عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 09:15 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 11 إلى 29]

{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين جاءوا بالإفك} [النور: 11] بالكذب.
{عصبةٌ منكم} [النور: 11] جماعةٌ منكم.
سعيدٌ عن قتادة قال: هذا في شأن عائشة وما أذيع عليها أنّها كانت مع رسول اللّه في سفرٍ، فأخذ النّاس في الرّحيل، وانقطعت قلادةٌ لها، فطلبتها في المنزل ومضى النّاس.
وقد كان صفوان بن معطّلٍ تخلّف عن المنزل قبل ذلك ثمّ أقبل، فوجد النّاس قد ارتحلوا وهو على بعيره، وإذا هو بعائشة.
فجاء ببعيره وولاها ظهره حتّى ركبت، ثمّ قاد بها.
فجاء وقد نزل النّاس.
فتكلّم بذلك قومٌ واتّهموها.
قال يحيى: بلغنا أنّ عبد اللّه بن أبيّ ابن سلولٍ، وحسّان بن ثابتٍ، ومسطحًا، وحمنة ابنة جحشٍ هم الّذين تكلّموا في ذلك.
ثم شاع ذلك في النّاس فزعموا أنّ رسول اللّه لمّا أنزل اللّه عذرها جلد كلّ واحدٍ منهما الحدّ.
قوله: {إنّ الّذين جاءوا بالإفك} [النور: 11] بالكذب {عصبةٌ منكم} [النور: 11] يعني هؤلاء.
ثمّ قال: {لا تحسبوه شرًّا لكم} [النور: 11] يعني عائشة وصفوان، يعني ما قيل فيهما.
{بل هو خيرٌ لكم لكلّ امرئٍ منهم} [النور: 11] يعني الّذين قالوا ما قالوا.
{ما اكتسب من الإثم} [النور: 11] على قدر ما أشاع.
{والّذي تولّى كبره} [النور: 11] قال مجاهدٌ: بدأ به.
{منهم} [النور: 11] وقال ابن مجاهدٍ: بدأه.
{له عذابٌ عظيمٌ} [النور: 11] قال بعضهم: هو مسطحٌ.
فذهب بصره وهو العذاب العظيم.
وقال بعضهم: عبد اللّه بن أبيّ ابن سلولٍ المنافق له عذابٌ عظيمٌ، جهنّم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/432]
سعيدٌ عن قتادة: قال: {والّذي تولّى كبره منهم} [النور: 11] رجلان: أحدهما من قريشٍ اسمه مسطحٌ، والآخر من الأنصار.
قوله: {لولا} [النور: 12] هلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/433]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {والّذي تولّى كبره...}

اجتمع القراء على كسر الكاف. قرأ حميد الأعرج، كبره بالضم. وهو وجه جيّد في النحو لأن العرب تقول: فلان تولّى عظم كذا وكذا يريدون أكثره). [معاني القرآن: 2/247]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" جاءوا بالإفك " مجازه الكذب والبهتان، يقال كذب فلان وأفك، أي أثم). [مجاز القرآن: 2/63]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" تولّى كبره " أي تحمل معظمه وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضموا هذا
فقالوا: هو كبر قومه وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة مصدر الكبير السن " كبره ". ويقال فلان: ذو كبرٍ مكسور أي كبرياء). [مجاز القرآن: 2/64]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الإفك}: البهتان والكذب.
{تولى كبره}: أي معظمه). [غريب القرآن وتفسيره: 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جاؤوا بالإفك} أي بالكذب.
وقوله: {لا تحسبوه شرًّا لكم بل هو خيرٌ لكم} يعني عائشة. أي تؤجرون فيه.
{والّذي تولّى كبره} أي [عظمه]. قال الشاعر يصف امرأة: تنام عن كبر شأنها فإذا [قامت رويدا تكاد تنغرف]
أي تنام عن عظم شأنها، لأنها منعّمة). [تفسير غريب القرآن: 301]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: (إنّ الّذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم لكلّ امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والّذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم}
معنى الإفك ههنا الكذب. وقد سمّي بعضهم في الآثار، ولم يسمّوا في القرآن
فممن سمّي حسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وعبد اللّه بن أبيّ.
ومن النساء حمنة بنت جحش.
{لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم}.وقيل لكم والتي قصدت عائشة رحمها اللّه، فقيل لكم يعنى به هي ومن بسببها من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر رحمه اللّه.
وقوله: (والّذي تولّى كبره منهم). ويقرأ (كبره منهم له عذاب عظيم).
فمن قرأ (كبره) فمعناه من تولّى الإثم في ذلك، ومن قرأ كبره أراد معظمه.
ويروى أن حسان بن ثابت دخل على عائشة، فقيل لها أتدخلين هذا الذي قال اللّه عزّ وجلّ - فيه: {والّذي تولّى كبره منهم له عذاب عظيم} فقالت أو ليس قد ذهب بصره.
ويروى أنّه أنشدها قوله في بيته:

حصان رازان ما تزنّ بريبة=وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له: لكنك لست كذلك.
وقوله تعالى: {والخامسة أن غضب اللّه عليها}.
بتخفيف أن ورفع غضب على معنى أنه غضب الله عليها، ويجوز أن غضب اللّه عليها، وههنا " هاء " مضمرة، وأن مخففة من الثقيلة.
المعنى أنه غضب اللّه عليها، وأنه غضب اللّه عليها.
قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا=أن هالك كل من يحفى وينتعل
وجاء في التفسير في قوله: (لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم)
أنه يعنى به عائشة وصفوان بن المعطّل، ويجوز " لكم " في معنى (لكما)، والذي فسّرناه أولا يتضمّن أمر عائشة وصفوان والنبي - صلى الله عليه وسلم - وكل من بينه وبين عائشة سبب، ويجوز أن يكون لكل من رمي بسبب). [معاني القرآن: 4/36-33]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم}
قال الضحاك هم الذين قالوا لعائشة ما قالوا
قال أبو جعفر يقال للكذب إفك وأصله من قولهم أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشيء فقيل للكذب إفك لأنه مصروف عن الصدق ومقلوب عنه ومنه المؤتفكات
{والذين جاءوا بالإفك} فيما روي عبد الله بن أبي ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت
ثم قال تعالى: {لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم}
فالمخاطبة لعائشة وأهلها وصفوان
أي تؤجرون فيه ونزل فيهم القرآن). [معاني القرآن: 4/508-507]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول وروى الزهري عن عروة عن عائشة قالت هو عبد الله بن أبي
وقرأ حميد بن قيس ويعقوب والذي تولى كبره بضم الكاف
قال يعقوب كما تقول الذي تولى عظمه قال الفراء هو وجه جيد في النحو
قال أبو جعفر وخالفه في ذلك الرؤساء من النحويين قيل لأبي عمرو بن العلاء أتقرأ والذي تولى كبره فقال لا إنما الكبر في النسب
قال أبو جعفر يريد أنه يقال الكبر من ولد فلان لفلان). [معاني القرآن: 4/509-508]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( و{الْإِفْكِ}: الكذب.
{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}: يعني بالخطاب عائشة- رضي الله عنها- أي: أنك تؤجرين في ذلك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 167]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الإِفْـكِ}: البهتـان.
{كِبْرَهُ}: معظمه). [العمدة في غريب القرآن: 218]

تفسير قوله تعالى: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرًا} [النور: 12] أي كما كانوا يظنّون بأنفسهم، لو كانوا مكان صفوان ما كان منهم إلا خيرًا.
فليظنّ بأخيه المسلم ما يظنّ بنفسه.
{وقالوا هذا إفكٌ مبينٌ} [النور: 12] ما خاض فيه القوم). [تفسير القرآن العظيم: 1/433]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً " أي بأهل دينهم وبأمثالهم). [مجاز القرآن: 2/64]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} أي بأمثالهم من المسلمين. على ما بينا في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 301]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} أي بأمثالهم من المسلمين). [تأويل مشكل القرآن: 151]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا} أي بأمثالهم من المؤمنين.
يقول: فإذا كنتم أنتم بهذه المنزلة فيما بينكم وبين أرقائكم، فكيف تجعلون لله من عبيده شركاء في ملكه؟
ومثله قوله: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} فجعل منكم المالك والمملوك {فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا} يعني: السادة {بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} من عبيدهم حتى يكونوا فيه شركاء. يريد: فإذا كان هذا لا يجوز بينكم، فكيف تجعلونه لله؟). [تأويل مشكل القرآن: 383] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}
معناه هلّا إذ سمعتموه، لأن المعنى ظن المؤمنون بأنفسهم، في موضع الكناية عنهم وعن بعضهم، وكذلك يقال للقوم - الذين يقتل بعضهم بعضا أنّهم يقتلون أنفسهم.
{وقالوا هذا إفك مبين}، أي كذب بيّن). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا}
أي هلا ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا
أي بأهل دينهم ومن يقوم مقامهم). [معاني القرآن: 4/510-509]

تفسير قوله تعالى: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {لولا} [النور: 13] هلا.
{جاءوا عليه بأربعة شهداء} [النور: 13] إن كانوا صادقين.
{فإذ لم يأتوا بالشّهداء فأولئك عند اللّه هم الكاذبون} [النور: 13] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/433]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" لولا جاءوا عليه " مجازه هلا جاءوا عليه وقال:
تعدّون عقر النّيب أفضل سعيكم=بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا
أي فهلا تعدون قتل الكمي). [مجاز القرآن: 2/64]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء} أي هلّا جاءوا). [تفسير غريب القرآن: 301]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 14] هي مثل الأولى.
وقال السّدّيّ: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 14] يعني ونعمته.
{في الدّنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذابٌ عظيمٌ} [النور: 14] فيها تقديمٌ.
يقول: ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لمسّكم في ما أفضتم فيه عذابٌ عظيمٌ في الدّنيا والآخرة.
والإفاضة فيه ما كان يلقى الرّجل الرّجل فيقول: أما بلغك ما قيل من أمر عائشة وصفوان). [تفسير القرآن العظيم: 1/433]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فيما أفضتم فيه} أي خضتم فيه). [مجاز القرآن: 2/64]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أفضتم فيه}: خضتم فيه). [غريب القرآن وتفسيره: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيما أفضتم فيه} [أي خضتم فيه] ). [تفسير غريب القرآن: 301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ومعنى قوله: {أفضتم فيه} خضتم فيه). [معاني القرآن: 4/510]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَفَضْتُمْ فِيهِ}: أي: خضتم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 167]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَفَضْتُـم}: خضتـم). [العمدة في غريب القرآن: 219]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إذ تلقّونه بألسنتكم} [النور: 15] يرويه بعضكم عن بعضٍ.
تفسير مجاهدٍ وقتادة.
{وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علمٌ وتحسبونه هيّنًا وهو عند اللّه عظيمٌ} [النور: 15] حدّثني خالدٌ، عن الحسن قال: القذف قذفان، أحدهما أن تقول: إنّ فلانة زانيةٌ.
هذا فيه الحدّ.
والآخر أن تقول: إنّ النّاس يقولون إنّ فلانة زانيةٌ.
فليس في هذا حدٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/433]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إذ تلقّونه بألسنتكم...}

كان الرجل يلقى الآخر فيقول: أما بلغك كذا كذا فيذكر قصة عائشة لتشيع الفاحشة. وفي قراءة عبد الله (إذ تتلقّونه) وقرأت عائشة (إذ تلقونه) وهو الولق أي تردّدونه. والولق في السّير والولق في الكذب بمنزلته إذا استمرّ في السّير والكذب فقد ولق. وقال الشاعر:
إن الجليد زلق وزمّلق=جاءت به عنس من الشام تلق
* مجوّع البطن كلابيّ الخلق *
ويقال في الولق من الكذب: هو الألق والإلق! وفعلت منه: ألقت وأنتم تألقونه. وأنشدني بعضهم:
من لي بالمزرّر اليلامق =صاحب إدهانٍ وألق آلق).
[معاني القرآن: 2/248-247]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" إذ تلقّونه بألسنتكم " مجازه تقبلونه ويأخذه بعضكم عن بعض قال أبو مهدي: تلقيت هذا عن عمي تلقاه عن أبي هريرة تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم). [مجاز القرآن: 2/64]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إذ تلقونه بألسنتكم}: أي يأخذه بعضكم عن بعض. ومن قرأ {تلقونه} فمعناه تصرفونه بألسنتكم وترددونه.
وقال بعضهم: الولق الكذب، ورووا تلقونه من الولق وهو الكذب). [غريب القرآن وتفسيره: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إذ تلقّونه} أي تقبلونه. ومن قرأ «تلقونه» أخذه من الولق وهو الكذب. وبذلك قرأت عائشة). [تفسير غريب القرآن: 301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إذ تلقونه بألسنتكم}
قال مجاهد أي يرويه بعضكم عن بعض
وقرأت عائشة وابن يعمر إذ تلقونه بألسنتكم بكسر اللام وضم القاف يقال ولق يلق إذا أسرع في الكذب وغيره). [معاني القرآن: 4/510]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إذ تَلَقَّوْنَهُ}: تقبلونه. ومن قرأ (تَلِقَّوْنَهُ): أخذه من الولق وهو الكذب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 167]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَلَقَّوْنَـهُ}: يأخذه بعض عن بعض). [العمدة في غريب القرآن: 219]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولولا} [النور: 16] هلا.
{إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا} [النور: 16] يعني لا ينبغي لنا.
وهو
[تفسير القرآن العظيم: 1/433]
تفسير السّدّيّ.
{سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ} [النور: 16] كذبٌ عظيمٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/434]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
(" قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتانٌ عظيمٌ " أي ما ينبغي). [مجاز القرآن: 2/64]


تفسير قوله تعالى: {يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {يعظكم اللّه} [النور: 17] ينهاكم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/434]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {يعظكم اللّه أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مّؤمنين}

قال: {يعظكم اللّه أن تعودوا لمثله أبداً} لأن هذه مما يوصل باللام تقول: "إن عدت لمثله فإنّا ظالمٌ"). [معاني القرآن: 3/13]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا}
قال مجاهد أي ينهاكم). [معاني القرآن: 4/510]

تفسير قوله تعالى: {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أن تعودوا لمثله أبدًا إن كنتم مؤمنين {17} ويبيّن اللّه لكم الآيات واللّه عليمٌ} [النور: 17-18] بخلقه.
{حكيمٌ} [النور: 18] في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 1/434]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين يحبّون أن تشيع الفاحشة} [النور: 19] أن يظهر الزّنا في تفسير قتادة.
وقال السّدّيّ: {أن تشيع الفاحشة} [النور: 19] يعني تفشو.
وهو نحو قول قتادة: يظهر.
{في الّذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ في الدّنيا والآخرة} [النور: 19] هم المنافقون.
كانوا يحبّون ذلك ليعيبوا به النّبيّ ويغيظوه.
قال: {واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون} [النور: 19] وعذاب الدّنيا للمنافقين أن تؤخذ منهم الزّكاة كرهًا، وما ينفقون في الغزو كرهًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/434]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا}

روى سعيد عن قتادة قال أن يظهر الزنى). [معاني القرآن: 4/511]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 20] هي مثل الأولى، أي لأهلكهم فاستأصلهم.
يعني الّذين قالوا ما قالوا.
وليس يعني بالفضل والرّحمة عبد اللّه بن أبيّ ابن سلولٍ فيهم.
وقد ذكره بعد هذه الآية أنّه في النّار.
قال: {وأنّ اللّه رءوفٌ رحيمٌ} [النور: 20] بالمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/434]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّبعوا خطوات} [النور: 21] خطايا.
{الشّيطان} [النور: 21] وبعضهم يقول: أمر الشّيطان.
{ومن يتّبع خطوات الشّيطان فإنّه} [النور: 21] فإنّ الشّيطان.
{يأمر} [النور: 21] بالخطيئة ويأمر.
{بالفحشاء والمنكر} [النور: 21] عاصم بن حكيمٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أبي مجلزٍ قال: {لا تتّبعوا خطوات الشّيطان} [النور: 21] قال: النّذور في المعاصي.
- عاصم بن حكيمٍ، عن محمّد بن الزّبير، عن أبيه، عن عمران بن حصينٍ قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/434]
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا نذر في غضبٍ وكفّارته كفّارة اليمين».
قال: {ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته} [النور: 21] هي مثل الأولى.
{ما زكا منكم} [النور: 21] ما صلح منكم.
{من أحدٍ أبدًا ولكنّ اللّه يزكّي} [النور: 21] يصلح.
{من يشاء واللّه سميعٌ عليمٌ} [النور: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/435]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {خطوات الشّيطان} مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه، وهو من " خطوت "). [مجاز القرآن: 2/65]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما زكى منكم من أحدٍ} أي ما طهر.
{اللّه يزكّي} أي يطهّر). [تفسير غريب القرآن: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن ذلك: أن يأتي بالكلام مبنيّا على أنّ له جوابا، فيحذف الجواب اختصارا لعلم المخاطب به.
كقوله سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} أراد: لكان هذا القرآن، فحذف.
وكذلك قوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} أراد: لعذّبكم فحذف.
قال الشاعر:
فأقسم لو شيء أتانا رسوله = سواك، ولكن لم نجد لك مدفعا
أي لرددناه). [تأويل مشكل القرآن: 214] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا يأتل} [النور: 22] قال قتادة: ولا يحلف.
{أولو الفضل منكم والسّعة} [النور: 22] الغنى.
{أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفورٌ رحيمٌ} [النور: 22] أي فكما تحبّون أن يغفر اللّه لكم فاعفوا واصفحوا.
سعيدٌ عن قتادة قال: أنزلت في أبي بكرٍ الصّدّيق ومسطحٍ.
كان بينه وبين أبي بكرٍ قرابةٌ، وكان يتيمًا في حجره، وكان الّذي أذاع على عائشة ما أذيع، فلمّا أنزل اللّه براءتها وعذرها تألّى أبو بكرٍ، حلف ألا يرزأه خيرًا أبدًا.
فأنزل اللّه هذه الآية.
- قال يحيى: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه دعا أبا بكرٍ فتلاها عليه فقال: أما تحبّ أن يعفو اللّه عنك؟ قال: بلى.
قال: فاعف وتجاوز.
فقال أبو بكرٍ: لا جرم، واللّه لا أمنعه معروفًا كنت أوليه إيّاه قبل اليوم.
وحدّثني يحيى بن أيّوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ أبا بكرٍ كفّر يمينه لذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/435]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا يأتل أولو الفضل...}

والائتلاء: الحلف، وقرأ بعض أهل المدينة (ولا يتالّ أولو الفضل) وهي مخالفة للكتاب، من تألّيت. وذلك أن أبا لكرٍ حلف ألاّ ينفق على مسطح بن أثاثة وقرابته الذين ذكروا عائشة. وكانوا ذوي جهد فأنزل الله {ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم} فقال أبو بكرٍ: بلى يا ربّ. فأعادهم إلى نفقته). [معاني القرآن: 2/248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ولا يأتل أولو الفضل منكم " مجازه ولا يفتعل من آليت: أقسمت، وله موضع آخر من ألوت بالواو،
أولو الفضل: أي ذوو السعة والجدة، والفضل التفضل). [مجاز القرآن: 2/65]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا يأتل أولوا الفضل منكم}: أي لا يأل وقال بعضهم لا يحلف والألية اليمين). [غريب القرآن وتفسيره: 270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا يأتل أولوا الفضل منكم} أي لا يحلف. وهو يفتعل من الألية، وهي اليمين. وقرئت أيضا: ولا يتألّ، على يتفعلّ.
أراد أن لا يؤتوا. فحذف «لا». وكان أبو بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وقرابته الذين ذكروا عائشة، وقال أبو عبيدة: لا يأتل، هو يفتعل من ألوت.
يقال: ما ألوت أن اصنع كذا وكذا. وما آلو [جهدا] قال النابغة الجعدي:
وأشمط عريانا يشدّ كتافه= يلام على جهد القتال وما ائتلا
أي ما ترك جهدا). [تفسير غريب القرآن: 302]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسّعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل اللّه وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم واللّه غفور رحيم}
وقرئت: ولا يتألّ أولو الفضل منكم والسّعة.
ومعنى تأتلي تحلف وكذلك يتألّى يحلف.
ومعنى (أن يؤتوا) أن لا يؤتوا (أولي القربى)، المعنى ولا يحلف أولو الفضل منكم والسّعة أن لا يعطوا (أولي القربى والمساكين).
ونزلت هذه الآية في أبي بكر الصّدّيق، وكان حلف أن لا يفضل على مسطح بن أثاثة، وكان ابن خالته بسبب سبّه عائشة - رضي الله عنها - فلما نزلت: {ألا تحبّون أن يغفر اللّه لكم}قال أبو بكر: بلى، وأعاد الإفضال على مسطح وعلى من حلف أن لا يفضل عليه وكفّر عن يمينه). [معاني القرآن: 4/36]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة}
قل أبو جعفر فيه قولان:
أحدهما رواه علي بن أبي طلحة عن أبن عباس قال لا يقسموا ألا ينفعوا أحدا
والآخر أن المعنى لا يقصروا من قولهم ما ألوت أن أفعل
قال هشام ومنه قول الشاعر:
ألا رب خصم فيك ألوى رددته = نصيح على تعذاله غير مؤتلي
قال أبو جعفر القول الأول أولى لأن الزهري روى، عن سعيد بن المسيب وعروة وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة قالت: كان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته وفقره فقال والله لا أنفق عليه بعدما قال في عائشة ما قال فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى}
قال أبو جعفر والتقدير في العربية ولا يحلف أولو الفضل كراهة أن يؤتوا وعلى قول الكوفيين لأن لا يؤتوا
ومن قال معناه ولا يقصر فالتقدير عنده ولا يقصر أولو الفضل عن أن يؤتوا
فإن قيل أولو لجماعة وفي الحديث أن المراد أبو بكر
فالجواب أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال: قال أبو بكر وغيره من المسلمين لا نبر أحدا ممن ذكر عائشة فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة}
إلى آخر الآية). [معاني القرآن: 4/513-511]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلاَ يَأْتَلِ}: من الحلف). [العمدة في غريب القرآن: 219]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين يرمون المحصنات} [النور: 23] العفائف.
تفسير السّدّيّ.
{الغافلات} [النور: 23] أي لم يفعلن الّذي قذفن به.
{المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ {23} يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون {24}} [النور: 23-24]
[تفسير القرآن العظيم: 1/435]
بلغني أنّه يعني بذلك عبد اللّه بن أبيّ ابن سلولٍ في أمر عائشة.
- أبو أميّة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ أنّ رسول اللّه عليه السّلام قال: قذف المحصنة من الكبائر). [تفسير القرآن العظيم: 1/436]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {إنّ الّذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}

قيل إنه يعنى به أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل إن الأصل فيه أمر عائشة، ثم صار لكل من رمى المؤمنات.
ولم يقل ههنا والمؤمنين استغناء بأنه إذا رمى المؤمنة فلا بد أن يرمي فعها مؤمنا، فاستغنى عن ذكر المؤمنين لأنه قد جرى ذكر المؤمنين والمؤمنات، ودل ذكره المؤمنات على المؤمنين،
كما قال: {سرابيل تقيكم الحرّ} ولم يقل وتقيكم البرد، لأن ما كان وقى الحرّ وقى البرد، فاستغنى عن ذكر أحدهما بالآخر). [معاني القرآن: 4/37]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}
روى سفيان عن خصيف قال سألت سعيد بن جبير من قذف محصنة لعن في الدنيا والآخرة فقال هذا خاص بعائشة
وروى سلمة بن نبيط عن الضحاك قال هذا في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
قال أبو جعفر وقول ابن عباس والضحاك أولى من القول الأول لأن قوله: {المحصنات} يدل على جمع
وقيل خص بهذا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لمن قذفهن ملعون في الدنيا والآخرة ومن قذف غيرهن قيل له فاسق ولم يقل له هذا
وقوله جل وعز: {يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق}
الدين ههنا الحساب والجزاء كما قال تعالى: {ذلك الدين القيم} و{ملك يوم الدين} ). [معاني القرآن: 4/513-514]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين يرمون المحصنات} [النور: 23] العفائف.
تفسير السّدّيّ.
{الغافلات} [النور: 23] أي لم يفعلن الّذي قذفن به.
{المؤمنات لعنوا في الدّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ {23} يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون {24}} [النور: 23-24]
[تفسير القرآن العظيم: 1/435]
بلغني أنّه يعني بذلك عبد اللّه بن أبيّ ابن سلولٍ في أمر عائشة.
- أبو أميّة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ أنّ رسول اللّه عليه السّلام قال: قذف المحصنة من الكبائر). [تفسير القرآن العظيم: 1/436] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوم تشهد...}

القراء على التاء (يوم تشهد) وقرأ يحيى بن وثّاب وأصحاب عبد الله (يشهد) التاء لتأنيث الألسنة والياء لتذكير اللسان، ولأن الفعل إذا تقدم كان كأنه لواحد الجمع).
[معاني القرآن: 2/248]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ} [النور: 25] قال قتادة: أي عملهم الحقّ، أهل الحقّ بحقّهم، وأهل الباطل بباطلهم.
وقال السّدّيّ: يعني حسابهم العدل.
قال يحيى: يدانون بعملهم.
{ويعلمون أنّ اللّه هو الحقّ المبين} [النور: 25] البيّن.
والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/436]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ} الدين هاهنا الحساب. والدين يتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب «المشكل»).

[تفسير غريب القرآن: 302]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الدّين
الدّين: الجزاء. ومنه قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} أي يوم الجزاء والقصاص. ومنه يقال: دنته بما صنع. أي جزيته بما صنع. وكما تدين تدان.
والدّين: الملك والسّلطان. ومنه قول الشاعر:
لئن حللت بخوّفي بني أسد في دين عمرو وحالت دوننا فدك
أي في سلطانه. ويقال من هذا: دنت القوم أدينهم، أي قهرتهم وأذللتهم، فدانوا أي ذلّوا وخضعوا.
والدّين لله إنما هو من هذا. ومنه قول القطاميّ:
كانت نوار تدينك الأديانا
أي تذلّك. ومنه قول الله تعالى: {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ}، أي لا يطيعونه.
والدّين:الحساب، من قوله تعالى:{مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.ومنه قوله عز وجل:{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ}،أي حسابهم).[تأويل مشكل القرآن: 454-453] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يومئذ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ ويعلمون أنّ اللّه هو الحقّ المبين}
ويقرأ الحقّ، فمن قرأ الحقّ فالحقّ من صفة اللّه عزّ وجلّ، فالمعنى يومئذ يوفيهم اللّه الحق دينهم، ومن قرأ دينهم الحق، فالحق من صفة الدين والدّين ههنا الجزاء،
المعنى يومئذ يوفّيهم اللّه جزاءهم الحق، أي جزاءهم الواجب). [معاني القرآن: 4/37]

تفسير قوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّبون للطّيّبات} [النور: 26] المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: هي الأعمال الخبيثة والكلام الخبيث للخبيثين من النّاس والطّيّبات من الكلام والعمل للطّيّبين من النّاس.
قال يحيى: من الرّجال والنّساء.
وهذا في قصّة عائشة.
وقال السّدّيّ: {الخبيثات للخبيثين} [النور: 26] يعني الخبيثات من القول للخبيثين من الرّجال والنّساء.
{والطّيّبات للطّيّبين} [النور: 26] يعني الطّيّبات من القول للطّيّبين من الرّجال والنّساء.
قال: {أولئك مبرّءون ممّا يقولون لهم مغفرةٌ} [النور: 26] لذنوبهم.
{ورزقٌ كريمٌ} [النور: 26] الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/436]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {الخبيثات للخبيثين...}

الخبيثات من الكلام للخبيثين من الرجال. أي ذلك من فعلهم وممّا يليق بهم. وكذلك قوله: {والطّيّبات للطّيّبين} الطيّبات من الكلام للطيّبين من الرجال.[معاني القرآن: 2/248]
ثم قال {أولائك مبرّءون} يعني عائشة وصفوان بن المعطّل الذي قذف معها. فقال {مبرّءون} للاثنين كما قال {فإن كان له إخوةٌ فلكلّ واحدً} يريد أخوين فما زاد، لذلك حجب بالإثنين. ومثله {وكنّا لحكمهم شاهدين} يريد داود وسليمان. وقرأ ابن عباس (وكنّا لحكمهما شاهدين) فدلّ على أنهما إثنان). [معاني القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الخبيثات} من الكلام {للخبيثين} من الناس.
{والخبيثون} من الناس {للخبيثات} من الكلام.
{أولئك مبرّؤن} يعني عائشة.
وكذلك الطّيبات للطّيّبين على هذا التأويل). [تفسير غريب القرآن: 302]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}، يعني عائشة وصفوان بن المعطّل). [تأويل مشكل القرآن: 284] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل...، والكريم: الكثير الكرم، قال الله تعالى: {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
أي: كثير). [تأويل مشكل القرآن: 494] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيّبات للطّيّبين والطّيّبون للطّيّبات أولئك مبرّءون ممّا يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}
فيها وجهان، المعنى الكلمات الخبيثات للخبيثين من الرجال، والرجال الخبيثون للكلمات الخبيثات، أي لا يتكلّم بالخبيثات إلا الخبيث من الرجال والنساء، ولا يتكلّم بالطيبات إلا الطيب من الرجال والنساء، ويجوز أن يكون معنى هذه الكلمات الخبيثات إنما تلصق بالخبيثين من الرجال والخبيثات من النّساء، فأما الطاهرات الطيبات فلا يلصق بهن شيء.
وقيل الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال وكذلك الطيبات من النساء، للطيبين من الرجال.
وقوله: {أولئك مبرّءون ممّا يقولون} أي عائشة وصفوان بن المعطّل، وكذلك كل من قذف من المؤمنين
والمؤمنات مبرأون ممّا يقول أهل الخبث القاذفون.
{لهم مغفرة ورزق كريم} أي: للذين قذفوا ورموا مغفرة ورزق كريم، وللقاذفين اللعنة في الدنيا والآخرة وعذاب عظيم.
وقوله: (إذ تلقّونه بألسنتكم) معناه : إذ يلقيه بعضكم إلى بعض، وقرأت عائشة رحمها اللّه: إذ تلقونه بألسنتكم، ومعناه إذ تسرعون بالكذب،
يقال ولق يلق إذا أسرع في الكذب وغيره.
قال الشاعر:
جاءت به عنس من الشام تلق
أي تسرع). [معاني القرآن: 4/38-37]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيببون للطيبات}
قال سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد أي الكلمات الخبيثات للخبيثين من الناس والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والخبيثات من الناس
والطيبات من الكلام للطيبين من الناس والطيبون من الناس للطيبات من القول والطيبات من الناس
قال أبو جعفر وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية
والمعنى الكلمات الخبيثات لا يقولهن إلا الخبيثون والخبيثات من الناس والكلمات الطيبات لا يقولهن إلا الطيبون والطيبات من الناس
ودل على صحة هذا القول {أولئك مبرءون مما يقولون} أي عائشة وصفوان مبرءون مما يقول الخبيثون والخبيثات
وجمع وإن كانا اثنين كما قال تعالى: {فإن كان له إخوة} هذا قول الفراء في الجمع
وفي قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين} قولان آخران:
أ- قيل المعنى الخبيثات من الكلام إنما تلصق بالخبيثين والخبيثات من الناس لا بالطيبين والطيبات
ب- وقيل المعنى الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء والخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال). [معاني القرآن: 4/516-514]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْخَبِيثَاتُ}: من الكلام {لِلْخَبِيثِينَ}: من الناس.
{والخبيثون} من الناس {للخبيثات} من الكلام ومثله {والطيبات للطيبين} ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 168-167]


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا} [النور: 27] سعيدٌ عن قتادة قال: وهو الاستئذان.
- {وتسلّموا على أهلها} [النور: 27] حدّثني أشعث، عن جعفر بن أبي وحشيّة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/436]
قال: أخطأ الكاتب، حتّى تستأذنوا وتسلّموا على أهلها.
وقال مجاهدٌ: {حتّى تستأنسوا} [النور: 27] حتّى تنحنحوا وتنخّموا.
قال يحيى: وهي مقدّمةٌ مؤخّرةٌ: حتّى تسلّموا وتستأذنوا.
- الحسن بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين أنّ رجلًا استأذن على النّبيّ فقال: أدخل؟ فقال النّبيّ لرجلٍ عنده: قم فعلّم هذا كيف يستأذن فإنّه لم يحسن يستأذن، فسمعها الرّجل فسلّم واستأذن.
- عثمان وإبراهيم بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم قال: جئت ابن عمر في بيته فقلت: ألج؟ فأذن لي.
فدخلت فقال: يابن أخي، إذا استأذنت فلا تقل: ألج وقل: السّلام عليكم، فإذا قالوا: وعليك السّلام فقل: أدخل؟ فإذا قالوا: ادخل، فادخل.
- وحدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن أنّ الأشعريّ استأذن على عمر ثلاثًا فلم يؤذن له فرجع، فأرسل إليه عمر فقال: ما ردّك عن بابنا؟ فقال: قال رسول اللّه: «من استأذن ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع».
قال: لتجيئنّ على ذلك ببيّنةٍ أو لأجعلنّك نكالا.
فأتى طلحة، فجاء، فشهد له.
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن في تفسير هذا الحديث: الأولى إذنٌ، والثّانية مؤامرةٌ، والثّالثة عزمةٌ، إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردّوا.
قال يحيى: كنّا ونحن نطلب الحديث إذا جئنا إلى باب الفقيه استأذن منّا رجلٌ مرّتين، فإن لم يؤذن لنا تقدّم آخر فاستأذن مرّتين، فإن لم يؤذن لنا تقدّم آخر فيستأذن مرّتين مخافة أن يستأذن الرّجل منّا ثلاثًا فلا يؤذن له، ثمّ يؤذن بعد فلا يستطيع أن يدخل لأنّه لم يؤذن له وقد أذن لغيره.
- وحدّثني ابن دينارٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا جاءك الرّسول فهو إذنك».
- وحدّثنا الحسن أو غيره عن الحسن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تأذن المرأة من بيت زوجها وهو شاهدٌ إلا بإذنه».
[تفسير القرآن العظيم: 1/437]
- همّام بن يحيى، عن زيد بن أسلم أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه أستأذن على أمّي؟ قال: نعم.
- ابن لهيعة، عن أبي الزّبير قال: سئل جابر بن عبد اللّه أيستأذن الرّجل على والدته وإن كانت عجوزًا، أو على أخته وأخواته؟ قال: نعم.
- وحدّثني مالك بن أنسٍ، عن صفوان بن سليمٍ، عن عطاء بن يسارٍ أنّ رجلا قال للنّبيّ: أستأذن على أمّي؟ فقال: «نعم».
قال إنّي أخدمها.
فقال: «استأذن عليها».
فعاوده ثلاثًا فقال: «أتحبّ أن تراها عريانةً؟».
قال: لا، قال: «فاستأذن عليها».
- وحدّثني نصر بن طريفٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عطاءٍ قال: كنّ لي أخواتٌ أنا معهنّ في بيتٍ، فحرصت على ابن عبّاسٍ أن يرخّص لي أن أدخل عليهنّ بغير إذنٍ، فأبى.
- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ أنّ عليًّا قال: يستأذن الرّجل على كلّ امرأةٍ إلا على امرأته.
- وحدّثني الحسن، عن الحسن قال: استأذن عمر على رجلٍ ومعه نفرٌ فقال الرّجل: ادخل.
فقال عمر: ومن معي؟ فقال: ومن معك.
وحدّثني الحسن بن دينارٍ، عن الحسن قال: ليس في الدّور إذنٌ.
قال يحيى: أظنّه يعني الدّار المشتركة الّتي فيها حجرٌ، وليس في الحوانيت إذنٌ.
سعيدٌ، عن داود بن أبي القصّاف، عن الشّعبيّ أنّه قال: إذنهم أنّهم جاءوا ببيوعهم فجعلوها فيها وقالوا للنّاس: هلمّ.
- وحدّثني الصّلت بن دينارٍ، عن محمّد بن سيرين، عن ابن عمر أنّه كان إذا جاء إلى بيوت التّجّار فسلّم ليدخل فقيل له: ادخل بسلامٍ، رجع ولم يدخل لقولهم: ادخل بسلامٍ.
قوله: {ذلكم خيرٌ لكم لعلّكم تذكّرون} [النور: 27] لكي تذكّروا). [تفسير القرآن العظيم: 1/438]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى تستأنسوا...}

يقول: تستأذنوا. ... حدثني حبّان عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عباس (حتى تستأنسوا): تستأذنوا قال: هذا مقدّم ومؤخّر؛ إنما هو حتى تسلموا وتستأذنوا. وأمروا أن يقولوا: السّلام عليكم أأدخل؟ والاستئناس في كلام العرب: اذهب فاستأنس هل ترى أحداً. فيكون هذا المعنى: انظروا من في الدار).
[معاني القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {حتّى تستأنسوا} أي حتى تستأذنوا {وتسلّموا}.
والاستئناس: أن يعلم من في الدار. تقول: استأنست فما رأيت أحدا، أي استعملت وتعرّفت. ومنه: {فإن آنستم منهم رشداً} أي علمتم.
قال النابغة:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا =بذي الجليل على مستأنس وحد
يعني ثورا أبصر شيئا فهو فزع). [تفسير غريب القرآن: 303]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى:{يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلّكم تذكّرون}
يقرأ بالضمّ والكسر، ولكن الضم أكثر، فمن ضمّ فعلى أصل الجمع.
يجمع بيت وبيوت مثل قلب وقلوب وفلس وفلوس، ومن قرأ بالكسر فإنما كسر للياء التي بعد الباء، وذلك عند البصريين رديء جدّا، لأنه ليس في كلام العرب فعول -بكسر الفاء-.
وقوله: {حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها} معنى تستأنسوا في اللغة تستأذنوا، وكذلك هو في التفسير، والاستئذان الاستعلام، تقول آذنته بكذا أي أعلمته،
وكذلك آنست منه كذا وكذا - علمت منه،
وكذلك، {فإن آنستم منهم رشدا} أي علمتم.
فمعنى حتى تستأنسوا حتى تستعلموا أيريد أهلها أن يدخلوا أم لا، والدليل على أنه الإذن قوله: {فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتّى يؤذن لكم} ). [معاني القرآن: 4/39-38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}
قال عبد الله بن عباس إنما هو حتى تستأذنوا
قال مجاهد هو التنحنح والتنخم
قال أبو جعفر الاستئناس في اللغة الاستعلام يقال استأنست فلم أر أحدا كما قال النابغة:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا = بذي الجليل على مستأنس وحد
أي على ثور قد فزع فهو يستعلم ذلك ومنه قول الشاعر:
آنست نبأة وأفزعها القنا = ص عصرا وقد دنا الإمساء

