عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 99 إلى آخر السورة]

{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتركنا بعضهم يومئذٍ يموج في بعضٍ} [الكهف: 99] يوم يخرجون من السّدّ.
قال: {ونفخ في الصّور فجمعناهم جمعًا} [الكهف: 99]
- عاصم بن حكيمٍ عن سليمان التّيميّ عن أسلم العجليّ عن بشر بن شعافٍ عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول اللّه فسأله عن الصّور فقال: «قرنٌ ينفخ فيه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/209]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {ونفخ في الصّور} واحدتها صورة خرجت مخرج سورة المدينة والجميع سور المدينة، ومجازه مجاز المختصر المضمر فيه أي نفخ فيها أرواحها).
[مجاز القرآن: 1/416]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصّور فجمعناهم }
ومعنى يموجون في الشيء يخوضون فيه ويكثرون القول.
فجائز أن يكون يعنى بـ " يومئذ " يوم القيامة، ويكون الدليل على ذلك {ونفخ في الصّور فجمعناهم جمعا}.
ويجوز أن يكون {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} أي يوم انقضاء أمر السّدّ.
وقوله {يموج}، ماجوا متعجبين من السّدّ.
ومعنى {نفخ في الصور}.
قال أهل اللغة: الصور جمع صورة.
والذي جاء في التفسير أن الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل - واللّه أعلم - إلا إن حملته أنه عند ذلك النفخ يكون بعث العباد ونشرهم). [معاني القرآن: 3/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} ويجوز أن يكون يعني بيومئذ يوم يخرجون من السد وأن يعني به يوم القيامة لقوله تعالى: {ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا} ). [معاني القرآن: 4/296]

تفسير قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وعرضنا جهنّم يومئذٍ للكافرين عرضًا} [الكهف: 100]
- حدّثني صاحبٌ لي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه ذكر حديثًا في البعث قال: ثمّ يتمثّل اللّه للخلق فيلقاهم وليس أحدٌ من الخلق كان يعبد شيئًا من دون اللّه إلا وهو مرفوعٌ له يتبعه.
فيلقى اليهود فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد عزيرًا.
فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم وهي كهيئة السّراب.
ثمّ يقرأ ابن مسعودٍ: {وعرضنا جهنّم يومئذٍ للكافرين عرضًا} [الكهف: 100].
ثمّ يلقى النّصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: المسيح.
فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم وهي كهيئة السّراب.
قال ثمّ كذلك بمن كان يعبد من دون اللّه شيئًا.
ثمّ قرأ عبد اللّه: {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/209]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{وعرضنا جهنّم يومئذٍ...}:
أبرزناها حتى نظر إليها الكفار وأعرضت هي: استبانت وظهرت). [معاني القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وعرضنا جهنّم يومئذ للكافرين عرضا }
تأويل عرضنا أظهرنا لهم جهنم حتى شاهدوها ورأوها). [معاني القرآن: 3/313]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذكري} [الكهف: 101] كانت على أعينهم غشاوة الكفر كقوله: {لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك} [ق: 22] غطاء الكفر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/209]
{فبصرك اليوم حديدٌ} [ق: 22] أبصر حين لم ينفعه البصر.
قوله: {وكانوا لا يستطيعون سمعًا} [الكهف: 101] يعني: سمع الإيمان، لا يسمعون الهدى بقلوبهم.
وهو تفسير السّدّيّ.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: لا يعقلون). [تفسير القرآن العظيم: 1/210]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله
: {لا يستطيعون سمعاً...}

كقولك: لا يستطيعون سمع الهدى فيهتدوا). [معاني القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا}
جعل اللّه عزّ وجلّ على أبصارهم غشاوة بكفرهم.
{وكانوا لا يستطيعون سمعا}.
كانوا لعداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقدرون أن يسمعوا ما يتلى عليهم، كما تقول للكاره لقولك ما تقدر أن تسمع كلامي). [معاني القرآن: 3/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وكانوا لا يستطيعون سمعا} أي لعداوتهم النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيعون أن يسمعوا منه شيئا.
أي يثقل ذلك عليهم كما تقول أنا لا أستطيع أن أكلمك). [معاني القرآن: 4/297]

تفسير قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي من دوني أولياء} [الكهف: 102] يعني من عبد الملائكة، أفحسبوا أن تتولاهم الملائكة على ذلك.
أي: لا يتولّونهم وليس بهذا أمرتهم، إنّما أمرتهم أن يعبدوني ولا يشركوا بي شيئًا.
وقرأه مجاهدٌ: {أفحسب الّذين كفروا} [الكهف: 102] خفيفةً، {أن يتّخذوا عبادي من دوني أولياء} [الكهف: 102] أي: فحسبهم ذلك.
قال: {إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلا} [الكهف: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/210]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله:
{أفحسب الّذين كفروا...}

