عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أصد نشاص ذي القرنين حتى = تولى عارض الملك الهمام
...
وذو القرنين: المنذر الأكبر، سمي ذا القرنين بضفيرتين كانتا له). [شرح ديوان امرئ القيس: 563]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومما يفسر من كتاب الله عز وجل تفاسير متضادة قوله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين}، فقال خالد بن معدان: سمع عمر رحمه الله رجلا يقول لرجل: (يا ذا القرنين)، فقال: أما ترضون أن تسموا بأسماء الأنبياء، حتى صرتم تسمون بأسماء الملائكة!
وقال عبد الله بن عمر: ذو القرنين نبي.
وحدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا الفضل بن دكين،
قال: حدثنا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهد، قال: ملك الأرض: شرقها وغربها أربعة: مؤمنان وكافروا، فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين، وأما الكافران فالذي حاج إبراهيم في ربه –يعني نمروذ، وبخت نصر.
وقال أبو الطفيل عامر بن واثلة: شهدن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه قام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أنبيا كان أم ملكا؟ فقال: ليس بنبي ولا ملك، ولكنه عبد صالح أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، بعثه الله عز وجل إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فمات، ثم أحياه الله فدعاهم، فضربوه على قرنه الأيسر فمات، وفيكم مثله.
وقال الحسن: إنما سمي ذو القرنين ذا القرنين؛ لأنه كان في رأسه ضفيرتان من شعر يطأ فيهما، قال لبيد بن ربيعة:
والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا = بالحنو في جدث أميم مقيم
أراد بـ(ذي القرنين) النعمان بن المنذر؛ لأنه كانت في رأسه ضفيرتان شعر.
وقال ابن شهاب الزهري: سمي ذا القرنين؛ لأنه بلغ قرن الشمس من مشرقها، وقرنها من مغربها.
وقال وهب بن منبه: سمي ذا القرنين، لأنه ملك فارس والروم). [كتاب الأضداد: 353-355]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) )

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أصد نشاص ذي القرنين حتى = تولى عارض الملك الهمام
...
وذو القرنين: المنذر الأكبر، سمي ذا القرنين بضفيرتين كانتا له). [شرح ديوان امرئ القيس: 563] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال أعرابي أنشدنيه أبو العالية:

ألا تسأل ذا العلم ما الذي = يحل من التقبيل في رمضان؟
فقال لي المكي: أما لزوجةٍ = فسبع، وأما خلةٍ فثماني
.....
"وقوله: "أما لزوجة" فهذه مفتوحة، وهي التي تحتاج إلى خبر، ومعناها: إذا قلت: أما زيدٌ فمنطلقٌ مهما يكن من شيء فزيدٌ منطلقٌ. وكذلك: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} إنما هي: مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم، وتكسر إذا كانت في معنى "أو" ويلزمها التكرير، تقول: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فمعناه ضربت زيدًا أو عمرًا، وكذلك: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}، وكذلك: {إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}، و{إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}، وإنما كررتها لأنك إذا قلت: ضربت زيدًا أو عمرًا، أو قلت: اضرب زيدًا أو عمرًا فقد ابتدأت بذكر الأول، وليس عند السامع أنك تريد غير الأول، ثم جئت بالشك، أو التخيير، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فقد وضعت كلامك بالابتداء على التخيير أو على الشك، وإذا قلت: ضربت إما زيدًا وإما عمرًا، فالأولى وقعت لبنية الكلام عليها، والثانية للعطف، لأنك تعدل بين الثاني والأول، فإنما تكسر في هذا الموضع.
وزعم سيبويه أنها إن ضمت إليها "ما" فإن اضطر شاعر فحذف "ما" جاز له ذلك لأنه الأصل، وأنشد في مصداق ذلك:
لقد كذبتك نفسك فاكذبنها = فإن جزعًا وإن إجمال صبر
ويجوز في غير هذا الموضع أن تقع "إما" مكسورة، ولكن "ما" لا تكون لازمة، ولكن تكون زائدة في "إن" التي هي للجزاء. كما تزداد في سائر الكلام نحو: أين تكن أكن، وأينما تكن أكن، وكذلك متى تأتني آتك، ومتى ما تأتني آتك، فتقول: إن تأتني آتك، وإما تأتني آتك، تدغم النون في الميم لاجتماعهما في الغنة، وسنذكر الإدغام في موضع نفرده به إن شاء الله، كما قال امرؤ القيس:

فإما تريني لا أغمض ساعةٌ = من الليل إلا أن أكب فأنعسا
فيا رب مكروب كررت وراءه = وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا
وفي القرآن: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} وقال: {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا} فأنت في زيادة "ما" بالخيار في جميع حروف الجزاء، إلا في حرفين، فإن "ما" لابد منها لعلة نذكرها إذا أفردنا باباٌ للجزاء إن شاء الله، والحرفان: حيثما تكن أكن، كما قال الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك الله = نجاحاٌ في غابر الأزمان).
[الكامل: 1/377-379] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والنِّكر أن يكون الرجل منكرا فطنا ويقال ما أشد نكره والنُّكْر المنكر قال الله جل وعز: {لقد جئت شيئا نُكْرا} ). [إصلاح المنطق: 131] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أتبعت القوم مثل أفعلت إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم. وأتبعتهم مثال افتعلت إذا مروا بك فمضيت معهم وتبعتهم تبعًا. مثله قال الكسائي: يقال: مازلت أتبعهم أي لحقتهم. أبو عبيد قال: وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ: "ثم اتبع سبب". بتشديد التاء ومعناها تبع؛ وكذلك قرأها أهل المدينة. وكان الكسائي يقرأ: "ثم
أتبع سببا". مقطوعة الألف، معناها لحق وأدرك). [الغريب المصنف: 2/611-612]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) }

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) }

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

أصد نشاص ذي القرنين حتى = تولى عارض الملك الهمام
...
وذو القرنين: المنذر الأكبر، سمي ذا القرنين بضفيرتين كانتا له). [شرح ديوان امرئ القيس: 563] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) }

تفسير قوله تعالى: {آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والقطر النحاس والقطر ضرب من البرود يقال لها القطرية). [إصلاح المنطق: 26]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والقطر ضرب من البرود والقطر النحاس). [إصلاح المنطق: 34]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (والصَّدْف مصدر صدف عنه يصدف إذا عدل عنه والصَّدَف ميل في الحافر إلى الشق الوحشي والصَّدَف جمع صدفة والصَدَف جانب الجبل قال الله عزت أسماؤه: {حتى إذا ساوى بين الصدفين} ). [إصلاح المنطق: 65]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال: من قرأ: {آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}: أراد آتوني قطرًا أفرغ عليه. ومن قصر قال الفراء: إنما أراد هذا المعنى، ولكنه ترك الهمز، وإذا ابتدأ قال ائتوني بلا مد على ترك الهمز. ومن هذه اللغة يقولون آئدم موضع آدم، بطرح الألف الأولى. وحمزة جعل الممدود والمقصور واحدًا). [مجالس ثعلب: 164]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (وروى أحمد صدي أشي، قال الواحد صُد ويقال الصُدُدان ما اكتنفك عن يمين الجبل وشماله قال وهما الصُدُفان والصَدَفان والصُدَفان ويقرأ (بين الصُّدُفَين) والصَّدَفَين والصُدَفَين وروى غير أبي عكرمة صددي وهو ثعلب وغيره). [شرح المفضليات: 125]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب المؤنث الذي يقع على المؤنث والمذكر وأصله التأنيث
فإذا جئت بالأسماء التي تبين بها العدة أجريت الباب على التأنيث في التثليث إلى تسع عشرة وذلك قولك له ثلاث شياهٍ ذكورٌ وله ثلاثٌ من الشاء فأجريت ذلك على الأصل لأن الشاء أصله التأنيث وإن
وقعت على المذكر كما أنك تقول هذه غنمٌ ذكورٌ فالغنم مؤنثة وقد تقع على المذكر.
وقال الخليل: قولك: هذا شاةٌ بمنزلة قوله تعالى: {هذا رحمة من ربي} ). [الكتاب: 3/561-562]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) }

تفسير قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فإذا ثنّيت أو جمعت فأثبتّ النون فليس إلاّ النصب وذلك قولهم هم الطّيبون الأخبار وهما الحسنان الوجوه. ومن ذلك قوله تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} ). [الكتاب: 1/201]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب جمع ما لحقته الهمزة في أوله من الثلاثة
وذلك نحو: أفكلٍ وأيدعٍ، وإصبعٍ وإثمدٍ وأبلمٍ. فهذه الأسماء كلها تجمع على أفاعل؛ نحو: أفاكل، وأصابع، وأبالم.
وكذلك أفعل الذي لا يتم نعتاً إلا بقولك: من كذا يجري مجرى الأسماء. تقول: الأصاغر والأكابر.
وكل أفعلٍ مما يكون نعتاً سميت به فإلى هذا يخرج. تقول: الأحامر، والأحامس، وما كان من هذا للآدميين لم يمتنع من الواو والنون، كما قال الله عز وجل: {قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} و{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} فهذا كله على هذا). [المقتضب: 2/214] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويجوز أن تقول - وهو حسن جداً - أنت أفره الناس عبيدا. وأجود الناس دوراً. ولا يجوز عندي عشرون دراهم يا فتى. والفصل بينهما: أنك إذا قلت: عشرون، فقد أتيت على العدد، فلم يحتج إلا إلى ذكر ما يدل على الجنس، فإذا قلت: هو أفره الناس عبدا، جاز أن تعني عبداً واحداً، فمن ثم حسن، واختير - إذا أردت الجماعة - أن تقول: عبيدا. قال الله عز وجل: {قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً}، وقد يجوز أن تقول: أفره الناس عبداً فتعني جماعة العبيد نحو التمييز. والجمع أبين إذا كان الأول غير مخطور العدد). [المقتضب: 3/34]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) }

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) }

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إنما وأنما
اعلم أن كل موضع تقع فيه أن تقع فيه أنما وما ابتدئ بعدها صلةٌ لها كما أن الذي ابتدئ بعد الذي صلة له ولا تكون هي عاملةً فيما بعدها كما لا يكون الذي عاملاً فيما بعده.
فمن ذلك قوله عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} ). [الكتاب: 3/129]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:
تعش، فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}. فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/294-295] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل اللغة: رجوت حرف من الأضداد. يكون بمعنى الشك والطمع، ويكون بمعنى اليقين؛ فأما معنى الشك والطمع فكثير لا يحاط به؛ ومنه قول كعب بن زهير:

أرجو وآمل أن تدنو مودتها = وما إخال لدينا منك تنويل
معناه: وما لدينا منك تنويل، وإخال لغو.
وأما معنى العلم فقوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}. بمعناه: فمن كان يعلم لقاء ربه فليعمل عملا صالحا.
وقولهم عندي غير صحيح؛ لأن الرجاء لا يخرج أبدا من معنى الشك، أنشدنا أبو العباس:
فوا حزني ما أشبه اليأس بالرجا = وإن لم يكونا عندنا بسواء.
والآية التي احتجوا بها لا حجة لهم فيها؛ لأن معناها: فمن كان يرجو لقاء ثواب ربه، أي يطمع في ذلك ولا يتيقنه.
وقال سهل السجستاني: معنى قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه}: فمن كان يخاف لقاء ربه.
وهذا عندنا غلط؛ لأن العرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف إلا مع حروف الجحد؛ وقد استقصينا الشواهد لهذا. ويقال: ارتجيت ورجيت بمعنى؛ قال الشاعر:

فرجي الخير وانتظري إيابي = إذا ما القارظ العنزي آبا
وجاء في الحديث: (( لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريص لاعتدلا))، معناه بميزان مقوم، يقال: قد ترص الميزان إذا قومه، قال الشاعر:
قوم أفواقها وترصها = أنبل عدوان كلها صنعا
أنبل عدوان، معناه: أحذقهم بصنعة النبل. وقال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم = قويم فما يرجون غير العواقب
يقال: معناه فما يطمعون في غيرها. ويقال: معناه فما يخافون غيرها، ومجلتهم: كتابهم، ويروى: «محلتهم»، بالحاء:
وكنانة وخزاعة ونضر وهذيل يقولون: لم أرج، يريدون «لم أبال».
فإن قال قائل: إن معنى قول الله عز وجل: {قال
الذين يظنون أنهم ملاقو الله}، يظنون أنهم ملاقو ثواب الله، كان ذلك جائزا. والظن بمعنى الشك.
ولا يبطل بهذا التأويل قول من جعل الظن يقينا، لأن قوله: {أنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض}، لا يحتمل معنى الشك، والظنة عند العرب الشك، ولا تجعل في الموضع الذي يراد به اليقين، قال الشاعر:

إن الحماة أولعت بالكنه = وأبت الكنة إلا ظنه
والظنون أيضا لا يستعمل إلا في معنى التهمة والضعف، قال الشاعر:
ألا أبلغ لديك بني تميم = وقد يأتيك بالرأي الظنون
أي المتهم أو الضعيف. ويقال في جمع الظنة الظنائن، قال الشاعر:
تفرق منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا بين أهل الظنائن
ويروى:
تباعد منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا ... ... ...
ولا يجمع من هذا الباب على «فعائل» إلا ما كان فيه إدغام أو اعتلال؛ كقولهم: حاجة وحوائج؛ قال الشاعر، أنشده الفراء:
بدأن بنا لا راجيات لرجعة = ولا يائسات من قضاء الحوائج
وأنشد أبو العباس:
إن الحوائج ربما أزرى بها = عند الذي تقضي به تطويلها
وأكثر ما تقول العرب في جمع الحاجة: حاجات وحاج وحوج، أنشد الفراء:

إلا ليت سوقا بالكناسة لم يكن = إليها لحاج المسلمين طريق
أراد لحوائج المسلمين. وأنشد أبو عبيدة:
ومرسل ورسول غير متهم = وحاجة غير مزجاة من الحاج
أراد غير ناقصة من الحوائج، والمزجاة المسوقة، تقول: أزجيت مطيتي أي سقتها، قال الله عز وجل: {ببضاعة مزجاة}. وقال الآخر: يهجو عبد الله بن الزبير:
أرى الحاجات عند أبي خبيب = نكدن ولا أمية بالبلاد
وقال الآخر:
تموت مع المرء حاجاته = وتبقى له حاجة ما بقي
وأنشد الفراء:

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي = وعن حوج قضاؤها من شفائيا
قضاؤها مصدر، من القضاء، بمنزلة الكذاب من الكذب). [كتاب الأضداد: 16-21]


رد مع اقتباس