عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 12:58 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قال يقول أنذرتكم وقيعة مثل وقيعة عاد وثمود). [تفسير عبد الرزاق: 2/184]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود (13) إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألاّ تعبدوا إلاّ اللّه قالوا لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً فإنّا بما أرسلتم به كافرون}.
يقول تعالى ذكره: فإن أعرض هؤلاء المشركون عن هذه الحجج الّتي بيّنتها لهم يا محمّد، ونبّهتهم عليها فلم يؤمنوا بها ولم يقرّوا أنّ فاعل ذلك هو اللّه الّذي لا إله غيره، فقل لهم: أنذرتكم أيّها النّاس صاعقةً تهلككم مثل صاعقة عادٍ وثمود.
وقد بيّنّا فيما مضى أنّ معنى الصّاعقة: كلّ ما أفسد الشّيء وغيّره عن هيئته وقيل في هذا الموضع عني بها وقيعةٌ من اللّه وعذابٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} قال: يقول: أنذرتكم وقيعة عادٍ وثمود.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} قال: عذابٌ مثل عذاب عادٍ وثمود). [جامع البيان: 20/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 13 - 18.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال: كل شيء في القرآن {صاعقة} فهو عذاب). [الدر المنثور: 13/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} يقول: أنذرتكم وقيعة عاد وثمود، وفي قوله {ريحا صرصرا} باردة، وفي قوله {نحسات} قال: مشؤمات نكدات). [الدر المنثور: 13/96-97]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم} يقول: فقل: أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود الّتي أهلكتهم، إذ جاءت عادًا وثمود الرّسل من بين أيديهم؛ فقوله {إذ} من صلة {صاعقةً} وعني بقوله: {من بين أيديهم} الرّسل الّتي أتت إلى الّذين هلكوا بالصّاعقة من هاتين الأمّتين، وعني بقوله: {ومن خلفهم} من خلف الرّسل الّذين بعثوا إلى آبائهم رسلاً إليهم، وذلك أنّ اللّه بعث إلى عادٍ هودًا، فكذّبوه من بعد رسلٍ كانت قد جاءت آبائهم فأهلكهم اللّه، ثمّ بعث صالحًا إلى ثمود من بعد رسلٍ قد كانت تقدّمته إلى آبائهم أيضًا، فكذّبوهم، فأهلكوا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود. إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم} قال: الرّسل الّتي كانت قبل هودٍ، والرّسل الّذين كانوا بعده، بعث اللّه قبله رسلاً، وبعث من بعده رسلاً.
وقوله: {ألاّ تعبدوا إلاّ اللّه} يقول تعالى ذكره: جاءتهم الرّسل بأن لا تعبدوا إلاّ اللّه وحده لا شريك له قالوا: {لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً} يقول جلّ ثناؤه: فقالوا لرسلهم إذ دعوهم إلى الإقرار بتوحيد اللّه: لو شاء ربّنا أن نوحّده، ولا نعبد من دونه شيئًا غيره، لأنزل إلينا ملائكةً من السّماء رسلاً بما تدعوننا أنتم إليه، ولم يرسلكم وأنتم بشرٌ مثلنا، ولكنّه رضي عبادتنا ما نعبد، فلذلك لم يرسل إلينا بالنّهي عن ذلك ملائكةً.
وقوله: {فإنّا بما أرسلتم به كافرون} يقول: قالوا لرسلهم: فإنّا بالّذي أرسلكم به ربّكم إلينا جاحدون غير مصدّقين به). [جامع البيان: 20/395-396]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأمّا عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوّةً أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّةً وكانوا بآياتنا يجحدون}.
يقول تعالى ذكره: {فأمّا عادٌ} قوم هودٍ {فاستكبروا} على ربّهم وتجبّروا {في الأرض} تكبّرًا وعتوا بغير ما أذن اللّه لهم به، وقالوا: من أشدّ منّا بطشًا وأقوى أجسامًا، يقول اللّه جلّ ثناؤه: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم} وأعطاهم ما أعطاهم من عظم الخلق، وشدّة البطش {هو أشدّ منهم قوّةً} فيحذروا عقابه، ويتّقوا سطوته بهم، لكفرهم به، وتكذيبهم رسله {وكانوا بآياتنا يجحدون} يقول: وكانوا بأدلّتنا وحججنا عليهم يجحدون). [جامع البيان: 20/397]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ريحا صرصرا قال باردة وقال النحسات المشئومات النكدات). [تفسير عبد الرزاق: 2/184]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {نحساتٍ} [فصلت: 16] : «مشائيم»). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله نحساتٍ مشائيم وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ به وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ريحًا صرصرًا باردة نحسات مشومات وقال أبو عبيدة الصّرصر هي الشّديدة الصّوت العاصفة نحساتٍ ذوات نحوسٍ أي مشائيم). [فتح الباري: 8/559]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد ممنون محسوب أقواتها أرزاقها في كل سماء أمرها ممّا أمر به نحسات مشائيم وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت اهتزت بالنبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع ليقولن هذا لي أي بعملي أنا محقوق بهذا
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 8 فصلت {أجر غير ممنون} قال غير محسوب
وفي قوله 10 فصلت {وقدر فيها أقواتها} قال من المطر
وبه في قوله 12 فصلت {وأوحى في كل سماء أمرها} قال ما أمر به أو أراده
وفي قوله 16 فصلت {نحسات} قال مشائيم). [تغليق التعليق: 4/302] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (نحساتٍ: مشائيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّام نحسات} (فصلت: 16) وفسره بقوله: (مشائيم) جمع مشومة، وهو أيضا عن مجاهد، وقال أبو عبيدة: الصرصر شديدة الصّوت العاصفة، نحسات ذوات نحوس أي: مشائيم). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({نحسات}) بكسر الحاء في قراءة ابن عامر والكوفيين في قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيام نحسات} [فصلت: 16] قال مجاهد أي (مشاييم) بفتح الميم والشين المعجمة وبعد الألف تحتيتان الأولى مكسورة والثانية ساكنة جمع مشومة أي من الشوم ونحسات نعت لأيام والجمع بالألف والتاء مطرد في صفة ما لا يعقل كأيام معدودات قيل كانت الأيام النحسات آخر شوّال من الأربعاء إلى الأربعاء وما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء). [إرشاد الساري: 7/327]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله تعالى: {ريحٍ صرصرٍ} قال: صرصرٌ باردةٌ شديدةٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 91]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}.
يقول تعالى ذكره: فأرسلنا على عادٍ ريحًا صرصرًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى الصّرصر، فقال بعضهم: عني بذلك أنّها ريحٌ شديدةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {ريحًا صرصرًا} قال: شديدةً.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {ريحًا صرصرًا} شديدة السّموم عليهم.
وقال آخرون: بل عنى بها أنّها باردةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا} قال: الصّرصر: الباردة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ريحًا صرصرًا} قال: باردةً.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ريحًا صرصرًا} قال: باردةً ذات الصّوت.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ريحًا صرصرًا} يقول: ريحًا فيها بردٌ شديدٌ.
قال أبو جعفرٍ: وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول مجاهدٍ، وذلك أنّ قوله: {صرصرًا} إنّما هو صوت الرّيح إذا هبّت بشدّةٍ، فسمع لها كقول قائل: (صرّر)، ثمّ جعل ذلك من أجل التّضعيف الّذي في الرّاء، فقال ثمّ أبدلت إحدى الرّاءات صادًا لكثرة الرّاءات، كما قيل في ردّده: ردرده، وفي نهّهه: نهنهه، كما قال رؤبة:
فاليوم قد نهنهني تنهنهي = أوّل حلمٍ ليس بالمسفّه
وكما قيل في كفّفه: كفكفه، كما قال النّابغة:
أكفكف عبرةً غلبت عزائي = إذا نهنهتها عادت ذباحا
وقد قيل: إنّ النّهر الّذي يسمّى صرصرًا، إنّما سمّي بذلك لصوت الماء الجاري فيه، وإنّه (فعلل) من (صرّر) نظير الرّيح الصّرصر.
وقوله: {في أيّامٍ نحساتٍ} اختلف أهل التّأويل في تأويل النّحسات، فقال بعضهم: عني بها المتتابعات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: أيّامٍ متتابعاتٍ أنزل اللّه فيهنّ العذاب.
وقال آخرون: عني بذلك المشائيم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أيّامٍ نحساتٍ} قال: مشائيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {في أيّامٍ نحساتٍ} أيّامٍ واللّه كانت مشؤوماتٍ على القوم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: النّحسات: المشؤومات النّكدات.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: أيّامٍ مشؤوماتٍ عليهم.
وقال آخرون: معنى ذلك: أيّامٌ ذات شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ قوله: {أيّامٍ نحساتٍ} قال: النّحس: الشّرّ؛ أرسل عليهم ريح شرٍّ ليس فيها من الخير شيءٌ.
وقال آخرون: النّحسات: الشّداد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: شدادٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال عنى بها: أيّامٍ مشائيم ذات نحوسٍ، لأنّ ذلك هو المعروف من معنى النّحس في كلام العرب.
وقد اختلفت القراة في قراءة ذلك؛ فقرأته عامّة قرّاء الأمصار غير نافعٍ وأبي عمرٍو {في أيّامٍ نحساتٍ} بكسر الحاء، وقرأه نافعٌ وأبو عمرٍو: (نحساتٍ) بسكون الحاء وكان أبو عمرٍو فيما ذكر لنا عنه يحتجّ لتسكينه الحاء بقوله: {يوم نحسٍ مستمرٍّ} وأنّ الحاء فيه ساكنةٌ.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما قرّاء علماء مع اتّفاق معنييهما، وذلك أن تحريك الحاء وتسكينها في ذلك لغتان معروفتان، يقال هذا يوم نحسٍ، ويوم نحسٍ، بكسر الحاء وسكونها؛ قال الفرّاء: أنشدني بعض العرب:
أبلغ جذامًا ولخمًا أنّ إخوتهم = طيًّا وبهراء قومٌ نصرهم نحس
وأمّا من السّكون فقول اللّه: {يوم نحسٍ}؛ ومنه قول الرّاجز:
يومين غيمين ويومًا شمسًا = نجمين بالسّعد ونجمًا نحسًا
فمن كان من لغته: يوم نحسٍ قال: (في أيّامٍ نحساتٍ)، ومن كان من لغته: {يوم نحسٍ} قال: {في أيّامٍ نحساتٍ}، وقد قال بعضهم: النّحس بسكون الحاء: هو الشّؤم نفسه، وإنّ إضافة اليوم إلى النّحس، إنّما هو إضافةٌ إلى الشّؤم، وإنّ النّحس بكسر الحاء نعتٌ لليوم بأنّه مشؤومٌ، ولذلك قيل: {في أيّامٍ نحساتٍ} لأنّها أيّامٌ مشائيم.
وقوله: {لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا} يقول تعالى ذكره: لننالهم بهوانٍ في حياتهم الدّنيا بما نزل بهم من العذاب {ولعذاب الآخرة أخزى} يقول جلّ ثناؤه: ولعذابنا إيّاهم في الآخرة أخزى لهم وأشدّ إهانةٍ وإذلالاً {وهم لا ينصرون} يقول: وهم يعني عادًا لا ينصرهم من اللّه يوم القيامة إذا عذّبهم ناصرٌ، فينقذهم منه، أو ينتصر لهم). [جامع البيان: 20/397-402]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله صرصرا قال يعني ريحا شديدة الشؤم عليهم). [تفسير مجاهد: 570]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أيام نحسات قال يعني أيام مشائيم). [تفسير مجاهد: 570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} يقول: أنذرتكم وقيعة عاد وثمود، وفي قوله {ريحا صرصرا} باردة، وفي قوله {نحسات} قال: مشؤمات نكدات). [الدر المنثور: 13/96-97] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا} قال: شديدة الشؤم قال: مشؤومات). [الدر المنثور: 13/97]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم قال يقول بينا لهم فاستحبوا العمى على الهدى). [تفسير عبد الرزاق: 2/184-185]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وأما ثمود فهديناهم} قال: دعوناهم [الآية: 17]). [تفسير الثوري: 265]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {فهديناهم} [فصلت: 17] : " دللناهم على الخير والشّرّ، كقوله: {وهديناه النّجدين} [البلد: 10] وكقوله: {هديناه السّبيل} [الإنسان: 3] : والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، ومن ذلك قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90] ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فهديناهم دللناهم على الخير والشّر كقوله وهديناه النجدين وكقوله هديناه السّبيل والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ومن ذلك قوله أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده كذا لأبي ذرٍّ والأصيليّ ولغيرهما أصعدناه بالصّاد المهملة قال السّهيليّ هو بالصّاد أقرب إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه بالسّين المهملة لأنّه إذا كان بالسّين كان من السّعد والسّعادة وأرشدت الرّجل إلى الطّريق وهديته السّبيل بعيدٌ من هذا التّفسير فإذا قلت أصعدناهم بالصّاد خرج اللّفظ إلى معنى الصّعدات في قوله إيّاكم والقعود على الصّعدات وهي الطّرق وكذلك أصعد في الأرض إذا سار فيها على قصدٍ فإن كان البخاريّ قصد هذا وكتبها في نسخته بالصّاد التفاتًا إلى حديث الصّعدات فليس بمنكرٍ انتهى والّذي عند البخاريّ إنّما هو بالسّين كما وقع عند أكثر الرّواة عنه وهو منقولٌ من معاني القرآن قال في قوله تعالى وأما ثمود فهديناهم يقال دللناهم على مذهب الخير ومذهب الشّرّ كقوله وهديناه النجدين ثمّ ساق عن عليٍّ في قوله وهديناه النّجدين قال الخير والشّرّ قال وكذلك قوله إنّا هديناه السّبيل قال والهدى على وجهٍ آخر وهو الإرشاد ومثله قولك أسعدناه من ذلك أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده في كثيرٍ من القرآن). [فتح الباري: 8/560]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فهديناهم دللناهم على الخير والشّرّ كقوله: {وهديناه النّجدين} (البلد: 10) وكقوله: {هديناه السّبيل} (الإنسان: 3) والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ومن ذلك قوله: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الأنعام: 90) .
أشار بقوله: (فهديناهم) إلى قوله عز وجل: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} (فصلت: 71) وفسّر: فهديناهم بقوله: (دللناهم على الخير والشّر) أراد أن الهداية هنا بمعنى الدّلالة المطلقة فيه وفي أمثاله، كقوله: {وهديناه النجدين} أي: دللناه الثديين، قاله سعيد بن المسيب والضّحّاك، والنجد طريق في ارتفاع، وقال أكثر المفسّرين: بينا له طريق الخير والشّر والحق والباطل والهدى والضلالة، وكذلك الهداية بمعنى الدّلالة في قوله: {هديناه السّبيل} وهو في سورة الإنسان {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً} قوله: (والهدى الّذي هو الإرشاد)
إلى آخره، والمعنى هنا الدّلالة الموصلة إلى البغية، وعبر عنه البخاريّ بالإرشاد والإسعاد فهو في قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} ونحوه، وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدّلالة، وفي بعضها بمعنى الدّلالة الموصلة إلى المقصود، وهل هو مشترك فيهما أو حقيقة ومجاز؟ وفيه خلاف). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فهديناهم}) في قوله: {وأما ثمود فهديناهم} [فصلت: 17] أي (دللناهم) دلالة مطلقة (على الخير والشر) على طريقهما (كقوله) تعالى في سورة البلد ({وهديناه النجدين}) أي طريق الخير والشر (وكقوله) تعالى في سورة الإنسان ({هديناه النجدين}) [الإنسان: 3] (و) أما (الهدى الذي هو الإرشاد) إلى البغية (بمنزلة) أي بمعنى (أصعدناه) بالصاد في الفرع كغيره ولأبوي ذر والوقت أسعدناه بالسين بدل الصاد قال السهيلي فيما نقله عنه الزركشي والبرماوي وابن حجر وغيرهم بالصاد أقرب إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه بالسين لأنه إذا كان بالسين كان من السعد والسعادة ضد الشقاوة وأرشدت الرجل إلى الطريق وهديته السبيل بعيد من هذا التفسير، فإذا قلت أصعدناهم بالصاد خرج اللفظ إلى معنى الصعدات في قوله: إياكم والقعود على الصعدات وهي الطرق وكذلك أصعد في الأرض إذا سار فيها على قصد فإن كان البخاري قصد هذا وكتبها في نسخته بالصاد التفاتًا إلى حديث الصعدات فليس بمنكر. اهـ.
قال الشيخ بدر الدين الدماميني: لا أدري ما الذي أبعد هذا التفسير مع قرب ظهوره فإن الهداية إلى السبيل والإرشاد إلى الطريق إسعاد لذلك الشخص المهدي إذ سلوكه في الطريق مفضٍ إلى السعادة ومجانبته لها مما يؤدي إلى ضلاله وهلاكه. وأما قوله فإذا قلت: أصعدناه بالصاد الخ ففيه تكلّف لا داعي له وما في النسخ صحيح بدونه. اهـ.
(من ذلك) ولأبي ذر ومن ذلك أي من الهداية التي بمعنى الدلالة الموصلة إلى البغية التي عبّر عنها المؤلّف الإرشاد والإسعاد (قوله) تعالى بالأنعام: ({أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}) [الأنعام: 90] ونحوه مما هو كثير في القرآن). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17) ونجّينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا ثمود فبيّنّا لهم سبيل الحقّ وطريق الرّشد.
- كما حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم} أي بيّنّا لهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأمّا ثمود فهديناهم} بيّنّا لهم سبيل الخير والشّرّ.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وأمّا ثمود فهديناهم} بيّنّا لهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم} قال: أعلمناهم الهدى والضّلالة، ونهيناهم أن يتّبعوا الضّلالة، وأمرناهم أن يتّبعوا الهدى.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ثمود} فقرأته عامّة القرّاء من الأمصار غير الأعمش وعبد اللّه بن أبي إسحاق برفع ثمود، وترك إجرائها على أنّها اسمٌ للأمّة الّتي تعرف بذلك، وأمّا الأعمش فإنّه ذكر عنه أنّه كان يجري ذلك في القرآن كلّه إلاّ في قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فإنّه كان لا يجريه في هذا الموضع خاصّةً من أجل أنّه في خطّ المصحف في هذا الموضع بغير ألفٍ، وكان يوجّه ثمود إلى أنّه اسم رجلٍ بعينه معروفٍ، أو اسم جبلٍ معروفٍ. وأمّا ابن إسحاق فإنّه كان يقرؤه نصبًا (وأمّا ثمود) بغير إجراءٍ.
وذلك وإن كان له في العربيّة وجهٌ، فإنّ أفصح منه وأصحّ في الإعراب عند أهل العربيّة الرّفع لطلب الأسماء وأنّ الأفعال لا تليها، وإنّما تعمل العرب الأفعال الّتي بعد الأسماء فيها إذا حسن تقديمها قبلها والفعل في أمّا لا يحسن تقديمه قبل الاسم؛ ألا ترى أنّه لا يقال: وأمّا هدينا فـ ثمود، كما يقال: (وأمّا ثمود فهديناهم).
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا الرّفع وترك الإجراء؛ أمّا الرّفع فلما وصفت، وأمّا ترك الإجراء فلأنّه اسمٌ للأمّة.
وقوله: {فاستحبّوا العمى على الهدى} يقول: فاختاروا العمى على البيان الّذي بيّنت لهم، والهدى الّذي عرّفتهم، بأخذهم طريق الضّلال على الهدى، يعني على البيان الّذي بيّنه لهم، من توحيد اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: اختاروا الضّلالة والعمى على الهدى.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: أرسل اللّه إليهم الرّسل بالهدى فاستحبّوا العمى على الهدى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فاستحبّوا العمى} يقول: بيّنّا لهم، فاستحبّوا العمى على الهدى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: استحبّوا الضّلالة على الهدى وقرأ: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم} إلى آخر الآية، قال: فزيّن لثمود عملها القبيح وقرأ: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء} إلى آخر الآية.
وقوله: {فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون} يقول: فأهلكتهم من العذاب المذلّ المهين لهم مهلكةً أذلّتهم وأخزتهم؛ والهون: هو الهوان.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {العذاب الهون} قال: الهوان.
وقوله: {بما كانوا يكسبون} من الآثام بكفرهم باللّه قبل ذلك، وخلافهم إيّاه، وتكذيبهم رسله). [جامع البيان: 20/402-405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأما ثمود فهديناهم} قال: بينا لهم). [الدر المنثور: 13/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {وأما ثمود فهديناهم} يقول: بينا لهم سبيل الخير والشر والله أعلم). [الدر المنثور: 13/97]

تفسير قوله تعالى: (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونجّينا الّذين آمنوا} يقول: ونجّينا من العذاب الّذي أخذهم بكفرهم باللّه، الّذين وحّدوا اللّه، وصدّقوا رسله {وكانوا يتّقون} يقول: وكانوا يخافون اللّه أن يحلّ بهم من العقوبة على كفرهم لو كفروا ما حلّ بالّذين هلكوا منهم، فآمنوا اتّقاء اللّه وخوف وعيده، وصدّقوا رسله، وخلعوا الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 20/405]


رد مع اقتباس