عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 محرم 1432هـ/19-12-2010م, 06:49 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 16]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)}

تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الحمد للّه} حمد نفسه، وهو أهل الحمد.
{الّذي أنزل على عبده} محمّدٍ.
{الكتاب} القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/171]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولم يجعل له عوجا {1} قيّمًا} فيها تقديمٌ.
يقول: أنزل على عبده الكتاب قيّمًا ولم يجعل له عوجًا.
عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا قال: أنزله قيّمًا لا عوج فيه ولا اختلاف.). [تفسير القرآن العظيم: 1/171] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(قوله تبارك وتعالى: {ولم يجعل لّه عوجا قيّماً}
المعنى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيّما، ولم يجعل له عوجاً.
ويقال في القيّم: قيّم على الكتب أي أنه يصدّقها). [معاني القرآن: 2/133]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لّه عوجا * قيّماً لّينذر بأساً شديداً مّن لّدنه ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً حسناً}
قال: {عوجا}، {قيّماً} أي: أنزل على عبده الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا). [معاني القرآن: 2/74-73]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيّماً} مقدّم ومؤخّر.
أراد: أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} بل نزَّله قيّمًا مفصّلاً بيّناً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ). [تأويل مشكل القرآن: 3]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا}
أراد: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا). [تأويل مشكل القرآن: 206]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}
قال أهل التفسير وأهل اللغة: إن معناه الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.
ومعنى قيّم: مستقيم، والعوج - بكسر العين - فيما لا يرى له شخص، وما كان له شخص قيل فيه عوج بفتح العين؛ تقول: في دينه عوج، وفي العصا عوج - بفتح العين -.
وتأويله الشكر للّه الذي أنزل على محمد الكتاب مستقيما ولم يجعل له عوجا، أي لم يجعل فيه اختلافا، كما قال جل ثناؤه: (ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) ). [معاني القرآن: 3/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل وعز: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قـيّما} في هذا قولان:
أحدهما: أنها على التقديم والتأخير، والمعنى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا.. يروى هذا المعنى عن ابن عباس ومجاهد.
قال أبو جعفر: حدثنا بكر بن سهل قال: نا عبد الله بن صالح قال: نا معاوية بن صالح قال: حدثني علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {ولم يجعل له عوجا قيما}، يقول: أنزل الكتاب عدلا قيما ولم يجعل له عوجا ملتبسا.
والقول الآخر: رواه سعيد عن قتادة قال: (في بعض القراءات {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} ولكن جعله قيما) ). [معاني القرآن: 4/211-212]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وفي قوله تعالى: {ولم يجعل له عوجا} قولان:
أحدهما: أنه لم يجعله مختلفا كما قال سبحانه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
والقول الآخر: أنه لم يجعله مخلوقا كما روى عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: {قرآنا عربيا غير ذي عوج} قال: غير مخلوق.). [معاني القرآن: 4/212]

تفسير قوله تعالى: (قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الحمد للّه} حمد نفسه، وهو أهل الحمد.
{الّذي أنزل على عبده} محمّدٍ.
{الكتاب}: القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/171]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولم يجعل له عوجا {1} قيّمًا} فيها تقديمٌ.
يقول: أنزل على عبده الكتاب قيّمًا ولم يجعل له عوجًا.
عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا قال: أنزله قيّمًا لا عوج فيه ولا اختلاف.
{لينذر بأسًا شديدًا} عذابًا شديدًا.
{من لدنه} قال قتادة: أي من عنده، من عند اللّه.
{ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرًا حسنًا} عند اللّه في الجنّة.
وقال في آيةٍ أخرى: {ولكلٍّ درجاتٌ ممّا عملوا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/171]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لّينذر بأساً شديداً...} مع البأس أسماء مضمرة يقع عليها الفعل قبل أن يقع على البأس.

ومثله في آل عمران {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} معناه: يخوفكم أولياءه). [معاني القرآن: 2/133]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من لدنه} من عنده). [مجاز القرآن: 1/393]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({الحمد للّه الّذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل لّه عوجا * قيّماً لّينذر بأساً شديداً مّن لّدنه ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجراً حسناً}
قال: {عوجا}، {قيّماً} أي: أنزل على عبده الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا). [معاني القرآن: 2/73-74] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لينذر بأساً شديداً} أي لينذر ببأس شديد، أي عذاب). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا} أراد: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا). [تأويل مشكل القرآن: 206] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}. أي يخوّفكم بأوليائه،
كما قال سبحانه: {لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} أي لينذركم ببأس شديد). [تأويل مشكل القرآن: 222] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قيّما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرا حسنا} أي: لينذرهم بالعذاب البائس.
{من لدنه}: من قبله.
{ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرا حسنا} المعنى بأن لهم أجرا حسنا). [معاني القرآن: 3/267-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل وعز: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما} في هذا قولان:
أحدهما: أنها على التقديم والتأخير، والمعنى: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، يروى هذا المعنى عن ابن عباس ومجاهد.
قال أبو جعفر: حدثنا بكر بن سهل قال نا عبد الله بن صالح قال نا معاوية بن صالح قال حدثني علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ولم يجعل له عوجا قيما يقول أنزل الكتاب عدلا قيما ولم يجعل له عوجا ملتبسا.
والقول الآخر: رواه سعيد عن قتادة قال: في بعض القراءات {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا} ولكن جعله قيما). [معاني القرآن: 4/211-212] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وفي قوله جل وعز: {قيما} قولان:
أحدهما: رواه جويبر عن الضحاك، قال: مستقيما.
والقول الآخر: أنه قيما على الكتب؛ أي يصدقها). [معاني القرآن: 4/213]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {لينذر بأسا شديدا من لدنه}، المعنى: لينذركم بأسا شديدا، كما قال تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}). [معاني القرآن: 4/213]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لينذر بأسا شديدا} أي ببأس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141]

تفسير قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ماكثين فيه} في ذلك الثّواب، وهو الجنّة، {أبدًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ):
({مّاكثين فيه أبداً}

وقال: {مّاكثين فيه أبداً} حال على {أنّ لهم أجراً حسناً} ). [معاني القرآن: 2/74]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ماكثين فيه أبدا}
{ماكثين}: منصوب على الحال في معنى خالدين). [معاني القرآن: 3/268]

تفسير قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أبدًا {3} وينذر الّذين قالوا اتّخذ اللّه ولدًا {4} ما لهم به من علمٍ} أنّ
للّه ولدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/171-172]

تفسير قوله تعالى: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أبدًا {3} وينذر الّذين قالوا اتّخذ اللّه ولدًا {4} ما لهم به من علمٍ} أنّ للّه ولدًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/171-172] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا لآبائهم} قبلهم الّذين كانوا في الشّرك.
{كبرت كلمةً تخرج من أفواههم} هي على قراءة النّصب عملٌ في باب كان.
وكان الحسن يقرأها بالرّفع: كلمةٌ، يقول: كبرت تلك الكلمة أن قالوا: إنّ للّه ولدًا.
قال: {إن يقولون إلا كذبًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/172]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {مّا لهم به من علمٍ ولا لآبائهم...} معناه ولا لأسلافهم: آبائهم وآباء آبائهم [ولا] يعني الآباء الذين هم لأصلابهم فقط.

وقوله: {كبرت كلمةً تخرج من أفواههم} نصبها أصحاب عبد الله، ورفعها الحسن وبعض أهل المدينة..
- فمن نصب أضمر في (كبرت): كبرت تلك الكلمة كلمةً.
- ومن رفع لم يضمر شيئاً؛ كما تقول: عظم قولك وكبر كلامك). [معاني القرآن: 2/134-133]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({مّا لهم به من علمٍ ولا لآبائهم كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذباً}
وقال: {كبرت كلمةً} لأنّها في معنى: أكبر بها كلمةً. كما قال: {وساءت مرتفقاً} وهي في النصب مثل قول الشاعر:
ولقد علمت إذ الرّياح تروّحت.......هدج الرّئال تكبّهنّ شمالا
أي: تكبّهنّ الرّياح شمالا. فكأنّه قال: كبرت تلك الكلمة. وقد رفع بعضهم الكلمة لأنّها هي التي كبرت). [معاني القرآن: 2/74]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلّا كذبا}
{كبرت كلمة تخرج من أفواههم}
وتقرأ "كلمة" بالرفع والنصب..
- فمن نصب فالمعنى كبرت مقالتهم "اتخذ اللّه ولدا" كلمة، فكلمة منصوب على التمييز.
- ومن قرأ "كلمة" بالرفع فالمعنى عظمت كلمة هي قولهم: "اتخذ الله ولدا".
ويجوز في كبرت، كبرت كلمة - بتسكين الباء، ولا أعلم أحدا قرأ بها). [معاني القرآن: 3/268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} المعنى كبرت تلك الكلمة كلمة عند الله وهي قولهم: {اتخذ الله ولدا} أي كبرت من كلمة
وقيل فيه معنى التعجب، كما يقال لقاض قضى بالحق ما أقضاه، فيكون المعنى ما أكبرها من كلمة.
وقرأ الحسن ومجاهد ويحيى بن يعمر (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) بالرفع، ومعناه: عظمت، يقال "كبر الشيء" إذا عظم، وكبر إذا أسن). [معاني القرآن: 4/213-214]


تفسير قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فلعلّك باخعٌ نفسك}
قاتلٌ نفسك؛ في تفسير قتادة والعامّة،
{على آثارهم} ...
{أسفًا}، أي: حزنًا في تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه، أي: حزنًا عليهم {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث}، يعني: القرآن.
أي: فلا تفعل.
فيها تقديمٌ.
وقال قتادة: {أسفًا} ، أي: غضبًا.
قال يحيى: مثل قوله: {فلمّا آسفونا} أغضبونا.
وقال مجاهدٌ: أسفًا، جزعًا. ذكره عاصم بن حكيمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/172]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فلعلّك باخعٌ نّفسك...}

أي مخرج نفسك، قاتل نفسك.
وقوله: {إن لّم يؤمنوا} تكسرها إذا لم يكونوا آمنوا على نيّة الجزاء، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت؛ مثل قوله في موضع آخر: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً إن كنتم} ، و{أن كنتم}.
ومثله قول الشاعر:
أتجزع أن بان الخليط المودّع.......وحبل الصّفا من عزّة المتقطع).
[معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فلعلّك باخعٌ نفسك} مهلكٌ نفسك،
قال ذو الرّمّة:
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه.......لشئٍ نحته عن يديه المقادر
أي نحّته مشدّد، ويقال: بخعت له نفسي ونصحي أي جهدت له.
{بهذا الحديث أسفاً} أي ندماً وتلهّفاً، وأسىً). [مجاز القرآن: 1/393]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلعلّك باخعٌ نّفسك على آثارهم إن لّم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً}
وأمّا قوله: {أسفاً} فإنّما هو {فلعلّك باخعٌ نّفسك}، {أسفاً}). [معاني القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({باخع نفسك}: قاتل لها ومهلكها). [غريب القرآن وتفسيره: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({باخعٌ نفسك} أي قاتل نفسك ومهلك نفسك.
قال ذو الرّمّة:
إلا أيها الباخع الوجد نفسه.......لشيء نحته عن يديه المقادر
{أسفاً}: حزنا.
الصعيد: المستوي. ويقال: وجه الأرض. ومنه قيل للتراب:
صعيد، لأنه وجه الأرض.
و(الجزر): التي لا تنبت شيئا. يقال: أرض جزر وأرضون أجراز). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فلعلّك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
تأويله: فلعلك مهلك نفسك، وقال بعضهم: قاتل نفسك، والمعنى واحد.
قال الشاعر:
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه.......لشيء نحته عن يديه المقادر
المعنى: ألا أيهذا الذي أهلك الوجد نفسه.
ومعنى {على آثارهم}: أي من بعدهم.
{إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} يعنى بالحديث القرآن، و (أسفا) منصوب لأنه مصدر في موضع الحال،
والأسف المبالغة في الحزن أو الغضب. يقال: قد أسف الرجل؛ فهو أسيف وآسف.
قال الشاعر:
أرى رجلا منهم أسيفا كأنّما.......يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضّبا).
[معاني القرآن: 3/269-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم}
روى سعيد عن قتادة قال: قاتل نفسك، ثم قال على آثارهم أي بعدهم). [معاني القرآن: 4/214]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
قال قتادة: (أي غضبا).
قال مجاهد: (أي جزعا وهذا أشبه أي حزنا عليهم) ). [معاني القرآن: 4/215]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({باخع نفسك} أي: قاتل نفسك). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أسفا}: حزنا). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({باخع نفسك} أي قاتل ومهلك.
{أسفا}: أي حزنا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بَاخِعٌ}: قاتل). [العمدة في غريب القرآن: 186]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينةً لها لنبلوهم} لنختبرهم.
{أيّهم أحسن عملا} أيّهم أطوع للّه، وقد علم ما هم فاعلون). [تفسير القرآن العظيم: 1/172]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {إنّا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيّهم أحسن عملا}

أي لنختبرهم، و {أيّهم} مرفوع بالابتداء، إلا أن لفظه لفظ الاستفهام المعنى ليخبر أهذا أحسن عملا أم هذا، فالمعنى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها)، أي اختبارا ومحنة،
فالحسن العمل من زهد فيما زيّن له من الدنيا، ثم أعلمهم أنه مبيد ومفن ذلك كلّه مقال:
{وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}). [معاني القرآن: 3/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها}
قال قطرب: (أي ما على الأرض مما تزين به) ). [معاني القرآن: 4/215]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
أي: لنختبرهم). [معاني القرآن: 4/215]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإنّا لجاعلون ما عليها} ما على الأرض.
{صعيدًا جرزًا} والجرز هاهنا: الخراب في تفسير الحسن.
وقال قتادة: الّتي ليس فيها شجرٌ ولا بناءٌ.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: بلقعًا.
قال يحيى: (وهي في موضعٍ آخر حيث قالوا: {أولم يروا أنّا نسوق الماء إلى الأرض الجرز} اليابسة الّتي ليس فيها نباتٌ {فنخرج به زرعًا})). [تفسير القرآن العظيم: 1/172-173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {صعيداً...}

الصعيد: التراب. والجرز: أن تكون الأرض لا نبات فيها. يقال: جرزت الأرض وهي مجروزة. وجرزها الجراد أو الشاء أو الإبل فأكلن ما عليها). [معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({صعيداً} أي مستوياً، وجه الأرض.
{جرزاً}: أي غلظاً لا ينبت شيئاً والجميع أرضون أجراز، ويقال للسنة المجدبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة مطرها،
قال ذو الرّمّة:
طوى النّخر والأجراز ما في عروضها.......فما بقيت إلا الصدور الجراشع
وقال:
قد جرّفتهن السّنون الأجراز).[مجاز القرآن: 1/394-393]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({صعيدا جرزا}: الصعيد المستوي المنبسط). [غريب القرآن وتفسيره: 223]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}
و"الصعيد": الطريق الذي لا نبات فيه، و"الجرز": الأرض التي لا تنبت شيئا، كأنها تأكل النبت أكلا، يقال "أرض جرز"، و"أرضون أجراز"). [معاني القرآن: 3/269]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا}
روى سعيد عن قتادة قال: (أي لا شجر فيها ولا نبات ولا بناء).
وقال مجاهد: أي بلقعا، قال أبو جعفر: والصعيد في اللغة وجه الأرض ، ومنه قيل للتراب صعيد، والجرز في اللغة: الأرض التي لا نبات فيها.
قال الكسائي: (يقال "جرزت الأرض تجرز"، و"جرزها القوم يجرزونها" إذا أكلوا كل ما فيها من النبات والزرع؛ فهي مجروزة وجرز) ). [معاني القرآن: 4/216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({صعيدا}: بلا نبات). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({جرزا}: بغير سقي ماء). [ياقوتة الصراط: 317]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الصعيد) المستوي. قيل: وجه الأرض، ومنه قيل للتراب: صعيد.
(الجرز): التي لا تنبت شيئا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الصَّعيد): وجه الأرض.
{جُرُزاً}: لا تنبت). [العمدة في غريب القرآن: 186]


تفسير قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أم حسبت} تفسير السّدّيّ: أفحسبت.
{أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبًا} سعيدٌ، عن قتادة قال: أي قد كان في آياتنا ما هو أعجب من ذلك.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: هو عجبٌ.
قال يحيى: معنى تفسير قتادة يقول: ليس هم أعجب آياتنا.
والكهف: كهف الجبل.
والرّقيم: الوادي الّذي فيه الكهف في تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {أم حسبت...}

يخاطب محمداً صلّى الله عليه وسلم {أنّ أصحاب الكهف}، الكهف: الجبل الذي أووا إليه.
والرقيم: لوح رصاصٍ كتبت فيه أنسابهم ودينهم وممّ هربوا). [معاني القرآن: 2/134]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والرّقيم} الوادي الذي فيه الكهف). [مجاز القرآن: 1/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والرقيم}: أصله، والله أعلم، المرقوم لأنه بلغنا أنه لوح فيه تسمية أصحاب الكهف. قيل رقيم بمعنى مرقوم كما قيل جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول.
ويرى أنه سمي رقيما لأن أسمائهم كانت مرقومة فيه فسمي رقيما. يقال للحية أرقم لما فيه من الآثار). [غريب القرآن وتفسيره: 223-224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أم حسبت} أي أحسبت.
{والرّقيم}: لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف والرّقيم: الكتاب. وهو فعيل بمعنى مفعول، ومنه: {كتابٌ مرقومٌ} أي: مكتوب). [تفسير غريب القرآن: 263]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبا}
و"الرقيم" قيل إنه اسم الجبل الذي كان فيه الكهف، والكهف كالفجّ وكالغار في الجبل، وقيل إن الرقيم اسم القرية التي كانوا فيها.
وقيل إن "الرقيم" لوح كان فيه كتاب في المكان الذي كانوا فيه - واللّه أعلم.
وقيل كان المشركون سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الروح وعن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين، وذلك أنهم أعياهم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة فصارت جماعة منهم إلى يثرب فأعلمت جماعة من رؤساء اليهود بقصة رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فقالت اليهود: إنّ اسمه عندنا مكتوب وأن يبعث على فترة من الرسل فاسألوه عن هذه الأشياء؛ فإن أجاب عنها فهو نبي، فصارت الجماعة من المشركين إلى مكة وجمعوا جمعا كثيرا وسألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الأشياء.
فأعلمهم أنه لا يعلمها، وأنه إن نزل عليه وحي بها أعلمهم.
فروى بعضهم أنه قال: سأخبركم بها ولم يقل إن شاء الله فأبطأ عنه الوحي أياما ونزلت: {ولا تقولنّ لشيء إنّي فاعل ذلك غدا * إلّا أن يشاء اللّه}.
فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما أوحى الله إليه وأنزله الله في كتابه مما دل على حقيقة نبوته.
ثم أعلم الله عزّ وجلّ أنّ قصة أصحاب الكهف ليست بعجيبة من آيات اللّه، لأنّا نشاهد من خلق السّماوات والأرض وما بينهما مما يدل على توحيد اللّه ما هو أعجب من قصة أصحاب الكهف فقال جلّ وعزّ: {أم حسبت أنّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا من آياتنا عجبا}؛ أي: حتى نبيّن قصتهم). [معاني القرآن: 3/269-270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا}
قال الضحاك: الكهف: الغار في الوادي، والرقيم: الوادي.
وقال يزيد بن درهم: سئل أنس بن مالك عن الكهف والرقيم؛ فقال: الكهف: الجبل، والرقيم: الكلب.
وروى سفيان بن سعيد، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه سأل كعبا: ما الرقيم؟ فقال: هو اسم القرية التي خرجوا منها.
وقال عكرمة: "الرقيم": الدواة.
وقال مجاهد: "الرقيم": الكتاب.
وقال السدي: الصخرة.
وقال الفراء: "الرقيم": لوح من رصاص كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم ودينهم وممن هربوا.
وقال أبو عبيدة: "الرقيم": الوادي الذي فيه الكهف وروى إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة عن ابن عباس قال: كل القرآن أعلم إلا أربعا؛ غسلينا وحنانا والأواه والرقيم.
وروى سفيان بن حسين، عن يعلي بن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه ذكر أصحاب الكهف فقال: إن الفتية فقدوا فطلبهم أهلوهم فلم يجدوهم فرفع ذلك إلى الملك، فقال: (ليكونن لهم نبأ)، وأحضر لوحا من رصاص فكتب فيه أسماءهم وجعله في خزائنه؛ فذلك اللوح هو الرقيم.
وروى وكيع عن أبي مكين، عن سعيد بن جبير قال: الرقيم لوح فيه أسماء فتية رقمت أسماؤهم في الصخرة فذلك الكتاب.
وفي بعض الروايات أنه كتب أسماؤهم وخبرهم في لوح وجعل على باب الكهف.
قال أبو جعفر: والروايات التي رويت عن ابن عباس ليست بمتناقضة لأن القول الأول إنما سمعه من كعب والقول الثاني يجوز أن يكون عرف الرقيم بعده وأحسن ما قيل فيه أنه الكتاب وذلك معروف في اللغة يقال رقمت الشيء أي كتبته؛ قال الله عز وجل: {كتاب مرقوم} ورقيم بمعنى مرقوم، كما يقال قتيل بمعنى مقتول.
وروى ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى: {كانوا من آياتنا عجبا} قال: هم عجب.
قال أبو جعفر: يذهب مجاهد إلى أنه ليس بإنكار على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عنده أنهم عجب.
وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: يقول ليس هم بأعجب آياتنا.). [معاني القرآن: 4/216-220]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({الكهف والرقيم}
قال: "الرقيم": لوح كتب فيه أسماؤهم، وكيف خرجوا، ومن أي شيء هربوا.). [ياقوتة الصراط: 318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ):{الرقيم} هو لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف، ونصب على باب الكهف، وهو بمعنى "مفعول" أي مرقوم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 141-142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الرَّقِيم}: الكتاب). [العمدة في غريب القرآن: 186]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا آتنا} أعطنا.
{من لدنك} من عندك. {رحمةً}، يعني: رزقًا. وهو تفسير السّدّيّ.
قال: {وهيّئ لنا من أمرنا رشدًا}
كانوا قومًا قد آمنوا، فرّوا بدينهم من قومهم، وإنّ قومهم على الكفر وخشوا على أنفسهم القتل). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وهيّئ...}

كتبت الهمزة بالألف (وهيّأ) بهجائه. وأكثر ما يكتب الهمز على ما قبله. فإن كان ما قبله مفتوحاً كتبت بالألف. وإن كان مضموماً كتب بالواو، وإن كان مكسوراً كتبت بالياء.
وربما كتبتها العرب بالألف في كل حال؛ لأن أصلها ألف.
قالوا: نراها إذا ابتدئت تكتب بالألف في نصبها وكسرها وضمّها؛ مثل قولك: أمروا، وأمرت، {وقد جئت شيئاً إمرا} فذهبوا هذا المذهب.
قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيأً) في رفعه وخفضه بالألف ورأيت يستهزءون يستهزأون بالألف وهو القياس. والأوّل أكثر في الكتب). [معاني القرآن: 2/134-135]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا}
ومعنى "أووا إليه": صاروا إليه وجعلوه مأواهم، و"الفتية": جمع فتى مثل غلام وغلمة، وصبي وصبية، وفعلة من أسماء الجمع، وليس ببناء يقاس عليه، لا يجوز غراب وغربة، ولا غنى وغنية.
وقوله: {فقالوا ربّنا آتنا من لدنك رحمة} أي أعطنا من عندك رحمة، أي مغفرة ورزقا.
{وهيّئ لنا من أمرنا رشدا}.
يجوز في (رشدا): (رشدا) إلا أنه لا يقرأ بها ههنا لأن فواصل الآيات على فعل نحو أمد وعدد، فرشد أحسن في هذا المكان أي أرشدنا إلى ما يقرب منك ويزلف عندك). [معاني القرآن: 3/270]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا}
أي أرشدنا إلى أحب الأشياء إليك). [معاني القرآن: 4/220]

تفسير قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فضربنا على آذانهم...}
بالنوم.
وقوله: {سنين عدداً} العدد ها هنا في معنى معدودة والله أعلم. فإذا كان ما قبل العدد مسمّىً مثل المائة والألف والعشرة والخمسة كان في العدد وجهان:
أحدهما: أن تنصبه على المصدر فتقول: لك عندي عشرة عدداً. أخرجت العدد من العشرة؛ لأن في العشرة معنى عدّت، كأنك قلت: أحصيت وعدّت عدداً وعدّا.
وإن شئت رفعت العدد، تريد: لك عشرة معدودة؛ فالعدد ها هنا مع السنين بمنزلة قوله تبارك وتعالى في يوسف: {وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودةٍ}؛ لأن الدراهم ليست بمسمّاة بعدد. وكذلك ما كان يكال ويوزن تخرجه (إذا جاء) بعد أسمائه على الوجهين؛ فتقول لك عندي عشرة أرطال وزناً ووزنٌ وكيلاً وكيلٌ على ذلك). [معاني القرآن: 2/135]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً}
وقال: {سنين عدداً} أي: نعدّها عددا). [معاني القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فضربنا على آذانهم في الكهف}: أي أنهم رقود والعرب تقول: ضرب الله على أذن فلان أي أنامه). [غريب القرآن وتفسيره: 224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فضربنا على آذانهم} أي أنمناهم. ومثله قول أبي ذرّ: قد ضرب اللّه على أصمختهم.
والأمد: الغاية). [تفسير غريب القرآن: 264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} إن أردت أن تنقله بلفظه، لم يفهمه المنقول إليه،
فإن قلت: أنمناهم سنين عددا، لكنت مترجما للمعنى دون اللفظ). [تأويل مشكل القرآن: 21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}
معنى {ضربنا على آذانهم} منعناهم - أن يسمعوا، لأن النائم - إذا سمع انتبه. فالمعنى أنمناهم، ومنعناهم السمع.
و{عددا} منصوب على ضربين:
أحدهما: على المصدر، المعنى نعدّ عددا، ويجوز أن يكون نعتا للسنين.
المعنى سنين ذات عدد، والفائدة في قولك عدد في الأشياء المعدودات أنك تريد توكيد كثرة الشيء لأنه إذا قل فهم مقداره ومقدار عدده، فلم يحتج إلى أن يعدّ، فإذا كثر احتاج إلى أن يعد، فالعدد في قولك أقمت أياما عددا أنك تريد بها الكثرة.
وجائز أن تؤكد بعدد معنى الجماعة في أنها قد خرجت من معنى الواحد). [معاني القرآن: 3/271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}
أي منعناهم من أن يسمعوا، والمعنى: أنمناهم لأنهم إذا سمعوا انتبهوا.
ثم قال {سنين عددا}، وفي الفائدة في قوله: {عددا} قولان:
أحدهما: أنه توكيد وإفراد من الواحدة.
والآخر: أنه توكيد معنى الكثرة لأن القليل لا يحتاج إلى عدد لأنه قد عرف). [معاني القرآن: 4/220-221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فضربنا على آذانهم} أي أنمناهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا * ثمّ بعثناهم لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدًا} المنتهى الّذي بعثوا فيه، أي: لم يكن لواحدٍ من الفريقين علمٌ لا لكافرهم ولا لمؤمنهم في تفسير قتادة.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: ({أمدًا}، عددًا، أي: لم يكن لهم علمٌ بما لبثوا) ). [تفسير القرآن العظيم: 1/173]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى...}

رفعت أيّا بأحصى لأن العلم ليس بواقع على أيّ؛ إنما هو: لتعلم بالنظر والمسألة وهو كقولك اذهب فاعلم لي أيّهم قام، أفلا ترى أنك إنما توقع العلم على من تستخبره.
ويبيّن ذلك أنك تقول: "سل عبد الله أيّهم قام" فلو حذفت عبد الله لكنت له مريداً، ولمثله من المخبرين.
وقوله: {أيّ الحزبين} فيقال: إنّ طائفتين من المسلمين في دهر أصحاب الكهف اختلفوا في عددهم. ويقال: اختلف الكفّار والمسلمون.
وأما {أحصى} فيقال: أصوب: أي أيّهم قال بالصواب.
وقوله: {أمداً} الأمد يكون نصبه على جهتين إن شئت جعلته خرج من {أحصى} مفسّراً، كما تقول: أي الحزبين أصوب قولاً وإن شئت أوقعت عليه اللّباث: للباثهم أمداً). [معاني القرآن: 2/135-136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أحصى لما لبثوا أمداً} أي غاية). [مجاز القرآن: 1/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أمدا}: غاية). [غريب القرآن وتفسيره: 224]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (فمعنى قوله: {ثمّ بعثناهم لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}
أي بعثناهم من نومهم، ويقال لكل من خرج من الموت إلى الحياة أو من النوم إلى الانتباه مبعوث.
وتأويل مبعوث أنه قد زال عنه ما كان يحبسه عن التصرف والانبعاث.
وقوله: {لنعلم أيّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}.
الأمد: الغاية، و (أمدا) منصوب على نوعين، وهو على التمييز منصوب وإن شئت كان منصوبا على أحصى أمدا فيكون العامل فيه أحصى، كأنه قيل لنعلم أهؤلاء أحصى للأمد أم هؤلاء، ويكون منصوبا بـ لبثوا، ويكون أحصى متعلقا بـ (لما) فيكون المعنى أي الحزبين أحصى للبثهم في الأمد). [معاني القرآن: 3/271]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ثم بعثناهم} أي من نومهم يقال لمن أحيي أو أقيم من نومه مبعوث لأنه كان ممنوعا من الانبعاث والتصرف). [معاني القرآن: 4/221]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا}
قال مجاهد: أي عددا.
قال أبو جعفر: (والأمد في اللغة الغاية) ). [معاني القرآن: 4/222-221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الأمد): الغاية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَمَداً}: غاية). [العمدة في غريب القرآن: 186]


تفسير قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {نحن نقصّ عليك نبأهم بالحقّ} خبرهم بالحقّ.
{إنّهم فتيةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدًى}، يعني: إيمانًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/173-174]

تفسير قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وربطنا على قلوبهم} بالإيمان.
وهو تفسير قتادة.
{إذ قاموا فقالوا ربّنا ربّ السّموات والأرض لن ندعو من دونه إلهًا لقد قلنا إذًا شططًا} جورًا، أي: كذبًا.
وهو تفسير قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 1/174]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ):
({وربطنا على قلوبهم} مجازه: صبّرناهم وألهمناهم الصبر.

{قلنا إذاً شططاً} أي جوراً وغلوّاً قال:
ألا يالقـومٍ قد أشطّــــت عواذلــــي.......ويزعمـــن أن أودى بحـــقي باطلي
ويلحينـني في اللّهــو أن لا أحبّه.......وللّهـــو داعٍ دائـــــبٌ غيــــر غـافــــل).
[مجاز القرآن: 1/394]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ربطنا على قلوبهم}: ألهمناها صبرا.
{شططا}: غلوا يقال قد أشط في الشؤم إذا جاوز القدر). [غريب القرآن وتفسيره: 224]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ربطنا على قلوبهم} أي: ألهمناهم الصبر وثبّتنا قلوبهم.
{شططاً} أي غلوا. يقال: قد أشطّ عليّ: إذا غلا في القول). [تفسير غريب القرآن: 264]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربّنا ربّ السّماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا}
{لقد قلنا إذا شططا} أي: قد قلنا إذن جورا.
و{شططا} منصوب على المصدر، المعنى: لقد قلنا إذن قول شطط، يقال "شط الرجل" و"أشط" إذا جار.
قال الشاعر:
ألا يا لقومي قد أشطت عواذلي.......ويزعمن أني أقصر اليوم باطلي).
[معاني القرآن: 3/271-272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وربطنا على قلوبهم}
قال قتادة: أي بالإيمان والمعنى عند أهل اللغة صبرناهم وثبتناهم.). [معاني القرآن: 4/222]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها} فأنكروا أن يعبد مع الله غيره). [معاني القرآن: 4/222]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {لقد قلنا إذا شططا}
قال قتادة: أي كذباً.
قال أبو جعفر: والشطط في اللغة التجاوز في الجور.). [معاني القرآن: 4/222]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({شططا} أي: جورا). [ياقوتة الصراط: 318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ربطنا على قلوبهم} أي ألهمناهم الصبر.
{شططا} غلوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَبَطْناَ}: ألهمنا.
{شَطَطاً}: جوراً). [العمدة في غريب القرآن: 186-187]

تفسير قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({هؤلاء قومنا اتّخذوا من دونه آلهةً لولا} هلا.
{يأتون عليهم بسلطانٍ} بحجّةٍ بيّنةٍ.
تفسير ابن عبّاسٍ والحسن في هذا الحرف في القرآن كلّه: حجّةٌ بيّنةٌ.
وتفسير قتادة فيه في القرآن كلّه: عذرٌ بيّنٌ.
وقال الحسن: يقول: أي: بأنّ اللّه أمرهم بعبادتهم.
قال: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا}، أي: لا أحد أظلم منه في تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 1/174]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {هؤلاء قومنا اتّخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبا}

