الموضوع: سورة ق
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 محرم 1434هـ/13-12-2012م, 09:45 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)}


قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): ( إحداهما قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون...} الآية [39 / ق / 50] نسخ الصبر بآية السيف ). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 57]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ {فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب ومن اللّيل فسبّحه وأدبار السّجود} [ق: 40]
يجوز أن يكون {فاصبر على ما يقولون} [ق: 39] منسوخًا بقوله عزّ وجلّ {قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر} [التوبة: 29] الآية
ويجوز أن يكون محكمًا أي: اصبر على أذاهم فإنّ اللّه تعالى لهم بالمرصاد، فهذا نزل في اليهود، جاء التّوقيف بذلك لأنّهم تكلّموا بكلامٍ
لحق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منه أذًى
كما قرئ على إسحاق بن إبراهيم بن يونس، عن هنّاد بن السّريّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، عن أبي سعدٍ وهو سعيد بن المرزبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال هنّادٌ: قرأته على أبي بكرٍ إنّ اليهود، جاءت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسألته عن خلق السّموات والأرض فقال: " خلق اللّه تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين، وخلق الجبال يوم الثّلاثاء بما فيها من منافع، وخلق الشّجر والماء والمدائن والعمارات والخرب يوم الأربعاء قال جلّ وعزّ {قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين} [فصلت: 9] إلى {سواءً للسّائلين} [فصلت: 10] قال: لمن سأل، وخلق السّماء يوم الخميس، وخلق النّجوم والشّمس والقمر والملائكة يوم الجمعة إلى ثلاث ساعاتٍ بقين منه، وخلق في أوّل ساعةٍ من هذه الثّلاث السّاعات الآجال حيث يموت من يموت، وفي الثّانية ألقى الآفة على كلّ شيءٍ ينتفع به النّاس، وفي الثّالثة آدم صلّى الله عليه وسلّم وأسكنه الجنّة وأمر إبليس بالسّجود له فأخرجه منها في آخر ساعةٍ قالت اليهود: ثمّ ماذا يا محمّد؟ قال: «ثمّ استوى على العرش»، قالوا: قد أصبت لو تمّمت: ثمّ استراح، فغضب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غضبًا شديدًا ونزلت {ولقد خلقنا السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لغوبٍ} "
قال: أبو جعفرٍ: ثمّ قال تعالى {فاصبر على ما يقولون} [ق: 39] فتأوّل هذا بعض العلماء على أنّه: إذا حزب إنسانًا أمرٌ فينبغي أن يفزع إلى الصّلاة
قال حذيفة: «كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصّلاة»
وعن ابن عبّاسٍ، أنّه عرف وهو راحلٌ بموت قثم أخيه فأمر بحطّ الرّاحلة ثمّ صلّى ركعتين وتلا {واستعينوا بالصّبر والصّلاة وإنّها لكبيرةٌ إلّا على الخاشعين} [البقرة: 45]
ثمّ قال جلّ وعزّ {وسبّح بحمد ربّك قبل طلوع الشّمس وقبل الغروب} [ق: 39]
قال أبو صالحٍ: «الصّبح والعصر»، وقد قيل: الصّبح والظّهر
والعصر ويكون {ومن اللّيل} [ق: 40] للمغرب والعشاء الآخرة فأمّا {وأدبار السّجود} [ق: 40] فبين العلماء فيه اختلافٌ
فأكثرهم يقول: الرّكعتان بعد المغرب، ومنهم من يقول: وبعد كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ ركعتان والظّاهر يدلّ على هذا، إلّا أنّ الأولى اتّباع الأكثر ولا سيّما وهو صحيحٌعن عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام
وهذا أمرٌ بما قد أجمع المسلمون على أنّه نافلةٌ فيجوز أن يكون ندبًا لا حتمًا، ويجوز أن يكون منسوخًا بما صحّ عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم أنّه لا يجب على أحدٍ إلّا خمس صلواتٍ ونقل ذلك الجماعة وكان التّأذين فيها والإقامة في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والخلفاء الرّاشدين المهديّين لا أحد منهم يوجب غيرها ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/21-23]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الأولى قوله تعالى {فاصبر على ما يقولون وسبّح بحمد ربك} نسخ معنى الصّبر بآية السّيف).[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 167]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} الآية:
قيل هي منسوخة بآية القتل والقتال للمشكين في براءة وغيرها.
وقيل: هي محكمةٌ مخصوصةٌ نزلت في قوم من اليهود سألوا النبي بمكة عن مسائل، وتكلموا بكلام منكر فأمر النبيّ بالصّبر عليهم). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 417]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قوله عز وجل: {فاصبر على ما يقولون} الآية [ق: 39] وقوله عز وجل: {وما أنت عليهم بجبار} الآية [ق: 45]، قالوا: نسختا بآية السيف، وقد قدمت القول في ذلك.
وقد قال قوم في الآية الأولى: إنها نزلت في قوم من اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم مسائل بمكة وتكلموا بكلام منكر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر عليهم، فهي مخصوصة في قوم بأعيانهم). [جمال القراء:1/368]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس