهم مسعود وعبد ياليل وحبيب وربيعة بنو عمرو بن عمير فهم الذين كان لهم الربا فأسلم عبد ياليل وحبيب وربيعة ومسعود وهلال
قلت لم يتقدم لهلال ذكر في الإخوة الأربعة فيحتمل أن يكون أخاهم فعد خامسا ويحتمل أن لا يكون أخاهم بل كان ممن له ربا من ثقيف فأسلم وسلم الحكم
ووقع في الرواية إشكال لأن ظاهرها أن إسلام ثقيف ومصالحهم كان قبل فتح مكة وليس كذلك ولعل معنى الكلام أن الفاء في قوله فلما كان فتح مكة معقبة لشي محذوف وإنما ذكر فتح مكة هنا لما وقع في القصة أنهم تحاكموا إلى عتاب فبين سبب كونه حاكما ثم أكمل القصة
وقد ساق مقاتل بن سليمان في تفسيره سياقا واضحا فقال نزلت يعني يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا في أربعة إخوة من ثقيف فسماهم ونسبهم كانوا يداينون بني المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم فلما أظهر الله نبيه على الطائف اشترطت ثقيف فذكر الشرط واختصامهم إلى عتاب
فقال بنو المغيرة أجعلنا أشقى الناس بالربا وقد وضع عن الناس فقالت ثقيف إنا صالحنا على ذلك فكتب عتاب الحديث
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان نحوه وزاد كلهم أخوة وهم الطالبون وبنو المغيرة المطلوبون وذكر سياق القصة التي ذكرها ابن جريج وفيه كتب لهم في الشرط ما كان لهم من ربا إلى آخره وزاد ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم فلما طلبوهم قالت بنو المغيرة والله لا نعطي الربا في الإسلام وقد وضعه الله فرفعوا شأنهم لمعاذ بن جبل ويقال عتاب بن أسيد وأحدهما عامل رسول الله على مكة فكتب بقصتهم فأنزل الله على نبيه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فكتب إلى معاذ بن جبل أن اعرض عليهم هذه الآية فإن فعلوا فلهم رؤوس أموالهم وإن أبوا فآذنهم بحرب
وأخرج أبو يعلى في مسنده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير فذكر القصة بطولها نحوه
وذكر ابن ظفر أن بعضهم ذهل فسمى ابن المغيرة الوليد وزيفه بأن الوليد ما مات حتى سلبه الله المال الممدود
قلت وأقوى في الرد من ذلك أنه كان مات لأن أهل الطائف إنما أسلموا بعد فتح مكة لأن الوليد مات قبل ذلك بدهر طويل والنبي يومئذ بمكة). [العجاب في بيان الأسباب:637 - 1/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278)}
أخرج أبو يعلي في مسنده وابن منده من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بلغنا أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عوف من ثقيف، وفي بني المغيرة، وكانت بنو المغيرة يربون لثقيف فلما أظهر الله رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كله، فأتى بنو عمرو وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة، فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا، ووضع عن الناس غيرنا، فقال بنو عمرو: صالحنا أن لنا ربانا، فكتب عتاب في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية والتي بعدها.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت هذه الآية في ثقيف منهم مسعود، وحبيب وربيعة وعبد ياليل: بنو عمرو، وبنو عمير). [لباب النقول: 52]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس