عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1431هـ/3-11-2010م, 11:01 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى آخر السورة]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذا قيل لكم تفسّحوا...} قرأها الناس: (تفسّحوا)، وقرأ الحسن: (تفاسحوا)، وقرأ أبو عبد الرحمن: في المجالس، وتفاسحوا، وتفسّحوا متقاربان مثل: تظاهرون، وتظّهرون، وتعاهدته وتعهّدته، راءيت ورأّيت، ولا تصاعر ولا تصعّر). [معاني القرآن: 3/141]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا...} قرأ الناس بكسر الشين، وأهل الحجاز يرفعونها، وهما لغتان كقولك: يعكفون ويعكفون، ويعرشون، ويعرشون). [معاني القرآن: 3/141]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تفسّحوا} توسعوا. {وإذا قيل انشزوا} قوموا). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({تفسحوا}: توسعوا. {انشزوا}: قوموا). [غريب القرآن وتفسيره: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({تفسّحوا} أي توسّعوا.{انشزوا}: قوموا. و«الناشز» منه. ومنه قيل: نشزت المرأة على زوجها). [تفسير غريب القرآن: 457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا يفسح اللّه لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع اللّه الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات واللّه بما تعملون خبير}
(في المجلس) (تفسّحوا) ويقرأ (في المجالس) وتقرأ (تفاسحوا).
وجاء في التفسير أن المجلس ههنا يعنى به مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل في المجالس مجالس الحرب مثل قوله تعالى: {مقاعد للقتال}.
فأمّا ما أمروا به في مجلس النبي عليه السلام فقيل إن الآية نزلت بسبب عبد اللّه بن شمّاس وكان من أهل الصفّة، وكان من يجلس في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذوي الغنى والشرف كأنهم لا يوسعون لمن هو دونهم، فأمر اللّه المؤمنين بالتواضع وأن يفسحوا في المجلس لمن أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - ليتساوى الناس بالأخذ بالحظ منه.
{وإذا قيل انشزوا فانشزوا} أي إذا قيل انهضوا - قوموا - فانهضوا. وهذا كما قال: {ولا مستأنسين لحديث إنّ ذلكم كان يوذي النبي فيستحي منكم}.
وقيل أيضا {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} أي إذا قيل قوموا لصلاة أو قضاء حقّ أو شهادة فانشزوا.
ويجوز (انشروا فانشروا)، جميعا يقرأ بهما ويرويان عن العرب نشر ينشر وينشز.
وقوله: {يرفع اللّه الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات} والدليل على فضل أهل العلم ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: عبادة العالم يوما واحدا تعدل عبادة العابد الجاهل أربعين سنة). [معاني القرآن: 5/139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({انشُزُوا} أي قوموا. ومنه: نشزت المرأة على زوجها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({انشُزُوا}: قوموا). [العمدة في غريب القرآن: 302]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً...}.كانوا قد أمروا أن يتصدقوا قبل أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه ـ بالدرهم ونحوه، فثقل ذلك عليهم، وقلّ كلامهم رسول الله صلى الله عليه بخلاً بالصدقة، فقال الله: {أأشفقتم...} أي: أبخلتم أن تتصدقوا، فإن فعلتم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فنسخت الزكاة ذلك الدرهم). [معاني القرآن: 3/142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإنّ اللّه غفور رحيم} أي إذا خاليتم الرسول بالسّرّ فقدموا قبل ذلك صدقة وافعلوا ذلك.
وقيل إن سبب ذلك أن الأغنياء كانوا يستخلون النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسارّونه بما يريدون، وكان الفقراء لا يتمكنون من النبي - صلى الله عليه وسلم - تمكنهم ففرض عليهم الصدقة قبل النجوى ليمتنعوا من ذلك، فروي أن عليّا رحمه الله أراد أن يناجي النبي صلى الله عليه وسلم، فتصدق بدينار باعه بعشرة دراهم قبل مناجاته، ثم نسخ ذلك الزكاة فقال -عزّ وجلّ: {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب اللّه عليكم فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون}). [معاني القرآن: 5/139-140]

تفسير قوله تعالى: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب اللّه عليكم فأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأطيعوا اللّه ورسوله واللّه خبير بما تعملون} أي أطيعوه في كل أمر، ودخل في ذلك التّفسّح في المجلس لتقارب النّاس في الدّنو من النبي عليه السلام). [معاني القرآن: 5/140]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قوماً...} نزلت في المنافقين كانوا يوالون اليهود "ما هم منكم" من المسلمين، " ولا منهم" على دين المنافقين؛ هم يهود). [معاني القرآن: 3/142]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين تولّوا قوما غضب اللّه عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} هؤلاء المنافقون تولّوا اليهود.
ومعنى قوله: {ويحلفون على الكذب} يدل على تفسيره قوله: {ويحلفون باللّه إنّهم لمنكم وما هم منكم ولكنّهم قوم يفرقون}
وقوله: {يوم يبعثهم اللّه جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم} يدل عليه قوله: {ثمّ لم تكن فتنتهم إلّا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين (23) انظر كيف كذبوا على أنفسهم}). [معاني القرآن: 5/140]

تفسير قوله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)}

تفسير قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)}
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({اتخذوا أيمانهم جنة} أي: سلاحا). [ياقوتة الصراط: 507]

تفسير قوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يوم يبعثهم اللّه جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم} أي يحلف المنافقون للّه يوم القيامة، كما حلفوا لأوليائه في الدنيا. هذا قول قتادة). [تفسير غريب القرآن: 458]

تفسير قوله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {استحوذ عليهم الشّيطان...}.غلب عليهم). [معاني القرآن: 3/142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({استحوذ عليهم الشّيطان} غلب عليهم وحازهم). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({استحوذ عليهم الشيطان}: غلب عليهم وحازهم). [غريب القرآن وتفسيره: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({استحوذ عليهم الشّيطان} أي غلب عليهم واستولي -). [تفسير غريب القرآن: 458]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {استحوذ عليهم الشّيطان فأنساهم ذكر اللّه أولئك حزب الشّيطان ألا إنّ حزب الشّيطان هم الخاسرون}
معنى "استحوذ" في اللغة استولى، يقال: حذت الإبل وحزتها إذا استوليت عليها وجمعتها، وهذا مما خرج على أصله ومثله في الكلام أجودت وأطيبت، والأكثر أجدت وأطبت، إلّا أنّ استحوذ جاء على الأصل، لأنه لم يقل على حاذ لأنه إنما بني على استفعل في أول وهلة كما بني افتقر على افتعل وهو من الفقر ولم يقل منه فقر ولا استعمل بغير زيادة، ولم يقل: حاذ عليهم الشيطان ولو جاء استحاذ كان صوابا، ولكن استحوذ ههنا أجود لأنّ الفعل في ذا المعنى لم يستعمل إلا بزيادة.
وقوله عزّ وجلّ: {أولئك حزب الشّيطان}. قال أبو عبيدة: حزب الشيطان جند الشيطان، والأصل في اللغة أن الحزب الجمع والجماعة، يقال منه: قد تحزب القوم إذا صاروا فرقا، جماعة كذا وجماعة كذا). [معاني القرآن: 5/140-141]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اسْتَحْوَذَ} أي غلب واستولى). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اسْتَحْوَذَ}: غلب). [العمدة في غريب القرآن: 302]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله أولئك في الأذلّين} قد فسرنا يحادون ومعناه: يشاقون؛ أي يصيرون في غير حد أولياء اللّه. وفي غير شقّهم.
{أولئك في الأذلّين} أي أولئك في المغلوبين). [معاني القرآن: 5/141]