قراءة أصحاب عبد الله ومجاهد (أفحسب) ... حدثني محمد بن المفضّل الخراساني عن الصلت بن بهرام عن رجل قد سمّاه،
عن عليّ أنه قرأ (أفحسب الذين كفروا) فإذا قلت {أفحسب الذين كفروا}. فأن رفع وإذا قلت (أفحسب) كانت أن نصبا). [معاني القرآن: 2/161-160]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي من دوني أولياء إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلاً}
وقال: {أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي} فجعلها {أن} التي تعمل في الأفعال فاستغنى بها "حسبوا" كما قال: {إن ظنّا أن يقيما} و{ما أظنّ أن تبيد هذه} استغنى ههنا بمفعول واحد لأن معنى {ما أظنّ أن تبيد}: ما أظنها أن تبيد.
وقال بعضهم {أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي} يقول: "أفحسبهم ذلك "). [معاني القرآن: 2/81-80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلًا} والنزل ما يقدم للضيف ولأهل العسكر). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {أفحسب الّذين كفروا أن يتّخذوا عبادي من دوني أولياء إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلا}
تأويله: أفحسبوا أن ينفعهم اتخاذهم عبادي أولياء.
وقرئت - وهي جيّدة - {أفحسب الّذين كفروا}.
تأويله أفيكفيهم أن يتخذوا العباد - أولياء من دون اللّه.
ثم بين عزّ وجلّ جزاءهم فقال: {إنّا أعتدنا جهنّم للكافرين نزلا}.
يقال لكل ما اتّخذ ليمكث فيه، أعتدت لفلان كذا وكذا، أي اتخذته عتادا له، ونزلا، بمعنى منزلا). [معاني القرآن: 3/314-313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء}
قال أبو إسحاق المعنى أفحسب الذين كفروا أن ينفعهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء
وروى عباد بن الربيع أن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه قرأ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء
قال أبو عبيدة أي أرضوا بذلك أكفاهم ذلك). [معاني القرآن: 4/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا}
النزل عند أهل اللغة ما هيء للضيف وما أشبهه والنزل بفتحتين الريع). [معاني القرآن: 4/298-297]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل هل ننبّئكم} [الكهف: 103] يقول: ألا أنبّئكم.
{بالأخسرين أعمالا} {103}). [تفسير القرآن العظيم: 1/210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالاً}

وقال: {بالأخسرين أعمالاً} لأنه لما ادخل الألف واللام والنون في {الأخسرين} لم يوصل إلى الإضافة وكانت "الأعمال" من {الأخسرين} فلذلك نصب). [معاني القرآن: 2/81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا}
{بالأخسرين أعمالا}
منصوب على التمييز لأنه إذ قال: {بالأخسرين}، دلّ على أنه كان منهم ما خسروه، فبين ذلك الخسران في أيّ نوع وقع فأعلم - جلّ وعزّ - أنه لا ينفع عمل عمل مع الكفر به شيئا فقال:{الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا} ). [معاني القرآن: 3/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}
روى أبو الطفيل أن عليا قال هم أهل حروراء
وروى عبد الله بن قيس عن علي قال هم الرهبان قال الأسود رؤى من علي بن أبي طالب فرح ومزاح فقام ابن الكوا اليشكري فقال يا أمير المؤمنين من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أهم الحرورية فقال لا هم أهل الكتاب كان أولهم على الحق ثم كفروا وأشركوا
وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال قلت لسعد من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أهم الخوارج فقال هم اليهود والنصارى أما اليهود فلم يؤمنوا
بمحمد وأما النصارى فلم يؤمنوا بالقيامة لأنهم قالوا ليس في الجنة أكل ولا شرب فضل سعيهم وبطل عملهم وهم يحسبون أنهم على هدى أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه
وأما الخوارج فهم الذين قال الله فيهم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل). [معاني القرآن: 4/298-299]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {الّذين ضلّ سعيهم} [الكهف: 103-104] يعني: يضل سعيهم.
وهو تفسير السّدّيّ.
{في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا} [الكهف: 104] هم أهل الكتاب.
وحدّثني المعلّى، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن أبي الطّفيل أنّ ابن الكوّاء سأل عليًّا عنها قال: ويلك منهم أهل حروراء). [تفسير القرآن العظيم: 1/210]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {يحسنون صنعاً} أي عملاً والصنع والصنعة والصنيع واحد، ويقال فرس صنيع أي مصنوع).
[مجاز القرآن: 1/416]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {صنعا}: عملا). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا}
كما قال تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه أضلّ أعمالهم}
و(الذين) يصلح أن يكون جرّا ورفعا، فالجرّ نعت للأخسرين.
والرفع على الاستئناف، والمعنى هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.
{وهم يحسبون}.
وتقرأ (يحسبون)
{أنّهم يحسنون صنعا}.
أي يظنون أنهم بصدهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم يحسنون صنعا). [معاني القرآن: 3/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}
روى أبو الطفيل أن عليا قال هم أهل حروراء
وروى عبد الله بن قيس عن علي قال هم الرهبان قال الأسود رؤى من علي بن أبي طالب فرح ومزاح فقام ابن الكوا اليشكري فقال يا أمير المؤمنين من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أهم الحرورية فقال لا هم أهل الكتاب كان أولهم على الحق ثم كفروا وأشركوا
وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال قلت لسعد من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا أهم الخوارج فقال هم اليهود والنصارى أما اليهود فلم يؤمنوا
بمحمد وأما النصارى فلم يؤمنوا بالقيامة لأنهم قالوا ليس في الجنة أكل ولا شرب فضل سعيهم وبطل عملهم وهم يحسبون أنهم على هدى أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه
وأما الخوارج فهم الذين قال الله فيهم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل). [معاني القرآن: 4/299-298] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صُنْعاً}: عملاً). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أولئك الّذين كفروا بآيات ربّهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنًا} [الكهف: 105] وهي مثل قوله: {ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم في جهنّم خالدون} [المؤمنون: 103] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/210]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( ثم قال جل وعز: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}

روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضه اقرءوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} ).
[معاني القرآن: 4/299]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}
قال: العرب تقول: ما لفلان عندنا وزن، أي: قدر، من خسته). [ياقوتة الصراط: 332-331]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا} [الكهف: 107]
[تفسير القرآن العظيم: 1/210]
- إبراهيم بن محمّدٍ عن صالحٍ مولى التّوأمة عن أبي هريرة قال: الفردوس: جبلٌ في الجنّة يفجّر منه أنهار الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً}

وقال: {جنّات الفردوس نزلاً} فـ"النزل" من نزول بعض الناس على بعض. أما "النزل" فـ"الريع" تقول: "ما لطعامهم نزلٌ" و"ما وجدنا عندهم نزلا"). [معاني القرآن: 2/81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عز وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا}
اختلف الناس في تفسير الفردوس، فقال قوم: الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت، وقالوا: الفردوس البستان وقالوا: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية،
والفردوس أيضا - بالسريانية، كذا لفظة فردوس. ولم نجد في أشعار العرب إلا في بيت لحسان بن ثابت.

وإن ثواب الله كل موحد= جنان من الفردوس فيها يخلّد
وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين لأنه عند أهل كل لغة كذلك، ولهذا قال حسان بن ثابت: " جنان من الفردوس ".
وقولهم: إنه البستان يحقق هذا.
والجنة أيضا في اللغة البستان، إلا أن الجنة التي يدخلها المؤمنون فيها ما يكون في البساتين، ويدل عليه قوله (وفيها ما تشتهيه الأنفس) ). [معاني القرآن: 3/315-314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} سئل أبو أمامة عن الفردوس فقال هي سرة الجنة وقال كعب هي التي فيها الأعناب
قال أبو إسحاق الفردوس البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين وكذلك هو عند أهل اللغة ولم نسمعه إلا في بيت حسان:
وإن ثواب الله كل موحد = جنان من الفردوس فيها يخلد
قرئ على جعفر بن محمد الفريابي عن قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم قال إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين ما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [معاني القرآن: 4/301-300]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خالدين فيها} [الكهف: 108] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{لا يبغون عنها حولا} [الكهف: 108] متحوّلا، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {عنها حولاً...}
تحوّلا).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا يبغون عنها حولاً} أي لا يريدون ولا يحبّون عنها تحويلاً). [مجاز القرآن: 1/416]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حولا}: تحولا). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يبغون عنها حولًا} أي تحوّلا). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}منصوب على الحال.
{لا يبغون عنها حولا} أي لا يريدون عنها تحولا،
يقال: قد حال في مكانه حولا، كما قالوا في المصادر صغر صغرا، وعظم عظما، وعادني حبها عودا.
وقد قيل أيضا: إنّ الحوال الحيلة، فيكون على هذا المعنى، لا يحتالون منزلا غيرها). [معاني القرآن: 3/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال متحولا
وقال غيره هو من الحيلة أي لا يحتالون في غيرها). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يبغون عنها حولا} أي: لا يطلبون عنها تحويلا إلى غيرها). [ياقوتة الصراط: 332]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حولا} تحويلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حِوَلاً}: تحويلاً). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] قال مجاهدٌ: للقلم يستمدّ منه للكتاب.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109] آخر مثله من باب المدّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: ولو جئنا بمثله مدادًا يستمدّ منه للقلم.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109] علمه الّذي خلق الأشياء كلّها.
وقال السّدّيّ: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] يعني: لعلم ربّي وعجائبه، {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109]، يعني: علم ربّي وعجائبه). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً}

