عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1431هـ/19-10-2010م, 02:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 11]

{الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) )

تفسير قوله تعالى: (الم (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الم} قد فسّرناه في أوّل سورة البقرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ الم تلك آيات الكتب }: ساكن ؛ لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي, مجازهن مجاز حروف التهجي , ومجاز موضعه في المعنى , كمجاز ابتداء فواتح سائر السور.). [مجاز القرآن: 2/126] (م)

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال: {هدًى ورحمةً لّلمحسنين}؛ لأن قوله: {الـم (1)تلك آيات الكتاب الحكيم(2)} : معرفة , فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : {الم (1)}
قال ابن عباس معنى (الم) : (أنا الله أعلم)، وقد فسرنا في سورة البقرة جميع ما قيل في (الم) , وما أشبهها.). [معاني القرآن: 4/193]

تفسير قوله تعالى:{تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {تلك آيات} هذه آيات.
{الكتاب الحكيم}، أي: المحكم أحكمت بالحلال، والحرام، والأحكام والأمر والنّهي). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({الم تلك آيات الكتب }: ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي , ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور، ومجاز: { تلك آيات الكتاب}: أي: هذه الآيات من القرآن.). [مجاز القرآن: 2/126]

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال: {هدًى ورحمةً لّلمحسنين}؛ لأن قوله: {الـم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم(2) }: معرفة , فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {تلك آيات الكتاب الحكيم (2)}
معناه : هذه الآيات، تلك الآيات التي وعدتم بها في التوراة , ويجوز أن يكون بمعنى : هذه آيات الكتاب، وقد تقدم تفسير مثل هذا من سورة البقرة أيضاً.).. [معاني القرآن: 4/193]

تفسير قوله تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هدًى} يهتدون به إلى الجنّة.
{ورحمةً للمحسنين} [لقمان: 3] للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {هدًى ورحمةً...}

أكثر القراء على نصب : الهدى , والرحمة على القطع. وقد رفعها حمزة على الاستئناف؛ لأنها مستأنفة في آية منفصلةٍ , من الآية قبلها, وهي في قراءة عبد الله :{هدًى وبشرى}. ). [معاني القرآن: 2/326]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({هدًى ورحمةً لّلمحسنين}
قال:{هدًى ورحمةً لّلمحسنين} ؛ لأن قوله: {الـم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم(2)}
, معرفة فهذا خبر المعرفة.). [معاني القرآن: 3/28] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {هدى ورحمة للمحسنين (3)}: القراءة بالنصب على الحال، المعنى : تلك آيات الكتاب في حال الهداية , والرحمة.). [معاني القرآن: 4/193]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({الّذين يقيمون الصّلاة} [لقمان: 4] المفروضة.
{ويؤتون الزّكاة} المفروضة.
{وهم بالآخرة هم يوقنون {4}). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أولئك على هدًى من ربّهم} [لقمان: 5] على بيانٍ من ربّهم.
{وأولئك هم المفلحون} [لقمان: 5] وهم السّعداء). [تفسير القرآن العظيم: 2/669]

تفسير قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]، يعني: الشّرك.
[تفسير القرآن العظيم: 2/669]
وهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن.
وقال قتادة: استحبّوا الضّلالة على الهدى.
وتفسير السّدّيّ: {من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6]، يعني: يختار باطل الحديث على القرآن.
خالدٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، وعطاءٍ قال: {لهو الحديث} [لقمان: 6] الغناء.
وقال مجاهدٌ: والاستماع إليه.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: لهو الحديث، الغناء ونحوه.
قوله: {ليضلّ عن سبيل اللّه} [لقمان: 6]، يعني: عن سبيل الهدى.
{بغير علمٍ} [لقمان: 6] أتاه من اللّه بما هو عليه من الشّرك.
قال: {ويتّخذها هزوًا} [لقمان: 6] يتّخذ آيات اللّه، القرآن هزوًا.
وتفسير الكلبيّ أنّها أنزلت في النّضر بن الحارث من بني عبد الدّار، وكان رجلا راويةً لأحاديث الجاهليّة وأشعارهم.
قال: {أولئك لهم عذابٌ مهينٌ} [لقمان: 6] من الهوان، يعني: عذاب جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 2/670]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث...}

