عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 جمادى الآخرة 1434هـ/4-05-2013م, 02:55 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بطغواها...}؛ أراد بطغيانها إلاّ أن الطغوى أشكل برءوس الآيات؛ فاختير لذلك. ألا ترى أنه قال: {وآخر دعواهم أن الحمد لله} ومعناه آخر دعائهم، وكذلك {دعواهم فيها سبحانك اللّهمّ}؛ ودعاؤهم فيها هذا). [معاني القرآن: 3/ 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كذّبت ثمود بطغواها}؛ أي كذبت الرسول إليها بطغيانها). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كذّبت ثمود بطغواها (11)}؛ أي بطغيانها، وأصل (طغواها) طغيها وفعلى إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واواً ليفصل بين الاسم والصفة، تقول: هي التقوى، وإنما هي من أيقنت، وهي التقوى وإنما هي من يقنت، وقالوا: امرأة خزيا لأنها صفة). [معاني القرآن: 5/ 333]

تفسير قوله تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {إذ انبعث أشقاها...}؛ يقال: إنهما كانا اثنين فلان ابن دهر، والآخر قدار، ولم يقل: أشقياها، وذلك جائز لو أتى؛ لأن العرب إذا [أضافت] أفعل التي يمدحون بها وتدخل فيها (من) إلى أسماء وحدوها في موضع الاثنين والمؤنث والجمع، فيقولون للاثنين: هذا أفضل الناس، وهذان خير الناس، ويثنون أيضا، أنشدني في تثنيته أبو القمقام الأسدي:
ألا بكـر النّاعـي بخيـري بـنـي أســد ....... بعمرو بن مسعودٍ، وبالسّيّد الصّمد
فــــــــإن تــســلــونــي بــالــبــيــان فــــإنّــــه ....... أبـو معقـل لا حـيّ عـنـه، ولا حــدد

أي: لا يكفي عنه حيٌّ، أي لا يقال: حيّ على فلان سواه، ولا حدد: أي لا يحد عنه لا يحرم.
وأنشدني آخر في التوحيد، وهو يلوم ابنين له:

يا أخبث الناس كل الناس قد علموا ....... لو تستطيعان كنّا مثل معضاد فوحّد
ولم يقل: يا أخبثى، وكل صواب، ومن وحّد في الاثنين قال في الأنثى أيضا: هي أشقى القوم، ومن ثنى قال: هي شقيا النسوة على فعلى.
وأنشدني المفضل الضبي:

غبقتك عظماها سناماً أو انبرى ....... بـرزقــك بـــراق الـمـتـون أريـــب).
[معاني القرآن: 3/ 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إذ انبعث أشقاها} أي الشقيّ منها، [أي نهض] لعقر الناقة). [تفسير غريب القرآن: 530]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه...}نصبت الناقة على التحذير حذرهم إياها، وكل تحذير فهو نصب ولو رفع على ضمير: هذه ناقة الله، فإن العرب قد ترفعه، وفيه معنى التحذير، ألا ترى أن العرب تقول: هذا العدوّ هذا العدوّ فاهربوا، وفيه تحذير، وهذا الليل فارتحلوا، فلو قرأ قارئ بالرفع كان مصيباً.
أنشدني بعضهم:
إن قــومــاً مـنــهــم عـمــيــرٌ وأشــبـــاه ....... عــــمــــيـــــرٍ ومــــنــــهـــــم الــــسّـــــفّـــــاح
لـــجـــديــــرون بـــالــــوفــــاء إذا قـــــــــــال ....... أخو النجدة: السلاح السلاح

فرفع، وفيه الأمر بـ لباس السلاح). [معاني القرآن: 3/ 268-269]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه وسقياها}، وقال: {ناقة اللّه} أي: ناقة الله فاحذروا أذاها). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه وسقياها}، أي احذروا ناقة اللّه وشربها). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه وسقياها (13)}
{ناقة} منصوب على معنى ذروا ناقة اللّه، كما قال سبحانه: {هذه ناقة اللّه لكم آية فذروها تأكل في أرض اللّه}، أي ذروا سقياها، وكان للناقة يوم ولهم يوم في الشّرب). [معاني القرآن: 5/ 333]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فكذّبوه فعقروها...} يقول القائل: كيف كذبوه فعقروها؟ ونرى أن الكلام أن يقال: فعقروها فكذبوه، فيكون التكذيب بعد العقر.
وقد يكون على ما ظنّ، لأنك تقول: قتلوا رسولهم فكذبوه، أي: كفى بالقتل تكذيبا، فهذا وجه، ويكون فكذبوه كلمة مكتفى بها، ويكون قوله: {فعقروها} جوابا لقوله: {إذ انبعث أشقاها}، فعقروها. وكذلك جاء التفسير. ويكون مقدما ومؤخرا؛ لأن العقر وقع بالتكذيب، وإذا وقع الفعلان معا جاز تقديم أيهما شئت. من ذلك: أعطيت فأحسنت، وإن قلت: أحسنت فأعطيت كان بذلك المعنى؛ لأن الإعطاء هو الإحسان، والإحسان هو الإعطاء، كذلك العقر: هو التكذيب. فقدمت ما شئت وأخرت الآخر.
ويقول القائل: كيف قال: فكذبوه ولم يكذبوه قبل ذلك؟ إذ رضوا بأن يكون للناقة شربٌ ولهم شرب فجاء في التفسير: أنهم كانوا أقرّوا بهذا غير مصدقين له). [معاني القرآن: 3/ 269]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فدمدم..}: أرجف بهم.
{فسوّاها...} عليهم. ويقال: {فسوّاها}: سوّى الأمة، أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوّى بينهم). [معاني القرآن: 3/ 269]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فدمدم عليهم}: دمر). [غريب القرآن وتفسيره: 431]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(وقوله: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا}، أي: فعقروها فكذّبوه بالعقر.
وقد يجوز أن يكون أراد: فكذّبوا قوله: إنها ناقة الله، فعقروها.
قال الأعشى:
لقد كان في حَوْلٍ ثواءٌ ثويتُه ....... تَقَضِّـي لُبَانَـاتٍ وَيـسْـأَمُ سَـائِـمُ
أراد: لقد كان في ثواء حول ثويته.
وقال ذو الرّمّة يصف الدّار:

فـأضـحــت مـبـاديـهــا قِــفَـــارًا رسـومُــهــا ....... كأَنْ لَمْ سِوَى أَهْلٍ من الوَحْشِ تُوهَلُ
أراد: كأن توهل سوى أهل من الوحش). [تأويل مشكل القرآن: 206-207]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسوّاها (14)}
{فكذّبوه} أي فلم يوقنوا أنهم يعذبون حين قال لهم: {ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم}
{فعقروها فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسوّاها}؛ معناه دمدم عليهم أطبق عليهم العذاب، يقال: دمدمت على الشيء إذا أطبقت عليه، وكذلك [دممت] عليه القبر وما أشبهه، وكذلك ناقة مدمومة، أي قد ألبسها الشحم، فإذا كررت الإطباق قلت دمدمت عليه). [معاني القرآن: 5/ 333]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({فدمدم عليهم ربهم} أي: عذبهم عذابا تاما). [ياقوتة الصراط: 579]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَدَمْدَمَ}: فدمر). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ولا يخاف عقباها...}أهل المدينة يقرءون: (فلا يخاف عقباها) بالفاء، وكذلك هي في مصاحفهم، وأهل الكوفة والبصرة: (ولا يخاف عقباها) بالواو في التفسير أجود؛ لأنه جاء: عقرها ولم يخف عاقبة عقرها، فالواو ها هنا أجود، ويقال: {لا يخاف عقباها} لا يخاف الله أن ترجع وتعقب بعد إهلاكه، فالفاء بهذا المعنى أجود من الواو وكل صواب). [معاني القرآن: 3/ 269-270]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور... وكذلك قوله: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}، أي: عقبى هذه الفعلة). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولا يخاف عقباها (15)}أكثر ما جاء في التفسير: لا يخاف الله تعالى تبعة ما أنزل بهم، وقيل: لا يخاف رسول اللّه صالح عليه السلام الذي أرسل إليهم عقباها.
وقيل: إذا انبعث أشقاها وهو لا يخاف عقباها). [معاني القرآن: 5/ 333]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ولا يخاف عقباها} أي: عاقبة الفعلة). [ياقوتة الصراط: 579]


رد مع اقتباس