عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 7 ربيع الأول 1440هـ/15-11-2018م, 12:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذا وقعت الواقعة (1) ليس لوقعتها كاذبةٌ (2) خافضةٌ رافعةٌ (3) إذا رجّت الأرض رجًّا (4) وبسّت الجبال بسًّا (5) فكانت هباءً منبثًّا (6) وكنتم أزواجًا ثلاثةً (7) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة (8) وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (9) والسّابقون السّابقون (10) أولئك المقرّبون (11) في جنّات النّعيم (12) }
الواقعة: من أسماء يوم القيامة، سمّيت بذلك لتحقّق كونها ووجودها، كما قال: {فيومئذٍ وقعت الواقعة} [الحاقّة: 15]). [تفسير ابن كثير: 7/ 513]

تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ليس لوقعتها كاذبةٌ} أي: ليس لوقوعها إذا أراد اللّه كونها صارفٌ يصرفها، ولا دافعٌ يدفعها، كما قال: {استجيبوا لربّكم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه} [الشّورى:47]، وقال: {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ. للكافرين ليس له دافعٌ} [المعارج:1، 2]، وقال تعالى: {ويوم يقول كن فيكون قوله الحقّ وله الملك يوم ينفخ في الصّور عالم الغيب والشّهادة وهو الحكيم الخبير} [الأنعام: 73].
ومعنى {كاذبة} -كما قال محمّد بن كعبٍ-: لا بدّ أن تكون. وقال قتادة: ليس فيها مثنوية ولا ارتدادٌ ولا رجعةٌ.
قال ابن جريرٍ: والكاذبة: مصدرٌ كالعاقبة والعافية). [تفسير ابن كثير: 7/ 513-514]

تفسير قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {خافضةٌ رافعةٌ} أي: تحفض أقوامًا إلى أسفل سافلين إلى الجحيم، وإن كانوا في الدّنيا أعزّاء. وترفع آخرين إلى أعلى علّيّين، إلى النّعيم المقيم، وإن كانوا في الدّنيا وضعاء. وهكذا قال الحسن وقتادة، وغيرهما.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا يزيد بن عبد الرّحمن بن مصعبٍ المعنى، حدّثنا حميد بن عبد الرّحمن الرّؤاسيّ، عن أبيه، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {خافضةٌ رافعةٌ} تخفض أناسًا وترفع آخرين.
وقال عبيد اللّه العتكيّ، عن عثمان بن سراقة، ابن خالة عمر بن الخطّاب: {خافضةٌ رافعةٌ} [قال]: السّاعة خفضت أعداء اللّه إلى النّار، ورفعت أولياء اللّه إلى الجنّة.
وقال محمّد بن كعبٍ: تخفض رجالًا كانوا في الدّنيا مرتفعين، وترفع رجالًا كانوا في الدّنيا مخفوضين.
وقال السّدّيّ: خفضت المتكبّرين، ورفعت المتواضعين.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {خافضةٌ رافعةٌ} أسمعت القريب والبعيد. وقال عكرمة: خفضت فأسمعت الأدنى، ورفعت فأسمعت الأقصى. وكذا قال الضّحّاك، وقتادة). [تفسير ابن كثير: 7/ 514]

تفسير قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إذا رجّت الأرض رجًّا} أي: حرّكت تحريكًا فاهتزّت واضطربت بطولها وعرضها. ولهذا قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، وغير واحدٍ في قوله: {إذا رجّت الأرض رجًّا} أي: زلزلت زلزالًا [شديدًا].
وقال الرّبيع بن أنسٍ: ترجّ بما فيها كرجّ الغربال بما فيه.
وهذه كقوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} [الزّلزلة: 1]، وقال تعالى: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ} [الحجّ: 1]). [تفسير ابن كثير: 7/ 514]

تفسير قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وبسّت الجبال بسًّا} أي: فتّتت فتًّا. قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وغيرهم.
وقال ابن زيدٍ: صارت الجبال كما قال [اللّه] تعالى: {كثيبًا مهيلا} [المزّمّل: 14]). [تفسير ابن كثير: 7/ 514]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فكانت هباءً منبثًّا}، قال أبو إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه: {هباءً منبثًّا} كرهج الغبار يسطع ثمّ يذهب، فلا يبقى منه شيءٌ.
وقال العوفيّ عن ابن عبّاسٍ في قوله: {فكانت هباءً منبثًّا}: الهباء الّذي يطير من النّار، إذا اضطرمت يطير منه الشّرر، فإذا وقع لم يكن شيئًا.
وقال عكرمة: المنبثّ: الّذي ذرّته الرّيح وبثّته. وقال قتادة: {هباءً منبثًّا} كيبيس الشّجر الّذي تذروه الرّياح.
وهذه الآية كأخواتها الدّالة على زوال الجبال عن أماكنها يوم القيامة، وذهابها وتسييرها ونسفها -أي قلعها- وصيرورتها كالعهن المنفوش). [تفسير ابن كثير: 7/ 514-515]

رد مع اقتباس