عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 07:50 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: إنّ الّذين يحادّون اللّه ورسوله كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ وللكافرين عذابٌ مهينٌ (5) يوم يبعثهم اللّه جميعاً فينبّئهم بما عملوا أحصاه اللّه ونسوه واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ (6) ألم تر أنّ اللّه يعلم ما في السّماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثةٍ إلاّ هو رابعهم ولا خمسةٍ إلاّ هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلاّ هو معهم أين ما كانوا ثمّ ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيءٍ عليمٌ (7)
هذه الآيات نزلت في منافقين وقوم من اليهود كانوا في المدينة يتمرسون برسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ويتربصون بهم الدوائر، ويدبرون عليهم ويتمنون فيهم المكروه ويتناجون بذلك، فنزلت هذه الآيات إلى آخر أمر النجوى فيهم، والمحادة: أن يعطي الإنسان صاحبه حد قوله أو سلاحه وسائر أفعاله. وقال قوم: هو أن يكون الإنسان في حد، وصاحبه في حد مخالف. و: كبت الرجل: إذا بقي خزيان يبصر ما يكره ولا يقدر على دفعه. وقال قوم منهم أبو عبيدة أصله كبدوا، أي أصابهم داء في أكبادهم، فأبدلت الدال تاء.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا غير قوي.
و: الّذين من قبلهم سابقوا الأمم الماضية الذين حادوا الرسل قديما.
وقوله تعالى: وقد أنزلنا آياتٍ بيّناتٍ يريد في هذا القرآن، فليس هؤلاء المنافقون بأعذر من المتقدمين). [المحرر الوجيز: 8/ 247-248]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: يوم يبعثهم اللّه العامل في: يوم قوله: مهينٌ، ويحتمل أن يكون فعلا مضمرا تقديره: اذكر. وقوله: ونسوه نسيان على بابه، لأن الكافر لا يحفظ تفاصيل أعماله.
ولما أخبر تعالى أنه على كلّ شيءٍ شهيدٌ وقف محمد عليه السلام توقيفا تشاركه فيه أمته.
وقوله تعالى: من نجوى ثلاثةٍ، يحتمل من نجوى أن يكون مصدرا مضافا إلى ثلاثةٍ، كأنه قال: من سرار ثلاثة، ويحتمل نجوى أن يكون المراد به جمعا من الناس مسمى بالمصدر كما قال في آية أخرى: وإذ هم نجوى [الإسراء: 47] أي أولو نجوى، فيكون قوله تعالى: ثلاثةٍ على هذا بدلا من نجوى وفي هذا نظر.
وقوله تعالى: إلّا هو رابعهم أي بعلمه وإحاطته ومقدرته.
وقرأ جمهور الناس: «ما يكون» وقرأ أبو جعفر القارئ وأبو جيوة: «ما تكون» بالتاء منقوطة من فوق.
وفي مصحف ابن مسعود: «ولا أربعة إلا الله خامسهم»، وكذلك: «إلا الله رابعهم»، و: «إلا الله سادسهم».
وقرأ جمهور القراء: «ولا أكثر» عطفا على اللفظ المخفوض، وقرأ الأعمش والحسن وابن أبي إسحاق: «ولا أكثر» بالرفع عطفا على الموضع، لأن التقدير ما يكون نجوى، ومن جعل النجوى مصدرا محضا قدر قبل أدنى فعلا تقديره: ولا يكون أدنى. وقرأ الخليل بن أحمد: «ولا أكبر»، بالباء واحدة من تحت، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 8/ 248-249]


رد مع اقتباس