عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 06:54 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إمّا أن تلقي وإمّا أن نّكون أوّل من ألقى...}
و (أن) في موضع نصب. والمعنى اختر إحدى هاتين. ولو رفع إذ لم يظهر الفعل كان صواباً، كأنه خبر، كقول الشاعر:
فسيرا فإمّا حاجةٌ تقضيانها = وإمّا مقيلٌ صالح وصديق
ولو رفع قوله: {فإمّا منٌّ بعد وإمّا فداءٌ} كان أيضاً صواباً. ومذهبه كمذهب قوله: {فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ} والنصب في قوله: {إمّا أن تلقي} وفي قوله: {فإمّا منّاً بعد وإمّا فداءً} أجود من الرفع؛ لأنه شيء ليس بعامّ؛ مثل ما ترى من معنى قوله: {فإمساكٌ} و{فصيام ثلاثة أيّامٍ} لمّا كان المعنى يعمّ الناس في الإمساك بالمعروف وفي صيام الثلاثة الأيام في كفّارة اليمين كان كالجزاء فرفع لذلك. والاختيار إنما هي فعلة واحدة، ومعنى (أفلح) عاش ونجا). [معاني القرآن: 2/186،185]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالوا يا موسى إمّا أن تلقي وإمّا أن نكون أوّل من ألقى {65} قال بل ألقوا} [طه: 65-66] فألقوا حبالهم وعصيّهم.
{فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى} [طه: 66] حيّاتٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى...}

{أنّها} في موضع رفع. ومن قرأ (تخيّل) أو (تخيّل) فإنها في موضع نصب لأن المعنى تتخيل بالسعي لهم وتخيّل كذلك، فإذا ألقيت الباء نصبت؛ كما تقول: أردت بأن أقوم ومعناه: أردت القيام، فإذا ألقيت الباء نصبت. قال الله {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} ولو ألقيت الباء نصبت فقلت: ومن يرد فيه إلحادا بظلمٍ). [معاني القرآن: 2/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى}
ولم يقل ههنا " فألقوا " فإذا حبالهم، لأنه قد جاء في موضع آخر، {فألقوا حبالهم وعصيّهم}.
ويجوز في عصيّ عصيّ، والكسر أكثر، والأصل الضم إلا أن الكسر يثقل بعد الضم فلذلك اختير كسر العين.
ويروى في التفسير أنّ السّحرة كانوا يومئذ سبعين ألف ساحر معهم سبعون ألف حبل وسبعون ألف عصا، فأوحى الله إلى موسى حين خيّل إليه من سحرهم أنها تسعى أن يلقي عصاة فإذا هي ثعبان مبين فاغر فاه فابتلع جميع تلك الحبال، وقرئت {فإذا حبالهم وعصيّهم يخيّل إليه من سحرهم أنّها تسعى}.
وموضع أن على هذه القراءة رفع، المعنى يخيل إليه سعيها، ويقرأ " تخيّل " بالتاء، وموضع أن على هذه القراءة يجوز أن يكون نصبا، ويجوز أن يكون رفعا، فأمّا النصب فعلى معنى يخيل إليه أنها ذات سعي ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل على معنى يخيل إليه سعايتها، وأبدل أنها تسعى من المضمر في يخيل لاشتماله على المعنى، ويكون إليه الخبر على هذا التقدير.
ومثل ذلك ما حكاه سيبويه يقال: مالي بهم علم أمرهم، أي مالي علم بأمرهم، ومثل ذلك من الشعر:
تذكّرت تقتد برد مائها
المعنى تذكّرت برد ماء تقتد). [معاني القرآن: 3/366،365]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأوجس في نفسه خيفةً} أي أضمر وأحس منهم خيفةً، أي خوفاً فذهبت الواو فصارت ياء من أجل كسرة الخاء).
[مجاز القرآن: 2/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فأوجس في نفسه}: اضمر في نفسه.
{خيفة} خوفا). [غرائب القرآن:247]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأوجس في نفسه خيفةً موسى} أي أضمر خوفا). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فأوجس في نفسه خيفة موسى}
وأصلها خوفة، ولكن الواو قلبت ياء لانكسار ما قبلها.
{وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا}.
و {تلقف} القراءة بالجزم جواب الأمر، ويجوز الرفع على معنى الحال.
كأنه قال ألقها متلقّفة، على حال متوقّعة، ولم يقرأ بها، ولا ينبغي أن يقرأ بما لم تتقدم به قراءة). [معاني القرآن: 3/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فأوجس في نفسه خيفة موسى} قال الإمامان: الخيفة - هاهنا: الخوف، قال: وإنما خاف على بني إسرائيل، الذين آمنوا معه أن يرتدوا لما رأوا من السحر العظيم، ولم يكن خوفه على نفسه ولا على أخيه هارون - عليهما السلام). [ياقوتة الصراط: 349،348]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً}: أي أضمر خوفاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَوْجَسَ}: أضمر في نفسه). [العمدة في غريب القرآن: 202]