تفسير قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي...} الكتاب: يجري مجرى القول، تدخل فيه أن، وتستقبل بجواب اليمين؛ لأنك تجد الكتاب قولا في المعنى كنى عنه بالكتاب، كما يكنّى عن القول: بالزعم، والنداء، والصياح، وشبهه). [معاني القرآن: 3/142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي} أي قضى الله). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كتب اللّه} أي قضي اللّه: {لأغلبنّ أنا ورسلي}). [تفسير غريب القرآن: 458]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل الكتاب: ما كتبه الله في اللّوح مما هو كائن.
ثم تتفرع منه معان ترجع إلى هذا الأصل. كقوله: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} أي: قضى الله ذلك وفرغ منه.
وقوله: {لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} أي: ما قضى الله لنا.
وقوله: {لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} أي: قضي، لأنّ هذا قد فرغ منه حين كتب). [تأويل مشكل القرآن: 462](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ اللّه قويّ عزيز} أي قضى الله قضاء ثابتا، ومعنى غلبة الرسل على نوعين: من بعث بالحرب فغالب في الحرب، ومن بعث منهم بغير حرب فهو غالب بالحجة.
{إنّ اللّه قويّ عزيز} أي مانع حزبه من أن يذلّ لأنه قال جلّ وعلا: {أولئك في الأذلّين}، والعزيز الذي لا يغلب ولا يقهر). [معاني القرآن: 5/141]

تفسير قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ تجد قوماً يؤمنون باللّه...} نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أنه كتب إلى أهل مكة: أن النبي صلى الله عليه يريد أن يغزوكم فاستعدوا لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه افتتاح مكة، فأتى النبي صلى الله عليه بذلك الوحي، فقال له: ما دعاك إلى ما فعلت؟ قال: أحببت أن أتقرب إلى أهل مكة لمكان عيالي فيهم، ولم يكن عن عيالي ذابّ هناك، فأنزل الله هذه الآية.
الجماعة من أهل الكوفة والبصرة والحجاز على: كتب في قلوبهم، وقرأ بعضهم: كتب). [معاني القرآن: 3/142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من حادّ اللّه} ومن شاق الله واحد." أيّدهم " قواهم). [مجاز القرآن: 2/255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من حاد الله}: ومن شاق الله واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
({حادّ اللّه} و«شاقّة» واحد). [تفسير غريب القرآن: 458]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون (كتب) بمعنى جعل، كقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}، وقوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}، وقال: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 462-463]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ورحمة الله: روح. قال الله تعالى: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}، أي برحمة، كذلك قال المفسرون). [تأويل مشكل القرآن: 487]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {لا تجد قوما يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه ويدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللّه عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}
جاء في التفسير أن هذه الآية نزلت بسبب حاطب بن أبي بلتعة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- عزم على قصد أهل مكة فكتب حاطب يشرح لهم القصة وينذرهم ليحرزوا فنزل الوحي على رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- فذكر حاطب لمّا وبّخ بذلك أن له بمكة أهلا وأنه ليس له أحد يكنفهم، وإنما فعل ذلك ليحاط أهله، فأعلم اللّه -عزّ وجلّ- أن إيمان المؤمن يفسد بمودة الكفار بالمعاونة على المؤمنين. وأعلم اللّه تعالى أنه من كان مؤمنا باللّه واليوم الآخر لا يوالي من كفر، ولو كان أباه أو أمّه أو أخاه أو أحدا من عشيرته.
وقوله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان} يعني الذين لا يوادّون من حادّ اللّه ورسوله، ويوالون المؤمنين.
وقوله: {وأيّدهم بروح منه} أي قواهم بنور الإيمان بإحياء الإيمان، ودليل ذلك قوله: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا}. فكذلك: {وأيّدهم بروح منه} فأعلم الله عزّ وجلّ أن ذلك يوصلهم إلى الجنّة فقال: {ويدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي اللّه عنهم ورضوا عنه أولئك حزب اللّه} أي الذين لا يوادّون من حاد الله ورسوله ومن المؤمنين، وحزب الله أي الداخلون في الجمع الذي اصطفاه الله وارتضاه.
وقوله: {ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}. (ألا) كلمة تنبيه، وتوكيد للقصّة.
و{المفلحون}: المدركون البقاء في النعيم الدائم). [معاني القرآن: 5/141-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَادَّ اللَّهَ} أي شاقّه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 263]


رد مع اقتباس