عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 10:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الحج

[من الآية (67) إلى الآية (70) ]
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70) }


قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح السين وكسرها من قوله عز وجل: (منسكا) [الحج/ 34 - 67].
فقرأ حمزة والكسائي، (منسكا) بكسر السين في الحرفين جميعا.
[الحجة للقراء السبعة: 5/277]
وقرأ الباقون: منسكا بفتح السين في الحرفين جميعا.
قال أبو علي: الفتح أولى لأنه لا يخلو من أن يكون مصدرا أو مكانا، وكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على: فعل يفعل، نحو:
قتل يقتل مقتلا، وهذا مقتلنا.
ووجه الكسر: أنه قد يجيء اسم المكان على المفعل من هذا النحو، نحو: المطلع، وإنما هو من طلع يطلع، والمسجد وهو من يسجد، فيمكن أن يكون هذا مما شذّ أيضا عن قياس الجمهور، فجاء اسم المكان على غير القياس، ولا يقدم على هذا إلا بالسمع، ولعلّ الكسائي سمع ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/278] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة لاحق بن حميد: [فَلا يُنَزِعُنَّكَ].
قال أبو الفتح: ظاهر هذا فلا يستخِفُّنَّك عن دينك إلى أديانهم، فيكون بصورة المنزوع عن شيء إلى غيره. ومنه قول الله: {وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}، ونحوه قول يونس في قول الله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}، ألا تراه كيف
[المحتسب: 2/85]
ذهب إلى تعليق ينزع في هذا الموضع؟ ولو كان بمنزلة نزع الرَّجُلِ الرِّجْلَ من الخف أو المسمار من الجذع ونحوه لما جاز تعليقه.
قال أبو علي: فإنما هو إذًا كقولك: لنميزنهم بالاعتقاد والعلم فنخصهم باستحقاق الذم بما يجب اعتقاده في مثلهم. هذا محصول ما كان يقوله أبو علي فيه وإن لم يحضرني الآن صورة لفظه. فكذلك إذًا قوله: [لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يَنْزِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ] أي: فاثبت على دينك ولا يمل بك هواك إلى اعتقاد دين غيرك.
وأما قراءة العامة: {فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ} أي: فاثبت على يقينك في صحة دينك ولا تلتفت إلى فساد أقوالهم، حتى إذا رأوك كذلك أمسكوا عنك ولم ينازعوك، فلفظ النهي لهم ومعناه له، صلى الله عليه وسلم. ومثله قولهم: لا أرينك ههنا، ألا ترى أن معناه: لا تكن هنا فأراك؟ فالنهي في اللفظ لنفسه، ومحصول معناه للمخاطب. ومثله قول النابغة:
لا أَعْرَفًا رَبْرَبًا حُورًا مَدَامِعُها ... كأنَّ أبْكَارَها نِعَاجُ دُوَّار
أي لا تَدْن مني كذلك فأعرفها، وكلام للعرب كثير الانحرافات ولطيف المقاصد والجهات، وأعذب ما فيه تلفته وتثنيه). [المحتسب: 2/86]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {مَنْسَكًا}[آية/ 34 و67] بكسر السين في الحرفين:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه يقال: نسك ينسك وينسك بالضم والكسر في المضارع، فيجوز أن يكون قوله {مَنْسَكًا}بكسر السين اسم المكان من نسك ينسك بالكسر، فيكون على القياس؛ لأن القياس يقتضي في المكان من يفعل بالكسر أن يكون على مفعل بالكسر أيضًا، ويجوز أن يكون من نسك ينسك
[الموضح: 879]
بالضم، فيكون شاذاً، كما قالوا: المطلع، من طلع، والمسجد من سجد، على الشذوذ، ويتوقف فيه على السماع. والكسائي لم يقرأ إلا بما سمع.
ويجوز أن يكون {مَنْسَكًا}مصدراً جاء شاذاً أيضًا، والقياس يقتضي الفتح، إلا أنه مثل المرجع مصدراً، كقوله تعالى {إلَى الله مَرْجِعُكُمْ}أي رجوعكم.
وقرأ الباقون {مَنْسَكًا}بفتح السين في الحرفين.
والوجه أنه إذا كان من نسك ينسك بالضم، فإنه يصح أن يكون مصدراً أو مكانًا، فكلاهما مفتوح العين، إذا كان الفعل على فعل يفعل بالضم نحو قتل يقتل مقتلاً وهذا مقتلنا، وأما إذا كان من نسك ينسك بالكسر، فإنه يكون مصدراً، فإن المصدر في القياس لا يكون إلا بالفتح، سواء كان المضارع بضم العين أو بكسرها.
وأما المعنى فإنه إذا كان مكانًا فالمراد: لكل أمة جعلها موضع عبادة، وإذا كان مصدراً فالمراد: لكل أمة جعلنا ذبيحة يُتنسك بها، والذبيحة تسمى نسكاً ومنسكاً على المصدر، ويجوز أن يكون المراد به وإن كان مصدراً: المكان أيضًا، فيكون على حذف المضاف، كأنه قال: موضع منسكٍ). [الموضح: 880] (م)

قوله تعالى: {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)}
قوله تعالى: {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس