عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 07:01 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 32 إلى 45]

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) }


تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وحففناهما بنخلٍ} مجازه: اطفناهما وحجزناهما من جوانبهما قال الطّرمّاح:

تظلّ بالأكمام محفوفةً.......ترمقها أعين جرّامها).
[مجاز القرآن: 1/402]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واضرب لهم مّثلاً رّجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً * كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم مّنه شيئاً وفجّرنا خلالهما نهراً * وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً}
وقوله: {واضرب لهم مّثلاً رّجلين} وقال: {وكان له ثمرٌ} وإنّما ذكر الرجلين في المعنى وكان لأحدهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.
وقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها} فجعل الفعل واحد ولم يقل "آتتا" لأنه جعل ذلك لقوله: {كلتا} في اللفظ. ولو جعله على معنى قوله: {كلتا} لقال: "آتتا"). [معاني القرآن: 2/77]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {وحففناهما بنخل}: أي أحطناهما). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا }
كان المشركون سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بمشورة اليهود عليهم أن يسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قصة أصحاب الكهف وعن الروح وعن هذين الرجلين، فأعلمه اللّه الجواب وأنه مثل له عليه السلام وللكفار، ومثل لجميع من آمن باللّه وجميع من عَند عنه وكفر به، فقال تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعناب وحففناهما بنخل}.
{رجلين} منصوب على معنى المفعول على معنى واضرب لهم مثلا مثل رجلين.
{وحففناها بنخل} أي جعلنا النخل مطيفا بهما، يقال: قد حفّ القوم بزيد إذا كانوا مطيفين به.
(وجعلنا بينهما زرعا).
فأعلم اللّه أن عمارتهما كاملة متصلة لا يفصل بينهما إلا عمارة، وأعلمنا أنهما كاملتان في تأدية حملهما من نخلهما وأعنابهما والزرع الذي بينهما.
فقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّرنا خلالهما نهرا } ). [معاني القرآن: 3/284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب}
يروى أن اليهود قالوا سلوه عن أصحاب الكهف وعن الروح وعن رجلين فأنزل الله عز وجل هذا وجعله مثلا لجميع الناس). [معاني القرآن: 4/238-237]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وحففناهما بنخل} أي حوطناهما به وقد حف القوم بفلان إذا حدقوا). [معاني القرآن: 4/238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وجعلنا بينهما زرعا} فأخبر أنه ليس بينهما إلا عمران). [معاني القرآن: 4/238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حَفَفْناهما}: حفظناهما). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعًا * كلتا الجنّتين آتت أكلها} أطعمت ثمرتها.
قال: {ولم تظلم منه شيئًا} قال قتادة والسّدّيّ: أي: ولم تنقص منه شيئًا.
{وفجّرنا خلالهما نهرًا} بينهما نهرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/185]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كلتا الجنّتين آتت أكلها...}

ولم يقل: آتتا. وذلك أن (كلتا) ثنتان لا يفرد واحدتهما، وأصله كلّ كما تقول للثلاثة: كلّ: فكان القضاء أن يكون للثنتين ما كان للجمع، لا أن يفرد للواحدة شيء فجاز توحيده على مذهب كلّ. وتأنيثه جائز للتأنيث الذي ظهر في كلتا. وكذلك فافعل بكلتا وكلا وكلّ إذا أضفتهنّ إلى معرفة وجاء الفعل بعدهن، فاجمع ووحّد.
من التوحيد قوله: {وكلّهم آتيه يوم القيامة فرداً} ومن الجمع {وكلٌّ أتوه داخرين} و(آتوه) مثله. وهو كثير في القرآن وسائر الكلام.
قال الشاعر:
وكلتاهما قد خطّ لي في صحيفتي.......فلا العيش أهواه ولا الموت أروح
وقد تفرد العرب إحدى كلتا وهم يذهبون بإفرادها إلى اثنتيها،
أنشدني بعضهم:
في كلت رجليها سلامي واحده.......كلتاهما مقرونة بزائده
يريد بكلت كلتا.
والعرب تفعل ذلك أيضاً في (أيّ) فيؤنثون ويذكّرون، والمعنى التأنيث، من ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت} ويجوز في الكلام بأيّة أرض.
ومثله {في أي صورة} يجوز في الكلام في أيّة صورة.
وقال الشاعر:
بأيّ بلاء أم بأيّة نعمة.......يقدّم قبلي مسلم والمهلّب
ويجوز أيّتهما قال ذاك. وقالت ذاك أجود. فتذكّر وقد أدخلت الهاء، تتوهّم أنّ الهاء ساقطة إذا جاز للتأنيث {بأيّ أرضٍ تموت} وكذلك يجوز أن تقول للاثنتين: كلاهما وكلتاهما
قال الشاعر:
كلا عقبيه قد تشعّب رأسها.......من الضرب في جنبي ثفالٍ مباشر
الثفال: البعير البطيء.
فإن قال قائل: إنما استجزت توحيد (كلتا) لأن الواحد منهما لا يفرد فهل تجيز: الاثنتان قام وتوحّد، والاثنان قام إذ لم يفرد له واحد؟
قلت: إن الاثنين بنيا على واحد ولم يبن (كلا) على واحد، ألا ترى أن قولك: قام عبد الله كلّه خطأ، وأنك تجد معنى الاثنين على واحد كمعنى الثلاثة وزيادات العدد،
ولا يجوز إلا أن تقول: الاثنان قاما والاثنتان قامتا.
وهي في قراءة عبد الله:
* كلّ الجنتين آتى أكله *
ومعناه كلّ شيء من ثمر الجنتين آتى أكله. ولو أراد جمع الثنتين ولم يرد كل الثمر لم يجز إلاّ كلتاهما، ألا ترى أنك لا تقول: قامت المرأتان كلهما، لأن (كل) لا تصلح لإحدى المرأتين وتصلح لإحدى الجنّتين. فقس على هاتين كل ما يتبعّض مما يقسم أو لا يقسم.
وقوله: {وفجّرنا خلالهما نهراً} يقال: كيف جاز التّشديد وإنما النهر واحد؟ قلت: لأن النهر يمتدّ حتى صار التفجر كأنه فيه كلّه فالتخفيف فيه والتثقيل جائزان.
ومثله {حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً} يثقّل ويخفّف). [معاني القرآن: 2/144-142]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولم تظلم منه شيئاً} ولم تنقص، ويقال: ظلمني فلان حقي أي نقصني، وقال رجل لابنه:
تظلّمني مالي كذا ولوى يدي.......لوى يده الله الذي لا يغالبه
{وفجّرنا خلالهما نهراً} أي وسطهما وبينهما، وبعضهم يسكّن هاء النهر). [مجاز القرآن: 1/402]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({واضرب لهم مّثلاً رّجلين جعلنا لأحدهما جنّتين من أعنابٍ وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً * كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم مّنه شيئاً وفجّرنا خلالهما نهراً * وكان له ثمرٌ فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعزّ نفراً}
وقوله: {واضرب لهم مّثلاً رّجلين} وقال: {وكان له ثمرٌ} وإنّما ذكر الرجلين في المعنى وكان لأحدهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.
وقال: {كلتا الجنّتين آتت أكلها} فجعل الفعل واحد ولم يقل "آتتا" لأنه جعل ذلك لقوله: {كلتا} في اللفظ. ولو جعله على معنى قوله: {كلتا} لقال: "آتتا"). [معاني القرآن: 2/77] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {ولم تظلم منه شيئا}: تنقص يقال ظلمتني حقي أي نقصتني.
{خلالهما}: أي بينهما). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ولم تظلم منه شيئاً} أي لم تنقص منه). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: النّقصان، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} أي ما نقصونا.
وقال: {آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}
و{لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} ). [تأويل مشكل القرآن: 468-467] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كلتا الجنّتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجّرنا خلالهما نهرا}
أي لم تنقص منه شيئا، وقال آتت ولم يقل آتتا، رده على (كلتا) لأن لفظ (كلتا) لفظ واحد، والمعنى كل واحد؛ منهما آتت أكلها،
ولو كان (آتتا) لكان جائزا أن يكون المعنى الجنتان كلتاهما آتتا أكلهما.
{وفجّرنا خلالهما نهرا} ولو قرئت نهرا لكان جائزا.
يقال نهر ونهر، فأعلمنا أن شربهما. كان من ماء نهر وهو من أغزر الشرب). [معاني القرآن: 3/285-284]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم أخبر أنهما في تأدية الحمل والثمر على النهاية فقال: {كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا} أي ولم تنقص).
[معاني القرآن: 4/238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وفجرنا خلالهما نهرا}فأخبر أن شربهما كان من نهر وهو أغزر الشرب). [معاني القرآن: 4/239-238]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولم تظلم منه شيئا} أي لم تنقص). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ولَمْ تظْلِم}: لم تنقص). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وكان له ثمرٌ} وهي تقرأ على وجهين: ثمرٌ وهو الأصل.
وقال قتادة: من المال.
وقال مجاهدٌ: ذهبٌ وفضّةٌ.
وثمرٌ وهي الثّمرة.
{فقال لصاحبه} بلغنا أنّهما كانا أخوين من بني إسرائيل، ورثا عن أبيهما مالا فاقتسماه، فأصاب كلّ واحدٍ منهما أربعة آلاف دينارٍ.
فأمّا أحدهما فكان مؤمنًا فأنفقه في طاعة اللّه وقدّمه لنفسه،
وأمّا الآخر فكان كافرًا فاتّخذ بها الأرضين والجنان والدّور والرّقيق وتزوّج.

فاحتاج المؤمن ولم يبق في يده شيءٌ، فجاء إلى أخيه يزوره ويتعرّض لمعروفه؛ فقال له أخوه: فأين ما ورثت؟ قال: أقرضته ربّي، وقدّمته لنفسي.
فقال له أخوه: لكنّي اتّخذت به لنفسي ولولدي ما قد رأيت.
[تفسير القرآن العظيم: 1/185]
قال اللّه: {فقال لصاحبه وهو يحاوره} والمحاورة: مراجعة الكلام.
{أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرًا} أكثر رجالا وناصرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {وكان له ثمرٌ...}

... وحدثني المعلّي بن هلال الجعفي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: ما كان في القرآن من ثمر بالضمّ فهو مال، وما كان من ثمر مفتوح فهو من الثمار). [معاني القرآن: 2/144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وكان له ثمرٌ} وهو جماعة الثّمر). [مجاز القرآن: 1/402]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( (الثمر): المأكول و(الثمر) المال). [غريب القرآن وتفسيره: 228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرا }
وقرئت ثمر، وقيل الثمر ما أخرجته الشجر، والثمر المال، يقال قد ثمّر فلان مالا. والثمر ههنا أحسن، لأن قوله: {كلتا الجنتين آتت أكلها}.
قد دلّ على الثمر، وتجوز أن يكون ثمر جمع ثمرة. وثمار وثمر.
وقوله: {فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعزّ نفرا}.
مالا، ونفرا، منصوبان على التمييز، وأخبره أنه أعز منه ناصرا، أي يخبر أنّ نصّاره كثير). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وكان له ثمر} ويقرأ (ثمر) فالثمر معروف وفي الثمر قولان:
أ- قال مجاهد كل ما كان في القرآن من ثمر فهو المال وما كان من ثمر فهو من الثمار.
ب- وقال أبو عمران الجوني الثمر أنواع المال والثمر الثمرات.
ج- وقال أبو يزيد المدني الثمر الأصل والثمر الثمرة.
قال أبو جعفر: وكأنه يريد بالأصل الشجر وما أشبهها.
وهذه الثلاثة الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو أن الثمر المال.
والقول الآخر: حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال حدثنا هارون قال حدثني أبان بن تغلب عن الأعمش أن الحجاج قال لو سمعت أحدا يقول وكان له ثمر لقطعت لسانه فقلت للأعمش أتأخذ بذلك قال لا ولا نعمة عين فكان يقرأ ثمر ويأخذه من جمع الثمر
قال أبو جعفر فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار ثم جمع ثمارا على ثمر وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم لأن قوله تعالى: {كلتا الجنتين آتت أكلها} يدل على أن له ثمرا). [معاني القرآن: 4/240-239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فقال لصاحبه وهو يحاوره} أي يخاطبه {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا}
النفر الرهط وهو ما دون العشرة وأراد ههنا الأتباع والخدم والولد). [معاني القرآن: 4/241-240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الثَّمَرُ}: المأكول.
(المُثْمِرُ): المائل). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ودخل جنّته وهو ظالمٌ لنفسه}، يعني: بشركه.
{قال ما أظنّ} ما أوقن.
{أن تبيد هذه أبدًا} ، أي: تفنى هذه أبدًا.
تفسير الحسن ليس يعني أنّها لا تفنى فتذهب ولكنّه يعني أنّه يعيش فيه حتّى يأكلها حياته، كقوله: {يحسب أنّ ماله أخلده} ، أي: يحسب أنّه يخلّد في ماله حتّى يأكله). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {ودخل جنّته وهو ظالم لنفسه قال ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا}

وكل من كفر باللّه فنفسه ظلم، لأنه يولجها النار ذات العذاب الدائم.
فأي ظلم للنفس فوق هذا). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا * وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا }
فأخبر بكفره بالساعة وبكفره بفناء الدنيا). [معاني القرآن: 3/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قال الله جل وعز: {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه} وكل من كفر فقد ظلم نفسه لأنه يولجها النار). [معاني القرآن: 4/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا * وما أظن الساعة قائمة}
فكفر بالبعث وبأن الدنيا تفنى). [معاني القرآن: 4/241]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وما أظنّ السّاعة قائمةً} وما أوقن أنّ السّاعة قائمةٌ.
يجحد بالبعث.
{ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرًا منها} من جنّتي.
{منقلبًا} في الآخرة إن كانت آخرةٌ، كقوله: {ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى} الجنّة إن كانت جنّةٌ، أي ولكن ليس جنّةٌ ولا مردٌّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: لأجدنّ خيرًا منهما منقلبًا، يعني: الجنّتين، وهي في موضعٍ جنّةٌ وفي موضعٍ جنّتان.
قال: {ودخل جنّته}، وقال: {جعلنا لأحدهما جنّتين} فهي جنّةٌ بينهما نهرٌ فصارت جنّتين، وهي جنّةٌ، وهي جنّتان). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خيراً مّنها منقلباً...}

مردودة على الجنّة وفي بعض مصاحف أهل المدينة {منهما منقلباً} مردودةً على الجنّتين). [معاني القرآن: 2/144]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما أظنّ أن تبيد هذه أبدا * وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}
فأخبر بكفره بالساعة وبكفره بفناء الدنيا.
{ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}.
فدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن السّاعة تقوم وأنه يبعث، فأجابه بأن قال له: {ولئن رددت إلى ربّي} كما أعلمتني أن أبعث ليعطيني في الآخرة خيرا مما أعطاني في الدنيا،
لأنه لم يعطني هذا في الدنيا إلا وهو يزيدني إن كان الأمر على هذا في الآخرة، فقال له صاحبه منكرا له بهذا القول:
{أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا } ). [معاني القرآن: 3/286-285]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {ولئن رددت إلى ربّي لأجدنّ خيرا منها منقلبا}.
فدل على أن صاحبه المؤمن قد أعلمه أن السّاعة تقوم وأنه يبعث، فأجابه بأن قال له: {ولئن رددت إلى ربّي} كما أعلمتني أن أبعث ليعطيني في الآخرة خيرا مما أعطاني في الدنيا،
لأنه لم يعطني هذا في الدنيا إلا وهو يزيدني إن كان الأمر على هذا في الآخرة، فقال له صاحبه منكرا له بهذا القول:
{أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا} ). [معاني القرآن: 3/286-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال تعالى: {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة}
فكفر بالبعث وبأن الدنيا تفنى). [معاني القرآن: 4/241] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} وهذا مما يسأل عنه فيقال كيف ينكر البعث ويقول ولئن رددت إلى ربي ويحكم أنه يعطي خيرا منهما
فالجواب أن المعنى ولئن رددت إلى ربي على قولك وقد أعطاني في الدنيا فكما أعطاني في الدنيا فهو يعطيني في الآخرة
ونظير هذا قوله جل وعز: {أين شركائي} أي على قولكم ومن قرأ منها أراد الجنة). [معاني القرآن: 4/242-241]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال له صاحبه} المؤمن.
{وهو يحاوره أكفرت بالّذي خلقك من ترابٍ} يعني أوّل خلق الإنسان، يعني آدم). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وهو يحاوره} أي يكلّمه، ومعناه من المحاورة). [مجاز القرآن: 1/403]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {أكفرت بالّذي خلقك من تراب ثمّ من نطفة ثمّ سوّاك رجلا }
أي ثم أكملك، فأنكرت أمر البعث حتى شككت فيه، وقد أعلمنا أن الشاكّ في أمر اللّه كافر، وأن بعض الظنّ إثم أي باطل، وقد قال اللّه تعالى:
{وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويل للّذين كفروا من النّار}
ثم أعلمه صاحبه أنه موحّد للّه، وأن كل ما قدر عليه الإنسان من ملك ونعمة فلا قوة له ولا قدرة عليه إلا باللّه، فقال:
{لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدا} ). [معاني القرآن: 3/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة} فألزمه الكفر بقوله).
[معاني القرآن: 4/242]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {ثم سواك رجلا} أي كملك). [معاني القرآن: 4/242]

تفسير قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لكنّا هو اللّه ربّي...}
معناه: لكن أنا هو الله ربّي ترك همزة الألف من أنا، وكثر بها الكلام، فأدغمت النون من (أنا) مع النون من (لكن) ومن العرب من يقول: أنا قلت ذاك بتمام الألف فقرئت لكنّا على تلك اللغة وأثبتوا الألف في اللغتين في المصحف: كما قالوا: رأيت يزيدا وقواريرا فثبتت فيهما الألف في القولين إذا وقفت. ويجوز الوقوف بغير ألف في غير القرآن في أنا.
ومن العرب من يقول إذا وقف: أنه وهي في لغة جيّدة. وهي في عليا تميم وسفلى قيس وأنشدني أبو ثروان:
وترمينني بالطّرف أي أنت مذنب.......وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلى
يريد: لكن أنا إيّاك لا أقلى، فترك الهمز فصار كالحرف الواحد. وزعم الكسائي أنه سمع العرب تقول لكنّ والله، يريدون: لكن أنا والله.
وقال الكسائي: سمعت بعض العرب يقول: إنّ قائم يريد إن أنا قائم فترك الهمز: وأدغم فهي نظير للكن). [معاني القرآن: 2/145-144]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لكنّا هو الله ربّي} مجازه: لكن أنا هو الله ربي، ثم حذفت الألف الأولى وأدغمت إحدى النونين في الأخرى فشددت،
والعرب تفعل ذلك). [مجاز القرآن: 1/403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({لكن هو الله}: معناه لكن أنا). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدا }
فدل خطابه على أنّ صاحب الجنتين مشرك عابد مع الله غيره، وفي قوله: {لكنّا هو اللّه ربّي} خمسة أوجه:
لكنّ هو الله ربي - بتشديد النون وفتحها، ويوقف عليها بالألف، ويوصل بغير ألف، ويقرأ: لكنا هو الله ربي بالألف موصولة، ويقرأ لكن هو اللّه ربي بسكون النون.
ويجوز - ولا أعلم أحدا قرأ به - لكنن هو اللّه ربي بنونين مفتوحتين، ويجوز لكننا هو الله ربي بنونين وألف.
فمن قرأ بتشديد النون فالمعنى لكن أنا هو الله ربي فطرحت الهمزة على النون فتحركت بالفتح واجتمع حرفان من جنس واحد، فأدغمت النون الأولى في الثانية، وحذفت الألف في الوصل لأنها تثبت في الوقف وتحذف في الوصل ومن قرأ: لكنّا فأثبت الألف في الوصل كما كان تثبيتها في الوقف فهذا على لغة من قال أنا قمت فأثبت الألف قال الشاعر:
أنا سيف العشيرة فاعرفوني جميعا قد تذرّيت السّناما
قال أبو إسحاق وألف أنا في كل هذا إثباتها شاذ في الوصل؛ ولكن من أثبت فعلى الوقف كما أثبت الهاء في قوله:
{وما أدراك ما هيه}.
و{كتابيه}.
ومن قرأ {لكنّ هو اللّه ربّي}، وهي لكن وحدها ليس معها اسم، ومن قرأ لكنن لم يدغم لأن النونين من كلمتين، وكذلك من قال: لكننا بنونين وألف، على قياس لكن أنا،
لم يدغم لأن النونين من كلمتين، وفي أنا في الوصل ثلاث لغات أجودها أنا قمت، مثل قوله (أنا ربكم) بغير ألف في اللفظ، ويجوز أنا قمت بإثبات الألف، هو ضعيف جدا،
وحكوا أن قمت بإسكان النون، وهو ضعيف أيضا فأما {لكنّا هو اللّه ربّي} - فهو الجيّد بإثبات الألف، لأن الهمزة قد حذفت من أنا، فصار إثبات الألف عوضًا من الهمزة.
فهذا جميع ما يحتمله هذا الحرف.
والجيّد البالغ ما في مصحف أبي بن كعب ولم نذكره في هذه القراءات لمخالفته المصحف وهو " لكن أنا هو الله ربي "، فهذا هو الأصل، وجميع ما قرئ به جيد بالغ، ولا أنكر القراءة بهذا، لأن الحذف قد يقع في الكتاب كثيرا في الياءات والهمزات، فيقرأ بالحذف وبالتمام نحو قوله: {يوم يدع الدّاع إلى شيء نكر}
من قرأ الداعي فمصيب، ومن قرأ الداع فمصيب.
وكذلك من قرأ لكنّا، ولكن أنا فهو مصيب، والأجود اتباع القراء ولزوم الرواية، فإن القراءة سنة، وكلما كثرت الرواية في الحرف وكثرت به القراءة فهو المتبع،
وما جاز في العربية ولم يقرأ به قارئ فلا تقرأنّ به فإن القراءة به بدعة، وكل ما قلّت فيه الرواية وضعف عند أهل العربية فهو داخل في الشذوذ، ولا ينبغي أن تقرأ به). [معاني القرآن: 3/288-286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا} فدل هذا على أنه كان مشركا
والمعنى لكن أنا). [معاني القرآن: 4/242-243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لكِنَّا}: لكن أنا). [العمدة في غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ثمّ من نطفةٍ ثمّ سوّاك رجلا * لكنّا هو اللّه ربّي ولا أشرك بربّي أحدًا * ولولا..} فهلا.
{إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلا باللّه}). [تفسير القرآن العظيم: 1/186]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ما شاء اللّه...}

ما، في موضع رفع، إن شئت رفعته بإضمار (هو) تريد: هو ما شاء الله. وإن شئت أضمرت ما شاء الله كان فطرحت (كان) وكان موضع (ما) نصبا بشاء، لأن الفعل واقع عليه.
وجاز طرح الجواب كما قال {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلّماً في السّماء} ليس له جواب لأن معناه معروف.
وقوله: {إن ترن أنا أقلّ منك} (أنا) إذا نصبت (أقلّ) عماد. وإذا رفعت (أقل) فهي اسم والقراءة بهما جائزة). [معاني القرآن: 2/145]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله {ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلّا باللّه إن ترن أنا أقلّ منك مالا وولدا }
والجنة البستان. ومعنى: (ولولا) هلّا، وتأويل الكلام التوبيخ.
{قلت ما شاء اللّه}.
(ما) في موضع رفع، المعنى قلت: الأمر ما شاء اللّه.
ويجوز أن تكون (ما) في موضع نصب على معنى الشرط والجزاء، ويكون الجواب مضمرا، ويكون التأويل أيّ شيء شاء اللّه كان، ويضمر الجواب كما أضمر جواب لو في
قوله: {ولو أنّ قرآنا سيّرت به الجبال} المعنى لكان هذا القرآن.
وقوله: {لا قوّة إلّا باللّه}.
الاختيار النصب بغير تنوين على النفي كما قال لا ريب فيه، ويجوز لا قوة إلا باللّه على الرفع بالابتداء، والخبر " باللّه " المعنى أنه لا يقوى أحد في ديدنه ولا في ملك يمينه إلا باللّه، ولا يكون له إلا ما شاء اللّه.
وقوله: {إن ترن أنا أقلّ منك}.
(أقلّ) منصوب، وهو مفعول ثان بـ ترني، وأنا يصلح لشيئين، إن شئت كانت توكيدا للنون والياء، وإن شئت كانت فصلا، كما تقول: كنت أنت القائم يا هذا،
ويجوز رفع (أقلّ)، وقد قرأ بها عيسى بن عمر: إن ترني أنا أقلّ منك مالا، على أن أنا ابتداء، وأقل خبر الابتداء، والجملة في موضع المفعول الثاني لترني). [معاني القرآن: 3/289-288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} المعنى هذه الجنة هي ما شاء الله
ويجوز أن يكون المعنى ما شاء الله كان والمعنى لا يكون لأحد إلا ما شاء الله وليس لأحد في بدنه ولا ماله قوة إلا بالله
وروى عمرو بن ميمون عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة من تحت العرش
قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال لا قوة إلا بالله إذا قالها العبد قال الله أسلم عبدي واستسلم). [معاني القرآن: 4/244-243]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك..}
يجوز أن يكون أراد في الدنيا وأن يكون أراد في الآخرة). [معاني القرآن: 4/244]

تفسير قوله تعالى: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إن ترن أنا أقلّ منك مالا وولدًا * فعسى ربّي أن يؤتين} في الآخرة.
{خيرًا من جنّتك ويرسل عليها حسبانًا من السّماء} نارًا من السّماء، أي: عذابًا من السّماء، وهي النّار.
وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {فتصبح صعيدًا زلقًا} لا نبات فيها، والصّعيد الزّلق في تفسير الحسن: الزّلق، التّراب الّذي لا نبات فيه.
وفي تفسير قتادة: أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/187]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {صعيداً زلقاً...}

