عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق

قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): ( ومن عقل عن اللّه خطابه علم أنّ اللّه سبحانه لمّا أعلم عباده المؤمنين أنّه يكوّن الشّيء بقوله: {كن} [البقرة: 117]، إنّ القول الّذي هو كن غير المكوّن، بكن المقول له كن،
وعقل عن اللّه أنّ قوله: {كن} [البقرة: 117] لو كان خلقًا - على ما زعمت الجهميّة المفترية على اللّه - كان اللّه إنّما يخلق الخلق، ويكوّنه بخلقٍ، لو كان قوله: {كن} [البقرة: 117] خلقًا، فيقال لهم: يا جهلة؛ فالقول الّذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقًا ثمّ يكوّنه على أصلكم، أليس قوّد مقالتكم الّذي تزعمون أنّ قوله: {كن} [البقرة: 117] إنّما يخلقه بقولٍ قبله؟ وهو عندكم خلقٌ وذلك القول يخلقه بقولٍ قبله، وهو خلقٌ، حتّى يصير إلى ما لا نهاية له ولا عدد، ولا أوّل، وفي هذا إبطال تكوين الخلق، وإنشاء البريّة، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث اللّه الشّيء، وينشئه ويخلقه وهذا قولٌ لا يتوهّمه ذو لبٍّ، لو تفكّر فيه، ووفّق لإدراك الصّواب والرّشاد.). [التوحيد: 1/ 391-392] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( ... فالجهميّ الضّالّ وكلّ مبتدعٍ غالٍّ أعمى أصمّ قد حرّمت عليه البصيرة، فهو لا يسمع إلّا ما يهوى، ولا يبصر إلّا ما اشتهى.
ألم يسمع قول اللّه عزّ وجلّ {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40] . فأخبر أنّ القول قبل الشّيء، لأنّ إرادته الشّيء يكون قبل أن يكون الشّيء، فأخبر أنّ إرادة الشّيء يكون قبل قوله، وقوله قبل الشّيء، إذا أراد شيئًا كان بقوله: وقال {إنّما أمره إذا أراد شيئًا} [يس: 82] . فالشّيء ليس هو أمره، ولكنّ الشّيء كان بأمره سبحانه {إذا قضى أمرًا فإنّما يقول له كن فيكون} [آل عمران: 47].). [الإبانة الكبرى: 6/178] (م)
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( ومن دلائل الكتاب من حيث الاستنباط
قوله تبارك وتعالى: {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]
- أخبرنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطّبريّ قال: حدّثنا محمّد بن بندارٍ، ومحمّد بن إسحاق بن مبشّرٍ الطّبريّان قالا: حدّثنا أبو نعيمٍ الإستراباذيّ قال: قلت للرّبيع: سمعت البويطيّ يقول: إنّما خلق اللّه كلّ شيءٍ بكن، فإن كانت كن مخلوقةً فمخلوقٌ خلق مخلوقًا. قال: فحكاه الرّبيع.
قلت: وهذا معنى ما يعبّرون عنه العلماء اليوم: إنّ هذا كن الأوّل كان مخلوقًا، فهو مخلوقٌ بكن أخرى. فهذا يؤدّي إلى ما يتناهى، وهو قولٌ مستحيلٌ.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 242-243]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : (قال الله جل ثناؤه: (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون)؛ فلو كان القرآن مخلوقا لكان الله سبحانه قائلا له كن، والقرآن قوله، ويستحيل أن يكون قوله مقولا له؛ لأن هذا يوجب قولا ثانيا، والقول في القول الثاني وفي تعلقه بقول ثالث كالأول، وهذا يفضي إلى ما لا نهاية له، وهو فاسد، وإذا فسد ذلك فسد أن يكون القرآن مخلوقا، ووجب أن يكون القول أمرا أزليا متعلقا بالمكون، فيما لا يزال كما أن الأمر متعلق بصلاة غد، وغد غير موجود، ومتعلق بمن يخلق من المكلفين إلى يوم القيامة، إلا أن تعليقه بهم على الشرط الذي يصح فيما بعد، كذلك قوله في التكوين، وهذا كما أن علم الله عز وجل أزلي متعلق بالمعلومات عند حدوثها، وسمعه أزلي متعلق بإدراك المسموعات عند ظهورها، وبصره أزلي متعلق بإدراك المرئيات عند وجودها من غير حدوث معنى فيه تعالى عن أن يكون محلا للحوادث، وأن يكون شيء من صفات ذاته محدثا؛...). [كتاب الاعتقاد: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس