عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:56 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69) لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)}


قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ننكّسه في الخلق (68)
قرأ عاصم وحمزة (ننكّسه) بضم النون الأولى، وفتح الثانية، وتشديد الكاف وكسرها.
وقرأ الباقون (ننكسه) بفتح النون الأولى، وتسكين الثانية، وضم الكاف خفيفة.
وقد روى التخفيف عن عاصم أيضًا، مثل قراءة أبي عمرو.
قال أبو منصور: من قرأ (ننكّسه) فهو من نكست أنكّسه، يقال: نكسته، ونكّسته، وأنكسته بمعنى واحد.
والمعنى: أن من أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بدل القوة الضعف، وبدل الشباب الهرم -
وأصله من: نكس السهم، إذا أنكس نصله، فجعل أسفله أعلاه، وهو حينئذ من أضعف السهام وأحرضها.
ويقال له: سهم نكس، وكل ضعيف نكس وجمعه: أنكاس). [معاني القراءات وعللها: 2/311]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أفلا يعقلون (68)
[معاني القراءات وعللها: 2/311]
قرأ نافع وابن عامر ويعقوب (أفلا تعقلون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وقرأ عباس عن أبي عمرو بالتاء). [معاني القراءات وعللها: 2/312]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {ومن نعمره ننكسه} [68].
قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر: {ننكسه} مشددًا.
وقرأ الباقون: {ننكسه} مخففًا مثل نقتله، فقال قوم: هما لغتان نكست، ونكست مثل رددت، ورددت. غير أن رددت مرة بعد مرة للتكثير، ورددت، مرة واحدة والمصدر من المخفف الرد، ومن المشدد التردد والترداد والرديدي مثل الخليفي من الخلافة، والظليلي من الظلالة، قال عمر بن الخطاب: «لولا الخليفى لأحببت أن أؤذن»، وقال أبو عمرو بن العلاء:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/238]
نكست بالتشديد: أن ينكس الرجل من دابته، وينكسه: نرده إلى أرذل العمر. ففرق أبو عمرو بينهما. ويقال: نكس الرجل في مرضه أي: أثاب إلى العلة، وعاد إليها، وهو النكس. قال الشاعر:
كذي الضنا عاد إلى نكسه
وانكس مثل نكس، وقوله تعالى: {والله أركسهم بما كسبوا} أي: ردهم. والنكس: المعاد المردد. ونهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاستجمار بالروث لأنه نكس أي: رجيع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/239]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {أفلا تعقلون} [68].
قرأ نافع بالتاء على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء على الغيبة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/239]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله عزّ وجلّ: ننكسه في الخلق [يس/ 68] فقرأ حمزة: ننكسه مشدّدا، واختلف عن عاصم، فروى أبو بكر عنه مشدّدا، وكذلك روى عنه حفص أيضا وكذلك قال أبو الربيع الزهراني عن حفص، وأبو حفص عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم: مشدّدا. وروى هبيرة عن حفص عن عاصم مخفّفة. علي بن نصر عن أبان عن عاصم: ننكسه خفيف.
قال قتادة: ننكسه في الخلق لكي لا يعلم بعد علم شيئا، يعني الهرم.
غيره، معناه: من أطلنا عمره نكّسنا خلقه، فصار بدل القوة ضعفا، وبدل الشباب هرما، قال أبو الحسن: ننكسه، وهو كلام العرب، قال: وقال الأعمش: ننكّسه في الخلق، قال أبو الحسن: ولا يكادون يقولون نكّسته إلّا لما يقلب فيجعل رأسه أسفل. قال غير أبي الحسن أنكر أبو عمرو ننكسه.
[الحجة للقراء السبعة: 6/45]
قرأ نافع وأبو عمرو في رواية عباس بن الفضل عنه: أفلا تعقلون [يس/ 68] بالتاء وقرأ الباقون: بالياء أفلا يعقلون.
وجه الياء على: قل لهم: أفلا يعقلون. والتاء لقوله: ألم أعهد إليكم [يس/ 60] أفلا تعقلون). [الحجة للقراء السبعة: 6/46]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون}
قرأ عاصم وحمزة {ننكسه} بضم النّون الأولى وتشديد الكاف وقرأ الباقون ننكسه مخففا وهما لغتان تقول نكسته أنكسه وأنكسته أنكسه
قرأ نافع وابن عامر {أفلا تعقلون} بالتّاء وحجتهما قوله قبلها {ولقد أضلّ منكم} وقرأ الباقون بالياء وحجتهم قوله قبلها {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} {ولو نشاء لمسخناهم} ولم يقل لمسخناكم). [حجة القراءات: 603]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {ننكسه}: قرأ عاصم وحمزة بضم النون الأولى وفتح الثانية، وكسر الكاف وتشديدها، وقرأ الباقون بفتح النون الأولى وإسكان الثانية، وضم الكاف مخففًا، وهما لغتان مثل: «قَل وقّل»، وأنكر الأخفش التخفيف، ولم يعرف إلا التشديد، وقال: لا يكادون يقولون: نَكَسْته، إلا لما يقلب، فيجعل رأسه أسفل، وروي عن أبي عمرو أنه أنكر التشديد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/220]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {نُنَكِّسْهُ} [آية/ 68] بضم النون الأولى وفتح الثانية وتشديد الكاف:
قرأها عاصم وحمزة.
[الموضح: 1078]
والوجه أنه نُفَعّلُ من نَكَّسْتُ الشيء، وهو بناءٌ لما يبالغ فيه، والمعنى نتابع عليه نكسًا بعد نكسٍ، والنكس في الخلق هو أنتصير قوته ضعفًا وشبابه هرمًا وزيادته نقصًا.
قال أبو عبيدة: نَكَسْتُ الشيء ونَكَّسْتُهُ وأَنْكَسْتُهُ إذا جعلت أعلاه أسفله.
وقرأ الباقون {نَنْكُسْهُ} بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف.
والوجه أن نَكَسْتُ بالتخفيف أشهر في هذا المعنى من نكَّست بالتشديد. وعن أبي الحسن أن المستعمل في هذا المعنى هو المخفف دون المشدد، فإن المشدد لا يستعمل إلا لما يُقلب فيُجعل أعلاه أسفله، وقال غيره: نكَست بالتخفيف يجوز أن يتضمن معنى نكَّست المشددة، فإن الفعل لما فيه من معنى الجنسية يحتمل القلة والكثرة). [الموضح: 1079]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [آية/ 68] بالتاء:
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه على الخطاب لبني آدم على موافقة ما تقدم من قوله {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ}. فهو خطابٌ عامٌّ يدخل فيه الكفار وغيرهم.
وقرأ الباقون {يَعْقِلُونَ} بالياء.
والوجه أن المعنى: أفلا يعقل المشركون؟ فالضمير للمشركين، وهم غُيَّبٌ، فجاء به على الغيبة لذلك). [الموضح: 1079]

قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69)}
قوله تعالى: {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لينذر من كان حيًّا (70)
قرأ نافع وابن عامر ويعقوب (لتنذر من كان حيًّا).
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فالخطاب للنبي صلى الله عليه.
ومن قرأ بالياء ففيه وجهان:
أحدهما: لينذر - النبي - صلى الله عليه وسلم - من كان حيا،
أي: من كان يعقل ما يخاطب به.
وجائز أن يكون الإنذار للقرآن.
والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/312]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى :{لينذر من كان حيا} [70].
قرأ نافع وابن عامر: {لتنذر} بالتاء على الخطاب أي: لتنذر يا محمد من كان حيا. أي حي القلب حي السمع.
وقرأ الباقون: {ليندر} بالياء أي: لينذر القرآن، وذلك أن الله عز وجل أنزل القرآن بشيرًا، ونذيرًا. فالنذير النبي، والنذير القرآن، والبشير القرآن، والبشير النبي وأما قوله: {كيف كان نذير} فمصدر، ومعناه: فكيف كان إنذاري، وأما قوله: {وجاءكم النذير} فقيل: النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: النذير الشيب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جل ضحكه التبسم. فلما رأى الشيب ما تبسم حتى توفاه الله عز وجل، هذا قول، واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/240]
قال: «شيبتني هود وأخواتها».
فأما ابن عرفة فحدثنا عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حميد قال: سئل أنس: هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شانه الشيب. فقيل: أوشين هو يا أبا حمزة؟ قال: كلكم يكرهه.
والصحيح: أن رسول الله بعث وهو ابن أربعين، وبقي بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر إلى المدينة، وبقي فيها عشر سنين فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، وليس في رأسه، ولحيته إلا شعرات بيض نحو بضع عشرة، ويقال: أول من شاب خليل الرحمن عليه السلام، فأوحي الله إليه أشقل وقارًا بالسريانية تفسيره: خذ وقارًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/241]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع: لتنذر من كان حيا [يس/ 70] بالتاء وقرأ الباقون: لينذر بالياء.
وجه التاء أنّه خطاب النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، ومن قال: ينذر*، أراد القرآن، ومعنى من كان حيّا: من المؤمنين، لأنّ الكفّار أموات، كما قال: أموات غير أحياء [النحل/ 26]، وقال: أومن كان ميتا فأحييناه [الأنعام/ 122] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما علمناه الشّعر وما ينبغي له إن هو إلّا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حيا} 69 و70
قرأ نافع وابن عامر (لتنذر من كان حيا) بالتّاء على الخطاب أي لتنذر يا محمّد من كان حيا ويقوّي التّاء قوله إنّما أنت منذر وقرأ الباقون {لينذر} بالياء جائز أن يكون المضمر في قوله {لينذر} النّبي صلى الله عليه ويقوّي هذا قو قبلها {وما علمناه الشّعر وما ينبغي له} ثمّ يقول {لينذر} وجائز أن يكون القرآن أي لينذر القرآن). [حجة القراءات: 603]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {لينذر من كان حيًا} قرأ نافع وابن عامر بالتاء، على الخطاب للنبي عليه السلام، لأنه هو النذير لأمته، كما قال: {إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا} «البقرة 119»، وقرأ الباقون بالياء على الإخبار عن القرآن؛ لأنه نذير لمن أنزل عليهم، كما قال: {كتاب فصلت آياته قرآنًا عربيًا لقوم يعلمون بشيرًا ونذيرًا} «فصلت 3، 4»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/220]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {لِتُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا} [آية/ 70] بالتاء:
قرأها نافع وابن عامر ويعقوب، وكذلك في الأحقاف {لِتُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا}.
والوجه أنه على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لتُنذِر يا محمد.
وقرأ الباقون {لِيُنْذِرَ} بالياء في السورتين.
والوجه أن الضمير يعود إلى القرآن، أي لينذر القرآن من كان حيًّا، وهذا أظهر لتقدم ذكر القرآن في قوله {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ}.
وقوله {مَنْ كَانَ حَيًّا} أي مؤمنًا؛ لأن الكفار موتى، كما قال الله تعالى {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} ). [الموضح: 1080]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس