عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 08:19 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({خاسئين}: مبعدين، يقال: خسأته عني، وخسأت الكلب: باعدته، وخسأ الرجل، إذا تباعد). [مجاز القرآن: 1 / 43]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولقد علمتم الّذين اعتدوا منكم في السّبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين}
أما قوله: {ولقد علمتم الّذين اعتدوا منكم في السّبت} يقول: "ولقد عرفتم"، كما تقول: "لقد علمت زيداً ولم أكن أعلمه". وقال: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم} يقول: "يعرفهم". وقال: {لا تعلمهم نحن نعلمهم} أي: لا تعرفهم نحن نعرفهم. وإذا أردت العلم الآخر قلت: "قد علمت زيداً ظريفاً" لأنك تحدث عن ظرفه. فلو قلت: "قد علمت زيداً" لم يكن كلاما.
وأما قوله: {كونوا قردةً خاسئين} فلأنك تقول: خسأته فخسئ يخسأ خسأً شديدا، فهو خاسئٌ وهم خاسئون). [معاني القرآن: 1 / 78 - 79]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {قردة خاسئين} فالفعل: خسأ الرجل، يخسأ خسئا وخسأته عني، وأخسأته أيضًا لغة؛ وقال ابن عباس {خاسئين} صاغرين). [معاني القرآن لقطرب: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({خاسئين}: مبعدين، يقال خسأته عني، وخسأت الكلب أي: باعدته، وقال المفسرون: "صاغرين" في معنى: "مبعدين"). [غريب القرآن وتفسيره: 72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اعتدوا منكم في السّبت} أي: ظلموا وتعدّوا ما أمروا به من ترك الصيد في يوم السبت.
{فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين} أي: مبعدين. يقال: خسأت فلانا عني، وخسأت الكلب أي: باعدته، ومنه يقال للكلب: اخسأ، أي: تباعد). [تفسير غريب القرآن: 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد علمتم الّذين اعتدوا منكم في السّبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين (65)}
معنى {علمتم} هنا: عرفتم، ومثله قوله عز وجل {لا تعلمونهم اللّه يعلمهم} ومعناه: لا تعرفونهم اللّه يعرفهم.
ومعنى {اعتدوا}: ظلموا وجاوزوا ما حدّ لهم، كانوا أمروا ألا يصيدوا في السبت، وكانت الحيتان تجتمع لأمنها في السبت، فحبسوها في السبت وأخذوها في الأحد، فعدوا في السبت لأن صيدهم منعها من التصرف، فجعل الله جزاءهم في الدنيا بعدما أراهم من الآيات العظام بأن جعلهم قردة خاسئين، معنى {خاسئين}: مبعدين، يقال: خسأت الكلب أخسؤه خسئا، أي: باعدته وطردته). [معاني القرآن: 1 / 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({اعتدوا منكم} أي: تعدوا. {خاسئين}: مبعدين من رحمة الله).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 29]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَاسِئِينَ}: مباعدين). [العمدة في غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فجعلناها نكالاً لّما بين يديها وما خلفها وموعظةً لّلمتّقين...} يعني: المسخة التي مسخوها، جعلت نكالا لما مضى من الذنوب ولما يعمل بعدها، ليخافوا أن يعملوا بما عمل الذين مسخوا فيمسخوا). [معاني القرآن: 1 / 43]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فجعلناها نكالاً لّما بين يديها وما خلفها وموعظةً لّلمتّقين}
أما قوله: {فجعلناها نكالاً} فتكون على القردة، وتكون على العقوبة التي نزلت بهم فلذلك أنّثت.
{وإذ قال موسى لقومه إنّ اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرةً قالوا أتتّخذنا هزواً قال أعوذ باللّه أن أكون من الجاهلين}
أما قوله: {أتتّخذنا هزواً} فمن العرب والقراء من يثقله، ومنهم من يخففه، وزعم عيسى بن عمر أنّ كل اسمٍ على ثلاثة أحرف أوّله مضموم فمن العرب من يثقله ومنهم من يخففه نحو: "اليُسُرِ"، و"العُسُرِ"، و"الرُّحُمِ".
وقال بعضهم (عذراً) خفيفة (أو نذراً) مثقلة، وهي كثيرة وبها نقرأ.
وهذه اللغة التي ذكرها عيسى بن عمر تحرك أيضاً ثانية بالضم). [معاني القرآن: 1 / 79]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فجعلناها نكالًا} أي: قرية أصحاب السبت.
{نكالا}: أي عبرة، {لما بين يديها}: من القرى، {وما خلفها}: ليتعظوا بها.
ويقال: {لما بين يديها}: من ذنوبهم، {وما خلفها}: من صيدهم الحيتان في السبت، وهو قول قتادة. والأول أعجب إليّ). [تفسير غريب القرآن: 52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتّقين (66)}
(ها) هذه تعود على الأمة التي مسخت، ويجوز أن يكون للفعلة.
ومعنى {لما بين يديها} يحتمل شيئين من التفسير:
يحتمل أن يكون {لما بين يديها}: لما أسلفت من ذنوبها، ويحتمل أن يكون {لما بين يديها}: للأمم التي تراها.
{وما خلفها} ما يكون بعدها.
ومعنى قولك: "نكّلت به"، أي: جعلت غيره ينكل أن يفعل مثل فعله، فيناله مثل الذي ناله.
وقوله عزّ وجلّ: {وموعظة للمتقين} أي: يتعظ بها أهل التقوى فيلزمون ما هم عليه). [معاني القرآن: 1 / 149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نكالا} أي: عبرة. والهاء في {جعلناها} تعود على المسخة، وقيل: على الحيتان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 29]


رد مع اقتباس