عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 10:27 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

بيان حد الحرف والكلمة

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (فإن قال [قائل] فما الفرق بين الكلمة والحرف قلت الفرق بينهما أن الكلمة هي الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات والحرف هو الشبهة وحدها وقد تسمى الكلمة حرفا ويسمى الحرف كلمة على طريق المجاز والاتساع وفي الخبر الذي ذكرناه عن ابن مسعود في (الم) * دليل على ما قلناه من الفرق بينهما وبالله التوفيق). [البيان: 78]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب ذكر البيان عن معنى السورة والآية والفاصلة والكلمة والحرف
...
وأما الكلمة فهي كما قلناه قبل الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات
وأطول الكلم في كتاب الله عز وجل ما بلغ عشرة أحرف نحو قوله {ليستخلفنهم} و{أنلزمكموها} و {اقترفتموها} وشبهه فأما قوله تعالى {فأسقيناكموه}فهو عشرة أحرف في الرسم وأحد عشر حرفا في اللفظ ولا نظير له وأقصر الكلم ما كان على حرفين نحو ما ولا ولك وله وما أشبه ذلك وقد تكون الكلمة وحدها آية تامة نحو قوله تعالى {والفجر} و {والضحى} و {والعصر} وكذلك {الم} و {المص} و {طه} و {يس} و {حم} في قول الكوفيين وذلك في فواتح السور فأما في حشوهن فلا أعلم كلمة هي وحدها آية في ذلك إلا قوله تعالى في الرحمن {مدهامتان} لا غير وقد أتت كلمتان متصلتان وهما آيتان وذلك في قوله تعالى {حم عسق} على قول الكوفيين لا غير وقد تكون الكلمة في غير هذا الآية الكاملة والكلام القائم بنفسه وإن كان أكثر أو أقل قال الله تعالى {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} قيل إنما يعي بالكلمة ها هنا قوله تبارك وتعالى {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض} إلى آخر الآيتين وقال عز وجل {وجعلها كلمة باقية في عقبه} وقال تعالى{ وألزمهم كلمة التقوى} قال مجاهد هي لا إله إلا الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
وقد تسمي العرب القصيدة بأسرها والقصة كلها كلمة فيقولون قال قيس في كلمته كذا وكذا أي في خطبته وقال زهير في كلمته كذا أي في قصيدته وقال فلان في كلمته يعنون في رسالته فتسمى جملة الكلام كلمة إذ كانت الكلمة منها على عادتهم في تسميتهم الشيء باسم ما هو منه وما قاربه وجاوره وما كان لسبب منه مجازا واتساعا
وأما الحرف فهو الشبهة القائمة وحدها من الكلمة وذلك معنى ما حكاه أهل اللغة المقطوع من حروف المعجم وقول ابن مسعود في الخبر الذي قدمناه عنه في الم أن الألف حرف واللام حرف والميم حرف يبين ذلك ويحققه وقد يسمى الحرف كلمة وتسمى الكلمة حرفا على ما بيناه من الاتساع والمجاز
فإن قيل فكيف يسمى ما كان من حروف الهجاء في الفواتح على حرف واحد نحو ص و ق و ن حرفا أم كلمة قلت كلمة لا حرفا وذلك من قبل أن الحرف الذي هو الشبهة وحدها لا يسكت عليه ولا ينفرد وحده في الصورة ولا ينفصل مما يختلط به وهذه الحروف مسكوت عليها منفردة منفصلة كانفراد الكلم وانفصالهن فلذلك سميت كلمات لا حروفا
قال الحافظ وقد يكون الحرف في غير هذا المذهب والوجه قال الله عز وجل ومن الناس من يعبد الله على حرف أي على وجه ومذهب ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن على سبعة أحرف أي أوجه من اللغات). [البيان: 121-128]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة، وقد تكون على حرفين مثل: ما ولي وله ولك، وقد تكون أكثر، وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} و: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} و{فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ}، وقد تكون الكلمة آية مثل: {وَالْفَجْرِ}، {وَالضُّحَى}، {وَالْعَصْرِ} وكذلك {الم} و{طه} و{يس} و{حم} في قول الكوفيين، و{حم عسق} عندهم كلمتان، وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول هذه فواتح لسور.

وقال أبو عمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله: {مُدْهَامَّتَانِ} في سورة الرحمن.). [البرهان في علوم القرآن: 1/266-268](م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الفصل الرابع: في معنى السورة والحرف والكلمة وعدد كلٍّ
...

وأما الحرف فقد عرفوه بأنه الشبهة القائمة وحدها من الكلمة بحيث لا يوقف عليها ولا يبتدأ بها نحو [ن ق] (36) ف، وعلى هذا لفظ ص و ق ن اللائي في أوائل السور كلمة لا حرف لأنها يتلفظ بأسمائها وقد توسع علماء هذا الفن بجواز إطلاق الحرف على الكلمة مجازًا ثم أن اعتبار الحروف باعتبار الرسم لا باعتبار اللفظ.
فقد روى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول (آلم) حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة". فإنه لو كان باعتبار اللفظ لقال تسعون حسنة أن الألف واللام والميم تسعة أحرف في اللفظ وثلاثة في الرسم.
...
وأما الكلمة فمعناها الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات(38).). [القول الوجيز: 110-124]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ((36) الصواب نحو: وا، را، كما في لوامع البدر لأن ق، ن اللائي في أوائل السور كلمة مشتملة على ثلاثة أحرف.
...
38) الحرف في الأصل: الطرف والجانب، ويطلق على معان:
1- واحد حروف الهجاء.
2- الرابطة التي تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل كعن وعلى ونحوهما (حروف المعاني).
3- والقراءة التي تقرأ على نحو ما.
4- الكلمة القرآنية.
5- الناقة الضامرة الصُّلبة، شبهت بالحرف من حروف الهجاء لدقتها.
6- اللغة ومنه: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي على سبع لغات كما فسَّره أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، وأبو العباس النحوي، وابن سِيْدة. هذا ما ذكره اللغويون في معاني الحرف أصلًا وتوسعًا.). [التعليق على القول الوجيز: 86-160]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الخبر هو: عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال:" تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة" هذا لفظ حديث عاصم وفي حديث عطاء بن السائب ولكن بالألف عشرا وباللام عشرا وبالميم عشرا. (انظر: سبب اختلاف العلماء في عدد الحروف والكلمات)


رد مع اقتباس