عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:19 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 83 إلى 98]

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ويسألونك عن ذي القرنين} [الكهف: 83] سعيدٌ عن قتادة قال: سألت اليهود نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذي القرنين، فأنزل اللّه: {قل سأتلو عليكم منه ذكرًا} [الكهف: 83] يعني خبرًا.
وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا }

كانت اليهود سألت عن قصة ذي القرنين على جنس الامتحان.
{قل سأتلو عليكم منه ذكرا}
يقال إنه سمي ذا القرنين لأنه كانت، له ضفيرتان، ويروى عن علي عليه السلام أنه قال سمي ذا القرنين لأنه ضرب على جانب رأسه الأيمن، وجانب رأسه الأيسر، أي ضرب على قرني رأسه.
ويجوز أن يكون على مذهب أهل اللغة أن يكون سمّي ذا القرنين لأنه بلغ قطري الدنيا - مشرق الشمس ومغربها). [معاني القرآن: 3/308-307]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا}
روى أبو الطفيل أن ابن الكوا سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين أكان نبيا أو ملكا فقال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه ونصح الله فنصحه الله ضرب على قرنه الأيمن فمات فبعثه الله ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات ففيكم مثله
قال أبو جعفر وهذا أجل إسناد روى في تسميه بذي القرنين وقد قيل كانت له ضفيرتان وقيل لأنه بلغ قطري الأرض المشرق والمغرب
قال محمد بن إسحاق حدثني من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علمه إن ذا القرنين كان رجلا من أهل مصر اسمه مرزبان بن مردبه اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح قال ابن هشام واسمه الإسكندر وهو الذي بنى الإسكندرية فنسبت إليه
قال محمد بن إسحاق وقد حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي وكان رجلا قد أدرك الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب
وقال خالد سمع عمر بن الخطاب رحمة الله عليه رجلا يقول يا ذا القرنين فقال عمر اللهم غفرا أما رضيتم أن تسموا بالنبيين حتى تسميتم بالملائكة). [معاني القرآن: 4/285-283]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا مكّنّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيءٍ سببًا} [الكهف: 84] بلاغًا بحاجته في تفسير الحسن.
وقال السّدّيّ: علمًا.
وفي تفسير قتادة: علمًا، يعني: علمه الّذي أعطي.
بلغنا أنّه ملك مشارق الأرض ومغاربها). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا}

روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس قال علما والمعنى على هذا التفسير علما يصل به إلى المسير في أقطار الأرض). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سَبَباً}: طريقا). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فأتبع سببًا} [الكهف: 85] طرق الأرض ومعالمها بحاجته في تفسير الحسن.
وقال المعلّى بن هلالٍ عن أبي يحيى عن مجاهدٍ: طرق الأرض ومنازلها.
وقال السّدّيّ: علمًا، يعني: علم منازل الأرض والطّرق.
وقال قتادة: منازل الأرض ومعالمها). [تفسير القرآن العظيم: 1/201]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأتبع سبباً...}

قرئت (فأتبع) و(اتّبع) وأتبع أحسن من اتّبع، لأن اتّبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه. وإذا قلت أتبعته بقطع الألف فكأنك قفوته). [معاني القرآن: 2/158]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتبع سبباً} أي طريقاً وأثراً ومنهجاً). [مجاز القرآن: 1/413]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (السبب والحبل
السّبب أصله: الحبل.
ثم قيل لكل شيء وصلت به إلى موضع، أو حاجة تريدها: سبب.
تقول: فلان سببي إليك، أي وصلني إليك. وما بيني وبينك سبب، أي آصرة رحم، أو عاطفة مودّة.
ومنه قيل للطريق: سبب، لأنّك بسلوكه تصل إلى الموضع الذي تريده، قال عز وجل: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} أي: طريقا.
وأسباب السماء: أبوابها، لأن الوصول إلى السماء يكون بدخولها. قال الله عز وجل- حكاية عن فرعون: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ}.
وقال زهير:

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه = ولو نالَ أسبابَ السَّمَاءِ بسُلَّمِ).
[تأويل مشكل القرآن: 464]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّا مكّنّا له في الأرض وآتيناه من كلّ شيء سببا *[فاتّبع] سببا}
ويقرأ (فأتبع) أي آتيناه من كل شيء ما يبلغ به في التمكّن أقطار الأرض.
(سببا) أي علما يوصله إلى حيث يريد، كما سخر الله عزّ وجل لسليمان الريح.
ومعنى {فأتبع سببا} - واللّه أعلم - أي فاتبع سببا من الأسباب التي أوتي). [معاني القرآن: 3/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {فاتبع سببا} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال منزلا وطريقا بين المشرق والمغرب). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فأتبع سببا} أي طريقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ} [الكهف: 86] وهي تقرأ على وجهين: حمئةٍ وحاميةً.
[تفسير القرآن العظيم: 1/201]
- حدّثني المعلّى عن محمّد بن عبيد اللّه عن ابن أبي مليكة قال: مارى ابن عبّاسٍ عمرو بن العاصي في: {عينٍ حمئةٍ} [الكهف: 86] فقال ابن عبّاسٍ: {حمئةٍ} [الكهف: 86]، وقال عمرٌو: «عينٍ حاميةٍ» فجعلا بينهما كعبًا الحبر، فقال كعبٌ: نجدها في التّوراة: تغرب في ماءٍ وطينٍ كما قال ابن عبّاسٍ.
قال يحيى: يعني بالحمأة: الطّين المنتن.
ومن قرأها حاميةٍ يقول: حارّةٍ.
قال: {ووجد عندها قومًا قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب} [الكهف: 86] قال الحسن: يعني القتل.
وذلك حكم اللّه فيمن أظهر الشّرك إلا من حكم عليه بالجزية من أهل الكتاب إذا لم يسلم وأقرّ بالجزية، ومن تقبل منه الجزية اليوم.
{وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنًا} [الكهف: 86] يعني العفو.
تفسير السّدّيّ.
قال: فحكّموه فحكم بينهم، فوافق حكمه حكم اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/202]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حمئةٍ...}

... حدثني حبّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس (حمئةٍ) قال: تغرب في عين سوداء.
وكذلك قرأها ابن عباس ... حدثني سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنه قرأ (حمئةٍ)، ... حدثني محمد بن عبد العزيز عن مغيرة عن مجاهد أن ابن الزبير قرأ (حامية) وذكر بعض المشيخة عن خصيف عن أبي عبيدة (أن ابن مسعود قرأ) (حاميةٍ).
وقوله: {إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسناً} موضع أن كلتيهما نصب. ولو رفعت كان صواباً أي فإنما هو هذا أو هذا. وأنشدني بعض العرب:
فسيرا فإمّا حاجةٌ تقضيانها = وإما مقيل صالح وصديقا
ولو كان قوله: {فإمّا منّاً بعد وإمّا فداء} رفعاً كان صواباً؛ والعرب تستأنف بإمّا وإمّا. أنشدني بعض بني عكل:
ومن لا يزل يستودع الناس ماله = تربه على بعض الخطوب الودائع
ترى الناس إمّا جاعلوه وقاية = لمالهم أو تاركوه فضائع
وقايةً ووقاءهم. والنصب على افعل بنا هذا أو هذا، والرفع على هو هذا أو هذا). [معاني القرآن: 2/159-158]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {في عينٍ حمئةٍ} تقديرها: فعلةٌ ومرسة وهي مهموزة، لأن مجازها مجاز ذات حمأةٍ، قال:
تجئ بملئها يوماً ويوماً= تجئ بحمأةٍ وقليل ماء
وقال حاتم طيّ:
وسقيت بالماء النّمير ولم= أترك الأطم حمأة الجفر
النمير الماء الذي تسمن عنه الماشية. ومن لم يهمزها جعل مجازه مجاز فعلة من الحرّ الحامي وموضعها حامية). [مجاز القرآن: 1/413]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تغرب في عينٍ حمئةٍ} ذات حمأة. ومن قرأ: حامية، أراد حارة قال الشاعر يذكر ذا القرنين:
فأتي مغيب الشمس عند مآبها في عين ذي خلب وثأط حرمد
والخلب: الطين في بعض اللغات. والثّأط: الحمأة. والحرمد: الأسود). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :( {حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا}
{حتّى إذا بلغ مغرب الشّمس وجدها تغرب في عين حامية}
ويقرأ (حمئة) بالهمز فمن قرأ حمئة أراد في عين ذات حمأة، ويقال حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها، وأحمأتها - إذا ألقيت فيها الحمأة، وحمئت هي تحمأ فهي حمئة إدا صارت فيها الحمأة.
ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارّة، وقد تكون حارّة ذات حمأة.
{ووجد عندها قوما} أي عند العين.
وقوله: {قلنا يا ذا القرنين إمّا أن تعذّب وإمّا أن تتّخذ فيهم حسنا}.
أباحه اللّه - عزّ وجلّ - هذين الحكمين كما أباح محمدا - صلى الله عليه وسلم - الحكم بين أهل الكتاب أو الإعراض عنهم). [معاني القرآن: 3/309-308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}
قرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير حامية وقرأ ابن عباس حمئة
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون قال سمعت أبا حاضر يقول سمعت ابن عباس يقول كنت عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت ما نقرؤها إلا حمئة فقال لعبد الله بن عمرو كيف تقرؤها يا عبد الله بن عمرو قال كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت في بيتي يا أمير المؤمنين أنزل القرآن فأرسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال أما في العربية فأنتم أعلم بها وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب فقلت لابن عباس لو كنت عندك فرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في حمئة قال ابن عباس ما هي قلت فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين من قوله:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي = أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها = في عين ذي خلب وثاط حرمد
فقال ابن عباس ما الخلب فقال الطين بكلامهم قال وما الثاط قلت الحمأة قال وما الحرمد قلت الأسود
قال أبو جعفر فهذا تفسير الحمأة يقال حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة وحمأتها أخرجت منها الحمأة
فأما قراءة من قرأ حامية فيحتمل معنيين
أحدهما أن يكون المعنى حمئة فكأنه قال حامئة أي ذات حمأة ثم خففت الهمزة
والمعنى الآخر أن يكون بمعنى حارة ويحوز أن تكون حارة وهي ذات حمأ والله أعلم بحقيقته قال القتبي يجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبة والله أعلم بذلك). [معاني القرآن: 4/288-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا}
قال إبراهيم بن السري خيره بين هذين كما خير محمدا صلى الله عليه وسلم فقال فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم
وقال علي بن سليمان المعنى قلنا يا محمد قالوا يا ذا القرنين
قال لأن بعده قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا
فكيف يقول لربه ثم يرد إلى ربه وكيف يقول فسوف تعذبه والعبد لا يخاطب بهذا ولم يصح أن ذا القرنين نبي فيقول الله قلنا يا ذا القرنين
قال أبو جعفر وهذا موضع مشكل وليس بممتنع حذف القول والله أعلم بما أراد). [معاني القرآن: 4/289-288]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {في عين حمئة} و(حامية) فحمئة: كثيرة الحمأة، وحاميه: حارة). [ياقوتة الصراط: 329-328]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حمئة} أي ذات حمأة. ومن قرأ (حامية) أراد حارة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال أمّا من ظلم} [الكهف: 87] يعني: من الشّرك.
{فسوف نعذّبه} [الكهف: 87] يعني: القتل.
{ثمّ يردّ إلى ربّه فيعذّبه عذابًا نكرًا} [الكهف: 87] عظيمًا في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 1/202]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( {قال أمّا من ظلم فسوف نعذّبه ثمّ يردّ إلى ربّه فيعذّبه عذابا نكرا}

أي فسوف نعذّبه بالقتل وعذاب اللّه إيّاه بالنار أنكر من عذاب القتل). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة}
قرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير حامية وقرأ ابن عباس حمئة
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون قال سمعت أبا حاضر يقول سمعت ابن عباس يقول كنت عند معاوية فقرأ تغرب في عين حامية فقلت ما نقرؤها إلا حمئة فقال لعبد الله بن عمرو كيف تقرؤها يا عبد الله بن عمرو قال كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت في بيتي يا أمير المؤمنين أنزل القرآن
فأرسل معاوية إلى كعب فقال أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال أما في العربية فأنتم أعلم بها وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده إلى المغرب فقلت لابن عباس لو كنت عندك فرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في حمئة قال ابن عباس ما هي قلت فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين من قوله:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي = أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها = في عين ذي خلب وثاط حرمد
فقال ابن عباس ما الخلب فقال الطين بكلامهم قال وما الثاط قلت الحمأة قال وما الحرمد قلت الأسود
قال أبو جعفر فهذا تفسير الحمأة يقال حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة وحمأتها أخرجت منها الحمأة
فأما قراءة من قرأ حامية فيحتمل معنيين
أحدهما أن يكون المعنى حمئة فكأنه قال حامئة أي ذات حمأة ثم خففت الهمزة
والمعنى الآخر أن يكون بمعنى حارة
ويحوز أن تكون حارة وهي ذات حمأ والله أعلم بحقيقته قال القتبي يجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبة والله اعلم بذلك). [معاني القرآن: 4/288-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وروى معمر عن قتادة في قوله جل وعز: {فسوف نعذبه} قال بالقتل). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا} لأن عذاب الآخرة أنكر من القتل). [معاني القرآن: 4/290-289]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وأمّا من آمن وعمل صالحًا فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قال: {فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] قال: هي لا إله إلا اللّه، أي: الحسنى: هي لا إله إلا اللّه.
سفيان عن أبي هاشمٍ صاحب الرّمّان عن مجاهدٍ قال: الجنّة.
وقال السّدّيّ: {فله جزاءً الحسنى} [الكهف: 88] يعني: العفو.
{وسنقول له من أمرنا} [الكهف: 88] ما صحبناه في الدّنيا وصحبنا.
[تفسير القرآن العظيم: 1/202]
{يسرًا} [الكهف: 88] يعني العارف.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: {من أمرنا يسرًا} [الكهف: 88] معروفًا وهو واحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فله جزاء الحسنى...}

أي فله جزاء الحسنى نصبت الجزاء على التفسير وهذا مما فسّرت لك. وقوله: {جزاء الحسنى} مضاف. وقد تكون الحسنى حسناته فهو جزاؤها. وتكون الحسنى الجنة، تضيف الجزاء إليها، وهي هو، كما قال {حقّ اليقين} و{دين القيّمة} {ولدار الآخرة خيرٌ} ولو جعلت (الحسنى) رفعاً وقد رفعت الجزاء ونوّنت فيه كان وجهاً. ولم يقرأ به أحد.
فتكون كقراءة مسروق {إنّا زيّنا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} فخفض الكواكب ترجمة عن الزينة). [معاني القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأمّا من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا}
{وأمّا من آمن وعمل صالحا فله [جزاء] الحسنى}
وتقرأ {جزاء الحسنى}، المعنى فله الحسنى جزاء، وجزاء مصدر موضوع في موضع الحال.
المعنى فله الحسنى مجزيّا بها جزاء.
ومن قرأ {جزاء الحسنى}، أضاف جزاء إلى الحسنى.
وقد قرئ بهما جميعا.
{وسنقول له من أمرنا يسرا} أي نقول له قولا جميلا). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى} قيل الحسنى ههنا الجنة ويقرأ فله جزاء الحسنى
أي الإحسان). [معاني القرآن: 4/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وسنقول له من أمرنا يسرا} أي قولا جميلا). [معاني القرآن: 4/290]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أتبع سببًا} [الكهف: 89] طرق الأرض ومعالمها لحاجته على ما وصفت من تفسيرهم فيها). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ( {ثم اتبع سببا}: طريقا وأثرا).
[غريب القرآن وتفسيره: 233]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ أتبع سببا}
أي سببا آخر مما يوصله إلى قطر من أقطار الأرض). [معاني القرآن: 3/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: (ثم اتبع سببا) ويقرأ {ثم أتبع} بقطع الألف أي سببا من الأسباب التي تؤديه إلى أقطار الأرض
قال الأصمعي يقال أتبعت القوم بقطع الألف أي لحقتهم واتبعتهم بوصل الألف إذا مررت في آثارهم وإن لم تلحقهم). [معاني القرآن: 4/291-290]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({حتّى إذا بلغ مطلع الشّمس وجدها تطلع على قومٍ لم نجعل لهم من دونها سترًا} [الكهف: 90] سعيدٌ عن قتادة قال: ذكر لنا أنّهم كانوا في مكانٍ لا يستقرّ عليهم البناء وأنّهم يكونون في أسرابٍ لهم حتّى إذا زالت عنهم الشّمس خرجوا في معائشهم وحروثهم.
وقال الحسن: إذا طلعت الشّمس انسربوا في البحر فكانوا فيه حتّى تغيب الشّمس، فإذا غابت الشّمس خرجوا فتسوّقوا وتبايعوا في أسواقهم وقضوا حوائجهم باللّيل). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّم نجعل لّهم مّن دونها ستراً...}

يقول: لا جبل ولا ستر ولا شجر؛ هم عراة). [معاني القرآن: 2/159]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا بلغ مطلع الشّمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا }
أي: لم نجعل لهم شيئا يظلهم من سقف ولا لباس). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا}
أي ليس لهم بنيان ولا قمص
قال الحسن إذا طلعت نزلوا الماء حتى تغرب
فأما معنى كذلك فقيل فيه حكمهم كحكم الذين تغرب عليهم الشمس أي هم كأولئك). [معاني القرآن: 4/291]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرًا} [الكهف: 91] أي: هكذا كان ما قصّ من أمر ذي القرنين). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {كذلك} يجوز أن يكون وجدها تطلع على قوم كذلك القبيل الذين كانوا عند مغرب الشمس، وأن حكمهم حكم أولئك).
[معاني القرآن: 3/310]


تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ثمّ أتبع سببًا} [الكهف: 92] طرق الأرض ومعالمها لحاجته في تفسير الحسن.
سعيدٌ عن قتادة قال: جبلان، يعني بين الجبلين). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {ثمّ أتبع سببا}
أي سببا ثالثا مما يبلغه قطرا من أقطار الأرض). [معاني القرآن: 3/310]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولا} [الكهف: 93] كلام غيرهم.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {لا يكادون يفقهون قولا} [الكهف: 93] لا يفقه أحدٌ كلامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/203]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {بين السّدّين} مضموم إذا جعلوه مخلوقاً من فعل الله وإن كان من فعل الآدميين فهو سدّ، مفتوح). [مجاز القرآن: 1/414]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {السدين}: قال بعض المشيخة. ما كان من فعل الله فهو سد. وقرؤا التي في يسين سدا {ومن خلفهم سدا}
وما كان من فعل الناس فهو سد. وقال قوم هما لغتان بمعنى واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 234-233]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بين السّدّين} أي بين الجبلين. ويقال للجبل: سدّ). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حتّى إذا بلغ بين السّدّين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا}
{حتّى إذا بلغ بين السّدّين}
ويقرأ {بين السّدّين}. وقيل ما كان مسدودا خلقة فهو سدّ، وما كان من عمل الناس فهو سدّ.
وقوله: {وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا}.
ويقرأ يفقهون، فمعناه لا يكادون يفهمون). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين} ويقرأ (السدين)
وقد فرق بينهما أبو عمرو وجماعة من أهل اللغة
فقال بعضهم السد ما كان من صنع الله والسد بالفتح ما كان من صنع الآدميين وقيل السد ما رأيته والسد ما ستر عينيك والصحيح في هذا ما قاله الكسائي أنهما لغتان بمعنى وإن زيد في هذا قيل السد المصدر والسد الاسم). [معاني القرآن: 4/292-291] (م)

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض} [الكهف: 94] يعني: قاتلين النّاس في الأرض.
تفسير السّدّيّ.
يعني أرض العرب، أرض الإسلام.
{فهل نجعل لك خرجًا} [الكهف: 94] قال قتادة: جعلا). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يأجوج ومأجوج...}

همزهما عاصم ولم يهمزهما غيره [وقوله: {فهل نجعل لك خرجاً}] الخراج الاسم الأوّل. والخرج كالمصدر كأنه الجعل). [معاني القرآن: 2/159]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {يأجوج ومأجوج} لا ينصرفان، وبعضهم يهمز ألقيهما وبعضهم لا يهمزها، قال رؤبة:
لو أن يأجوج ومأجوج معا= وعاد عادٌ واستجاشوا نبّعا
فلم يصرّفها). [مجاز القرآن: 1/414]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سدّاً}
وقال: {يأجوج ومأجوج} فهمز وجعل الألف من الأصل وجعل "يأجوج" من "يفعول" و"مأجوج" [من] "مفعول" والذي لا يهمز يجعل الألفين فيهما زائدتين ويعجلهما من فعل مختلف ويجعل "ياجوج" من "يججت" وماجوج من "مججت"). [معاني القرآن: 2/80]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا ذا القرنين إنّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا}
وتقرأ بالهمز في يأجوج ومأجوج، ويقرأ بغير همز، وهما اسمان أعجميان لا ينصرفان لأنهما معرفة.
وقال بعض أهل اللغة: من همز كأنّه يجعله من أجّة الحرّ، ومن قوله: {ملح أجاج}.
وأجّة الحر شدته وتوقده.
ومن هذا قولهم أجّجت النّار ويكون التقدير في يأجوج يفعول، وفي مأجوج مفعول، وجائز أن يكون ترك الهمز على هذا المعنى، ويجوز أن يكون " ماجوج " فاعول، وكذلك ياجوج، وهذا لو كان الاسمان عربيين لكان هذا اشتقاقهما، فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية.
وقوله: {فهل نجعل لك خرجا}.
وتقرأ (خراجا). فمن قرأ خرجا، فالخرج الفيء -، والخراج الضريبة وقيل الجزية، والخراج عند النحويين الاسم لما يخرج من الفرائض في الأموال، والخرج المصدر.
وقوله عزّ وجلّ: {على أن تجعل بيننا وبينهم سدّا}.
أي تجعل بيننا وبين يأجوج وماجوج). [معاني القرآن: 3/310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا} ويقرأ (خراجا)
قال الفراء الخرج المصدر والخراج الاسم
وروى معمر عن قتادة خرجا قال عطية
وكذلك هو في اللغة يقال لك عندي خرج أي عطية وجعل والخراج هو المتعارف وإن كان أصله من ذا). [معاني القرآن: 4/293-292]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {خرجا} الخرج على الرؤوس، والخراج على الأرضين). [ياقوتة الصراط: 329]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({على أن تجعل بيننا وبينهم سدًّا {94} قال ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ} [الكهف: 94-95] من جعلكم.
{فأعينوني بقوّةٍ} [الكهف: 95] يعني عددًا من الرّجال في تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما مكّنّي...}

أدغمت نونه في النون التي بعدها. وقد ذكر عن مجاهد (ذكره أبو طلحة الناقط ما يحضرني عن غيره) قال: (ما مكّنني) بنونين ظاهرتين وهو الأصل). [معاني القرآن: 2/159]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ فأعينوني بقوّةٍ أجعل بينكم وبينهم ردماً}
وقال: {ما مكّنّي فيه ربّي خيرٌ} فادغم ورفع بقوله: {خيرٌ} لأن {ما مكّنّي} اسم مستأنف). [معاني القرآن: 2/80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الردم}: شبه الحائط). [غريب القرآن وتفسيره: 234]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ما مكّنّي فيه ربّي خير فأعينوني بقوّة أجعل بينكم وبينهم ردما}
ويجوز.. ما مكنني بنونين، أي الذي مكنني فيه ربّي خير لي مما يجعلون لي من الخراج.
فمن قرأ (مكني) أدغم النون في النون لاجتماع النونين.
ومن قرأ (مكنني) بنونين أظهر النونين لأنهما من كلمتين.
الأولى من فعل والثانية تدخل مع الاسم المضمر.
وقوله: {فأعينوني بقوّة} أي بعمل تعملونه معي لا بمال
{أجعل بينكم وبينهم ردما} والردم في اللغة أكثر من السد، لأنّ الردم ما جعل بعضه على بعض يقال: ثوب مردّم، إذا كان قد رقع رقعة فوق رقعة). [معاني القرآن: 3/311-310]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال ما مكني فيه ربي خير} أي خير مما بذلتم لي). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما} والردم في اللغة أكثر من السد لأنه شيء متكاثف بعضه على بعض وروى عطاء الخراساني عن ابن عباس بين السدين الجبلين أرمينية وأذربيجان). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الرَّدْم): السد، الحائط). [العمدة في غريب القرآن: 192]

تفسير قوله تعالى: {آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أجعل بينكم وبينهم ردمًا {95} آتوني} [الكهف: 95-96] أعطوني.
{زبر الحديد} [الكهف: 96] قطع الحديد.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ قال: قطع الحديد.
{حتّى إذا جعله نارًا} [الكهف: 96] يعني: أحماه بالنّار.
قال: {آتوني} [الكهف: 96] أعطوني.
{أفرغ عليه قطرًا} [الكهف: 96] فيها تقديمٌ.
أعطوني قطرًا أفرغ عليه.
والقطر: النّحاس.
فجعل أساسه الحديد، وجعل ملاطه النّحاس ليلزمه.
تفسير قتادة.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ رجلا قال: يا رسول اللّه قد رأيت سدّ يأجوج ومأجوح قال: «انعته لي».
فقال: هو كالبرد المحبّر، طريقةٌ سوداء وطريقةٌ حمراء.
قال: «قد رأيته»). [تفسير القرآن العظيم: 1/204]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى إذا ساوى بين الصّدفين...}

و(الصّدفين) و(الصّدفين) ساوى وسوّى بينهما واحد.
[قوله: {آتوني أفرغ عليه}]: قرأ حمزة والأعمش (قال أتوني) (مقصورة) فنصبا القطر بها وجعلاها (من جيئوني) و(آتوني) أعطوني. إذا طوّلت الألف كان جيّدا {آتنا غداءنا}:
آتوني قطرا أفرغ عليه. وإذا لم تطوّل الألف أدخلت الياء في المنصوب فقلت ائتنا بغدائنا. وقول حمزة والأعمش صواب جائز من وجهين. يكون مثل قولك: أخذت الخطام وأخذت بالخطام. ويكون على ترك الهمزة الأولى في (آتوني) فإذا أسقطت الأولى همزت الثانية). [معاني القرآن: 2/160-159]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {زبر الحديد} أي قطع الحديد واحدتها زبرة.
{بين الصّدفين} فبعضهم يضمها وبعضهم يفتحها ويحرّك الدال، ومجازهما ما بين الناحيتين من الجبلين، وقال:
قد أخذت ما بين عرض الصّدفين= ناحيتيها وأعالي الرّكنيين
{أفرغ عليه قطراً} أي أصبّ عليه حديداً ذائباً، قال:
حساماً كلون الملح صافٍ حديده= جرازاً من أقطار الحديد المنعّت
جمع قطرٍ، وجعله قوم الرّصاص النّقر). [مجاز القرآن: 1/415-414]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {زبر الحديد}: واحده زبرة وهي القطعة العظيمة.
{بين الصدفين}: جنبي الجبل وقد قرئت الصدفين.
{أفرغ عليه قطرا}: أي نحاسا). [غريب القرآن وتفسيره: 234]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {زبر الحديد} قطعه. واحدها: زبرة. والزّبر: القطع.
و(القطر) النّحاس). [تفسير غريب القرآن: 270]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {آتوني زبر الحديد حتّى إذا ساوى بين الصّدفين قال انفخوا حتّى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا }
أي قطع الحديد، وواحد الزبر زبرة، وهى القطعة العظيمة.
وقوله: {حتّى إذا ساوى بين الصّدفين} وتقرأ الصّدفين والصّدفين، وهما ناحيتا الجبل.
وقوله: {قال انفخوا}.
وهو أن أخذ قطع الحديد العظام وجعل بينها الحطب والفحم ووضع عليها المنافيخ حتى إذا صارت كالنار، وهو قوله: (حتّى إذا جعله نارا).
والحديد إذا أحمي بالفحم والمنفاخ صار كالنّار.
وقوله: {آتوني أفرغ عليه قطرا} المعنى: أعطوني قطرا وهو النحاس.
فصب النحاس المذاب على الحديد الذي قد صار كالزيت فاختلط ولصق بعضه ببعض حتى صار جبلا صلدا من حديد ونحاس.
ويقال إنه بناحية أرمينية). [معاني القرآن: 3/312-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {آتوني زبر الحديد الزبر} القطع الكبار من الحديد). [معاني القرآن: 4/294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {حتى إذا ساوى بين الصدفين} روى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال الجبلين). [معاني القرآن: 4/294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال انفخوا حتى إذا جعله نارا}
قيل جعل قطع الحديد وجعل بينهما الحطب والفحم وأوقد عليها والحديد إذا أوقد عليه صار كالنار فذلك قوله: {حتى إذا جعله نارا}
ثم أذاب الصفر فأفرغه عليه فذلك قوله تعالى: {قال آتوني أفرغ عليه قطرا} أي أعطوني قطرا أفرغ عليه ومن قرأ ائتوني فالمعنى عنده تعالوا أفرغ عليه نحاسا). [معاني القرآن: 4/294-295]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {زبر الحديد} أي: قطع الحديد، واحدها: زبرة). [ياقوتة الصراط: 329]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بين الصدفين} يعني جانبي الجبل). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{سآوي} وسوى: بمعنى واحد). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {عليه قطرا} قال القطر: النحاس). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {زُبَرَ الحديد}: قطع.
{الصَّدَفيْن}: جانبا الجبل.
{قِطْراً}: نحاسا). [العمدة في غريب القرآن: 193-192]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فما اسطاعوا أن يظهروه} [الكهف: 97] من فوقه أو يظهروا عليه.
[تفسير القرآن العظيم: 1/204]
{وما استطاعوا له نقبًا} [الكهف: 97] من أسفله، وهذا تفسير قتادة.
وقال السّدّيّ: {أن يظهروه} [الكهف: 97] يعني: يرتقوه فيعلوه.
- سعيدٌ عن قتادة عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ يأجوج ومأجوج يخرقونه كلّ يومٍ حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا.
فيعيده اللّه كأشدّ ما كان.
حتّى إذا بلغت مدّتهم وأراد اللّه أن يبعثهم على النّاس حفروا، حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس، قال الّذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه إن شاء اللّه غدًا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه، فيخرجون على النّاس فينشفون المياه ويتحصّن النّاس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم إلى السّماء فترجع كهيئة الدّماء فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السّماء،
فيبعث اللّه عليهم نغفًا في أقفائهم فيقتلهم بها.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده إنّ دوابّ الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم شكرًا»). [تفسير القرآن العظيم: 1/205]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما استطاعوا أن يظهروه} أي أن يعلوه، ويقال: ظهرت فوق الجبل وفوق البيت، أي علوته). [مجاز القرآن: 1/415]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً}
وقال: {فما اسطاعوا} لأن لغة للعرب تقول "اسطاع" "يسطيع" يريدون به "استطاع" "يستطيع" ولكن حذفوا التاء إذا جامعت الطاء لأن مخرجهما واحد وقال بعضهم "استاع" فحذف الطاء لذلك وقال بعضهم "أسطاع" "يسطيع" فجعلها من القطع كأنها "أطاع" "يطيع" فجعل السين عوضا عن إسكان الياء). [معاني القرآن: 2/80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {أن يظهروه}: أي يعلوه). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي يعلوه. يقال: ظهر فلان السّطح، أي علاه). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا}
أي ما قدروا أن يعلو عليه لارتفاعه واملساسه وما استطاعوا أن ينقبوه.
وقوله: {فما اسطاعوا} بغير تاء أصلها استطاعوا بالتاء، ولكن التاء والطاء من مخرج واحد، فحذفت التاء لاجتماعهما ويخف اللفظ، ومن العرب من يقول: فما استاعوا بغير طاء،
ولا تجوز القراءة بها.
ومنهم من يقول: فما اسطاعوا بقطع الألف، المعنى فما أطاعوا، فزادوا السين.
قال الخليل وسيبويه: زادوهما عوضا من ذهاب حركة الواو، لأن الأصل في أطاع أطوع.
فأمّا من قرأ فما اسطاعوا - بإدغام السين في الطاء - فلاحن مخطئ.
زعم ذلك النحويون، الخليل ويونس وسيبويه، وجميع من قال بقولهم. وحجتهم في ذلك أن السين ساكنة فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين.
ومن قال: اطرح حركة التاء على السين فأقول: فما اسطاعوا فخطأ أيضا، لأن سين استفعل لم تحرك قط). [معاني القرآن: 3/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قال جل اسمه {فما اسطاعوا أن يظهروه} أي أن يعلوا عليه لطوله واملاسه
يقال ظهرت على السطح أي علوت عليه
قال كعب فهم يعالجون فيه كل يوم فإذا أمسوا قالوا غدا ننقضه ولا يوفق لهم أن يقولوا إن شاء الله فإذا أذن الله في إخراجهم قالوا إن شاء الله فينقضونه فيخرجون فيشرب أولهم دجله والفرات حتى يمر آخرهم فيقول قد كان هاهنا مرة ماء ويتأذى بهم أهل الأرض ويدعو عليهم عيسى صلى الله عليه وسلم فيهلكون). [معاني القرآن: 4/295]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أن يظهروه} أن يعلوا عليه بالتسلق). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {نقبا} أي: ثقبا). [ياقوتة الصراط: 330]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :{اسطاعوا} واستطاعوا واحد، أي: ما قدروا). [ياقوتة الصراط: 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أن يظهروه} أي يعلوه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَظْهَرُوهُ}: يعلوه). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال هذا رحمةٌ من ربّي فإذا جاء وعد ربّي} [الكهف: 98] يعني: خروجهم.
{جعله دكّاء} [الكهف: 98] سعيدٌ، عن قتادة قال: يعني الجبلين، أي: يعفر بعضه على بعضٍ.
قال يحيى: يعني السّدّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: دكّاء ممدودةً، أي: أرضٌ مستويةٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/205]
{وكان وعد ربّي حقًّا} [الكهف: 98]
- ابن لهيعة، عن عبد الرّحمن بن زيادٍ، عن سعد بن مسعودٍ، عن رجلين حدّثا أنّ عقبة بن عامرٍ الجهنيّ حدّثهما، قال: كان يومي الّذي كنت أخدم فيه النّبيّ، فخرجت من عنده فإذا أنا برجالٍ من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتبٌ، فقالوا: استأذن لنا على رسول اللّه.
فانصرفت إليه فأخبرته بمكانهم، فقال: " ما لي ولهم يسألونني عمّا لا أدري، إنّما أنا عبدٌ لا أعلم إلا ما علّمني اللّه.
ثمّ قال: أبلغني وضوءًا فأتيته بوضوءٍ، فتوضّأ ثمّ قام إلى المسجد في بيته فركع ركعتين، فما انصرف حتّى بدا لي السّرور في وجهه ثمّ انصرف، فقال: أدخلهم ومن وجدت بالباب من أصحابي.
فأدخلتهم، فلمّا وقفوا عليه قال: إن شئتم أخبرتكم بما أردتم أن تسألوني عنه قبل أن تتكلّموا، وإن شئتم سألتم وأخبرتكم.
قالوا: بل أخبرنا بما جئنا له قبل أن نتكلّم.
قال: جئتم تسألوني هكذا عن ذي القرنين، وسوف أخبركم كما تجدونه في كتبكم مكتوبًا.
إنّ أوّل أمره أنّه كان غلامًا من الرّوم وأعطي ملكًا، فسار حتّى أتى أرض مصر فبنى عندها مدينةً يقال لها: الإسكندريّة، فلمّا فرغ من بنيانها، أتاه ملكٌ فعرج به حتّى استقلّه فرفعه ثمّ قال: انظر ما تحتك.
قال: أرى مدينتي وأرى مدائن معها.
ثمّ عرج به فقال: انظر.
فقال: قد اختلطت مدينتي مع المدائن.
ثمّ زاد فقال: انظر.
فقال: أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها.
فقال الملك: إنّما تلك أرضٌ كلّها، وهذا السّواد البحر، وإنّما أراد اللّه أن يريك الأرض وقد جعل لك سلطانًا فيها، فسر في الأرض، فعلّم الجاهل، وثبّت العالم.
فسار حتّى بلغ مغرب الشّمس، ثمّ سار حتّى بلغ مطلع الشّمس، ثمّ أتى السّدّين وهما جبلان ليّنان يزلق عنهما كلّ شيءٍ، فبنى السّدّ فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قومًا، وجوههم كوجوه الكلاب، ثمّ قطعهم فوجد أمّةً قصارًا يقاتلون الّذين وجوههم كوجوه الكلاب، ثمّ مضى فوجد أمّةً من الغرانيق يقاتلون القوم القصار، ثمّ مضى فوجد أمّةً من الحيّات تلتقم الحيّة منها الصّخرة
العظيمة، ثمّ أفضى إلى البحر المدير بالأرض.
فقالوا: نحن نشهد أنّ أمره كان هكذا وإنّا نجده في كتابنا هكذا ".
[تفسير القرآن العظيم: 1/206]
- عاصم بن حكيمٍ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابرٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: إنّ من بعد يأجوج ومأجوج لثلاث أممٍ لا يعلم عدّتهم إلا اللّه هاويل وتارس ومنسك.
- سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي الطّفيل أنّ عليًّا سئل عن ذي القرنين، فقال: لم يكن ملكًا ولا نبيًّا، ولكنّه كان عبدًا صالحًا ناصح اللّه فنصحه، دعا قومه إلى الإيمان فلم يجيبوه، فضربوه على قرنه فقتلوه.
فأحياه اللّه، ثمّ دعا قومه أيضًا فضربوه على قرنه فقتلوه.
فأحياه اللّه فسمّي ذا القرنين.
- الحسن بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عروة، عن ابن مسعودٍ الثّقفيّ قال: حدّثني ابن أخي أو ابن عمّي قال: قلت لعبد اللّه بن عمرٍو: يأجوج ومأجوج الأذرع هم أم الأشبار؟ قال: يابن أخي ما أجد من ولد آدم بأعظم منهم ولا أطول، ولا يموت الميّت منهم حتّى يولد له ألفٌ فصاعدًا.
قال: فقلت ما طعامهم؟ قال: هم في ماءٍ ما شربوا، وفي شجرٍ ما هضموا، وفي نساءٍ ما نكحوا.
يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه قال: بلغني أنّ هؤلاء التّرك ممّا سقط من دون الرّوم من ولد يأجوج ومأجوج.
- صاحبٌ له، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: يخرج يأجوج ومأجوج يموجون في الأرض فيفسدون فيها ثمّ قرأ عبد اللّه: {وهم من كلّ حدبٍ ينسلون} [الأنبياء: 96].
ثمّ يبعث اللّه عليهم دابّةً مثل النّغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون منها.
قال: فتنتن الأرض منهم فتجأر إلى اللّه فيرسل اللّه ماءً فيطهّر الأرض منهم.
أبو أميّة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي الضّيف، عن كعبٍ قال: إنّ يأجوج ومأجوج ينقّرون كلّ يومٍ بمناقيرهم في السّدّ فيشرعون فيه فإذا أمسوا قالوا: نرجع غدًا فنفرغ منه، فيصبحون وقد عاد كما كان، فإذا أراد اللّه خروجهم قذف على ألسن بعضهم الاستثناء فقال: نرجع غدًا إن شاء اللّه فنفرغ منه، فيصبحون
[تفسير القرآن العظيم: 1/207]
وهو كما تركوه، فينقّبونه ويخرجون على النّاس، فلا يأتون على شيءٍ
إلا أفسدوه.
فيمرّ أوّلهم على البحيرة فيشربون ماءها، ويمرّ أوسطهم فيلحسون طينها، ويمرّ آخرهم فيقول: قد كان هاهنا مرّةً ماءٌ، فيقهرون النّاس ويفرّ النّاس منهم في البرّيّة والجبال فيقولون: قد قهرنا أهل الأرض فهلمّوا إلى أهل السّماء.
فيرمون نبالهم إلى السّماء فترجع تقطر دمًا فيقولون: قد فرغنا من أهل الأرض وأهل السّماء، فيبعث اللّه عليهم أضعف خلقه: النّغف، دودةً تأخذهم في رقابهم فتقتلهم حتّى تنتن الأرض من جيفهم، ويرسل اللّه الطّير فتنقل جيفهم إلى البحر.
ثمّ يرسل اللّه السّماء فيطهّر الأرض، وتخرج الأرض زهرتها وبركتها ويتراجع النّاس حتّى إنّ الرّمّانة لتشبع السّكن.
قيل: وما السّكن؟ قال: أهل البيت.
وتكون سلوةً من عيشٍ.
فبينما النّاس كذلك إذ جاءهم خبرٌ أنّ ذا السّويقتين صاحب الجيش قد غزا البيت.
فيبعث اللّه جيشًا فلا يصلون إليهم ولا يرجعون إلى أصحابهم حتّى يبعث اللّه ريحًا طيّبةً يمانيّةً من تحت العرش.
فتكفت روح كلّ مؤمنٍ، ثمّ لا أجد مثل السّاعة إلا كرجلٍ أنتج مهرًا له فهو ينتظر متى يركبه.
فمن تكلّف من أمر السّاعة ما وراء هذا فهو متكلّفٌ.
عاصم بن حكيمٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابرٍ، عن عطاء بن يزيد عن بعض من أدرك، أنّ عيسى ابن مريم يقتل الدّجّال بباب لدٍّ أو عندها، فبينما النّاس كذلك إذ أوحى اللّه إلى عيسى أنّي قد أخرجت عبادًا لي لا يدين لأحدٍ بقتالهم فاحرز عبادي إلى الطّور.
ويبعث اللّه يأجوج ومأجوج وهم كما قصّ: {وهم من كلّ حدبٍ ينسلون} [الأنبياء: 96].
فيمرّ أوّلهم على بحيرة طبريّة فيشربون ما فيها ويمرّ آخرهم فيقولون: قد كان بهذه ماءٌ مرّةً، ويسيرون حتّى ينتهوا إلى جبل الخمر لا يعدونه فيقول بعضهم لبعضٍ: قد قتلنا من في الأرض إلا من دان لنا، فهلمّوا فلنقتل من في السّماء.
فيرمون بنشابهم نحو السّماء فيردّها اللّه مخضوبةً دماءً، ويحصرون نبيّ اللّه عيسى وأصحابه.
فبينما هم كذلك إذ رغبوا
[تفسير القرآن العظيم: 1/208]
إلى اللّه، فأرسل عليهم النّغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ.
ويهبط نبيّ اللّه وأصحابه فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلا ملأه زهمهم ونتنهم ودماؤهم.
فيرغب عيسى ومن معه إلى اللّه، فيرسل عليهم طيرًا كأعناق البخت فتلقيهم في المهيل.
قلت: يا أبا زيدٍ وأين المهيل؟ قال: مطلع الشّمس.
- سعيدٌ عن قتادة أنّ أبا سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليحجّنّ البيت وليعمرنّ بعد خروج يأجوج ومأجوج»). [تفسير القرآن العظيم: 1/209]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {جعله دكّاء...}

