عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17 ربيع الثاني 1434هـ/27-02-2013م, 02:19 AM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} [سورة البقرة: 21] قال: تطيعونه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 700]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني خالد بن حميد عن عقيل، عن ابن شهاب قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الناس}، ما لم يكن سورة تامة، فإنما أنزل الله ذلك بمكة، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا}، فإنما أنزل كله بالمدينة حين استحكم الأمر). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 56]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قول الله جل وعز: {يا أيها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون} قال: «تطيعون ».). [تفسير الثوري: 42]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون}.
فأمر جلّ ثناؤه الفريقين اللّذين أخبر اللّه عن أحدهما أنّه سواءٌ عليهم أنذروا أم لم ينذروا أنّهم لا يؤمنون، لطبعه على قلوبهم، وسمعهم، وعن الآخر أنّه يخادع اللّه والّذين آمنوا بما يبدي بلسانه من قلبه: آمنّا باللّه واليوم الآخر، مع استبطانه خلاف ذلك، ومرض قلبه، وشكّه في حقيقة ما يبدي من ذلك؛ وغيرهم من سائر خلقه المكلّفين، بالاستكانة والخضوع له بالطّاعة، وإفراد الرّبوبيّة له، والعبادة دون الأوثان والأصنام والآلهة؛ لأنّ جلّ ذكره هو خالقهم وخالق من قبلهم من آبائهم وأجدادهم، وخالق أصنامهم وأوثانهم وآلهتهم.
فقال لهم جلّ ذكره: فالّذي خلقكم وخلق آباءكم وأجدادكم وسائر الخلق غيركم وهو يقدر على ضرّكم ونفعكم أولى بالطّاعة ممّن لا يقدر لكم على نفعٍ ولا ضرٍّ.
وكان ابن عبّاسٍ فيما روي لنا عنه يقول في ذلك نظير ما قلنا فيه، غير أنّه ذكر عنه أنّه كان يقول في معنى: {اعبدوا ربّكم} «وحّدوا ربّكم».
وقد دلّلنا فيما مضى من كتابنا هذا على أنّ معنى العبادة الخضوع للّه بالطّاعة والتّذلّل له بالاستكانة.
والّذي أراد ابن عبّاسٍ إن شاء اللّه بقوله في تأويل قوله: {اعبدوا ربّكم} وحّدوه: أي أفردوا الطّاعة والعبادة لربّكم دون سائر خلقه.
- حدّثنا محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال اللّه: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم} للفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين، أي وحّدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم».
- وحدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم} يقول: خلقكم وخلق الّذين من قبلكم.
قال أبو جعفرٍ: وهذه الآية من أدلّ دليلٍ على فساد قول من زعم أن تكليف ما لا يطاق إلاّ بمعونة اللّه غير جائزٍ إلاّ بعد إعطاء اللّه المكلّف المعونة على ما كلّفه. وذلك أنّ اللّه أمر من وصفنا بعبادته والتّوبة من كفره، بعد إخباره عنهم أنّهم لا يؤمنون وأنّهم عن ضلالتهم لا يرجعون). [جامع البيان: 1/ 384 - 386]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لعلّكم تتّقون}.
وتأويل ذلك: لعلّكم تتّقون بعبادتكم ربّكم الّذي خلقكم، وطاعتكم إيّاه فيما أمركم به ونهاكم عنه، وإفرادكم له بالعبادة، لتتّقوا سخطه وغضبه أن يحلّ عليكم، وتكونوا من المتّقين الّذين رضي عنهم ربّهم.
وكان مجاهدٌ يقول في تأويل قوله: {لعلّكم تتّقون} «تطيعون».
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثني أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لعلّكم تتّقون} قال:«لعلّكم تطيعون».
والّذي أظنّ أنّ مجاهدًا أراد بقوله هذا: لعلّكم أن تتّقوا ربّكم بطاعتكم إيّاه وإقلاعكم عن ضلالتكم.
فإن قال لنا قائلٌ: فكيف قال جلّ ثناؤه: {لعلّكم تتّقون} أولم يكن عالمًا بما يصير إليه أمرهم إذا هم عبدوه وأطاعوه، حتّى قال لهم: لعلّكم إذا فعلتم ذلك أن تتّقوا، فأخرج الخبر عن عاقبة عبادتهم إيّاه مخرج الشّكّ؟
قيل له: ذلك على غير المعنى الّذي توهّمت، وإنّما معنى ذلك: {اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم}، لتتّقوه بطاعته وتوحيده وإفراده بالرّبوبيّة والعبادة، كما قال الشّاعر:

وقلتم لنا كفّوا الحروب لعلّنا ....... نكفّ ووثّقتم لنا كلّ موثق.
فلمّا كففنا الحرب كانت عهودكم ....... كلمح سرابٍ في الملا متألّق

يريد بذلك: قلتم لنا كفّوا لنكفّ. وذلك أنّ لعلّ في هذا الموضع لو كان شكًّا لم يكونوا وثّقوا لهم كلّ موثق). [جامع البيان: 1/ 386 - 387]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون (21)}
قوله تعالى: {يا أيّها النّاس}
- حدّثنا محمّد بن نحيى ابنا أبو غسّان ثنا سلمة بن الفضل عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {يا أيّها النّاس} «أي الفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين».). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 59 - 60]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {اعبدوا ربّكم}
- وبه عن ابن عبّاسٍ: قوله: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم} «أي وحّدوا ربّكم».). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 60]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {الّذي خلقكم والّذين من قبلكم}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ: ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم والّذين من قبلكم} يقول: «خلقكم وخلق الّذين من قبلكم». وروي عن مجاهدٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 60]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {لعلّكم}
- حدّثنا موسى بن أبي موسى الأنصاريّ، ثنا هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن ابن أبي حمّادٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ. قوله: {لعلّكم} يعني: غير آيةٍ في الشّعراء لعلّكم تخلدون يعني كأنّكم تخلدون). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 60]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {لعلّكم تتقون}
[الوجه الأول]
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ثنا، أبو صفوان القاسم بن يزيد ابن عوانة عن يحيى أبي النّضر، ثنا جويبرٌ عن الضّحّاك في قوله: {لعلّكم تتّقون} قال: «يقول: لعلّكم تتّقون النّار بالصّلوات الخمس».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، ثنا أبو داود الحفريّ عن سفيان ، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ {لعلّكم تتّقون} «لعلّكم تطيعونه».). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 60]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
- أخرج البزار والحاكم، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: «ما كان (يا أيها الذين آمنوا) أنزل بالمدينة وما كان {يا أيها الناس} فبمكة».
- وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: «قرأنا المفصل ونحن بمكة حجيجا ليس فيها (يا أيها الذين آمنوا)».
- وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن الضريس، وابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن علقمة قال: «كل شيء في القرآن {يا أيها الناس} فهو مكي وكل شيء في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) فإنه مدني».
- وأخرج ابن أبي شيبة، وابن مردويه، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الضحاك مثله.
- وأخرج أبو عبيد عن ميمون بن مهران قال: «ما كان في القرآن {يا أيها الناس} ويا بني آدم فإنه مكي وما كان (يا أيها الذين آمنوا) فإنه مدني».
- وأخرج ابن أبي شيبه، وابن مردويه عن عروه قال: «ما كان (يا أيها الناس) بمكة وما كان (يا أيها الذين آمنوا) بالمدينة».
- وأخرج ابن أبي شيبه، وابن مردويه عن عروة قال: «ما كان من حج أو فريضة فإنه نزل بالمدينة أو حد أو جهاد فإنه نزل بالمدينة، وما كان من ذكر الأمم والقرون وضرب الأمثال فإنه نزل بمكة».
- وأخرج ابن أي شيبة عن عكرمة قال: «كل سورة فيها (يا أيها الذين آمنوا) فهي مدنية».
- وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا أيها الناس} «فهي للفريقين جميعا من الكفار والمؤمنين»، {اعبدوا} قال: «وحدوا».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {الذي خلقكم والذين من قبلكم} يقول: «خلقكم وخلق الذين من قبلكم».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قوله: {لعلكم} «يعني كي غير آية في الشعراء {لعلكم تخلدون} [الشعراء 129] يعني كأنكم تخلدون».
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عون بن عبد الله بن غنية قال: «{لعل} من الله واجب».
- وأخرج وكيع، وعبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {لعلكم تتقون} قال: «تطيعون».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {لعلكم تتقون} قال: «تتقون النار».). [الدر المنثور: 1/ 177 - 180]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن مجاهدٍ {فلا تجعلوا للّه أندادا} قال: «عدلاء»، {وأنتم تعلمون} «يا أهل الكتاب تعلمون أنّه واحد في التوراة والإنجيل». ). [تفسير الثوري: 42]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون}
- حدّثني عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد اللّه قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " أيّ الذّنب أعظم عند اللّه؟ قال: «أن تجعل للّه ندًّا وهو خلقك». قلت: إنّ ذلك لعظيمٌ، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك». قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك»). [صحيح البخاري: 6/ 18]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون})
الأنداد: جمع ندٍّ بكسر النّون وهو النّظير وروى بن أبي حاتمٍ من طريق أبي العالية قال: «الند: العدل»، ومن طريق الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ قال: «الأنداد الأشباه»، وسقط لفظ باب لأبي ذر ثمّ ذكر المصنّف حديث بن مسعودٍ أيّ الذّنب أعظم وسيأتي شرحه في كتاب التّوحيد إن شاء اللّه تعالى). [فتح الباري: 8/ 163]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( (باب: قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}
ذكر هذه الآية توطئة للحديث الّذي ذكره بعدها، ولما خاطب الله عز وجل أولا النّاس من المؤمنين والكفّارة والمنافقين بقوله: {يا أيها النّاس اعبدوا ربكم الّذي خلقكم} إلى قوله: {فلا تجعلوا} أي: وحدوا ربكم الّذي من صفاته ما ذكر، خاطب الكفّار والمنافقين بقوله: {فلا تجعلوا الله أنداداً} وهو جمع: ند بكسر النّون وتشديد الدّال وهو النظير قوله: {وأنتم تعلمون} جملة حالية، أي: والحال أنكم تعلمون أن الله تعالى منزه عن الأنداد والأضداد والأشباه.
ومن أول الباب إلى هنا سقط جميعه من رواية السّرخسيّ ولهذا إلّا يوجد في كثير من النّسخ، ويوجد بعضه في بعض.
- حدّثني عثمان بن أبي شيبة حدّثنا جريرٌ عن منصورٍ عن أبي وائلٍ عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال: سألت النبيّ صلى الله عليه وسلم أيّ الذّنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك»، قلت: إنّ ذالك لعظيمٌ قلت: ثمّ أيّ؟ قال: « وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك»، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك».
ذكر هذا الحديث مناسباً للآية الّتي قبله. وعثمان هو أخو أبي بكر بن أبي شيبة، وأبو بكر اسمه عبد الله، واسم أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، وهو جدهما، وأبوهما محمّد بن أبي شيبة وهو شيخ مسلم أيضا، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وعبد الله هو ابن مسعود.
والحديث أخرجه البخاريّ أيضا هنا عن مسدّد، وأخرجه في التّوحيد أيضا عن قتيبة وفي الأدب عن محمّد بن كثير وفي المحاربين عن عمرو بن عليّ. وأخرجه مسلم في الإيمان عن عثمان بن إسحاق. وأخرجه أبو داود في الطّلاق عن محمّد بن كثير. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن بندار. وأخرجه النّسائيّ فيه عن عمرو بن عليّ وفيه وفي الرّجم عن قتيبة وفي المحاربة عن محمّد بن بشار.
قوله:(أن تجعل لله ندا) قدمه لأنّه أعظم الذّنوب، قال الله تعالى: {إن الشّرك لظلم عظيم} [لقمان: 13] ثمّ ثناه بالقتل لأن عند الشّافعيّة أكبر الكبائر بعد الشّرك القتل ثمّ ثلثه بالزّنا، لأنّه سبب لاختلاط الأنساب لا سيما مع حليلة الجار، لأن الجار يتوقّع من جاره الذب عنه وعن حريمه فإذا قابل هذا بالذب عنه كان من أقبح الأشياء.
قوله: (ثمّ أي؟) قال ابن الجوزيّ: أي: ههنا مشدد منون، كذا سمعته من أبي محمّد بن الخشاب، قال: لا يجوز إلاّ تنوينه لأنّه إسم معرب غير مضاف.
قوله: (وأن تقتل ولدك) فيه ذمّ شديد للبخيل لأن بخله أدّاه إلى قتل ولده مخافة أن يأكل معه.
قوله: (تخاف)، في موضع الحال.
قوله: (أن تزاني) من باب المفاعلة من الزّنا، معناه: أن تزني برضاها، ولأجل هذا ذكره من باب المفاعلة.
قوله:(حليلة)، بالحاء المهملة: الزّوجة، سميت بذلك لكونها تحل له فهي حليلة بمعنى محلّة لكونها تحل معه بضم الحاء، وقيل: لأن كلا منهما يحل أزرة الآخر، وهي أيضا: عرسه وظعينته وربضه وطلعته وحنته وبيته وقعيدته وشاعته وبعلته وضبينته وجارته وفرشه وزوجته وعشيرته وأهله). [عمدة القاري: 18 / 86 - 87]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون}
(قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادًا}) جمع ند وهو المثل والنظير ({وأنتم تعلمون}) حال من ضمير فلا تجعلوا، ومفعول تعلمون متروك أي وحالكم أنكم من ذوي العلم والنظر وإصابة الرأي فلو تأملتم أدنى تأمل اضطر عقلكم إلى إثبات موجد للممكنات، منفرد بوجود الذات، متعال عن مشابهة المخلوقات، أوله مفعول أي: وأنتم تعلمون أنه الذي خلق ما ذكر أو أنتم تعلمون أن لا ندّ له، وعلى كل التقديرين متعلق العلم محذوف إما حوالة على العقل أو للعلم به، وسقط لأبي ذر قوله تعالى فقط.
- حدّثني عثمان بن أبي شيبة حدّثنا جريرٌ عن منصورٍ عن أبي وائلٍ عن عمرو بن شرحبيل عن عبد اللّه قال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أيّ الذّنب أعظم عند اللّه؟ قال: «أن تجعل للّه ندًّا وهو خلقك» قلت إنّ ذلك لعظيمٌ قلت ثمّ أيّ؟ قال: «وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك».
قلت ثمّ أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». [الحديث 4477 - أطرافه في: 4761، 6001، 6811، 6861، 7520، 7532].
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا (عثمان بن أبي شيبة) الحافظ الكوفي قال: (حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد الرازي (عن منصور عن أبي وائل) بالهمز شقيق بن سلمة (عن عمرو بن شرحبيل) بالصرف وعدمه الهمداني (عن عبد الله) بن مسعود أنه (قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أي الذنب أعظم عند الله قال):
(أن تجعل لله ندًّا) أي مثلًا ونظيرًا (وهو خلقك) وغيره لا يستطيع خلق شيء موجود الخلق يدل على الخالق، واستقامة الخلق تدل على توحيده ولو كان المدبر اثنين لم يكن على الاستقامة، ولذا قال موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل:

أربًا واحدًا أم ألف رب ....... أدين إذا تقسمت الأمور
تركت اللات والعزى جميعًا ....... كذلك يفعل الرجل البصير

(قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟) بالتشديد من غير تنوين. قال الفاكهاني: لأنه موقوف عليه في كلام السائل ينتظر الجواب منه عليه الصلاة والسلام والتنوين لا يوقف عليه إجماعًا وتنوينه مع وصله بما بعده خطأ، بل ينبغي أن يوقف عليه وقفة لطيفة ثم يؤتى بما بعده. اهـ.
قال في المصابيح: هذا عجيب لأن الحاكي لا يجب عليه في حالة وصل الكلام بما قبله أو بما بعده أن يراعي حال المحكي عنه في الابتداء والوقف، بل يفعل هو ما تقتضيه حالته التي هو فيها، وقد قيده ابن الجوزي في مشكل الصحيحين بالتشديد والتنوين كما في الفرع وقال: هكذا سمعته من ابن الخشاب، وقال: لا يجوز إلا تنوينه لأنه اسم معرب غير مضاف.
(قال: وأن تقتل) في الفرع بإسقاط الواو وثبتت في أصله (ولدك) حال كونك (تخاف أن يطعم معك قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك) بفتح الهاء المهملة وكسر اللام الأولى أي زوجته فإنه زنا وإبطال لما أوصى الله تعالى به من حفظ حقوق الجيران.
وهذا الحديث أورد هنا أيضًا وفي التوحيد والأدب والمحاربين ومسلم في الإيمان والنسائي فيه والرجم والمحاربة). [إرشاد الساري: 7 / 9 - 10]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عمرو بن شرحبيلٍ، عن عبد الله، قال: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الذّنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل للّه ندًّا وهو خلقك» قلت: إنّ ذلك لعظيمٌ، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «ثمّ تقتل ولدك أن يطعم معك» قلت: ثمّ أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك»). [السنن الكبرى للنسائي: 10 /9]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذي جعل لكم الأرض فراشًا}.
وقوله: {الّذي جعل لكم الأرض فراشًا} مردودٌ على الّذي الأولى في قوله: {اعبدوا ربّكم الّذي خلقكم} وهما جميعًا من نعت {ربّكم} فكأنّه قال: اعبدوا ربّكم الخالقكم، والخالق الّذين من قبلكم، الجاعل لكم الأرض فراشًا. يعني بذلك أنّه جعل لكم الأرض مهادًا وموطئًا وقرارًا يستقرّ عليها. يذكر ربّنا جلّ ذكره بذلك من قيله عبادة نعمه عندهم وآلائه لديهم، ليذكروا أياديه عندهم فينيبوا إلى طاعته، تعطّفًا منه بذلك عليهم، ورأفةً منه بهم، ورحمةً لهم، من غير ما حاجةٍ منه إلى عبادتهم، ولكن ليتمّ نعمته عليهم ولعلّهم يهتدون.
- كما حدّثني موسى بن هارون، قال، حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «{الّذي جعل لكم الأرض فراشًا} فهي فراشٌ يمشي عليها، وهي المهاد والقرار».
- وحدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: {الّذي جعل لكم الأرض فراشًا} قال: «مهادًا لكم».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ: «{الّذي جعل لكم الأرض فراشًا} أي مهادًا».). [جامع البيان: 1 / 387 - 388]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والسّماء بناءً}.
قال أبو جعفرٍ: وإنّما سمّيت السّماء سماءً لعلوّها على الأرض وعلى سكّانها من خلقه، وكلّ شيءٍ كان فوق شيءٍ آخر فهو لما تحته سماءٌ.
ولذلك قيل لسقف البيت سماؤه، لأنّه فوقه مرتفعٌ عليه ولذلك قيل: سما فلانٌ لفلانٍ: إذا أشرف له وقصد نحوه عاليًا عليه، كما قال الفرزدق:

سمونا لنجران اليماني وأهله ....... ونجران أرضٌ لم تديّث مقاوله

وكما قال نابغة بني ذبيان:

سمت لي نظرةٌ فرأيت منها ....... تحيت الخدر واضعة القرام

يريد بذلك: أشرفت لي نظرةٌ وبدت، فكذلك السّماء: سمّيت للأرض سماءً لعلوّها وإشرافها عليها.
- كما حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {والسّماء بناءً}، «إبنتى السّماء على الأرض كهيئة القبّة، وهي سقفٌ على الأرض».
- وحدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: في قول اللّه {والسّماء بناءً} قال: «جعل السّماء سقفًا لك».
وإنّما ذكر السّماء والأرض جلّ ثناؤه فيما عدّد عليهم من نعمه الّتي أنعمها عليهم، لأنّ منهما أقواتهم وأرزاقهم ومعايشهم، وبهما قوام دنياهم، فأعلمهم أنّ الّذي خلقهما وخلق جميع ما فيهما وما هم فيه من النّعم هو المستحقّ عليهم الطّاعة والمستوجب منهم الشّكر والعبادة دون الأصنام والأوثان الّتي لا تضرّ ولا تنفع). [جامع البيان: 1 / 388 - 390]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم}.
يعني بذلك أنّه أنزل من السّماء مطرًا، فأخرج بذلك المطر ممّا أنبتوه في الأرض من زرعهم وغرسهم ثمراتٍ رزقًا لهم غذاءً وأقواتًا. فنبّههم بذلك على قدرته وسلطانه، وذكّرهم به آلاءه لديهم، وأنّه هو الّذي خلقهم وهو الّذي يرزقهم ويكفلهم دون من جعلوه له ندًّا وعدلاً من الأوثان والآلهة، ثمّ زجرهم عن أن يجعلوا له ندًّا مع علمهم بأنّ ذلك كما أخبرهم، وأنّه لا ندّ له ولا عدل، ولا لهم نافعٌ ولا ضارٌّ ولا خالقٌ ولا رازقٌ سواه). [جامع البيان: 1 / 390]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا}
قال أبو جعفرٍ: والأنداد، جمع ندٍّ، والنّدّ: العدل والمثل، كما قال حسّان بن ثابتٍ:


أتهجوه ولست له بندٍّ ....... فشرّكما لخيركما الفداء


يعني بقوله: ولست له بندٍّ: لست له بمثلٍ ولا عدلٍ. وكلّ شيءٍ كان نظير الشّيء وشبيهًا فهو له ندٌّ.
- كما حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} «أي عدلا».
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثني أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} «أي عدلا».
- وحدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} قال: «أكفاء من الرّجال تطيعونهم في معصية اللّه».
- وحدّثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} قال: «الأنداد: الآلهة الّتي جعلوها معه وجعلوا لها مثل ما جعلوا له».
- وحدّثت عن المنجاب، قال: حدّثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} قال: «أشباهًا».
- حدّثني محمّد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن شبيبٍ، عن عكرمة: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} «أي تقولوا: لولا كلبنا لدخل علينا اللّصّ الدّار، ولولا كلبنا صاح في الدّار ونحو هذا».
فنهاهم اللّه تعالى أن يشركوا به شيئًا وأن يعبدوا غيره، أو يتّخذوا له ندًّا وعدلاً في الطّاعة، فقال: كما لا شريك لي في خلقكم وفي رزقى الّذي أرزقكم، وملكي إيّاكم، ونعمتي الّتي أنعمتها عليكم، فكذلك فأفردوا لي الطّاعة، وأخلصوا لي العبادة، ولا تجعلوا لي شريكًا وندًّا من خلقي، فإنّكم تعلمون أنّ كلّ نعمةٍ عليكم منّي). [جامع البيان: 1 / 390 - 392]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأنتم تعلمون}
قال أبو جعفرٍ: اختلف أهل التّأويل في الّذين عنوا بهذه الآية، فقال بعضهم: عني بها جميع المشركين، من مشركي العرب وأهل الكتاب.
وقال بعضهم: عني بذلك أهل الكتابين: التّوراة، والإنجيل.
ذكر من قال: عني بها جميع عبدة الأوثان من العرب وكفّار أهل الكتابين.
- حدّثنا محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «نزل ذلك في الفريقين جميعًا من الكفّار والمنافقين. وإنّما عني بقوله: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} أي لا تشركوا باللّه غيره من الأنداد الّتي لا تنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنّه لا ربّ لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم أنّ الّذي يدعوكم إليه الرّسول من توحيده هو الحقّ لا شكّ فيه».
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة، في قوله: {وأنتم تعلمون} «أي تعلمون أنّ اللّه خلقكم وخلق السّموات والأرض، ثمّ تجعلون له أندادًا».
ذكر من قال: عني بذلك أهل الكتابين
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} « أنّه إلهٌ واحدٌ في التّوراة والإنجيل».
- وحدّثني المثنّى بن إبراهيم قال: حدّثنا قبيصة قال: حدّثنا سفيان، عن مجاهدٍ مثله.
- وحدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأنتم تعلمون}، يقول: «وأنتم تعلمون أنّه لا ندّ له في التّوراة والإنجيل».
قال أبو جعفرٍ: وأحسب أنّ الّذي دعا مجاهدًا إلى هذا التّأويل، وإضافة ذلك إلى أنّه خطابٌ لأهل التّوراة والإنجيل دون غيرهم، الظّنّ منه بالعرب أنّها لم تكن تعلم أنّ اللّه خالقها ورازقها بجحودها وحدانيّة ربّها، وإشراكها معه في العبادة غيره. وإنّ ذلك لقولٌ، ولكنّ اللّه جلّ ثناؤه قد أخبر في كتابه عنها أنّها كانت تقرّ بوحدانيّةٍ، غير أنّها كانت تشرك في عبادته ما كانت تشرك فيها، فقال جلّ ثناؤه: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنّ اللّه}، وقال: {قل من يرزقكم من السّماء والأرض أمّن يملك السّمع والأبصار ومن يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ومن يدبّر الأمر فسيقولون اللّه فقل أفلا تتّقون}.
قال أبو جعفرٍ: والّذي هو أولى بتأويل قوله: {وأنتم تعلمون} إذ كان ما كان عند العرب من العلم بوحدانيّة اللّه، وأنّه مبدع الخلق وخالقهم ورازقهم، نظير الّذي كان من ذلك عند أهل الكتابين. ولم يكن في الآية دلالةٌ على أنّ اللّه جلّ ثناؤه عنى بقوله: {وأنتم تعلمون} أحد الحزبين، بل مخرج الخطاب بذلك عامٌ للنّاس كافّةً، لأنّه تحدّى النّاس كلّهم بقوله: {يا أيّها النّاس اعبدوا ربّكم} أن يكون تأويله ما قاله ابن عبّاسٍ وقتادة، من أنّه يعني بذلك كلّ مكلّفٍ عالمٍ بوحدانيّة اللّه، وأنّه لا شريك له في خلقه يشرك معه في عبادته غيره، كائنًا من كان من النّاس، عربيًّا كان أو أعجميًّا، كاتبًا أو أمّيًّا، وإن كان الخطاب لكفّار أهل الكتاب الّذين كانوا حوالي دار هجرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأهل النّفاق منهم وممّن بين ظهرانيهم ممّن كان مشركًا فانتقل إلى النّفاق بمقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 1 / 392 - 395]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({الّذي جعل لكم الأرض فراشًا والسّماء بناءً وأنزل من السّماء ماءً فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون (22)}
قوله تعالى:{الّذي جعل لكم الأرض فراشًا}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ- يعني الرّازيّ- عن الرّبيع، عن أبي العالية: {الّذي جعل لكم الأرض فراشا} قال: «مهادا».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {الّذي جعل لكم الأرض فراشًا} « أمّا فراشًا فهي فراشٌ يمشى عليها وهي المهاد والقرار».
وروي عن قتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 60 - 61]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {والسّماء بناءً}
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا وهب بن جريرٍ ثنا أبي قال: سمعت محمد ابن إسحاق يحدّث عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، عن أبيه عن جدّه: قال رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم-: «ويحك! أتدري ما اللّه؟ إنّ اللّه على عرشه وعرشه على سماواته وسماواته، على أرضيه هكذا». وقال بإصبعه مثل القبّة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {والسّماء بناءً} «أمّا السّماء بناءً، فبناء السّماء على الأرض كهيئة القبّة وهي سقفٌ على الأرض». وروي عن قتادة نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 61]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وأنزل من السّماء ماءً}
- حدّثنا أحمد بن الفضل العسقلانيّ ثنا بشر بن بكير حدثني أمّ عبد اللّه يعني- ابنة خالد بن معدان عن أبيها، قال: «إنّ المطر ماءٌ يخرج من تحت العرش فينزل من سماءٍ إلى سماءٍ حتّى يجتمع في السّماء الدّنيا فيقع في شيءٍ يقال له الإبزم فيجتمع فيه ثم يجئ السّحاب السّوداء فتدخله فتشربه مثل شرب الإسفنجة فيسوقها اللّه حيث يشاء».
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عباد بن العراء ثنا سفيان بن حسينٍ، عن الحكم عن أبي ظبيان عن ابن عبّاسٍ قال: «يرسل الله الريح فتسل الماء من السّحاب فيمرّ به السّحاب فتدرّه كما تدر الناقة وثجاج مثل الغزالي غير أنّه مفرّقٌ».). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 61]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {فأخرج به من الثّمرات رزقًا لكم}
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن جعفرٍ الأحمر ثنا محمّد بن سليمان بن الأصبهانيّ، عن عمّه عبد الرّحمن عن عكرمة قال: «ما أنزل اللّه من السّماء قطرةً إلا أنبت بها في الأرض عشبةً أو في البحر لؤلؤةً».). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 61]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {فلا تجعلوا للّه أندادًا}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر- يعني: بن عمارة- عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ في قوله: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} قال: «أشباهًا».
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ الضّحّاك بن مخلدٍ: حدثني أبو عمر، حدّثني أبو عاصمٍ، أنبأ شبيب بن بشرٍ، ثنا عكرمة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {فلا تجعلوا للّه أندادًا} قال: «الأنداد هو الشّرك أخفى من دبيب النّمل على صفاةٍ سوداء، في ظلمة اللّيل. وهو أن يقول: واللّه، وحياتك يا فلانة، وحياتي. ويقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللّصوص، ولولا البطّ في الدّار لأتى اللّصوص. وقول الرّجل لصاحبه: ما شاء اللّه وشئت، وقول الرّجل: لولا اللّه وفلانٌ. لا تجعل فيها فلان، فإنّ هذا كلّه به شركٌ».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع عن أبي العالية في قوله: {أندادًا} «أي عدلا شركًا».- وروي عن الرّبيع بن أنسٍ وقتادة والسّدّيّ وأبي مالكٍ وإسماعيل بن أبي خالدٍ نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 62]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {وأنتم تعلمون}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد ابن إسحاق، قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} «أي لا تشركوا باللّه غيره من الأنداد الّتي لا تنفع ولا تضرّ، وأنتم تعلمون أنّه لا ربّ لكم يرزقكم غيره، وقد علمتم الّذي يدعوكم إليه الرّسول من توحيده هو الحقّ لا يشكّ فيه».
- أخبرني عمرو بن ثورٍ القيساريّ فيما كتب إليّ، ثنا الفريابيّ ثنا سفيان، عمّن حدّثه عن مجاهدٍ في قوله: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} قال: «تعلمون أنّه إلهٌ واحدٌ في التّوراة والإنجيل».
- حدّثنا محمّد بن يحيى ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ عن قتادة: {فلا تجعلوا للّه أندادًا وأنتم تعلمون} «أنّ اللّه خلقكم وخلق السّماوات والأرض، ثمّ أنتم تجعلون له أندادًا».). [تفسير القرآن العظيم: 1 / 62]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}
- أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله: {الذي جعل لكم الأرض فراشا} قال: «هي فراش يمشي عليها وهي المهاد والقرار»، {والسماء بناء} قال: «بنى السماء على الأرض كهيئة القبة وهي سقف على الأرض».
- وأخرج أبو داود، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جبير بن مطعم قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت المواشي، استسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله» فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه فقال: «ويحك أتدري ما الله إن شأنه أعظم من ذاك وإنه لا يستشفع به على أحد وإنه لفوق سمواته على عرشه وعرشه على سمواته وسمواته على أرضيه هكذا - وقال بأصابعه مثل القبة - وإنه لئط به أطيط الرحل بالراكب».
- وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن إياس بن معاوية قال: «السماء مقببة على الأرض مثل القبة».
- وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: «شيء من أطراف السماء محدق بالأرضين والبحار كأطراف الفسطاط».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم بن أبي برة قال: «ليست السماء مربعة ولكنها مقببة يراها الناس خضراء».). [الدر المنثور: 1 / 179 - 181]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم}.
