عرض مشاركة واحدة
  #132  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 12:10 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لا إِكراهَ في الدّينِ}
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كانت المرأة من نساء الأنصار تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا فأنزل الله تعالى: {لا إِكراهَ في الدّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ} الآية.
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا إِكراهَ في الدّينِ} قال: كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم أناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار: يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله تعالى: {لا إِكراهَ في الدّينِ} قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام.
وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له: صبيح وكان يكرهه على الإسلام.
وقال السدي: نزلت في رجل من الأنصار يكنى أبا الحصين وكان له ابنان فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا وخرجا إلى الشام فأخبر أبو الحصين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اطلبهما)) فأنزل الله عز وجل: {لا إِكراهَ في الدّينِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبعدهما الله هما أول من كفر)) قال: وكان هذا قبل أن يؤمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال أهل الكتاب ثم نسخ قوله: {لا إِكراهَ في الدّينِ} وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة.
وقال مسروق كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام فأتاهما أبوهما فلزمهما وقال: والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يسلما فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر فأنزل الله عز وجل: {لا إِكراهَ في الدّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ} فخلى سبيلهما.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقري أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن خصيف عن مجاهد قال: كان ناس مسترضعين في اليهود قريظة والنضير فلما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلاء بني النضير قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مسترضعين فيهم: لنذهبن معهم ولندينن بدينهم فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنزلت: {لا إِكراهَ في الدّينِ} الآية). [أسباب النزول:76 - 78]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {لا إكراه في الدين} [الآية: 256]
1 - أخرج أبو داود والنسائي والطبري وأحمد وصححه ابن حبان من طريق شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى لا إكراه في الدين كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله تعالى لا إكراه في الدين قال سعيد بن جبير فمن شاء دخل في الإسلام ومن شاء لحق بهم
و أخرجه الطبري من طريق أبي عوانة عن أبي بشر سألت سعيد بن جبير عن قوله لا إكراه في الدين قال نزلت في الأنصار قلت خاصة فذكره وقال في آخره قالوا يا رسول الله أبناؤنا وإخواننا فيهم فسكت عنهم فأنزل الله الآية فيهم فقال قد خير أصحابكم فإن اختاروهم فهم منهم قال فأجلوهم معهم
طريق أخرى أخرج الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عامر الشعبي كانت المرأة من الأنصار نحوه إلى قوله لتهودنه فجاء الإسلام وطوائف من أبناء الأنصار على دينهم فقالوا إنما جعلناهم على دينهم ونحن نرى أن دينهم أفضل من ديننا فإذا جاء الله بالإسلام فلنكرهنهم فنزلت لا إكراه في الدين فكان فصل ما بين من اختار اليهودية والإسلام فمن لحق بهم اختار اليهودية ومن أقام اختار الإسلام
و في لفظ له من هذا الوجه فكان فصل ما بينهم إجلاء رسول الله بني النضير فلحق بهم من لم يسلم وبقي من أسلم وفي رواية له أيضا لحق بخيبر
2 - قول آخر أخرج الطبري وإسماعيل القاضي في أحكام القرآن وأبو داود في الناسخ والمنسوخ من طريق أسباط عن السدي في هذه الآية قال نزلت في رجل من الأنصار يقال له أبو الحصين كان له ابنان فقدم تجار من الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما باعوا وأرادوا أن يرجعوا أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية فتنصرا وذهبا معهم إلى الشام فأتى أبوهما رسول الله فقال يا رسول الله أن ابني تنصرا وخرجا أما أطلبهما فقال لا إكراه في الدين ولم يؤمر يومئذ بقتال أهل الكتاب فقال أبعدهما الله هما أذل من كفر فوجد أبو الحصين في نفسه فأنزل الله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم إلى قوله تسليما ثم نسخ لا إكراه في الدين فأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة
طريق أخرى قال عبد بن حميد نا روح بن عبادة عن موسى بن عبيدة أخبرني عبد الله بن عبيدة أن رجلا من أصحاب رسول الله من بني سالم بن عون كان له ابنان تنصرا قبل أن يبعث النبي فقدما المدينة في نفر منهم يحملون الطعام فرآهما أبوهما فالتزمهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يسلما فاختصموا إلى النبي بعد أن قدما المدينة فقال يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر فأنزل الله تعالى لا إكراه في الدين
طريق أخرى قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير في قوله لا إكراه في الدين نزلت في رجل من بني سالم بن عوف من الأنصار يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلما فذكر نحو رواية السدي
3 - قول آخر أخرج الطبري وعبد بن حميد من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان اليهود أرضعوا رجالا من الأوس فلما أمر النبي بإجلائهم قال أبناؤهم من الأوس لنذهبن معهم ولندينن بدينهم فمنعهم أهلوهم وأكرهوهم على الإسلام ففيهم نزلت هذه الآية لا إكراه في الدين
ومن رواية لعبد من هذا الوجه كان ناس من الأنصار مسترضعين في بني قريظة
وفي رواية الفريابي من بني النضير وفي أخرى عند الواحدي قريظة والنضير
وأخرج الطبرسي من طريق أخرى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعن وائل عن الحسن أن أناسا من الأنصار ارتضعوا في بني النضير
4 - وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس نزلت لا إكراه في الدين لما دخل الناس في الدين وأعطى أهل الكتاب الجزية
و قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة كانت العرب لا دين لهم فأكرهوا بالسيف ولا يكره اليهود ولا النصارى ولا المجوس إذا أعطوا الجزية
ونقل الثعلبي عن قتادة عن الضحاك وعطاء وأبي روق إن معنى الآية أن العرب كانت أمة واحدة أمية ليس لهم دين ولا كتاب فلم يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف فلما أسلموا طوعا أو كرها أمر الله أن يقاتل أهل الكتاب إلى أن يسلموا أو يقروا بالجزية فمن أدى الجزية لم يكره على الإسلام
وعن مقاتل بن سليمان كان النبي لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فلما دخل العرب في الدين قبل الجزية من المجوس قال منافقو أهل المدينة زعم محمد أنه لا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب فما بال المجوس فذكر ذلك للنبي فأنزل
الله تعالى {لا إكراه في الدين} يعني بعد إسلام العرب). [العجاب في بيان الأسباب:609 - 1/615]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)}
روى أبو داود والنسائي وابن حبان عن ابن عباس قال: كانت المرأة تكون مقلاة، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله {لا إكراه في الدين}.
أخرج ابن جرير من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت {لا إكراه في الدين} في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف
يقال له الحصين، كان له ابنان نصرانيان، وكان هو مسلما، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا أستكرههما، فإنهما قد أبيا إلا النصرانية؟ فنزلت هذه الآية). [لباب النقول:49 - 50]

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} الآية 256.
قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسيره ج3 ص24
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت المرأة تكون مقلاتا فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا لا تدع أبناءنا فأنزل الله تعالى ذكره: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}.
الحديث رجاله رجال الصحيح وأخرجه أبو داود ج3 ص11 وعزاه السيوطي في اللباب للنسائي أيضا وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص427. ثم وقفت عليه في تفسير النسائي 1/273). [الصحيح المسند في أسباب النزول:45 - 46]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس