عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 01:17 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (قال أبو يوسف يقال هو مني أصري وإصري وصري وصري وهي مشتقة من أصررت على الشيء إذا أقمت ودمت عليه قال أبو سمال الأسدي وضلت ناقته أيمنك لئن لم تردها على لاعبدتك فأصاب ناقته وقد تعلق زمامها بشجرة فأخذها وقال علم ربي أنها مني أصري ويقال رجل صرورة وصارورة وصرورى وهو الذي لم يحج وحكى الفراء عن بعض العرب قال رأيت قوما صرارى واحدهم صرارة والصرورة الذي في شعر النابغة الذي لم يأت النساء كأنه أصر على تركهن ويقال درهم صرى وصرى للذي له طنين إذا نقر ويقال: للبرد صر وقولهم: {ريح صرصر} فيها قولان: يقال أصلها صرر من الصر فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل وكذلك قوله عز وجل: {فكبكبوا فيها} أصلها فكببوا ويقال تجفجف الثوب وأصلها تجفف قال الكلابي


(فقام على قوائـم لينـات قبيل تجفجف الوبر الرطيب)

ويقال لقيته فتبشبش بي أصلها فتبشش بي ويقال "قد صر نابيه" و"صر ناقته" والصرار: الخيط الذي يشد فوق الخلف والتودية والصرة: الصيحة، والشدة قال امرؤ القيس:
(جواحرها في صرة لم تزيل)
وقال الله عز وجل: {فأقبلت امرأته في صرة} ويقال المحمل يصر صريرا ويقال قد صر الفرس أذنيه فإذا لم يوقعوا قالوا أصر الفرس). [إصلاح المنطق: 319-320]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


كعريضة الشيزى يكلل فوقهـا شحم السنام غداة ريح صرصر

الصرصر: الباردة). [شرح ديوان الحطيئة: 62]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والصرصر: الريح الشديدة الصوت، الباردة). [التعازي والمراثي: 107]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والصرصر: الشديدة الصوت). [الكامل: 3/1406]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فإذا بنيت الفعل على الاسم قلت زيدٌ ضربته فلزمته الهاء. وإنما تريد بقولك مبنيٌّ عليه الفعل أنّه في موضع منطلقٍ إذا قلت عبد الله منطلقٌ فهو في موضع هذا الذي بني على الأول وارتفع به فإنّما قلت عبد الله فنسبته له ثمّ بنيت عليه الفعل ورفعته بالابتداء.
ومثل ذلك قوله جلّ ثناؤه: {وأما ثمود فهديناهم}. وإنما حسن أن يبنى الفعل على الاسم حيث كان معملاً في المضمر وشغلته به ولولا ذلك لم يحسن لأنّك لم تشغله بشيء.
وإن شئت قلت زيداً ضربته وإنّما نصبه على إضمار فعلٍ هذا يفسره كأنّك قلت ضربت زيداً ضربته إلاّ أنّهم لا يظهرون هذا الفعل هنا للاستغناء بتفسيره. فالاسم ها هنا مبنيٌّ على هذا المضمر.
ومثل ترك إظهار الفعل ها هنا ترك الإظهار في الموضع الذي تقدّم فيه الإضمار. وستراه إن شاء الله.
وقد قرأ بعضهم: (وأما ثَمُودَ فهديناهم) وأنشدوا هذا البيت على وجهين على النصب والرفع قال بشر بن أبي خازمٍ


فأمّا تميمٌ تميم بـن مـرٍّ فألفاهم القوم روبى نياما

ومنه قول ذي الرمّة:


إذا ابن أبي موسى بلالٌ بلغته فقام بفأسٍ بين وصليك جازر

فالنصب عربٌّ ى كثيرٌ والرفع أجود لأنّه إذا أراد الإعمال فأقرب
إلى ذلك أن يقول ضربت زيدا وزيداً ضربت ولا يعمل الفعل في مضمر ولا يتناول به هذا المتناول البعيد. وكلّ هذا من كلامهم. ومثل هذا زيدا أعطيت وأعطيت زيدا وزيدٌ أعطيته لأن أعطيت بمنزلة ضربت. وقد بيّن المفعول الذي هو بمنزلة الفاعل في أول الكتاب). [الكتاب: 1/81-82]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا يجوز أن تضمر فعلاً لا يصل إلاّ بحرف جرّ لأنّ حرف الجرّ لا يضمر وسترى بيان ذلك. ولو جاز ذلك لقلت زيدٍ تريد مرّ بزيد
ومثل هذا: ( وحوراً عيناً ) في قراء أبى بن كعب.
فإن قلت لقيت زيدا وأماّ عمروٌ فقد مررت به ولقيت زيدا وإذا عبد الله يضربه عمروٌ فالرفع إلاّ في قول من قال زيداً رأيته وزيدا مررت به لأنّ أمّا وإذا يقطع بهما الكلام وهما من حروف الابتداء يصرفان الكلام إلى الابتداء إلاّ أن يدخل عليهما ما ينصب ولا يحمل بواحدٍ منهما آخرٌ على أوّل كما يحمل بثمّ والفاء ألا ترى أنهّم قرءوا: (وأما ثَمُودُ فهديناهم) وقبله نصبٌ وذلك لأنها تصرف الكلام إلى الابتداء إلاّ أن يوقع بعدها فعلٌ نحو أمّا زيداً فضربت). [الكتاب: 1/94-95] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما قوله عزّ وجلّ: {إنّا كلّ شيء خلقناه بقدرٍ} فإنّما هو على قوله زيداً ضربته وهو عربيٌّ كثير. وقد قرأ بعضهم: (وأما ثَمُودَ فهديناهم) إلاّ أنّ القراءة لا تخالف لأنّ القراءة السّنّة). [الكتاب: 1/148]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: {وعاداً وثموداً} وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:


من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما

وقال في الصرف للنابغة الجعدي:


أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ كأنّهم تحت دفّيها دحاريـج).

[الكتاب: 3/252-253] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/352-353] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أمّا وإمّا
أما المفتوحة فإن فيها معنى المجازاة. وذلك قولك: أما زيدٌ فله درهم، وأما زيد فأعطه درهماً. فالتقدير: مهما يكن من شيءٍ فأعط زيدا درهماً، فلزمت الفاء الجواب؛ لما فيه من معنى الجزاء. وهو كلام معناه التقديم والتأخير. ألا ترى أنك تقول: أما زيدا فاضرب؛ فإن قدمت الفعل لم يجز؛ لأن أما في معنى: مهما يكن من شيء؛ فهذا لا يتصل به فعلٌ، وإنما حد الفعل أن يكون بعد الفاء. ولكنك تقدم الاسم؛ ليسد مسد المحذوف الذي هذا معناه، ويعمل فيه ما بعده. وجملة هذا الباب: أن الكلام بعد أما على حالته قبل أن تدخل إلا أنه لا بد من الفاء؛ لأنها جواب الجزاء؛ ألا تراه قال - عز وجل - {وأما ثمود فهديناهم} كقولك: ثمود هديناهم. ومن رأى أن يقول: زيدا ضربته نصب بهذا فقال: أما زيدا فاضربه. وقال: {فأما اليتيم فلا تقهر} فعلى هذا فقس هذا الباب.
وأما إما المكسورة فإنها تكون في موضع أو، وذلك قولك: ضربت إما زيدا، وإما عمرا؛ لأن المعنى: ضربت زيدا أو عمرا، وقال الله عز وجل: {إما العذاب وإما الساعة} وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. فإذا ذكرت إما فلا بد من تكريرها، وإذا ذكرت المفتوحة فأنت مخير: إن شئت وقفت عليها إذا تم خبرها. تقول: أما زيد فقائم، وأما قوله: {أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى} فإن الكلام مستغنٍ من قبل التكرير، ولو قلت: ضربت إما زيداً، وسكت، لم يجز؛ لأن المعنى: هذا أو هذا؛ ألا ترى أن ما بعد إما لا يكون كلاماً مستغنياً). [المقتضب: 3/27-28]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} قال: أي بينَّا لهم الطريقين فتركوا طريق الخير واتبعوا طريق الشر). [مجالس ثعلب: 556]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)}

رد مع اقتباس