الموضوع: تفسير سورة سبأ
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 3 محرم 1433هـ/28-11-2011م, 07:07 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: {وعاداً وثموداً} وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:

من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما
وقال في الصرف للنابغة الجعدي:
أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ = كأنّهم تحت دفّيها دحاريج).
[الكتاب: 3/252-253] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) }
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (ومن شجر الحجاز: الغرقد والسدر). [النبات والشجر: 33]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو سمّينا رجلا ذو لقلنا: هذا ذوا قد جاء؛ لأنه لا يكون اسم على حرفين أحدهما حرف لين؛ لأن التنوين يذهبه فيبقى على حرف، فإنما رددت ما ذهب، وأصله فعَل، يدلك على ذلك {ذواتا أفنان} و{ذواتى أكلٍ خمطٍ} ). [المقتضب: 1/369] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والعرمة كالسكر، وجمعها عرم، وفي القرآن المجيد {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}، وقل النابغة الجعدي:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما).
[الكامل: 3/1214-1215]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ} قال: نبت يعرفونه). [مجالس ثعلب: 175]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (واللحن أيضا يكون بمعنى اللغة، وقال شريك عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، في قول الله عز وجل: {سيل العرم} العرم: المسناة بلحن اليمن، أي بلغتهم). [كتاب الأضداد: 240] (م)
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (فاللحن: اللغة وروى شريك عن أبى إسحاق عن ميسرة أنّه قال في قوله عز وجل: {فأرسلنا عليهم سيل العرم} [سبأ: 16] : العرم: المسناة بلحن اليمن، أي بلغة اليمن). [الأمالي: 1/5] (م)

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) }

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكقولهم فيمن رمى الناس بالسهام، أو البنادق، أو حذفهم، أو قذفهم بالحجارة: إنه يذكرهم ويغتابهم؛ لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: رميت فلانا بالفاحشة، وقذفته وقذفت أباه.
وقال الله عز وجل: {والذين يرمون المحصنات} {والذين يرمون أزواجهم}.
وقال لبيد:

فرميت القوم رشقا صائبا = ليس بالعصل ولا بالمقثعل
وانتضلنا وابن سلمى قاعد = كعتيق الطير يغضي ويجل
ويريد أنهم تخاصموا وتسابوا واحتجوا.
وكقولهم فيمن رأي أنه قطع أعضاءه: إنه يسافر ويتغرب من عشيرته وولده في البلاد؛ من قول الله في قوم سبأ: {ومزقناهم كل ممزق}. وقال أيضا: {وقطعناهم في الأرض أمما} ). [تعبير الرؤيا: 41-42] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (ومن الأضداد: المفزع: الجبان، والمفزع: الشجاع. قال الله جل ثناؤه: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}. قال: علي عنها وكشف ويقال: فزعت عن الشيء، أي: كشفت عنه). [الأضداد: 136]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومنها. المفزع: الشجاع، والمفزع الجبان، قال الفراء: إذا قيل للشجاع مفزع، فمعناه توقع الأفزاع به، وإذا قيل للجبان مفزع، فمعناه يفزع من كل شيء؛ كما قيل للغالب والمغلوب: مغلب، قال الله عز وجل: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}، أراد: حتى إذا جلى الفزع عن قلوبهم؛ لأنه لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما انقطع الوحي، ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم، ونزلت الملائكة عليه بالوحي، فلما سمع بعض الملائكة بذلك ذعروا وظنوا أنه قيام الساعة؛ فلما زال بعض ذعرهم قال بعضهم لبعض: {ماذا قال ربكم قالوا الحق}، أي قالوا: قال ربنا الحق. فلذلك قال جل اسمه: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}.

وأخبرنا إدريس، قال: حدثنا خلف، قال: حدثنا الخفاف، عن سعيد، عن قتادة، أنه قرأ: {فزع عن قلوبهم}.
قال أبو بكر: فالمعنى: حتى إذا فزع الله عن قلوبهم، أي جلى الله الفزع عنها.
وأخبرنا أبو علي الهاشمي، قال: حدثنا القطعي؛ قال: حدثنا محبوب، عن عمرو، عن الحسن أنه قرأ: {حتى إذا فزع عن قلوبهم} قال أبو بكر: فمعنى هذه القراءة: حتى إذا فرغت قلوبهم من الفزع.
وأخبرنا أبو علي، قال: حدثنا القطعي، قال: حدثنا عبيد، عن هارون، عن عمرو، عن الحسن، أنه قرأ: {حتى إذا فُرِغَ عن قلوبهم} بالتخفيف والراء والغين. قال هارون: وبعض الناس يقول: (حتى إذا فَرَغَ عن قلوبهم)، بفتح الفاء والغين
قال أبو بكر: فإن صحت هاتان القراءتان فهما لغتان معناهما موافق لمعنى (فُرِّغَ) ). [كتاب الأضداد: 200-201]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب استعمالهم إيا إذا لم تقع مواقع الحروف التي ذكرنا
فمن ذلك قولهم إياك رأيت وإياك أعني فإنما استعملت إياك هاهنا من قبل أنك لا تقدر على الكاف. وقال الله عز وجل: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} من قبل أنك لا تقدر على كم ههنا.
وتقول إني وإياك منطلقان لأنك لا تقدر على الكاف. ونظير ذلك قوله تعالى جده: {ضل من تدعون إلا إياه} ). [الكتاب: 2/356]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} كما تقول للرجل: أحدنا كاذب أو أحدنا مخطئ، تكذيبًا جميلاً). [مجالس ثعلب: 132]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأو حرف من الأضداد؛ تكون بمعنى الشك، في قولهم: يقوم هذا أو هذا، أي يقوم أحدهما. وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه، كقول جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا = كما أتى ربه موسى على قدر
أراد وكانت. وقال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر = لنفسي تقاها أو عليها فجورها
أراد: وعليها.
وقال أبو عبيدة في قول الله جل وعز: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، معناه: وإنا لعلى هدى
وإنكم في ضلال مبين؛ فأقام (أو) مقام الواو، لأن المسلمين ما شكوا في أنهم على هدى، وأنشد:

فلو كان البكاء يرد شيئا = بكيت على بجير أو عفاق
على المرأين إذ هلكا جميعا = لشأنهما بشجر واشتياق
أراد: على بجير وعفاق، فأقام (أو) مقام الواو. ويجوز أن تكون (أو) دخلت في هذه الآية على غير شك لحق المسلمين فيما هم عليه، بل لمعنى الاستهزاء بالمشركين، كما قال أبو الأسود:

يقول الأرذلون بنو قشير = طوال الدهر ما تنسى عليا!
بنو عم النبي وأقربوه = أحب الناس كلهم إليا
فإن يك حبهم رشدا أصبه = وليس بمخطئ إن كان غيا
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد البصري، قال: حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى، قال: حدثنا الهيثم بن الربيع، قال: حدثنا سرار بن المجشر أبو عبيدة العنزي، قال: كتب معاوية إلى زياد كتابا، وقال للرسول:
إنك سترى إلى جانبه رجلا، فقل له: إن أمير المؤمنين يقول لك: قد شككت في قولك:
فإن يك حبهم رشدا أصبه = وليس بمخطئ إن كان غيا
فقال لأبي الأسود ما قاله معاوية. فقال: قل له: لا علم لك بالعربية، قال الله عز وجل: {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين}، أفترى ربنا شك! فسكت معاوبة لما بلغه احتجاج أبي الأسود.
وقال الفراء وغيره: معنى الآية أن المؤمنين أدخلوا (أو) في كلامهم وهم لا يشكون فيما هم عليه من الهدى، على جهة الترفق بالمشركين، والاستمالة لهم على طاعة الله؛ كما يقول الرجل للرجل إذا كذب: قل إن شاء الله؛ وربما قال له أحد: يا كاذب، فمعناه كذبت، إلا أنه حسن اللفظ.
وتكون (أو) بمعنى التخيير، كقولك للرجل: جالس الفقهاء أو النحويين، فمعناه: إن جالست الفقهاء أصبت، وإن جالست النحويين أحسنت، وإن جالست الفريقين فأنت مصيب أيضا. وتكون (أو) بمعنى (بل)، كقوله جل وعز: {إلى مائة ألف أو يزيدون}، معناه بل
يزيدون. قال ابن عباس: كانوا مائة ألف وبضعة وعشرين ألفا، قال الشاعر:

بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى = وصورتها أو أنت في العين أملح
معناه: بل أنت.
وقوله عز وجل: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}، يفسر تفسيرين: أحدهما: آثما أو كفورا، والآخر آثما ولا كفورا). [كتاب الأضداد: 279-282]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) }


رد مع اقتباس