عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:21 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ (7) يسمع آيات اللّه تتلى عليه ثمّ يصرّ مستكبرًا كأن لّم يسمعها فبشّره بعذابٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره: الوادي السّائل من صديد أهل جهنّم، لكلّ كذّابٍ ذي إثمٍ بربّه، مفترٍ عليه). [جامع البيان: 21/75-76]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لكل أفاك أثيم} قال: المغيرة بن مخزوم). [الدر المنثور: 13/292]

تفسير قوله تعالى: (يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {يسمع آيات اللّه تتلى عليه} يقول: يسمع آيات كتاب اللّه تقرأ عليه {ثمّ يصرّ} على كفره وإثمه فيقيم عليه غير تائبٍ منه، ولا راجعٍ عنه {مستكبرًا} على ربّه أن يذعن لأمره ونهيه {كأن لم يسمعها} يقول: كأن لم يسمع ما تلي عليه من آيات اللّه بإصراره على كفره {فبشّره بعذابٍ أليمٍ} يقول: فبشّر يا محمّد هذا الأفّاك الأثيم الّذي هذه صفته بعذابٍ من اللّه له {أليمٍ} يعني موجعٍ في نار جهنّم يوم القيامة). [جامع البيان: 21/76]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آَيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا علم من آياتنا شيئًا اتّخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهينٌ}.
يقول تعالى ذكره: {وإذا علم} هذا الأفّاك الأثيم {من} آيات اللّه {شيئًا اتّخذها هزوًا} يقول: اتّخذ تلك الآيات الّتي علمها هزوًا، يسخر منها، وذلك كفعل أبي جهلٍ حين نزلت {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} إذ دعا بتمرٍ وزبدٍ فقال: تزقّموا من هذا، ما يعدكم محمّدٌ إلاّ شهدًا، وما أشبه ذلك من أفعالهم.
وقوله: {أولئك لهم عذابٌ مهينٌ}.
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الّذين يفعلون هذا الفعل، وهم الّذين يسمعون آيات اللّه تتلى عليهم ثمّ يصرّون على كفرهم استكبارًا، ويتّخذون آيات اللّه الّتي علموها هزوًا، لهم يوم القيامة من اللّه عذابٌ مهينٌ يهينهم ويذلّهم في نار جهنّم، بما كانوا في الدّنيا يستكبرون عن طاعة اللّه واتّباع آياته.
وإنّما قال تعالى ذكره: {أولئك} فجمع وقد جرى الكلام قبل ذلك ردًّا للكلام إلى معنى الكلّ في قوله: {ويلٌ لكلّ أفّاكٍ أثيمٍ} ). [جامع البيان: 21/76-77]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وقال معمر وقال قتادة أمامهم ألا ترى أنه يقول {من ورائهم جهنم} وهي بين يديه وفي حرف ابن مسعود (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) وأما الغلام فكان كافرا وفي حرف أبي بن كعب: وكان أبواه مؤمنين فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحماً أبر بوالديه
{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنزا لهما} قال مال لهما). [تفسير عبد الرزاق: 1/407] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من ورائهم جهنّم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء ولهم عذابٌ عظيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: ومن وراء هؤلاء المستهزئين بآيات اللّه، يعني من بين أيديهم وقد بيّنّا العلّة الّتي من أجلها قيل لما أمامك، هو وراءك، فيما مضى بما أغنى عن إعادته؛ يقول: من بين أيديهم نار جهنّم هم واردوها، {ولا يغنيهم ما كسبوا شيئًا}: يقول: ولا يغني عنهم من عذاب جهنّم إذا هم عذّبوا به ما كسبوا في الدّنيا من مالٍ وولدٍ شيئًا.
وقوله: {ولا ما اتّخذوا من دون اللّه أولياء} يقول: ولا آلهتهم الّتي عبدوها من دون اللّه، ورؤساؤهم، وهم الّذين أطاعوهم في الكفر باللّه، واتّخذوهم نصراء في الدّنيا، تغني عنهم يومئذٍ من عذاب جهنّم شيئًا {ولهم عذابٌ عظيمٌ} يقول: ولهم من اللّه يومئذٍ عذابٌ في جهنّم عظيمٌ). [جامع البيان: 21/77]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا هدًى والّذين كفروا بآيات ربّهم لهم عذابٌ من رجزٍ أليمٍ}.
يقول تعالى ذكره: هذا القرآن الّذي أنزلناه إلى محمّدٍ {هدًى}: يقول: بيانٌ ودليلٌ على الحقّ، يهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، من اتّبعه وعمل بما فيه {والّذين كفروا بآيات ربّهم} يقول: والّذين جحدوا ما في القرآن من الآيات الدّالاّت على الحقّ، ولم يصدّقوا بها، ويعملوا بها، لهم عذابٌ يوم القيامة من عذابٍ موجعٌ). [جامع البيان: 21/77-78]


رد مع اقتباس