وقال: {قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي} يقول "مداداً يكتب به" {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً} يقول: "مددٌ لكم"
وقال بعضهم {مدادا} تكتب به. ويعني بالمداد أنه مدد للمداد يمد به ليكون معه). [معاني القرآن: 2/81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددا}
{ولو جئنا بمثله مددا}.
{مددا} منصوب على التمييز، تقول: لي ملء هذا عسلا، ومثل هذا ذهبا، أي مثله من الذهب.
وقد فسرنا نصب التمييز فيما سلف من الكتاب). [معاني القرآن: 3/316-315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ذكره: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي}
قال مجاهد يعني العلم). [معاني القرآن: 4/302-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ولو جئنا بمثله مددا} قيل مددا يمعنى مدادا
وقيل هو من قولهم نحن مدد له وقرأ ابن عباس ولو جئنا بمثله مدادا). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ} [الكهف: 110] وذلك أنّ المشركين قالوا له: ما أنت إلا بشرٌ مثلنا.
فقال اللّه: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم} [الكهف: 110] ولكن: {يوحى إليّ} [الكهف: 110] وأنتم لا يوحى إليكم.
{يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] تفسير السّدّيّ يعني: فمن كان يخشى البعث.
{فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110] يقول: لا يريد بذلك غير اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يخلص له العمل، فإنّه لا يقبل إلا ما أخلص له.
حدّثني الفرات، عن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن طاوس أنّ رجلا قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/211]
يا رسول اللّه إنّي رجلٌ أقف المواقف أريد وجه اللّه وأحبّ أن يرى مكاني.
فلم يردّ عليه رسول اللّه شيئًا فنزلت هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110].
- همّامٌ وهشامٌ، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حفظ عشر آياتٍ من أوّل سورة الكهف عصم من فتنة الدّجّال».
همّامٌ عن قتادة قال: حدّثنا رجلٌ من فقهاء أهل الشّام قال: من حفظ خاتمة سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه). [تفسير القرآن العظيم: 1/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فمن كان يرجو لقاء ربّه} أي يخاف لقاء ربه. قال الهذلي:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
أي لم يخف لسعها). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا}
(فمن كان يرجو لقاء ربّه).
فيها قولان: قال بعضهم معناه فمن كان يخاف لقاء ربّه.
ومثله: {ما لكم لا ترجون للّه وقارا}
قالوا: معناه ما لكم لا تخافون للّه عظمة.
وقد قيل أيضا فمن كان يرجو صلاح المنقلب عند ربّه، فإذا رجاه خاف أيضا عذاب ربّه.
(فليعمل عملا صالحا).
وتجوز " فليعمل " بكسر اللام، وهو الأصل، ولكنه يثقل في اللفظ، ولا يكاد يقرأ به، ولو ابتدئ بغير الفاء لكانت اللام مكسورة.
تقول: ليعمل زيد بخير، فلما خالطتها الفاء، وكان بعد اللام الياء ثقلت الكسرة مع الياء.
وهي وحدها ثقيلة، ألا تراهم يقولون في فخذ فخذ). [معاني القرآن: 3/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قيل يرجو بمعنى يخاف كما قال الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها = وحالفها في بيت نوب عوامل
وقال سعيد بن جبير لقاء ربه أي ثواب ربه قال أبو جعفر وعلى هذا يكون يرجو على بابه وإذا رجا ثواب ربه خاف عقابه). [معاني القرآن: 4/303-302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال مجاهد يعني الرياء وقال سعيد بن جبير أي لا يرائي
وقال كثير بن زياد سألت الحسن عن قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا} فيمن نزلت فقال نزلت في المؤمن قلت أيكون مشركا فقال يشرك في العمل إذا عمل عملا أراد الله له والناس وذلك الذي يرد عليه). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يرجو لقاء ربه} أي يخاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]


رد مع اقتباس