نزلت في النضر بن الحارث الداري, وكان يشتري كتب الأعاجم فارس , والروم , وكتب أهل الحيرة ويحدّث بها أهل مكة؛ وإذا سمع القرآن أعرض عنه , واستهزأ به, فذلك قوله: {ويتّخذها هزواً}, وقد اختلف القراء في {ويتّخذها} فرفع أكثرهم، ونصبها يحيى بن وثّاب , والأعمش , وأصحابه, فمن رفع ردّها على {يشتري}, ومن نصبها ردّها على قوله: {ليضلّ عن سبيل اللّه}: وليتّخذها.
وقوله: {ويتّخذها} يذهب إلى آيات القرآن., وإن شئت جعلتها للسبيل؛ لأن السّبيل قد تؤنّث قال {قل هذه سبيلي أدعو إلي الله} , وفي قراءة أبيّ : (وإن يروا سبيل الرشد لا يتّخذوها سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوها سبيل)
- حدثني حبّان , عن ليث , عن مجاهد في قوله: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}, قال: (هو الغناء) .
والأوّل تفسيره , عن ابن عباس.). [معاني القرآن: 2/326-327]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن النّاس من يشتري لهو الحديث}: نزلت في النّضر بن الحارث، وكان يشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم، ويحدث بها أهل مكة، ويقول: «محمد حدثكم أحاديث عاد, وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس , والرّوم , وملوك الحيرة.».). [تفسير غريب القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ومن النّاس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل اللّه بغير علم ويتّخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (6)}
{ليضلّ عن سبيل اللّه}, ويقرأ: {ليضلّ عن سبيل الله}
فأكثر ما جاء في التفسير أن:{لهو الحديث} ههنا : الغناء ؛ لأنه يلهي عن ذكر اللّه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرم بيع المغنية.
وقد قيل في تفسير هذه الآية : إن لهو الحديث ههنا : الشرك.
فمن قرأ (ليضل) - بضم الياء - فمعناه ليضل غيره، فإذا أضل غيره , فقد ضل هو أيضا.
ومن قرأ (ليضل) : فمعناه ليصير أمره إلى الضلال، فكأنه وإن لم يكن يقدّر أنه يضل , فسيصير أمره إلى أن يضل.
وقوله: {ويتّخذها هزواً}
أي : يتخذ آيات اللّه هزوا، وقد جرى ذكر الآيات في قوله: {تلك آيات الكتاب الحكيم}
وقد جاء في التفسير أيضا أن قوله: {ويتّخذها هزواً}: يتخذ سبيل اللّه هزوا.).[معاني القرآن: 4/194]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث}
روى سعيد بن جبير , عن أبي الصهباء البكري, قال سئل عبد الله بن مسعود, عن قوله جل وعز: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} : فقال : (الغناء, والله الذي لا إله إلا هو) , يرددها ثلاث مرات .
وبغير هذا الإسناد عنه , والغناء ينبت في القلب النفاق .
وروى سعيد بن جبير , عن ابن عباس قال: (الرجل يشتري الجارية المغنية , تغنيه ليلاً, أو نهاراً).
وروي عن ابن عمر : (هو الغناء).وكذلك قال عكرمة, وميمون بن مهران , ومكحول.
وروى علي بن الحكم , عن الضحاك : {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} , قال : (الشرك) .
وروى جويبر عنه قال : (الغناء مهلكة للمال , مسخطة للرب, مقساة للقلب).
وسئل القاسم بن محمد عنه , فقال: (الغناء باطل , والباطل في النار) .
قال أبو جعفر : وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم , عن مجاهد قال: الغناء , وكل لعب لهو .
قال أبو جعفر : فالمعنى ما يلهيه من الغناء , وغيره مما يلهي.
وقد قال معمر : بلغني أن هذه الآية نزلت في رجل من بني عدي , يعنى : النضر بن الحارث , كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس , والروم , ويقول: محمد يحدثكم عن عاد , وثمود , وأنا أحدثكم عن فارس , والروم , ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه.
وقوله جل وعز: {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا}
أي : ليضل غيره , وإذا أضل غيره , فقد ضل .
و{ليضل}: هو , أي : يئول أمره إلى هذا , كما قال :{ربنا ليضلوا عن سبيلك}.). [معاني القرآن: 5/277-280]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لهو الحديث}: أي: غناء المغنيات.). [ياقوتة الصراط: 405]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (كان النضر بن الحارث يشتري كتباً فيها أخبار الأعاجم , ويحدث بها أهل مكة مضادة لمحمد صلى الله عليه وسلم, فأنزل الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ... }.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 189]

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا} [لقمان: 7] عن عبادة اللّه، جاحدًا لآيات اللّه.
{كأن لم يسمعها} [لقمان: 7]، أي: قد سمعها وقامت عليه بها الحجّة.
{كأنّ في أذنيه وقرًا} [لقمان: 7] والوقر الصّمم، سمعها بأذنيه، ولم يقبلها قلبه.
قال: {فبشّره بعذابٍ أليمٍ} [لقمان: 7] موجعٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/671]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز: {كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا}