- أخرج أبو الشيخ في العظمة عن الحسن، أنه سئل المطر من السماء أم من السحاب قال: «من السماء إنما السحاب علم ينزل عليه الماء من السماء».
- وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال: «لا أدري المطر أنزل قطرة من السماء في السحاب أم خلق في السحاب فأمطر».
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن كعب قال: «السحاب غربال المطر ولولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض والبذر ينزل من السماء».
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن معدان قال:«المطر ماء يخرج من تحت العرش فينزل من سماء إلى سماء حيث يجمع في السماء الدنيا فيجتمع في موضع يقال له الأبزم فتجيء السحاب السود فتدخله فتشربه مثل شرب الإسفنجة فيسوقها الله حيث يشاء».
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال: «ينزل الماء من السماء السابعة فتقع القطرة منه على السحابة مثل البعير».
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن يزيد قال: «المطر منه من السماء ومنه ماء يسقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق، فأما ما كان من البحر فلا يكون له نبات وأما النبات فما كان من السماء».
- وأخرج ابن ابي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة قال: «ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة».
- وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر عن ابن عباس قال: «إذا جاء القطر من السحاب تفتحت له الأصداف فكان لؤلؤا».
- وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: «يخلق الله اللؤلؤ في الأصداف من المطر تفتح الأصداف أفواهها عند المطر فاللؤلؤة العظيمة من القطرة العظيمة واللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة».
- وأخرج الشافعي في الأم، وابن أبي الدنيا في كتاب المطر عن المطلب بن حنطب، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء».
- وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: «ما نزل مطر من السماء إلا ومعه البذر، أما أنكم لو بسطتم نطعا لرأيتموه».
- وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: «المطر مزاجه من الجنة فإذا عظم المزاج عظمت البركة وإن قل المطر وإذا قل المزاج قلت البركة وإن كثر المطر».
- وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: «ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يشاء وينزل مع المطر كذا وكذا من الملائكة ويكتبون حيث يقع ذلك المطر ومن يرزقه وما يخرج منه مع كل قطرة».). [الدر المنثور: 1 / 182 - 185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}.
- أخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {فلا تجعلوا لله أندادا} «أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التي لا تضر ولا تنفع {وأنتم تعلمون} أنه لا رب لكم يرزقكم غيره».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «الأنداد هو الشرك».
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الأنداد} قال: «أشباها».
- وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {فلا تجعلوا لله أندادا} قال: «أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله».
- وأخرج الطستي عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله عز وجل {أندادا} قال: «الأشباه والأمثال»، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: «نعم، أما سمعت قول لبيد:

أحمد الله فلا ند له ....... بيديه الخير ما شاء فعل»

- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {أندادا} قال: «شركاء».
- وأخرج ابن أبي حاتم عن عوف بن عبد الله قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المدينة فسمع مناديا ينادي للصلاة فقال: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على الفطرة»، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: «خلع الأنداد».
- وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي، وابن ماجه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: «جعلتني لله ندا ما شاء الله وحده».
- وأخرج ابن سعد عن قتيلة بنت صيفي قال: جاء حبر من الأحبار إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون قال: «وكيف»، قال: يقول أحدكم: لا والكعبة، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنه قد قال فمن حلف فليحلف برب الكعبة»، فقال: يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم {وتجعلون له أندادا} قال: «وكيف ذلك»، قال: يقول أحدكم ما شاء الله وشئت، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم للحبر: «أنه قد قال فمن قال منكم فليقل ما شاء ثم شئت».
- وأخرج أحمد، وابن ماجه والبيهقي عن طفيل بن سخبرة أنه رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال: أنتم نعم القوم لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله فقالوا: وأنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، ثم مر برهط من النصارى فقال: أنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله قالوا: وأنتم نعم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبح أخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فخطب فقال: «إن طفيلا رأى رؤيا وأنكم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم فلا تقولوها ولكن قولوا: ما شاء الله وحده لا شريك له».
- وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه والبيهقي عن حذيفة ابن اليمان عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان».
- وأخرج ابن جريج عن قتادة في قوله: {فلا تجعلوا لله أندادا} «أي عدلاء»، {وأنتم تعلمون} قال: «إن الله خلقكم وخلق السموات والأرض»
- وأخرج وكيع، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله: {فلا تجعلوا لله أندادا} «أي عدلاء»، {وأنتم تعلمون} قال: «تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل لا ند له».). [الدر المنثور: 1 / 185 - 188]


رد مع اقتباس