الزلق: التراب الذي لا نبات فيه محترق رميم). [معاني القرآن: 2/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حسباناً من السّماء} مجازها: مرامى، وواحدتها حسبانة أي ناراً تحرقها.
{صعيداً زلقاً} الصعيد وجه الأرض، والزّلق الذي لا يثبت فيه القدم). [مجاز القرآن: 1/403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حسبانا}: واحدها حسبانة وهي المرامي.
{زلقا}: لا تثبت فيها قدم). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {حسباناً من السّماء} أي مرامي. واحدها: حسبانة.
(الصّعيد) الأملس المستوي.
و(الزّلق) الذي تزل عنه الأقدام). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فعسى ربّي أن يؤتين خيرا من جنّتك}.
جائز أن يكون أراد في الدنيا، أو في الآخرة.
{ويرسل عليها حسبانا من السّماء}.
وهذا موضع لطيف يحتاج أن يشرح وهو أن الحسبان في اللغة – هو الحساب قال تعالى: {الشّمس والقمر بحسبان} المعنى بحساب، فالمعنى في هذه الآية أن يرسل عليها عذاب حسبان، وذلك الحسبان هو حساب ما كسبت يداك.
وقوله {فتصبح صعيدا زلقا}
الصعيد الطريق الذي لا نبات فيه، وكذلك الزلق). [معاني القرآن: 3/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {ويرسل عليها حسبانا من السماء}
قال قتادة والضحاك: أي عذابا.

وقال أبو عبيدة: هي المرامي جمع مرماة وشيء فيه الحصب.
والمعروف في اللغة أن الحسبان والحساب واحد قال الله جل وعز: {الشمس والقمر بحسبان}
وقول قتادة والضحاك صحيح المعنى كأنه قال أو يرسل عليها عذاب حساب ما كسبت يداه وهو مثل قوله تعالى: {واسأل القرية} ). [معاني القرآن: 4/245-244]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فتصبح صعيدا زلقا} الصعيد في اللغة وجه الأرض الذي لا نبات عليه والزلق ما نزل فيه الأقدام). [معاني القرآن: 4/245]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حسبانا} أي: مرامي يا هذا، والحسبانة: السحاب،
والحسبانة - أيضا - الوسادة، والحسبانة - أيضا - الصاعقة). [ياقوتة الصراط: 326-325]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حسبانا من السماء} أي مرامي.
(والصعيد) الأملس المستوي.
(الزلق) الذي تزلق عليه الأقدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 143]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حُسْباناً}: المَرَامِي.
{زَلَقاً}: لا يثبت فيها قدم). [العمدة في غريب القرآن: 189-190]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أو يصبح} ، يعني: أو يصير.
تفسير السّدّيّ.
{ماؤها غورًا} سعيدٌ، عن قتادة قال: ذاهبًا قد غار في الأرض.
{فلن تستطيع له طلبًا} قد غار في الأرض.
قال الكلبيّ: والغور الّذي لا تناله الدّلاء). [تفسير القرآن العظيم: 1/187]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
( [قوله:] {ماؤها غوراً...}

العرب تقول: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور بالتوحيد في كل شيء.
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {أو يصبح ماؤها غّوراً} أي غائراً، والعرب قد تصف الفاعل بمصدره وكذلك الأثنين والجميع على لفظ المصدر،
قال عمرو بن كلثوم.
تظلّ جياده نوحاً عليه.......مقلّدةً أعنّتها صفونا
أي ناحيات، وقال باكٍ يبكي هشام بن المغيرة:
هريقي من دموعها سجاما.......ضباع وجاوبي نوحاً قياما
وقال لقيط بن زرارة يوم جبلة:
شتّان هذا والعناق والنوم.......والمشرب البارد والظلّ الدّوم
أي الدائم). [مجاز القرآن: 1/404-403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({غورا}: غائرا). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أو يصبح ماؤها غوراً} أي غائرا. فجعل المصدر صفة. كما يقال: رجل نوم ورجل صوم ورجل فطر، ويقال للنساء: نوح: إذا نحن). [تفسير غريب القرآن: 267]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا}
معناه غائرا، يقال ماء غور، ومياه غور، وغور مصدر مثل عدل ورضى.
وقوله: {فلن تستطيع له طلبا}.
أي يغور فلا تقدر على أثر تطلبه من أجله). [معاني القرآن: 3/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {أو يصبح ماؤها غورا}
أي: غائرا والتقدير ذا غور). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فلن تستطيع له طلبا} أي لم يبق له أثر فيطلب من أجله). [معاني القرآن: 4/246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({غورا} أي غائرا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]

تفسير قوله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {وأحيط بثمره} من اللّيل.
{فأصبح} من الغد قائمًا.
{يقلّب كفّيه} يسفّق كفّيه في تفسير الحسن وقتادة.
وقال الحسن: يضرب إحداهما على الأخرى ندامةً.
{على ما أنفق فيها} وقال قتادة: تلهّفًا على ما فاته.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وأحيط بثمره} مثل قوله: {وكان له ثمرٌ} : ذهبٌ وفضّةٌ.
قال: {وهي خاويةٌ على عروشها} قال الحسن: عروشها: التّراب، قد ذهب ما فيها من النّبات.
[تفسير القرآن العظيم: 1/187]
وبعضهم يقول: مقلوبةٌ على رءوسها.
{ويقول} في الآخرة.
{يا ليتني لم أشرك بربّي} في الدّنيا.
أحدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {خاويةٌ على عروشها...}
على سقوفها). [معاني القرآن: 2/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها} أي فأصبح نادماً، والعرب تقول ذلك للنادم:
أصبح فلان يقّلب كفيه ندماً وتلهّفاً على ذلك وعلى ما فاته.
{وهي خاويةٌ على عروشها} مجازه: خالية على بيوتها). [مجاز القرآن: 1/405-404]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {يقلب كفيه}: أي يتندم. يقال أنه ليقلب كفيه إذا كان نادما). [غريب القرآن وتفسيره: 229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وأحيط بثمره} أي أهلك.
{فأصبح يقلّب كفّيه} أي نادما. وهذا مما يوصف [به] النادم.
{خاويةٌ} خربة.
(العروش) السّقوف). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ} أي دنوا من الهلاك.
وأصل هذا: أن العدوّ إذا أحاط بقوم أو بلد فحاصره فقد دنا أهله من الهلكة. وقال في موضع آخر: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 167] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( أحيط بثمره فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدا}
أي أحاط اللّه العذاب بثمره.
{فأصبح يقلّب كفّيه على ما أنفق فيها}تقلب الكفين، يفعله الناس كثيرا.
{وهي خاوية على عروشها} أي: حيطانها قائمة لا سقوف عليها، وقد تهدّمت سقوفها فصارت في قرارها والعروش: السقوف، فصارت الحيطان كأنّها على السقوف). [معاني القرآن: 3/290-289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وأحيط بثمره}
أي: أحاط الله العذاب بثمره). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها}
وهذا يوصف به النادم). [معاني القرآن: 4/246]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {وهي خاوية على عروشها}

الخاوية في اللغة الخالية والعروش السقوف والمعنى أن حيطانها قيام وقد سقطت سقوفها فكان الحيطان على السقوف). [معاني القرآن: 4/247-246]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وأحيط بثمره} أي أهلك.
{فأصبح يقلب كفيه} أي نادما.
(العروش) السقوف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ولم تكن له فئةٌ} تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: عشيرةٌ.
{ينصرونه من دون اللّه} يمنعوه من دون اللّه.
{وما كان منتصرًا} ممتنعًا في تفسير قتادة والسّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولم تكن لّه فئةٌ ينصرونه...}

ذهب إلى الرجال. ولو قيل: تنصره يذهب إلى الفئة - كما قال {(فئةٌ) تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ} – لجاز). [معاني القرآن: 2/145]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فئةٌ ينصرونه من دون الله) أي جماعة،
وقال العجّاج:كما يحوز الفئة الكميّ). [مجاز القرآن: 1/405]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون اللّه وما كان منتصرا}
{ينصرونه} محمول على معنى فئة، المعنى ولم يكن له أقوام ينصرونه.
ولو كان ينصره لجاز، كما قال: {فئة تقاتل في سبيل اللّه}.
{وما كان منتصرا} وما كان هو أيضا قادرا على نصر نفسه). [معاني القرآن: 3/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله}
قال مجاهد: أي عشيرة.). [معاني القرآن: 4/247]


تفسير قوله تعالى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ} في الآخرة.
هنالك يتولّى اللّه كلّ عبدٍ، لا يبقى أحدٌ يومئذٍ إلا تولّى اللّه، فلا يقبل ذلك من المشرك.
وقال السّدّيّ: يعني ولاية الدّين.
هي مفتوحةٌ عنده.
وهي تقرأ على وجهين: أحدهما برفع الحقّ، والآخر بجرّه.
فمن قرأها بالرّفع يقول: هناك الولاية الحقّ للّه، فيها تقديمٌ، ومن قرأها بالجرّ يقول: للّه الحقّ.
والحقّ اسمٌ من أسماء اللّه.
{هو خيرٌ ثوابًا} خير من أثاب وخيرٌ ثوابًا للمؤمنين من الأوثان لمن عبدها.
{وخيرٌ عقبًا} وخير من أثاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ...}

رفع من نعت (الولاية) وفي قراءة أبيّ (هنالك الولاية الحقّ للّه) وإن شئت خفضت تجعله من نعت (الله) والولاية الملك. ولو نصبت (الحقّ) على معنى حقّا كان صواباً).
[معاني القرآن: 2/145-146]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ( {هنالك الولاّية لله} مصدر الولى، فإذا كسرت الواو فهو مصدر وليت العمل والأمر تليه.
{خيرٌ ثواباً وخيرٌ عقباً} مجازه مجاز العاقبة والعقبي والعقبة، كلهن واحدة والمعنى الآخرة). [مجاز القرآن: 1/405]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ( {الولاية}: التولي والولاية النصر. يقال هم ولاية عليك
أي متناصرون. والولاية ولاية السلطان.
وقد يجوز الفتح في هذا والكسر في ذلك كما قالوا الوكالة والوكالة والوصاية والوصاية بمعنى واحد.

{خير عقبا}: أي عاقبة). [غريب القرآن وتفسيره: 230-229]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هنالك الولاية للّه} يريد: يومئذ [يتولون اللّه ويؤمنون ويتبرءون مما كانوا يعبدون].
{وخيرٌ عقباً} أي عاقبة.
و(الهشيم) من النبت المتفتت. وأصله: من هشمت الشيء إذا كسرته ومنه سمي الرجل: هاشما). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هنالك الولاية للّه الحقّ هو خير ثوابا وخير عقبا}
وتقرأ (الولاية) - بكسر الواو وفتحها - (للّه الحقّ)، وتقرأ (الحقّ)، المعنى: في مثل تلك الحال بيان الولاية للّه.
أي عند ذلك يتبين نصره، ولي اللّه - يتولى الله إياه.
فمن قرأ (الحقّ) بالرفع، فهو نعت للولاية، ومن قرأ (الحقّ) فهو بالجر فهو نعت للّه - جلّ وعزّ.
ويجوز (الحقّ)، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
ونصبه على المصدر في التوكيد، كما تقول: هنالك الحقّ، أي أحقّ الحقّ.
وقوله: {هو خير ثوابا وخير عقبا}.
وعقبا، ويجوز و (خير عقبى) على وزن بشرى، وثوابا وعقبا منصوبان على التمييز). [معاني القرآن: 3/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {هنالك الولاية لله الحق} أي يؤمنون بالله وحده ويتبرءون مما كانوا يعبدون ويقرأ الولاية بكسر الواو والمعنى على الفتح لأن الولاية المعروف أنها الإمارة). [معاني القرآن: 4/247]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {هو خير ثوابا وخير عقبا}
العقب عند أهل اللغة والعقبى والعاقبة واحد وهو ما يصير إليه الأمر). [معاني القرآن: 4/248-247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({عقبا} أي عاقبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 144]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الوَلايَةُ}: النصر). [العمدة في غريب القرآن: 190]

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض} وقد فسّرناه في غير هذا الموضع.
قال: {فأصبح هشيمًا تذروه الرّياح} هشّمته الرّياح فأذهبته.
فأخبر أنّ الدّنيا ذاهبةٌ زائلةٌ كما ذهب ذلك النّبات بعد بهجته وحسنه.
{وكان اللّه على كلّ شيءٍ مقتدرًا} قديرًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/188]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تذروه الرّياح...}

من ذروت وذريت لغة، وهي كذلك في قراءة عبد الله (تذريه الريح) ولو قرأ قارئ (تذريه الريح) من أذريت أي تلقيه كان وجهاً وأنشدني المفضّل:
فقلت له صوّب ولا تجهدنّه.......فيذرك من أخرى القطاة فتزلق
تقول: أذريت الرجل عن الدابّة وعن البعير أي ألقيته). [معاني القرآن: 2/146]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({هشيماً} أي يابساً متفتّتا، قال لبيد:
ولا للضّيف إن طرقت بليلٌ.......بأفنان العضاة وبالهشيم).
[مجاز القرآن: 1/405]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({تذروه الرّياح}
أي: تطيّره وتفرقه، ويقال: ذرته الريح تذروه وأذرته تذريه). [مجاز القرآن: 1/405]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الهشيم}: اليابس المفتت.
{تذروه}: تفرقه). [غريب القرآن وتفسيره: 230]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({تذروه الرّياح} أي تنسفه.

{مقتدراً} مفتعل من قدرت). [تفسير غريب القرآن: 268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واضرب لهم مثل الحياة الدّنيا كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرّياح وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا }
تأويله أنه نجع في النبات حتى خالطه، فأخذ النبات زخرفة.
{فأصبح هشيما} والهشيم النبات الجاف الذي تسفيه الريح.
{تذروه الرّياح}
ويقرأ الريح، وفي تذروه لغتان لا يقرأ بهما: تذريه - بضم التاء وكسر الراء، وتذريه بفتح التاء. أعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن الحياة الدنيا زائلة، ودليل ذلك أنّ ما مضى منها بمنزلة ما لم يكن، وأعلم أن مثلها هذا المثل.
وقوله: {وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا} أي على الإنشاء، والإفناء، مقتدرا.
فإن قال قائل: " فالكلام كان اللّه "، فتأويله أنّ ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث عنده، وأنه كذلك كان لم يزل.
هذا مذهب سيبويه، وقال الحسن: {وكان اللّه على كلّ شيء مقتدرا} أي كان مقتدرا عليه قبل كونه.
وقال بعضهم: "كان" من اللّه بمنزلة كائن ويكون.
وقول الحسن في هذا حسن جميل ومذهب سيبويه والخليل مذهب النحويين الحذاق كما وصفنا، لأنهم يقولون: إنما خوطبت العرب بلغتها ونزل القرآن بما يعقلونه ويتخاطبون به، والعرب لا تعرف كان في معنى يكون، إلا أن يدخل على الحرف آلة تنقلها إلى معنى الاستقبال، وكذلك لا يعرف الماضي في معنى الحال.
فهذا شرح ما في القرآن من هذا الباب نحو قوله: {وكان اللّه غفورا رحيما}،{وكان اللّه بكلّ شيء عليما}، وقد فسرناه قبل هذا الموضع). [معاني القرآن: 3/291-290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما}
(الهشيم): ما جف من الثياب أو تفتت ويقال هشمته أي كسرته). [معاني القرآن: 4/248]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {تذروه الرياح} أي تنسفه ضرب الله هذا المثل للحياة الدنيا لأن ما مضى منها بمنزلة ما لم يكن). [معاني القرآن: 4/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الهَشِيمُ): اليابس.
{تَذْرُوهُ}: تفرقه). [العمدة في غريب القرآن: 190]


رد مع اقتباس