عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري


تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والسّماء ذات الرّجع * والأرض ذات الصّدع * إنّه لقولٌ فصلٌ * وما هو بالهزل * إنّهم يكيدون كيدًا * وأكيد كيدًا * فمهّل الكافرين أمهلهم رويدًا}.
السّماء في هذا القسم يحتمل أن تكون المعروفة، ويحتمل أن تكون السّحاب.
والرّجع: المطر وماؤه، ومنه قول الهذليّ:
أبيض كالرّجع رسوبٌ إذا ....... ما ثاخ في محتفلٍ يختلي
وقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: الرّجع: السّحاب والمطر. قال الحسن: لأنه يرجع بالرّزق كلّ عامٍ. وقال غيره: لأنه يرجع إلى الأرض. وقال ابن زيدٍ: الرّجع مصدر رجوع الشمس والقمر والكواكب من حالٍ إلى حالٍ، ومن منزلةٍ إلى منزلةٍ، تذهب وترجع). [المحرر الوجيز: 8/ 587]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والصّدع: النبات؛ لأنّ الأرض تتصدّع عنه، وهذا قولٌ يناسب قول من قال: إنّ الرّجع هو المطر. وقال مجاهدٌ: الصّدع: ما في الأرض من شعابٍ، ولصابٍ، وخندقٍ، وتشقّقٍ بحرثٍ وغيره، وفيها أمورٌ فيها معتبر، وهذا قولٌ يناسب القول الثاني في (الرّجع) ). [المحرر الوجيز: 8/ 587]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والضمير في {إنّه} للقرآن –ولم يتقدّم له ذكرٌ– من حيث القول في جزءٍ منه، والحال تقتضيه.
و{فصلٌ} معناه: جزمٌ، فصل الحقائق من الأباطيل). [المحرر الوجيز: 8/ 587]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والهزل: اللّعب الباطل). [المحرر الوجيز: 8/ 587]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن قريشٍ أنهم يكيدون في أفعالهم وأقوالهم وتمرّسهم بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- وتدبيرهم ردّ أمره، ثمّ قوّى اللّه تعالى ذلك بالمصدر وأكّده). [المحرر الوجيز: 8/ 587-588]

تفسير قوله تعالى: {وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وأخبر سبحانه عن أنه يفعل بهم عقاباً سمّاه كيداً، على العرف في تسمية العقوبة باسم الذّنب).[المحرر الوجيز: 8/ 588]

تفسير قوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ ظهر من قوله تعالى: {فمهّل الكافرين} أنّ عقابه الذي سمّاه كيداً متأخّرٌ حتى ظهر ببدرٍ وغيره.
وقرأ جمهور الناس: {أمهلهم}. وقرأ ابن عبّاسٍ: (مهّلهم).
وفي هذه الآية موادعةٌ نسختها آية السيف.
وقوله تعالى: {رويداً} معناه: قليلاً، قاله قتادة، وهو حالٌ، وهذه اللّفظة إذا تقدّمها شيءٌ تصفه، كقولك: سيراً رويداً، أو تقدّمها فعلٌ يعمل فيها كهذه الآية، وأمّا إذا ابتدأت بها فقلت: رويداً يا فلان. فهي بمعنى الأمر بالتّمهّل، تجري مجرى قولهم: صبراً يا زيد، وقليلاً يا عمرو). [المحرر الوجيز: 8/ 588]


رد مع اقتباس