عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 08:11 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {اضرب بّعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً...} معناه -والله أعلم-: فضرب فانفجرت، فعرف بقوله: {فانفجرت} أنه قد ضرب، فاكتفى بالجواب؛ لأنه قد أدّى عن المعنى، فكذلك قوله: {أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} ومثله في الكلام أن تقول: أنا الذي أمرتك بالتجارة فاكتسبت الأموال، فالمعنى: فتجرت فاكتسبت.
وأما قوله: {قد علم كلّ أناسٍ مّشربهم...}
فإن القائل يقول: وما حاجة القوم إلى أن يعلموا مشاربهم، ونحن نرى الأنهار قد أجريت لقوم بالمنّ من الله والتّفضل على عباده، ولم يقل {قد علم كل أناسٍ مشربهم} لغيرهم؟
وإنما كان ذلك -والله أعلم- لأنّه حجرٌ انفجرت منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسباط لكل سبطٍ عين، فإذا ارتحل القوم أو شربوا ما يكفيهم عاد الحجر كما كان وذهبت العيون، فإذا احتاجوا انفجرت العيون من تلك المواضع، فأتّى كل سبطٍ عينهم التي كانوا يشربون منها). [معاني القرآن: 1 / 40 -41]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بّعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً قد علم كلّ أناسٍ مّشربهم كلوا واشربوا من رّزق اللّه ولا تعثوا في الأرض مفسدين}
قال: {فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً} يكسر الشين بنو تميم، وأما أهل الحجاز فيسكنون {اثنتا عشرة عيناً}.
وقوله: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} من "عثي" "يعثى"، وقال بعضهم: "يعثو" من "عثوت" فـ"أنا أعثو" مثل: "غزوت" فـ"أنا أغزو"). [معاني القرآن: 1/74]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}، بإسكان الشين، وهي لغة تميم.
وكان أبو عمرو يقول: "عشرة"، أحيانًا، وهي الأصل.
قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع {عشرة} بإسكان الشين.
وسنذكر اللغات في هذا الجنس، إن شاء الله). [معاني القرآن لقطرب: 248]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {اثنتا عشرة عينا} فالتخفيف لغة تميم؛ وكل مكسور أو مضموم نحو {وما أكل السبع} و{فلأمه السدس} و{يفترون على الله الكذب}، والفخذ والكبد؛ ويقولون: السبع والفخذ؛ وقالوا: كلمة وكلمة وكلمة؛ فألقوا حركة الثاني على الأول؛ وقالوا: سرع وسرع وسرع؛ وحسن وحسن وحسن؛ فضموا على الضمة.
قال قطرب: وحكى بعضهم لنا: ضرب زيد وقتل عمرو في الفعل؛ فكسروا الأول بكسرة الثاني، لما حذفتها لأن الأصل: ضرب وقتل.
وقال الشاعر - فيما أتبع -:
لم يمنع الناس مني ما أردت وما = أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا
وليس هذا الإتباع بمطرد ولا حسن.
ومما جاء من الإسكان، قول حسان:
وثوى بمكة بضع عشرة حجة = يذكر لو يلقى صديقًا مواسيا
وقال أبو النجم:
رجم به الشيطان في هوائه
وقال أبو النجم:
لو عصر منه البان والمسك انعصر
وقال أبو النجم:
جعل لخير الناس منزلات = خليفة نصر على العدات
يريد: نصر على الأعداء؛ فأسكن.
[معاني القرآن لقطرب: 308]
وقال موسى بن جابر:
وأحفظ من أخي ما حفظ مني = ويكفيني البلاء إذا بلوت
وقال آخر:
ومنا بحمد الله معروفة لنا = وإن كره ذاك الحاسدون ولاتها
وقال الأخطل:
إذا غاب عنا غاب عنا فراتنا = وإن شهد أجدى فضله وجداوله
يريد: شهد.
وكذلك كل ما كان على ثلاثة أحرف مضموم الثاني أو مكسورًا؛ فهذه اللغة فيه، إلا أن يكون واحد فيه واو أو ياء؛ نحو: عود وجود، وعيد وجيد، فلا يحرك لثقل حركة حروف المد واللين؛ وإلا جمع أفعل وفعلاء، فإن الإسكان فيه الذي عليه العرب مثل: أحمر وحمر، وأصفر وصفر.
قال قطرب: وقد حكي لنا: أن بعض العرب يحرك أيضًا هذا.
وقال طرفة:
فترى ألفين في مجلسنا = كمت منها ودهم وشقر
فحرك؛ إلا أن الشعر يحتمل ما لا يحتمل الكلام.
وكأن الإسكان في أحمر وحمر، وأصفر وصفر؛ إنما غلب على الكلام، لأن عين الفعل ساكنة في واحده، فلم يغيروها في جمعه؛ وهو إذا قال: حمار وحمر، وفراش وفرش كانت عين الفعل متحركة في الواحد.
[معاني القرآن لقطرب: 309]
وإذا كان جمع فيه واو أو ياء، فالإسكان فيه أكثر؛ وذلك: خوان وخون، وسوار وسور؛ وقد قالوا: خون، وسور، بتحريك الواو؛ وكلاب صيد وبيض، ودجاجة بيوض.
وقال عدي بن زيد:
عن مبرقات بالبرين وتبدوا بالأكف اللامعات سور
وقال الراعي:
وفي الخيام إذا ألقت مراسيها = حور العيون لإخوان الصبا صيد
وأما قوله {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} فإنهم يقولون: عثي يعثى عثى، مقصور؛ وعثا يعثوا عثوا، وعاث يعيث عيوثا وعيثانًا؛ وهو الإفساد، وعيثًا؛ وذلك في إفساد الشيء، والخبط فيه.
وقالوا في مثل لهم: يا ضبعا تعيث في جراد؛ يقال هذا في الرجل إذا أصاب مالاً كثيرًا، فجعل يفسده.
وقال امرئ القيس:
[معاني القرآن لقطرب: 310]
وفتيان صدق قد بعثت بسحرة = فقاموا جميعًا بين عاث ونشوان). [معاني القرآن لقطرب: 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا تعثوا}: لا تفسدوا، من "عثا يعثا عثوا"، وهو أشد الفساد. ويقال: "عاث يعيث" مثله). [غريب القرآن وتفسيره: 71]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولا تعثوا} من "عثى"، ويقال -أيضا- من "عثا"، وفيه لغة أخرى "عاث يعيث"، وهو أشد الفساد.
وكان بعض الرواة ينشد بيت ابن الرّقاع:

لولا الحياء وأنّ رأسي قد عنا فيه المشيب لزرت أمّ القاسـم

وينكر على من يرويه: «عسا». وقال: كيف يعسو الشيب وهو إلى أن يرقّ في كبر الرجل ويلين، أقرب منه إلى أن يغلظ ويعسو أو يصلب؟
واحتج بقول الآخر:

وأنبتت هامته المرعزى

يريد أنه لما شاخ رقّ شعره ولان، فكأنه مرعزى، [والمرعزى: نبت أبيض]). [تفسير غريب القرآن:50-51]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كلّ أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق اللّه ولا تعثوا في الأرض مفسدين (60)}
موضع (إذ) نصب على ما تقدمه، كأنّه قيل: واذكر إذ استسقى موسى لقومه، إلا أن (إذ) لا يظهر فيها الإعراب؛ لأنّها لا تتم إلا بأن توصل، وجميع ما لا يتم من هذه المهمة إلا بصلة لا يعرب، لأنه بعض اسم ولا يعرب إلا الاسم التام، ولكن إذ كُسِرَت لالتقاء الساكنين، ومعنى "استسقى": استدعى أن يسقى قومه، وكذلك استنصرت: استدعيت النصرة.
وقوله عزّ وجلّ: {فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا}
أكثر القراء {اثنتا عشْرة} بإسكان الشين، ولغة أخرى (اثنتا عشِرة عينا) -بكسر الشين- وقد قرأ بعض القراء: (عشِرة) على هذه اللغة، وكلاهما جيد بالغ.
و{عينا} نصب على التمييز، وجمع ما نصب على التمييز في العدد على معنى دخول التنوين، وإن لم يذكر في "عشرة"، لأن التنوين حذف ههنا مع الإعراب، ومعنى قول الناس: عندي عشرون درهما، معناه: عندي عشرون من الدراهم، فحذف لفظ الجمع، و "من" هذه التي خلص بها جنس من جنس وعبر الواحد عن معنى الجمع، فهذا جملة ما انتصب من العدد على التمييز.
وفي التفسير: أنهم فجّر اللّه لهم من حجر اثنتي عشرة عينا لاثني عشر فريقا، لكل فريق عين يشربون منها، تتفجر إذا نزلوا فإذا ارتحلوا غارت العين وحملوا الحجر غير متفجر منه ماء.
وقوله عزّ وجلّ: {قد علم كلّ أناس مشربهم} كان يتفجر لهم الماء من اثني عشر موضعا لا يختلف في كل منزل فيعلم كل أناس مشربهم.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} يقال: عثا يعثا عثوا وعثوّا، والعثو أشد الفساد). [معاني القرآن: 1 / 140-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولا تعثوا}: تفسدوا، وهو أشد الفساد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تَعْثَوْاْ}: تفسدوا). [العمدة في غريب القرآن: 76]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وأما قوله: {وفومها وعدسها وبصلها...}
فإن "الفوم" -فيما ذكر- لغةٌ قديمة، وهى: الحنطة والخبز جميعا قد ذكرا. قال بعضهم: سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون: فوّموا لنا، بالتشديد لا غير، يريدون اختبزوا، وهي في قراءة عبد الله "وثومها" بالثاء، فكأنّه أشبه المعنيين بالصّواب؛ لأنّه مع ما يشاكله: من العدس والبصل وشبهه. والعرب تبدل الفاء بالثّاء فيقولون: جدثٌ وجدفٌ، ووقعوا في: عاثور شرٍّ وعافور شرٍّ، والأثاثيّ والأثافيّ. وسمعت كثيرا من بنى أسد يسمّي المغافير: "المغاثير"). [معاني القرآن: 1 / 41]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أتستبدلون الّذي هو أدنى بالّذي هو خيرٌ...} أي: الذي هو أقرب، من الدّنوّ، ويقال: من الدّناءة. والعرب تقول: إنه لدنيّ [ولا يهمزون] يدنّي في الأمور، أي: يتّبع خسيسها وأصاغرها. وقد كان زهير الفرقبى يهمز: "أتستبدلون الذي هو أدنأ بالّذي هو خيرٌ"، ولم نر العرب تهمز "أدنى" إذا كان من الخسّة، وهم في ذلك يقولون إنه لدانئٌ خبيثٌ [إذا كان ماجنا] فيهمزون. وأنشدني بعض بنى كلاب:

باسـلـة الـوقـع سرابيـلـهـا بيضٌ إلى دانئها الظّاهر

يعني: الدروع على خاصتها -يعني الكتيبة- إلى الخسيس منها، فقال: "دانئها" يريد: الخسيس.
وقد كنا نسمع المشيخة يقولون: ما كنت دانئاً ولقد دَناتَ، والعرب تترك الهمزة. ولا أراهم رووه إلاّ وقد سمعوه). [معاني القرآن: 1 / 42]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {اهبطوا مصراً...} كتبت بالألف، وأسماء البلدان لا تنصرف خفّت أو ثقلت، وأسماء النساء إذا خفّ منها شيءٌ جرى إذا كان على ثلاثة أحرفٍ وأوسطها ساكنٌ مثل دعدٍ وهند وجمل. وإنما انصرفت إذا سمّى بها النّساء؛ لأنها تردّد وتكثر بها التّس‍مية فتخف لكثرتها، وأسماء البلدان لا تكاد تعود.
فإن شئت جعلت الألف التي في "مصرا" ألفا يوقف عليها، فإذا وصلت لم تنوّن، كما كتبوا "سلاسلاً" و"قواريراً" بالألف، وأكثر القراء على ترك الإجراء فيهما. وإن شئت جعلت "مصر" غير المصر التي تعرف، يريد: اهبطوا مصراً من الأمصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القرى والأمصار.
والوجه الأوّل أحبّ إليّ؛ لأنها في قراءة عبد الله "اهبطوا مصر" بغير ألف، وفي قراءة أبيّ: "اهبطوا فإنّ لكم ما سألتم واسكنوا مصر" وتصديق ذلك أنها في سورة يوسف بغير ألف: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين}. وقال الأعمش -وسئل عنها- فقال: هي مصر التي عليها صالح بن عليّ). [معاني القرآن: 1 / 42 -43]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وفومها} الفوم: الحنطة، وقالوا: هو الخبز.
{اهبطوا مصراً} من الأمصار لأنهم كانوا في تيه. قالوا: اثني عشر فرسخاً في ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلاّ أن الله ظلّل عليهم بالغمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوى، وفجّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فإذا نزلوا وضعوا الحجر فبجس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المقدس إلى قنّسرين.
{الذّلّة}: الصّغار.
{والمسكنة}: مصدر المسكين، يقال: ما في بني فلان أسكن من فلان أي أفقر منه.
{باؤوا بغضبٍ}: أي احتملوه). [مجاز القرآن: 1 / 41 -42]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ قلتم يا موسى لن نّصبر على طعامٍ واحدٍ فادع لنا ربّك يخرج لنا ممّا تنبت الأرض من بقلها وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الّذي هو أدنى بالّذي هو خيرٌ اهبطوا مصراً فإنّ لكم مّا سألتم وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة وباءوا بغضبٍ مّن اللّه ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير الحقّ ذلك بما عصوا وّكانوا يعتدون}
باب زيادة "من":
