عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 02:55 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فهم يوزعون...}.
فهي من وزعت، ومعنى وزعته: حبسته وكففته، وجاء في التفسير: يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار.
قال: وسمعت بعض العرب يقول: لأبعثن عليكم من يزعكم , ويحكمكم من الحكمة التي للدابة.
قال: وأنشدني أبو ثروان العكلي:
فإنكما إن تحكماني وترسلا =عليّ غواة الناس إيبا وتضلعاً
فهذا من ذلك، إيب: من أبيت وآبي).
[معاني القرآن: 3/15-16]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوزعون } : يدفعون مجازها يفعلون من وزعت). [مجاز القرآن: 2/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يوزعون}: يحبس أولهم عل آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({ويوم يحشر أعداء اللّه إلى النّار فهم يوزعون (19)}
يقرأ إلى النار - بفتح النون والتفخيم - , وقراءة أبي عمرو - إلى النار - على الإمالة إلى الكسر - , وإنّما يختار ذلك مع الراء - يعني الكسر - لأنها حرف فيه تكرير، فلذلك آثر أبو عمر الكسر.
{فهم يوزعون} : جاء في التفسير يحبس أوّلهم على آخرهم، وأصله من وزعته إذا كففته، وقال الحسن البصري حين ولي القضاء: لا بدّ للناس من وزعة.
أي: لا بد لهم من أعوان يكفّون الناس عن التعدّي).
[معاني القرآن: 4/383]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون}
قال أبو الأحوص , وأبو رزين , ومجاهد , وقتادة , أي: يحبس أولهم على آخرهم .
قال أبو الأحوص : فإذا تكاملت العدة , بدئ بالأكابر , فالأكابر جرما
قال أبو جعفر يقال: وزعه, يزعه , ويزعه إذا كفه , ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن , ومنه لا بد للناس من وزعة.).
[معاني القرآن: 6/256-257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُوزَعُونَ}: أولهم على آخرهم). [العمدة في غريب القرآن: 264]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سمعهم وأبصارهم وجلودهم...}.
الجلد ها هنا - والله أعلم - الذّكر، وهو ما كنى عنه كما قال:
{ولكن لا تواعدوهنّ سرًّا} : يريد: النكاح, وكما قال: {أو جاء أحدٌ منكم من الغائط} : والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أو قضى أحد منكم حاجةً). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجلودهم} : كناية عن الفروج). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20)}
جاء في التفسير :
{جلودهم}: كناية عن الفرج، المعنى شهدت فروجهم بمعاصيهم.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون}
قال الفراء الجلد ههنا والله أعلم الذكر كني عنه كما قال تعالى:
{أو جاء أحد منكم من الغائط} , والغائط : الصحراء.
قال أبو جعفر , وقال غيره : هو الجلد بعينه .
وروى أبو الأحوص ,عن عبد الله بن مسعود قال :
(يجادل المنافق عند الميزان , ويدفع الحق , ويدعي الباطل , فيختم على فيه , ثم تستنطق جوارحه فتشهد عليه , ثم يطلق عنه , فيقول بعدا لكن , وسحقا , إنما كنت أجادل عنكن). ). [معاني القرآن: 6/257-258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والجلود} : كناية عن الفروج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقالوا لجلودهم لم شهدتّم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيءٍ وهو خلقكم أول مرّةٍ وإليه ترجعون}
وقال:
{قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيءٍ} : فجاء اللفظ بهم مثل اللفظ في الإنس لما خبّر عنهم بالنطق والفعل كما قال: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم} لما عقلن , وتكلمن صرن بمنزلة الإنس في لفظهم, وقال الشاعر:
فصبّحت والطّير لم تكلّم = جابيةً طمّت بسيلٍ مفعم).
[معاني القرآن: 4/7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (
{وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرّة وإليه ترجعون (21)}:أي: جعلنا اللّه شهودا.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} : هذا تمام الكلام , ثم قال: {وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} .).[معاني القرآن: 6/258]

تفسير قوله تعالى:{ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كنتم تستترون...}.
يقول: لم تكونوا تخافون أن تشهد عليكم جوارحكم فتستتروا منها، ولم تكونوا لتقدروا على الاستتار، , ويكون على التعبير: أي لم تكونوا تستترون منها.
وقوله:
{ولكن ظننتم...}.
في قراءة عبد الله : مكان
{ولكن ظننتم}، ولكن زعمتم، والزعم، والظن في المعنى واحد، وقد يختلفان). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله تعالى: {وما كنتم تستترون} :قال: تتقون
قال أبو جعفر : المعنى وما كنتم تستترون من أن يشهد عليكم سمعكم.
قال عبد الله بن مسعود:
(كنت مستترا بأستار الكعبة , فجاء ثقفي , وقرشيان , كثير شحم بطونهم , قليل فقه قلوبهم , فتحدثوا بينهم بحديث ,فقال أحدهم : أترى الله يسمع ما نقول ؟.
فقال الآخران: يسمعنا إذا جهرنا , ولا يسمعنا إذا خافتنا.
وقال الآخر: إن كان يسمعنا إذا جهرنا , فهو يسمعنا إذا خافتنا.فأنزل الله جل وعز: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم إلى قوله وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين})
وروى بهز بن حكيم, عن أبيه , عن جده , عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
{أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم}: قال: ((تدعون يوم القيامة مفدمة أفواهكم بفدام , فأول ما يبين عن الإنسان فخذه, وكفه)).). [معاني القرآن: 6/259-260]

تفسير قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله: {وذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم...}.
"ذلكم" في موضع رفع بالظن، وجعلت "أرداكم" في موضع نصب، كأنك قلت: ذلكم ظنكم مردياً لكم.
وقد يجوز أن تجعل الإرداء هو الرافع في قول من قال: هذا عبد الله قائم , يريد: عبد الله هذا قائم، وهو مستكره، ويكون أرداكم مستأنفا لو ظهر اسما لكان رفعا , مثل قوله في لقمان:
{الم، تلك آيات الكتاب الحكيم، هدًى ورحمةٌ}، قد قرأها حمزة كذلك، وفي قراءة عبد الله: {أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخٌ} ، وفي ق: {هذا ما لديّ عتيدٌ} : كل هذا على الاستئناف؛ ولو نويت الوصل كان نصبا، قال: وأنشدني بعضهم:
من يك ذا بتٍّ فهذا بتّي
=
مقيّظٌ مصيّف مشتّي
=
جمعته من نعجات ست)
[معاني القرآن: 3/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وأرداكم}: أهلككم.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين (23)}
{وذلكم ظنّكم} : مرفوع بخبر الابتداء، و {أرداكم}: خبر ثان.
ويجوز أن يكون :
{ظنّكم} , بدلا من (ذلكم), ويكون المعنى : وظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم, ومعنى {أرداكم} : أهلككم.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} : أي, حين ظننتم أنه لا يسمعكم
وفي الحديث , عن النبي صلى الله عليه وسلم :(( قال الله : أنا عند ظن عبدي بي )).
ومعنى :
{أرداكم} : أهلككم.). [معاني القرآن: 6/260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَرْدَاكُمْ}: أي, أهلككم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} : والنار مثوى لهم , صبروا أو لم يصبروا , ففي هذا جوابان.
أحدهما : أن المعنى فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار , كما قال سبحانه:
{فما أصبرهم على النار} , {فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا في النار}
وقيل : وإن يستعتبوا في الدنيا , وهم مقيمون على كفرهم.
والجواب الآخر : فإن يصبروا في النار , أو يجزعوا, فالنار مثوى لهم , ويكون
قوله: {وإن يستعتبوا} : يدل على الجزع , لأن المستعتب جزع). [معاني القرآن: 6/260-261]

رد مع اقتباس