ومنه قوله جل وعز: {فإن آنستم منهم رشدا} أي علمتم
ويبين لك هذا الحديث المرفوع
روى أبو بردة، عن أبي موسى الأشعري، قال: جئت إلى عمر بن الخطاب أستأذن عليه فقلت: السلام عليكم أندخل ثلاث مرات فلم يؤذن لي فقال: فهلا أقمت فقلت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليستأذن المرء المسلم على أخيه ثلاث مرات فإن أذن وإلا رجع فقال لتأتيني على هذا بمن يشهد لك أو لتنالنك مني عقوبة فجئت إلى أبي بن كعب فجاء فشهد لي
قال أبو جعفر فهذا يبين لك أن معنى حتى تستأنسوا حتى تستعلموا أيؤذن لكم أم لا). [معاني القرآن: 4/518-516]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حتى تَسْتَأْنِسُوا}: الاستئناس أن يعلم ما في الدار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 168]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإن لم تجدوا فيها أحدًا} [النور: 28] يعني البيوت المسكونة.
{فلا تدخلوها حتّى يؤذن لكم} [النور: 28] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: {فإن لم تجدوا فيها أحدًا} [النور: 28] إن لم يكن فيها
[تفسير القرآن العظيم: 1/438]
متاعٌ فلا تدخلوها إلا بإذنٍ.
{وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا} [النور: 28] سعيدٌ عن قتادة قال: لا تقف على باب قومٍ ردّوك عن بابهم فإنّ للنّاس حاجاتٍ ولهم أشغالٌ.
قال: {هو أزكى لكم} [النور: 28] خيرٌ لكم.
{واللّه بما تعملون عليمٌ} [النور: 28] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم}
[معاني القرآن: 4/518]
المعنى حتى يأذن لكم أصحابها بالدخول لأنه لا ينبغي له أن يدخل إلى منزل غيره وإن علم أنه ليس فيه حتى يأذن له صاحبه). [معاني القرآن: 4/519]

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ} [النور: 29] يعني الخانات، وهي الفنادق.
{فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] ينزلها الرّجل في سفره فيجعل فيها متاعه، فليس عليه أن يستأذن في ذلك البيت لأنّه ليس له أهلٌ يسكنونه.
وقال السّدّيّ: {فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] منافع لكم من الحرّ والبرد.
عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: كانوا يضعون بالطّريق أقتابًا وأمتعةً في بيوتٍ ليس فيها أحدٌ فأحلّت لهم أن يدخلوها بغير إذنٍ.
وقال قتادة: {أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ} [النور: 29] أي: خربةٌ {فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] فيها منفعةٌ.
قال: {واللّه يعلم ما تبدون} [النور: 29] ما تعلنون.
{وما تكتمون} [النور: 29] ما تسرّون في صدوركم). [تفسير القرآن العظيم: 1/439]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّيس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ...}

وهي البيوت التي تتّخذ للمسافرين: الخانات وأشباهها.
وقوله:{فيها متاعٌ لّكم} أي منافع لكم. يقول تنتفعون بها وتستظلّون بها من الحرّ والبرد(... الفندتق مثل الخان قال: وسمعت أعرابياً من قضاعة يقول فنتق) ).[معاني القرآن: 2/249]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بيوتاً غير مسكونةٍ} بيوت الخانات.
{فيها متاعٌ لكم} أي منفعة لكم من الحر والبرد.
والستر، والمتاع: النّفع). [تفسير غريب القرآن: 303]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والمتاع: المنفعة، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ}، وقال تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} وقال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}.
وقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ}أي ينفعكم ويقيكم من الحرّ والبرد، يعني الخانات.
ومنه: متعة المطلّقة). [تأويل مشكل القرآن: 512] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم واللّه يعلم ما تبدون وما تكتمون}
أي ليس عليكم جناح أن تدخلوا هذه بغير إذن.
وجاء في التفسير أنه يعنى بها الخانات، ويقال للخان فندق وفنتق. -بالدال والتاء - وإنما قيل: ليس عليكم جناح أن تدخلوا هذه البيوت لأنه حظر أن تدخل البيوت الّتي ليست لهم إلا بإذن، فأعلموا أن دخول هذه المواضع المباحة - نحو الخانات وحوانيت التجارة التي تباع فيها الأشياء ويبيح أهلها دخولها - جائز.
وقيل إنه يعنى بها الخربات التي يدخلها الرجل لبول أو غائط.
ويكون معنى: (فيها متاع لكم) بمعنى إمتاع، أي متفرّجون فيها مما بكم). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم}
قال مجاهد كانت بيوت في طرق المدينة يجعل الناس فيها أمتعتهم فأحل لهم أن يدخلوها بغير إذن
وروى سالم المكي عن محمد بن الحنفية قال هي بيوت الخانات والسوق
وقال الضحاك هي الخانات
وقال جابر بن زيد ليس يعني بالمتاع الجهاز وإنما هو البيت ينظر إليه أو الخربة يدخلها لقضاء حاجة وكل متاع الدنيا منفعة
وقال عطاء فيها متاع لكم للخلاء والبول
وهذه الأقوال متقاربة وأبينها قول مجاهد لأنه تعالى حظر عليهم بدءا أن يدخلوا غير بيوتهم ثم أذن لهم إذا كان لهم في بيوت غيرهم متاع على جهة اكتراء أو نظيره أن يدخلوا
والذي قاله غير مجاهد جائز في اللغة لأن يقال لكل منفعة متاع ومنه فمتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره). [معاني القرآن: 4/520-519]


رد مع اقتباس