... حدثني قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن الشّعبيّ عن الربيع بن خيثم الثوريّ أن رجلا قرأ عليه (دكّاً) فقال (دكّاء) فخّمها. ... يعني: أطلها). [معاني القرآن: 2/160]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {جعله دكّاء} أي تركه مدكوكاً أي ألزقه بالأرض، ويقال: ناقة دكّاء أي لا سنام لها مستوية الظهر، قال الأغلب:
هل غير غارٍ دكّ غاراً فانهدم والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك (جعله دكّاً) أي مدكوكاً). [مجاز القرآن: 1/416-415]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال هذا رحمةٌ مّن رّبّي فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء وكان وعد ربّي حقّاً}
وقال: {هذا رحمةٌ مّن رّبّي} أي: هذا الرّدم رحمة من ربي). [معاني القرآن: 2/80]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {جعله دكا}: ملزقا بالأرض. يقال ناقة دكاء أي لا سنام لها). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعله دكّاء} أي ألصقه بالأرض. يقال: ناقة دكاء: إذا لم يكن لها سنام). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال هذا رحمة من ربّي فإذا جاء وعد ربّي جعله دكّاء وكان وعد ربّي حقّا}
أي هذا التمكين الذي أدركت به السّدّ رحمة من ربي.
{فإذا جاء وعد ربّي جعله [دكّا] وكان وعد ربّي حقّا}.
وتقرأ (دكاء)، على فعلاء - يا هذا - والذكاء والذكاء، كل ما انسبط من الأرض من مرتفع.
يعنى أنه إذا كان يوم القيامة، أو في وقت خروج يأجوج ومأجوج صار هذا الجبل دكّا.
والدليل على أن هذا الجبل يصير دكّا قوله:{وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّة واحدة } ). [معاني القرآن: 3/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال هذا رحمة من ربي} أي هذا التمكين رحمة من ربي ثم قال تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء} أي لاصقا بالأرض يقال ناقة دكاء أي لا سنام لها). [معاني القرآن: 4/296]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دكاء} أي: ملتصقا بالأرض، أي: متهدما متهشما، ودكا: مثله). [ياقوتة الصراط: 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دَكّاءَ}: ملصقاً بالأرض). [العمدة في غريب القرآن: 193]


رد مع اقتباس