عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:34 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ويتجنّب الذّكرى ونفعها من سبقت له الشّقاوة فكفر، ووجب له صليّ النار.
وقال الحسن: {النار الكبرى} نار الآخرة، والصغرى: نار الدنيا.
وقال بعض المفسّرين: إنّ جميع نار الآخرة وإن كانت شديدةً فهي تتفاضل؛ ففيها شيءٌ أكبر من شيءٍ. وقال الفرّاء: الكبرى هي السّفلى من أطباق النار). [المحرر الوجيز: 8/ 593]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {لا يموت فيها ولا يحيا} معناه: لا يموت فيها موتاً مريحاً ولا يحيا حياةً هنيّةً، فهو لا محالة حيٌّ، وقد ورد في خبرٍ أنّ العصاة في النار موتى.
قال القاضي أبو محمّدٍ رحمه اللّه: وأراده على التشبيه؛ لأنه كالسّبات والرّكود والهمود، فجعله موتاً). [المحرر الوجيز: 8/ 593]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى * بل تؤثرون الحياة الدّنيا * والآخرة خيرٌ وأبقى * إنّ هذا لفي الصّحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى}.
{أفلح} في هذه الآية معناه: فاز ببغيته، و {تزكّى} معناه: طهّر نفسه ونمّاها بالخير.
قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «من قال لا إله إلاّ اللّه تطهّر من الشّرك. وقال الحسن: من كان عمله زاكياً. وقال أبو الأحوص: من رضخ من ماله وزكّاه».
وقوله تعالى: {وذكر اسم ربّه} معناه: وحّده وصلّى له الصلوات التي فرض عليه، وتنفّل أيضاً بما أمكنه من صلاة وبرٍّ. وقال أبو سعيدٍ الخدريّ، وابن عمر، وابن المسيّب: هذه الآية في صبيحة يوم الفطر، فـ {تزكّى} هو أدّى زكاة الفطر، {وذكر اسم ربّه} هو ذكر اللّه تعالى في طريق المصلّى إلى أن يخرج الإمام، و (الصلاة) هي صلاة العيد.
وقد روي هذا التفسير عن النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال قتادة وكثيرٌ من المتأوّلين: {تزكّى} معناه: أدّى زكاة ماله، و(صلّى) معناه: صلّى الخمس). [المحرر الوجيز: 8/ 593-594]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ أخبر اللّه تعالى الناس أنهم يؤثرون الحياة الدنيا، فالكافر يؤثرها إيثار كفرٍ يرى أن لا آخرة، والمؤمن يؤثرها إيثار معصيةٍ وغلبة نفسٍ إلاّ من عصم اللّه تعالى.
وقرأ أبو عمرٍو وحده: (يؤثرون) بالياء، وقال: يعني الأشقين. وهي قراءة ابن مسعودٍ، والحسن، وأبي رجاءٍ، والجحدريّ، وقرأ الباقون والناس: {تؤثرون} بالتاء على المخاطبة، وفي حرف أبيّ بن كعبٍ: (بل أنتم تؤثرون) وسبب الإيثار حبّ العاجل والجهل ببقاء الآخرة. وقال عمر -رضي اللّه عنه-: «ما الدنيا في الآخرة إلاّ كنفخة أرنبٍ»). [المحرر الوجيز: 8/ 594]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إنّ هذا} قال الضّحّاك: أراد القرآن. وروي أنّ القرآن انتسخ من الصّحف الأولى. وقال سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: الإشارة إلى معاني السورة. وقال ابن زيدٍ: الإشارة إلى هذين الخبرين: إفلاح من تزكّى، وإيثار الناس للدنيا، مع فضل الآخرة عليها. وهذا هو الأرجح؛ لقرب المشار إليه بـ{هذا}.
وقوله تعالى: {لفي الصّحف الأولى} أي: لم ينسخ هذا قطّ في شرعٍ من الشرائع، فهو في الأولى وفي الأخيرات، ونظير هذا قول النبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]: «إنّ ممّا أدرك النّاس من كلام النّبوّة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» أي: إنه مما جاءت به الأولى واستمرّ في الغير.
وقرأ الجمهور: {الصّحف} مضمومة الحاء. وروى هارون عن أبي عمرٍو سكون الحاء، وهي قراءة الأعمش). [المحرر الوجيز: 8/ 594]

تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ أبو رجاءٍ: (إبرهم) بغير ياءٍ ولا ألف. وقرأ ابن الزّبير: (إبراهام)، وكذلك أبو موسى الأشعريّ في كلّ القرآن، وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكرٍ: (إبراهم) بكسر الهاء وبغير ياءٍ في جميع القرآن.
وروي أن صحف إبراهيم عليه السلام نزلت في أوّل ليلةٍ من رمضان، والتوراة في السادسة من رمضان، والزّبور في اثنتي عشرة منه، والإنجيل في ثماني عشرة منه، والقرآن في أربع عشرة منه). [المحرر الوجيز: 8/ 594-595]


رد مع اقتباس