تفسير قوله تعالى: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأوجس في نفسه خيفةً موسى {67} قلنا لا تخف إنّك أنت الأعلى {68}} [طه: 67-68] الظّاهر). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وألق ما في يمينك} [طه: 69] يعني العصا.
{تلقف ما صنعوا} [طه: 69] يعني العصا.
وقوله: تلقف، تأكل حبالهم وعصيّهم، فيما حدّثني قرّة بن خالدٍ عن الحسن، تلقفه بفيها.
{إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى} [طه: 69] حيث كان في قول الحسن.
وقال بعضهم: حيث جاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/266]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّما صنعوا كيد ساحرٍ...}

جعلت {ما} في مذهب الذي: إن الذي صنعوا كيد سحر، وقد قرأه بعضهم {كيد ساحرٍ} وكلّ صوابٌ، ولو نصبت (كيد سحر) كان صواباً، وجعلت {إنما} حرفاً واحداً؛
كقوله: {إنّما تعبدون من دون اللّه أوثانا}
وقوله: {ولا يفلح السّاحر حيث أتى} جاء في التفسير أنه يقتل حيثما وجد). [معاني القرآن: 2/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا يفلح السّاحر حيث أتى} أي حيث كان). [مجاز القرآن: 2/23]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا كيد ساحرٍ ولا يفلح السّاحر حيث أتى}
وقال: {السّاحر حيث أتى} وفي حرف ابن مسعود {أين أتى} وتقول العرب: "جئتك من أين لا تعلم" و"من حيث لا تعلم"). [معاني القرآن: 3/5]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا يفلح السّاحر حيث أتى} أي حيث كان). [تفسير غريب القرآن: 280]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنّما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح السّاحر حيث أتى}
{إنّما صنعوا كيد ساحر}
ويقرأ (كيد سحر)، ويجوز إنما صنعوا كيد ساحر، ويجوز كيد ساحر بنصب الدال. فمن قرأ " أنما: نصب " أنّما " على معنى تلقف ما صنعوا لأنّ ما صنعوا كيد ساحر،
ولا أعلم أحدا قرأها هنا " أنّما "، والقراءة بالكسر، وهو أبلغ في المعنى.
فأمّا رفع كيد فعلى معنى أن الذي صنعوه كيد ساحر على خبر إنّ و " ما " اسم، ومن قرأ كيد ساحر جعل " ما " تمنع " إنّ " العمل، وتسوّغ للفعل أن يكون بعدها،
وينتصب " كيد ساحر " بـ صنعوا، كما تقول: إنما ضربت زيدا.
وقوله عزّ وجلّ: {ولا يفلح السّاحر حيث أتى}.
قالوا معناه حيث كان، وقيل معناه حيث كان الساحر يجب أن يقتل.
وكذلك مذهب أهل الفقه في السحرة). [معاني القرآن: 3/367]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تلقف} أي: تأخذ). [ياقوتة الصراط: 349]

تفسير قوله تعالى: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( وقوله تعالى: {فألقي السّحرة سجّدا قالوا آمنّا بربّ هارون وموسى}
{سجّدا} منصوب على الحال، وهي أيضا حال مقدرة، لأنهم خروا وليسوا ساجدين، إنما خروا مقدرين السجود). [معاني القرآن: 3/367]

رد مع اقتباس