أما قوله: {يخرج لنا ممّا تنبت الأرض من بقلها وقثّائها} فدخلت فيه (من) كنحو ما تقول في الكلام: "أهل البصرة يأكلون من البرّ والشعير"، وتقول: "ذهبت فأصبت من الطّعام"، تريد: "شيئا" ولم تذكر الشيء. وكذلك {يخرج لنا ممّا تنبت الأرض} شيئا، ولم يذكر الشيء، وإن شئت جعلته على قولك: "ما رأيت من أحدٍ"، تريد: "ما رأيت أحداً"، و"هل جاءك من رجلٍ" تريد: هل جاءك رجلٌ.
فإن قلت: "إنما يكون هذا في النفي والاستفهام" فقد جاء في غير ذلك، قال: {ويكفّر عنكم مّن سيّئاتكم} فهذا ليس باستفهام ولا نفي. وتقول: "زيد من أفضلها" تريد: هو أفضلها، وتقول العرب: "قد كان من حديثٍ فخلّ عنّي حتّى أذهب" يريدون: قد كان حديثٌ. ونظيره قولهم: "هل لك في كذا وكذا" ولا يقولون: حاجة، و"لا عليك" يريدون: لا بأس عليك.
وأما قوله: {اهبطوا مصراً} وقال: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه} فزعم بعض الناس أنه يعني فيهما جميعا "مصر" بعينها، ولكن ما كان من اسم مؤنث على هذا النحو "هند" و"جمل" فمن العرب من يصرفه ومنهم من لا يصرفه. وقال بعضهم: أما التي في "يوسف" فيعني بها "مصر" بعينها، والتي في "البقرة" يعني بها مصراً من الأمصار.
وأما قوله: {وباءوا بغضبٍ مّن اللّه} يقول: "رجعوا به" أي: صار عليهم، وتقول "باء بذنبه يبوء بوءاً". وقال: {إنّي أريد أن تبوء بإثمي وإثمك} مثله.
باب من تفسير الهمز:
أما قوله: {ويقتلون النّبيّين بغير الحقّ} [و] {ويقتلون الأنبياء} كل ذلك جماعة العرب تقوله.
ومنهم من يقول (النّباء) أولئك الذين يهمزون "النبيء" فيجعلونه مثل "عريف" و"عرفاء". والذين لم يهمزوه جعلوه مثل بنات الياء، فصار مثل: "وصيّ" و"أوصياء" ويقولون أيضاً: "هم وصيّون". وذلك أن العرب تحوّل الشيء من الهمزة حتى يصير كبنات الياء، يجتمعون على ترك همزة نحو: "المنسأة"، ولا يكاد أحد يهمزها إلا في القرآن فإن أكثرهم قرأها بالهمز وبها نقرأ، وهي من "نسأت".
وجاء ما كان من "رأيت" على"يفعل" أو"تفعل" أو"نفعل" أو"أفعل" غير مهموز، وذلك أن الحرف الذي كان قبل الهمزة ساكن، فحذفت الهمزة وحرك الحرف الذي قبلها بحركتها كما تقول: "من أبوك". قال: {أفتمارونه على ما يرى}، وقال: {لترونّ الجحيم}، وقال: {إنّي أرى ما لا ترون}، وقال: {إنّا لنراك في ضلالٍ مّبينٍ}.
وأما قوله: {أرأيت الّذي يكذّب بالدّين} و{أرأيت إن كان على الهدى} وما كان من "أرأيت" في هذا المعنى ففيه لغتان، منهم من يهمز ومنهم من يقول "أريت". وإنما يفعل هذا في "أرأيت" هذه التي وضعت للاستفهام لكثرتها. فأما "أرأيت زيداً" إذا أردت: "أبصرت زيداً" فلا يتكلم بها إلاّ مهموزة أو مخففة. ولا يكاد يقال: "أريت" لأنّ تلك كثرت في الكلام فحذفت كما حذفت في "[أمانه] ظريف" يريدون: "أما إنّه ظريفٌ" [فـ] يحذفون ويقولون -أيضاً-: "لهنّك لظريفٌ" يريدون: "[لـ] إنّك لظريفٌ". ولكن الهمزة حذفت كما حذفوا في قولهم:

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسبٍ عـــنّـــي ولا أنــــــت ديّـــانـــي فـتــخــزونــي

وقال الشاعر:

أرأيت إن أهلكت مالي كلّـه وتركت ما لك فيم أنت تلوم

[فهمز]، وقال الآخر:

أريت امـرءاً كنـت لـم أبلـه أتاني وقال اتّخذني خليلا

فلم يهمز. وقال:

يـــا خــاتــم الـنّـبــاء إنّــــك مــرســلٌ بالحقّ كلّ هدى السّبيل هداكا

وأما قوله: {بما عصوا} [فـ] جعله اسما هنا كالعصيان يريد: بعصيانهم، فجعل "ما" و"عصوا" اسما). [معاني القرآن: 1 / 75 -78]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة الأشهب العقيلي ويحيى بن وثاب "من بقلها وقثائها"، بضم القاف.
قراءة سائر القراء {وقثائها} وهي لغة أهل الحجاز.
قراءة العامة {وفومها}.
قراءة عبد الله "وثومها" بالثاء.
قراءة عبد الله والأعمش {اهبطوا مصرا} لا، يصرفان مصر؛ يريدان بلدة بعينها معروفة مؤنثة.
[معاني القرآن لقطرب: 248]
قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع {مصرا فإن لكم} بالنون؛ و{سلاسلا}، و{قورايرا قورايرا} بنون.
يجوز أن يكون أراد مصر بعينها، فصرفها فيمن صرف هندًا، لسكون الحرف الأوسط فخفف؛ ويجوز أن يكون أراد مصرًا من الأمصار نكرة فانصرفت.
أبو جعفر وشيبة لا يهمزان {النبي}، و{الأنبياء}، و{البرية}؛ وكان نافع يهمزها كلها؛ والهمز الأصل). [معاني القرآن لقطرب: 249]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وقثائها} لغة تميم: قثائها، وأرض مقثاء: ذات قثاء، وأقثأت الأرض إقثاء.
وأما {وفومها} فحكي عن ابن عباس: أنه البر؛ وحكي عنه: أنه الثوم أيضًا.
وحكي عن ابن عباس هذا البيت:
قد كنت أحسبني كأغنى واحد = سكن المدينة عن زراعة فوم
وقال بعض العرب: الفوم: كل عقدة من بصلة وثومة، والقطعة من اللحم، واللقمة العظيمة؛ والواحدة من الفوم: فومة؛ وقالوا أفومت الشيء: جعلته كذلك.
قال الراجز من بني سعد:
يلتهم الفالح لم يفوم = تفمما زاد على التفمم
[معاني القرآن لقطرب: 311]
وأما قوله {أتستبدلون الذي هو أدنى} ولم يهمز؛ وكان ابن عباس يقول: {هو أدنى} أي الدني من الطعام.
وقد يجوز أن يكون: الذي هو أقرب مأخذًا عليكم وأسهل لوجوده؛ فيصير من دنا يدنوا أي قرب، ولا يصير من الهمز لأنه لم يهمزه أحد؛ وإن كان من ذلك فترك الهمز فوجه لا بأس به، فيمن أبدل الهمزة؛ ويكون الفعل من ذلك: دنؤ الشيء، دناءة ودنوء، ودنأ إذا كان دنيًا.
وأما {والمسكنة} فمصدر المسكين؛ قالوا في الفعل: تمسكن وما به مسكنة؛ أدخلوا الميم زائدة؛ وقالوا: ما فيه أسكن من فلان، وأسكن الله خوف؛ من المسكنة.
وأما قوله جل ثناؤه {اهبطوا مصرا} كان ابن عباس يقول: اهبط منها، كقولك: هبطت أرض كذا، ولم تنزل من مكان إلى مكان.
وأما مصر ومعناها في قولهم: مصر عمر الأمصار، فإنه حكي عن المفضل الضبي أنه فسر بيت عدي بن زيد:
وجعل الشمس مصرا لا خفاء به = بين النهار وبين الليل قد فصلا
قال: جعلها حدا.
وقال بعض الرواة: حاجزًا وعلامة، والمصر كأنه واحد.
[معاني القرآن لقطرب: 312]
قال أبو علي: وكأنه عندي من قولهم: شاة مصور، إذا ولى لبنها؛ والمصر: ضم الإصبعين من الشاة والناقة إذا حلبت؛ فكأن المصر من ذلك ما يثوب إليه من الناس بعد الناس، كالحلب الذي يخرج خروجا بعد خروج لقلته.
ويقال: رجل مصطر؛ لأنه يقطع العطية قليلا قليلاً؛ فيكون المعنى في المصر: ثاب إليه ناس بعد ناس، حتى كثرت جماعته.
وأما قوله عز وجل {وباءوا بغضب من الله} قال: احتملوه وأقروا به، هكذا في اللغة: بؤت به، أبوء به، بوءًا وبئوؤًا.
وقال حاتم:
وإن كانت الأخرى فبوءوا بصرخة = كصرخة حبلى واجهتها القوابل
وقال عدي:
إذا لبؤتم بجمع لا كفاء له = أوتاد ملك تليد جده بارا
[معاني القرآن لقطرب: 313]
أنكرت باطلها وبؤت بحقها = عندي ولم يفخر علي كرامها
وأما قوله عز وجل {ويقتلون النبيين} و {فلم تقتلون أنبياء الله} فإن بعضهم قال {أنبئآء الله} فهمز، وهو الأصل، همز قبل الألف وبعدها.
قال أبو علي: وبلغنا أن أعرابيًا قال: يا نبيء الله؛ بالهمز، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني نبي الله»؛ بغير همز.
والنبي بغير همز: المكان المرتفع، من نبا ينبو؛ فكأنه يريد ارتفاعه وعلوه، صلى الله عليه وسلم.
وقال أوس:
لأضحى ركامًا دقاق الحصى = كظهر النبي من الكاثب
[قال أبو الحسن: لأضحى رتامًا، يريد: ركاما]
وقال عدي:
فروى قلة الأدحال وبلا = ففلجا فالنبي فذا كريب
والنبي الطريق والعلم.
وقال الراجز أيضًا:
إن بأعلى برقة النبي = بيضاء ذات منظر سوي
وقالوا أيضًا: أتته النباوة، يريد: النبوة؛ فترك الهمز.
[معاني القرآن لقطرب: 314]
قال أبو علي: والذي يغلب عليه عندنا: أنه من أنبأ عن الله عز وجل؛ فأبدلوا من الهمزة في النبي، كما فعلوا ذلك في {البرية} كما قالوا: ترى ويرى؛ فصاروا كالمجتمعين على حذفها.
وقال الشاعر في همزه:
يا سيد النبآء إنك مرسل = بالحق كل هدى السبيل هداكا
وزعم يونس: أن بعضهم يهمز النبيء والنبوءة؛ فهذا يدل على أنه من أنبأ عن الله عز وجل مأخوذ). [معاني القرآن لقطرب: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ("الفوم":
قال المفسرون: هو الخبو والحنطة، ويجلى عن أهل اللغة أنهم يقولون: فوموا لنا، أي: اخبزوا. وقالوا: الفوم: الحبوب. وقال آخرون: الفوم هو الثوم بعينه إلا أن العرب تبدل مكان الثاء، كما قالوا: "جدف" و"جدث".
{الذلة}: الصغار. {والمسكنة}: الحاجة.
{وباؤا بغضب من الله}: أي رجعوا، وقال الله {وباؤا بغضب} أي استحقوا الغضب من الله). [غريب القرآن وتفسيره:71-72]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و"الفوم" فيه أقاويل:
يقال: هو الحنطة والخبز جميعا. قال الفراء: هي لغة قديمة يقول أهلها: فوّموا، أي: اختبزوا. ويقال: الفوم: الحبوب. ويقال: هو الثوم، والعرب تبدل الثاء بالفاء فيقولون "جدث" و"جدف" و"المغاثير" و"المغافير". وهذا أعجب الأقاويل إليّ، لأنها في مصحف عبد اللّه: «وثومها».
{وباؤوا بغضبٍ} أي: رجعوا، يقال: بؤت بكذا فأنا أبوء به، ولا يقال: باء بالشيء). [تفسير غريب القرآن: 51]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربّك يخرج لنا ممّا تنبت الأرض من بقلها وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الّذي هو أدنى بالّذي هو خير اهبطوا مصرا فإنّ لكم ما سألتم وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة وباءوا بغضب من اللّه ذلك بأنّهم كانوا يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير الحقّ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (61)}
{فادع لنا ربّك يخرج لنا ممّا تنبت الأرض}
{يخرج} مجزوم وفيه غير قول:
قال بعض النحويين: المعنى: سله وقل له أخرج لنا يخرج لنا هو، وقال في قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}، قالوا: المعنى: قل لهم قولوا التي هي أحسن أن يقولوا.
وقال قوم: معنى {يخرج لنا} معنى الدعاء كأنّه قال: أخرج لنا. وكذلك {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} المعنى: قل لعبادي أقيموا، ولكنه صار قبله (ادع) و (قل) فجعل بمنزلة جواب الأمر.
وكلا القولين مذهب، ولكنه على الجواب أجود لأن ما في القرآن من لفظ الأمر الذي، ليس معه جازم مرفوع قال اللّه -عزّ وجلّ-: {تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل اللّه} ثم جاء بعد تمام الآية {يغفر لكم}، المعنى: آمنوا باللّه ورسوله وجاهدوا يغفر لكم.