أنكر الفتية عبادة قومهم، وأن يعبدوا مع الله غيره، فقالوا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون.
ولولا في معنى هلّا، المعنى هلّا يأتون عليهم بحجة بينة، ومعنى عليهم أي على عبادة الآلهة). [معاني القرآن: 3/272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين}
روى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس: (كل سلطان في القرآن فهو حجة) ). [معاني القرآن: 4/222-223]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (16)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإذ اعتزلتموهم} يقوله بعضهم لبعضٍ.
{وما يعبدون إلا اللّه}، أي: وما يعبدون من دون اللّه، أي: وما يعبدون سوى اللّه.
سعيدٌ، عن قتادة قال: هي في مصحف عبد اللّه: وما يعبدون من دون اللّه.
وهذا تفسيرها.
{فأووا إلى الكهف}، يعني: فانتهوا إلى الكهف.
{ينشر لكم ربّكم}، يعني: يبسط لكم ربّكم.
{من رحمته ويهيّئ لكم من أمركم مرفقًا}). [تفسير القرآن العظيم: 1/174]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون...}

يعني أصحاب الكهف فقال: وإذ اعتزلتم جميع ما يعبدون من الآلهة إلاّ الله. و(ما) في موضع نصب. وذلك أنهم كانوا يشركون بالله، فقال: اعتزلتم الأصنام ولم تعتزلوا الله تبارك وتعالى ولا عبادته:
وقوله: {فأووا إلى الكهف} جواب لإذ كما تقول: إذ فعلت ما فعلت فتب.
وقوله: {مّن أمركم مّرفقاً} كسر الميم الأعمش والحسن، ونصبها أهل المدينة وعاصم. فكأنّ الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر والمرفق من الإنسان وأكثر العرب على كسر الميم من الأمر ومن الإنسان. والعرب أيضاً تفتح الميم من مرفق الإنسان. لغتان فيهما). [معاني القرآن: 2/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ويهيّئ لكم من أمركم مرفقاً} هو ما ارتفق به ويقرؤه قوم مرفقاً فأما في اليدين فهو مرفق). [مجاز القرآن: 1/395]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلاّ اللّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربّكم مّن رّحمته ويهيّئ لكم مّن أمركم مّرفقاً}
وقال: {مّن أمركم مّرفقاً} أي: شيئاً يرتفقون به مثل: "المقطع" و{مرفقا} جعله أسما كـ"المسجد" أو يكون لغة يقولون: "رفق" "يرفق". وإن شئت {مرفقا} يريد: "رفقاً" ولم تقرأ).[معاني القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مرفقا}
ما ارتفقت به وبعضهم يقول المرفق، فأما في اليد فهو المرفق). [غريب القرآن وتفسيره: 225]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مرفقاً}: ما يرتفق به). [تفسير غريب القرآن: 264]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربّكم من رحمته ويهيّئ لكم من أمركم مرفقا}
موضع (ما) نصب، المعنى إذا اعتزلتموهم واعتزلتم ما يعبدون إلا اللّه فإنكم لن تتركوا عبادته.
{فأووا إلى الكهف} أي اجعلوا الكهف مأواكم
{ينشر لكم ربّكم من رحمته} أي ينشر لكم من رزق
{ويهيّئ لكم من أمركم مرفقا}يقال هو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك مرفق الأمر مثل مرفق اليد سواء.
قال الأصمعي: لا أعرف غير هذا. وقرأت القراء مرفقا
- بفتح الميم وكسر الفاء.
وذكر قطرب وغيره من أهل اللغة اللغتين جميعا في مرفق الأمر ومرفق اليد.
وقالوا جميعا المرفق لليد بكسر الميم. هو أكثر في اللغة وأجود). [معاني القرآن: 3/273-272]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} والمعنى اعتزلتم ما يعبدون إلا الله فإنكم لم تتركوا عبادته
روى سعيد عن قتادة قال في قراءة ابن مسعود {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله}). [معاني القرآن: 4/223]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فأووا إلى الكهف} أي صيروه مأواكم
ثم قال جل وعز: {ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}
قرئ بفتح الميم وكسرها وهو ما يرتفق به وكذلك مرفق الإنسان ومرفقه ومنهم من يجعل المرفق بفتح الميم وكسر الفاء من الأمر والمرفق من الإنسان وقد قيل المرفق بفتح الميم الموضع كالمسجد وهما لغتان). [معاني القرآن: 4/224]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مرفقا} مرتفق به). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 142]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المِرْفَقُ}: ما ارتفقْت به). [العمدة في غريب القرآن: 187]


رد مع اقتباس