عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:33 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{سبّح اسم ربّك الأعلى * الّذي خلق فسوّى * والّذي قدّر فهدى * والّذي أخرج المرعى * فجعله غثاءً أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلّا ما شاء اللّه إنّه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسّرك لليسرى * فذكّر إن نّفعت الذّكرى * سيذّكّر من يخشى * ويتجنّبها الأشقى * الّذي يصلى النّار الكبرى * ثمّ لا يموت فيها ولا يحيا}.
قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا موسى - يعني ابن أيّوب الغافقيّ - حدّثنا عمّي إياس بن عامرٍ، سمعت عقبة بن عامرٍ الجهنيّ لمّا نزلت: {فسبّح باسم ربّك العظيم}؛ قال لنا رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]:
«اجعلوها في ركوعكم». فلمّا نزلت: {سبّح اسم ربّك الأعلى}؛ قال: «اجعلوها في سجودكم». ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن المبارك عن موسى بن أيّوب به.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان إذا قرأ: {سبّح اسم ربّك الأعلى}؛ قال:
«سبحان ربّي الأعلى». وهكذا رواه أبو داود، عن زهير بن حربٍ، عن وكيعٍ به وقال: خولف فيه وكيعٌ، رواه أبو وكيعٍ وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ موقوفاً.
وقال الثّوريّ عن السّدّيّ، عن عبد خيرٍ قال: سمعت عليًّا قرأ: {سبّح اسم ربّك الأعلى}؛ فقال: سبحان ربّي الأعلى.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، أنّ ابن عبّاسٍ كان إذا قرأ: {سبّح اسم ربّك الأعلى}؛ يقول: سبحان ربّي الأعلى. وإذا قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة}؛ فأتى على آخرها: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؛ يقول: سبحانك، وبلى. وقال قتادة: {سبّح اسم ربّك الأعلى}؛ ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] كان إذا قرأها قال:
«سبحان ربّي الأعلى»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 378-379]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {الّذي خلق فسوّى}؛ أي: خلق الخليقة وسوّى كلّ مخلوقٍ في أحسن الهيئات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذي قدّر فهدى}؛ قال مجاهدٌ: هدى الإنسان للشّقاوة والسعادة، وهدى الأنعام لمراتعها.
وهذه الآية كقوله تعالى إخباراً عن موسى أنّه قال لفرعون: {ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}؛ أي: قدر قدراً، وهدى الخلائق إليه، كما سبق في صحيح مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«إنّ اللّه قدّر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ، وكان عرشه على الماء» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذي أخرج المرعى}؛ أي: من جميع صنوف النباتات والزّروع). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فجعله غثاءً أحوى}؛ قال ابن عبّاسٍ: هشيماً متغيّراً. وعن مجاهدٍ وقتادة وابن زيدٍ نحوه.
قال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أنّ ذلك من المؤخّر الذي معناه التقديم، وأنّ معنى الكلام: والذي أخرج المرعى أحوى، أي: أخضر إلى السّواد، فجعله غثاءً بعد ذلك. ثم قال ابن جريرٍ: وهذا وإن كان محتملاً إلاّ أنّه غير صوابٍ؛ لمخالفته أقوال أهل التأويل). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379]

تفسير قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سنقرئك}؛ أي: يا محمد، {فلا تنسى}؛ وهذا إخبارٌ من اللّه عزّ وجلّ، ووعدٌ منه له بأنّه سيقرئه قراءةً لا ينساها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلاّ ما شاء اللّه}؛ وهذا اختيار ابن جريرٍ، وقال قتادة: كان رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم] لا ينسى شيئاً إلاّ ما شاء اللّه.
وقيل: المراد بقوله: {فلا تنسى} طلبٌ، وجعلوا معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النّسخ، أي: لا تنسى ما نقرئك إلاّ ما يشاء اللّه رفعه، فلا عليك أن تتركه.
وقوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر وما يخفى}؛ أي: يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه من ذلك شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 379-380]

تفسير قوله تعالى: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونيسّرك لليسرى} أي: نسهّل عليك أفعال الخير وأقواله، ونشرّع لك شرعاً سهلاً سمحاً مستقيماً عدلاً لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 380]

تفسير قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فذكّر إن نفعت الذّكرى}؛ أي: ذكّر حيث تنفع التذكرة، ومن ههنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله، كما قال أمير المؤمنين عليٌّ رضي اللّه عنه: ما أنت بمحدّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلاّ كان فتنةً لبعضهم، وقال: حدّث الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذّب اللّه ورسوله؟!). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 380]

تفسير قوله تعالى: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {سيذكّر من يخشى}؛ أي: سيتّعظ بما تبلّغه يا محمد، من قلبه يخشى اللّه ويعلم أنّه ملاقيه). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 380]


رد مع اقتباس