عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:23 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {ألم تر إلى الّذين نافقوا يقولون لإخوانهم الّذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنّكم واللّه يشهد إنّهم لكاذبون} هم إخوانهم يضمّهم الكفر). [معاني القرآن: 5/147]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنّكم واللّه يشهد إنّهم لكاذبون} وقد بان ذلك في أمر بني النضير الذين عاقدهم المنافقون لأنهم أخرجوا من ديارهم وأموالهم فلم يخرج معهم المنافقون، وقوتلوا فلم ينصروهم.فأظهر الله عزّ وجلّ كذبهم.
فإن قال قائل: ما وجه قوله: {ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} ثم قال: {ولئن نصروهم ليولّنّ الأدبار ثمّ لا ينصرون}؟ قال أهل اللغة في هذا قولين: قالوا معناه أنهم لو تعاطوا نصرهم، أي ولئن نصرهم من بقي منهم ليولّنّ الأدبار). [معاني القرآن: 5/147]

تفسير قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نّصروهم ليولّنّ الأدبار ثمّ لا ينصرون}وقال: {لئن أخرجوا لايخرجون معهم} فرفع الآخر لأنه معتمد لليمين لأن هذه اللام التي في أول الكلام إنما تكون لليمين كقول الشاعر:
لئن عادلي عبد العزيز بمثلها = وأمكنني منها إذا لا أقيلها). [معاني القرآن: 4/29]

تفسير قوله تعالى: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (13) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم...} يقول: أنتم يا معشر المسلمين أهيب في صدورهم [يعني بني النضير] من عذاب الله عندهم، وذلك أن بني النضير كانوا ذوي بأس، فقذف الله في قلوبهم الرعب من المسلمين، ونزل في ذلك: {تحسبهم} يعني: بني النضير جميعاً، وقلوبهم مختلفة، وهي في قراءة عبد الله: (وقلوبهم أشت) أي: أشد اختلافاً). [معاني القرآن: 3/146]

تفسير قوله تعالى: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لأنتم أشدّ رهبةً في صدورهم...}.يقول: أنتم يا معشر المسلمين أهيب في صدورهم [يعني بني النضير] من عذاب الله عندهم، وذلك أن بني النضير كانوا ذوي بأس، فقذف الله في قلوبهم الرعب من المسلمين، ونزل في ذلك: {تحسبهم} يعني: بني النضير جميعاً، وقلوبهم مختلفة، وهي في قراءة عبد الله: (وقلوبهم أشت)، أي: أشد اختلافاً). [معاني القرآن: 3/146] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أو من وراء جدرٍ...} قرأ ابن عباس: (جدار)، وسائر القراء: (جدر) على الجمع). [معاني القرآن: 3/146]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والبأس: الشدّة بالقتال، قال الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقال تعالى: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} وقال: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} وقال: {وَحِينَ الْبَأْسِ}). [تأويل مشكل القرآن: 505](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يقاتلونكم جميعا إلّا في قرى محصّنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذلك بأنّهم قوم لا يعقلون}
وقرئت (أو من وراء جدار) - على الواحد - وقرئت بتسكين الدال.
فمن قرأ (جدر) فهو جمع جدار، وجدر مثل حمار وحمر.
ومن قرأ بتسكين الدال حذف الضمة لثقلها كما قالوا صحف وصحف. ومن قرأ (جدار) فهو الواحد.
فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنهم إذا اجتمعوا على قتالكم لما قذف اللّه في قلوبهم من الرعب لا يبرزون لحربكم إنما يقاتلون متحصنين بالقرى والجدران.
وقوله: {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى} أي مختلفون لا تستوي قلوبهم ولا يتعاونون بنيات مجتمعة لأن اللّه -عزّ وجلّ- ناصر حزبه وخاذل أعدائه). [معاني القرآن: 5/147-148]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جدر}: جمع جدار. {شتى}: متفرقة). [العمدة في غريب القرآن: 303]

تفسير قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كمثل الّذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم} مثل ما نال أهل بدر). [معاني القرآن: 5/148]

تفسير قوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {كمثل الشّيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك إنّي أخاف اللّه ربّ العالمين} أي مثل المنافقين في غرورهم لبني النضير وقولهم لهم: {لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنّكم} -{كمثل الشّيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريء منك} وهو - واللّه أعلم - يدل عليه قوله: {وإذ زيّن لهم الشّيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من النّاس وإنّي جار لكم فلمّا تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنّي بريء منكم} فكذلك المنافقون، لمّا نزل ببني النضير ما نزل تبرأوا منهم.
وقد جاء في التفسير أن عابدا كان يقال له برصيصا كان يداوي من الجنون فداوى امرأة فأعجبته فأغواه الشيطان حتى وقع بها ثم قتلها - ثم تبرأ منه الشيطان، وفي الحديث طول ولكن هذا معناه). [معاني القرآن: 5/148-149]

تفسير قوله تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فكان عاقبتهما أنّهما في النّار خالدين...}.وهي في قراءة عبد الله: فكان عاقبتهما أنهما خالدان في النار، وفي قراءتنا {خالدين فيها} نصب، ولا أشتهي الرفع، وإن كان يجوز؛ وذلك أن الصفة قد عادت على النار مرتين، والمعنى للخلود، فإذا رأيت الفعل بين صفتين قد عادت إحداهما على موضع الأخرى نصبت الفعل، فهذا من ذلك، ومثله في الكلام قولك: مررت برجل على بابه متحملا به، ومثله قول الشاعر:
والزعفران على ترائبها = شرقاً به اللبات والنحر
لأن الترائب هي اللبات ها هنا، فعادت الصفة باسمها الذي وقعت عليه أولا، فإذا اختلفت الصفتان: جاز الرفع والنصب على حسن. من ذلك قولك: عبد الله في الدار راغبٌ فيك.
ألا ترى أن (في) التي في الدار مخالفة (لفي) التي تكون في الرغبة؛ والحجة ما يعرف به النصب من الرفع، ألا ترى الصفة الآخرة تتقدم قبل الأولى، إلاّ أنك تقول: هذا أخوك في يده درهم قابضا عليه، فلو قلت: هذا أخوك قابضاً عليه في يده درهم لم يجز. وأنت تقول: هذا رجل في يده درهم قائمٌ إلى زيد. ألا ترى أنك تقول: هذا رجل قائم إلى زيد في يده درهم، فهذا يدل على المنصوب إذا امتنع تقديم الآخر، ويدل على الرفع إذا سهل تقديم الآخر). [معاني القرآن: 3/146-147]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أنّهما في النّار خالدين فيها} نصبهما على تمام الكلام الأول فاستغنى). [مجاز القرآن: 2/256]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فكان عاقبتهما أنّهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظّالمين} وقال{أنّهما في النّار خالدين فيها} فنصب الخالدين على الحال و{في النّار} خبر. ولو كان في الكلام "إنّهما في النار" كان الرفع في {خالدين} جائزا.
وليس قولهم: إذا جئت بـ"فيها" مرتين فهو نصب "بشيء". إنّما "فيها" توكيد جئت بها أو لم تجيء بها فهو سواء.
ألا ترى أن العرب كثيرا ما تجعله حالا إذا كان فيها التوكيد وما أشبهه. وهو في القرآن منصوب في غير مكان. قال: {إنّ الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنّم خالدين فيها} ). [معاني القرآن: 4/29]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فكان عاقبتهما أنّهما في النّار خالدين فيها وذلك جزاء الظّالمين} وقرأ عبد الله بن مسعود أنهما في النار خالدان فيها، وهو في العربية جائز إلّا أنه خلاف المصحف، فمن قال (خالدين فيها) فنصب على الحال. ومن قرأ (خالدان) فهو خبر أنّ.
والقراءة فكان عاقبتهما على اسم كان ويكون خبر كان أنهما في النار على معنى فكان عاقبتهما كونهما في النّار ويقرأ فكان (عاقبتهما) والنصب أحسن. ويكون اسم كان (أنّهما) ). [معاني القرآن: 5/149]

رد مع اقتباس