قال مجاهد : (وقرا , أي : ثقلا , وقوله جل وعز: {خلق السموات بغير عمد ترونها})
يجوز أن تكون ترونها : بمعنى : ترونها بغير عمد.
ويجوز أن تكون نعتا على قول من قال هي بعمد , ولكن لا يرونها .
قال أبو جعفر : والقولان يرجعان إلى معنى واحد ؛ لأن من قال إنها بعمد : إنما يريد بالعمد : قدرة الله جل وعز التي يمسك بها السموات والأرض.). [معاني القرآن: 5/281]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) )

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم {8} خالدين فيها} [لقمان: 8-9] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{وعد اللّه حقًّا} [لقمان: 9] أنّ لهم الجنّة.
{وهو العزيز} في ملكه وفي نقمته.
{الحكيم} في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 2/671]

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10] وفيها تقديمٌ في تفسير الحسن قال: خلق السّموات ترونها بغير عمدٍ.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ ابن عبّاسٍ، قال: لها عمدٌ، ولكن لا ترونها.
يقول: {بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10]، أي: لها عمدٌ ولكن لا ترونها.
قال: {وألقى في الأرض رواسي} [لقمان: 10]، يعني: الجبال أثبت بها الأرض.
{أن تميد بكم}، أي: لئلا تحرّك بكم.
وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: لمّا خلق اللّه تبارك وتعالى الأرض جعلت تميع، فلمّا رأت ذلك ملائكة اللّه، قالوا: يا ربّنا هذه لا يقرّ لك على ظهرها خلقٌ، فأصبح قد وقطها بالجبال، فلمّا رأت ملائكة اللّه ما قد أرسيت به الأرض، عجبوا فقالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو
[تفسير القرآن العظيم: 2/671]
أشدّ من الجبال؟ قال: نعم الحديد، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الحديد؟ قال: نعم
النّار، قالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو أشدّ من النّار؟ قال: نعم الماء، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم ابن آدم.
قوله عزّ وجلّ: {وبثّ فيها} [لقمان: 10] خلق فيها، في الأرض.
{من كلّ دابّةٍ} [لقمان: 10] قال: {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ} [لقمان: 10] أي: من كلّ لونٍ.
{كريمٍ}، أي: حسنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم...}: لئلاّ تميد بكم, و(أن) في هذا الموضع تكفى من (لا) , كما قال الشاعر:

= والمهر يأبى أن يزال ملهبا
معناه: يأبى أن لا يزال.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وألقى في الأرض رواسي }: مجازه: وجعل فيها رواسي , أي : جبالاً قد رست , أي: ثبتت.
{ أن تميد بكم }: أي : أن تحرك بكم يميناً , شمالاً.
{وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ }: أي: فرق في الأرض من الدواب , وكل ما أكل , وشرب , فهو دابة.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{خلق السّماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّة وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوج كريم (10)}
وصف اللّه عزّ وجلّ خلقه الذي يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله، أو يقدروا على نوع منه , ثم قال: {هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه}.
وقوله: {بغير عمد ترونها}, قيل في التفسير : إنها بعمد لا ترونها.
أي : لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد , وكذلك ترونها.
والمعنى في التفسير : يؤول إلى شيء واحد، ويكون تأويل :{غير عمد ترونها}: الذي فسّر بعمد لا ترونها.
يكون معنى : العمد: قدرته عزّ وجل التي يمسك بها السماوات والأرض.
{وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}:{رواسي}: جبال ثوابت، كما قال - عزّ وجلّ: {ألم نجعل الأرض مهادا (6) والجبال أوتادا (7)}:فمعننى{أن تميد بكم}: كراهة أن تميد بكم, ومعنى { تميد }: تتحرك حركة شديدة.). [معاني القرآن: 4/194-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}
أي : جبالا ثابتة , وقد رسا , أي: ثبت .
أن تميد بكم: أي : كراهة أن تميد بكم , يقال : ماد يميد, إذا اشتدت حركته.). [معاني القرآن: 5/281]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {هذا خلق اللّه فأروني} [لقمان: 11]، يعني: المشركين.
{ماذا خلق الّذين من دونه} [لقمان: 11]، يعني: الأوثان الّتي يعبدونها فلم تكن لهم حجّةٌ فقال: {بل الظّالمون} [لقمان: 11] المشركين.
{في ضلالٍ مبينٍ} بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {هذا خلق اللّه...}

من ذكره السموات , والأرض , وإنزاله الماء من السماء , وإنباته : {فأروني ماذا خلق الّذين} تعبدون {من دونه} : يعني: آلهتهم. ثمّ أكذبهم , فقال: {بل الظّالمون في ضلالٍ مّبينٍ} .). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ماذا خلق الذّين من دونه }: أي : الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} : هذا خلق الله , يعني : ما ذكر من خلق السموات , وغيرها , {فأروني ماذا خلق الذين من دونه }: أي: مما تعبدونه.). [معاني القرآن: 5/282]


رد مع اقتباس