وقوله عزّ وجلّ: {من بقلها وقثّائها وفومها}
في "القثاء" لغتان، يقال القُثَّاء والقِثَّاء يا هذا، و قد قرأ بعضهم (قُثائها) بالضم، والأجود الأكثر {وقِثائها} بالكسر.
{وفومها} الفوم: الحنطة، ويقال: الحبوب، وقال بعض النحويين: إنه يجوز عنده الفوم ههنا الثوم، وهذا ما لا يعرف أن الفوم الثوم، وههنا ما يقطع هذا. محال أن يطلب القوم طعاما لا برّ فيه، والبرّ أصل الغذاء كله، ويقال: فوّموا لنا، أي: اخبزوا لنا. ولا خلاف عند أهل اللغة أن الفوم الحنطة، وسائر الحبوب التي تخبز يلحقها اسم الفوم.
وقوله عزّ وجلّ: {أتستبدلون الّذي هو أدنى بالّذي هو خير} يعني أن المنّ والسلوى أرفع من الذي طلبتم، و {أدنى} القراءة فيه بغير الهمز، وقد قرأ بعضهم "أدنأ بالذي هو خير"، وكلاهما له وجه في اللغة إلا أن ترك الهمزة أولى بالاتباع.
أما (أدنى) غير مهموز، فمعناه: الذي هو أقرب وأقل قيمة، كما تقول: هذا ثوب مقارب، فأما الخسيس فاللغة فيه أنه مهموز، يقال: دنوء، دناءة، وهو دنيء، بالهمزة، ويقال: هذا أدنا منه بالهمزة.
وقوله عزّ وجلّ: {اهبطوا مصرا} الأكثر في القراءة إثبات الألف، وقد قرأ بعضهم "اهبطوا مصر فإن لكم" بغير ألف، فمن قرأ {مصرا} بالألف فله وجهان:
جائز أن يراد بها مصرا من الأمصار لأنهم كانوا في تيه، وجائز أن يكون أراد "مصر" بعينها، فجعل (مصرا) اسما للبلد فصرف لأنه مذكر سمي مذكرا.
وجائز أن يكون (مصر) بغير ألف على أنه يريد مصرا، كما قال عزّ وجلّ: {ادخلوا مصر إن شاء اللّه آمنين}، وإنما لم يصرف لأنه للمدينة فهو مذكر سمي به مؤنث.
وقوله عزّ وجلّ: {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة}
{الذّلّة}: الصغار، {المسكنة}: الخضوع، واشتقاقه من السكون، إنما يقال: "مسكين" للذي أسكنه الفقر، أي: قلل حركته.
وقوله جلّ وعزّ: {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة وباءوا بغضب من اللّه} يقال: بؤت بكذا وكذا، أي: احتملته.
وقوله جلّ وعزّ: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات اللّه} معنى ذلك -واللّه أعلم-: الغضب حل بهم بكفرهم.
وقوله عزّ وجلّ: {ويقتلون النّبيّين بغير الحقّ} القراءة المجمع عليها في "النبيين" و"الأنبياءِ" و"البريَّة" طرح الهمزة، وجماعة من أهل المدينة يهمزون جميع ما في القرآن من هذا فيقرأون (النبيئين بغير حق) و(الأنبياء)، واشتقاقه من "نبّأ" و"أنبأ"، أي: أخبر.
والأجود ترك الهمزة، لأن الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من "فعيل" فجمعه "فعلاء"، مثل: ظريف وظرفاء، ونبيء ونبآء. فإذا كان من ذوات الياء فجمعه "أفعلاء"، نحو: غني وأغنياء، ونبي وأنبياء.
وقد جاء "أفعلاء" في الصحيح، وهو قليل، قالوا: خميس وأخمساء وأخمس، ونصيب وأنصباء، فيجوز أن يكون "نبي" من "أنبأت" مما ترك همزه لكثرة الاستعمال، ويجوز أن يكون من "نبأ ينبوء" إذا ارتفع، فيكون "فعيلا" من الرفعة). [معاني القرآن: 1 / 142 -145]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (و"الفوم": الثوم، و"الفوم" -أيضا-: الحنطة). [ياقوتة الصراط: 173]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وباءوا}: رجعوا.
و"الفوم": قيل: هو الخبز، وقيل: الحنطة، وقيل: الثوم، وهو بالثاء في مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 28]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الفُومِ}: الحنط، الحبوب، الثوم. {الذِّلَّةُ}: الذل. {الْمَسْكَنَةُ}: الحاجة. {وَبَاؤُوْاْ}: احتملوا ورجعوا). [العمدة في غريب القرآن:76-77]


رد مع اقتباس