عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 ذو القعدة 1439هـ/3-08-2018م, 10:51 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}
قرأ نافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر: "قال كم لبثتم"، و"قل إن لبثتم"، وروى البزي عن ابن كثير "قال إن لبثتم" على الخبر، وأدغم أبو عمرو، وحمزة،
[المحرر الوجيز: 6/325]
والكسائي التاء، والباقون لا يدغمونها، فمعنى الأول: إخبار بأن الله يوفقهم للسؤال عن المدة ثم يعلمهم آخرا بلبثهم قليلا، ومعنى الثانية: الأمر لواحد منهم مشار إليه، بمعنى: يقال لأحدهم قل كذا، فإذا قال غير القويم قيل له: قل: إن لبثتم، ومعنى رواية البزي: التوقيف ثم الإخبار، وفي المصاحف "قال" فيهما، إلا في مصحف الكوفة فإن فيه "قل" بغير الألف.
وقوله تعالى: "في الأرض"، قال الطبري: معناه: في الدنيا أحياء، وعن هذا وقع السؤال، ونسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا: يوما أو بعض يوم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والغرض من هذا توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة، أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل.
وقال جمهور المتأولين: في جوف التراب أمواتا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو الأصوب من حيث أنكروا البعث وكان قولهم: إنهم لا يقومون من التراب، قيل لهم لما قاموا: كم لبثتم؟ وقوله آخرا: {وأنكم إلينا لا ترجعون} يقتضي ما قلناه.
و "عدد" نصب بـ "كم" على التمييز. وقرأ الأعمش: "عددا سنين" بتنوين "عددا"). [المحرر الوجيز: 6/326]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقال مجاهد: أرادوا بـ "العادين" الملائكة، وقال قتادة: أرادوا أهل الحساب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر اللفظ أنهم أرادوا من يتصف بهذه الصفة ولم يعينوا ملائكة ولا غيرها؛ لأن النائم والميت لا يعد الحركة فيقدر له الزمان). [المحرر الوجيز: 6/326]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إن لبثتم إلا قليلا} مقصده -على القول بأن المكث في الدنيا- أي قليل القدر في جنب ما تعذبون، وعلى القول بأن المكث في القبور معناه أنه قليل،
[المحرر الوجيز: 6/326]
إذ كل آت قريب، ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون؛ إذ لم ترغبوا في العلم والهدى). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "عبثا" معناه: باطلا لغير غاية مرادة، وقرأ الجمهور: "ترجعون" بضم التاء وفتح الجيم، وقرأ حمزة والكسائي: "ترجعون" بفتح التاء وكسر الجيم، والمعنى فيها بين). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}
المعنى: فتعالى الله عن مقالتهم في جهته من الصاحبة والولد، ومن حسابهم أنهم لا يرجعون، أي: تنزه الله عن تلك الأمور وتعالى عنها. وقرأ ابن محيصن: "الكريم" بالرفع صفة للرب). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعد جلت قدرته عبدة الأصنام بقوله تبارك وتعالى: {ومن يدع مع الله إلها آخر} الآية، والوعيد قوله: {فإنما حسابه عند ربه}.
و "البرهان": الحجة، وظاهر الكلام أن "من" شرط، وجوابه في قوله: {فإنما حسابه عند ربه}، وقوله: {لا برهان له به في موضع الصفة. وذهب قوم إلى أن الجواب في قوله: "لا برهان"، وهذا هروب من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له برهان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا تحفظ مما لا يلزم، ويلحقه حذف الفاء من جواب الشرط وهو غير فصيح، قاله سيبويه. وفي حرف عبد الله: "عند ربك"، وفي حرف أبي: "عند الله"، وروي أن فيه "على الله". ثم حتم وأكد أن الكافر لا يبلغ أمنيته ولا ينجح سعيه. وقرأ الجمهور: "إنه لا يفلح" بكسر الألف، وقرأ الحسن وقتادة: "أنه" بفتحها، والمعنى أنه إذ لا يذكر ولا يفلح يؤخر حسابه وعذابه حتى يلقى ربه. وقرأ الحسن: "يفلح" بفتح الياء واللام). [المحرر الوجيز: 6/327]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء في المغفرة والرحمة والذكر له تعالى بأنه خير الراحمين؛ لأن كل راحم فمتصرف على إرادة الله تعالى، وتوفيقه وتقديره لمقدار هذه الرحمة. ورحمته تعالى لا مشاركة لأحد فيها، وأيضا فرحمة كل راحم في أشياء وبأشياء حقيرات بالإضافة إلى المعاني التي تقع فيها رحمة الله تبارك وتعالى من الاستنقاذ من النار، وهيئة نعيم الجنة، وعلى ما في الحديث فرحمة كل راحم مجموعها كلها جزء من مائة من رحمة الله تعالى جلت قدرته؛ إذ بث في العالم واحدة وأمسك عنده تسعة وتسعين.
وقرأ ابن محيصن: "وقل رب اغفر" بضم الباء من "رب"). [المحرر الوجيز: 6/328]

رد مع اقتباس