عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 5 شوال 1435هـ/1-08-2014م, 10:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآَيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين (75) فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ (76) قال موسى أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون (77) قالوا أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين (78)}
يقول تعالى: {ثمّ بعثنا} من بعد تلك الرّسل {موسى وهارون إلى فرعون وملئه} أي: قومه. {بآياتنا} أي: حججنا وبراهيننا، {فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين} أي: استكبروا عن اتّباع الحقّ والانقياد له). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم الحقّ من عندنا قالوا إنّ هذا لسحرٌ مبينٌ} كأنّهم -قبّحهم اللّه -أقسموا على ذلك، وهم يعلمون أنّ ما قالوه كذبٌ وبهتانٌ، كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين} [النّمل: 14]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال} لهم {موسى} منكرًا عليهم: {أتقولون للحقّ لمّا جاءكم أسحرٌ هذا ولا يفلح السّاحرون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا أجئتنا لتلفتنا} أي: تثنينا {عمّا وجدنا عليه آباءنا} أي: الدّين الّذي كانوا عليه، {وتكون لكما} أي: لك ولهارون {الكبرياء} أي: العظمة والرّياسة {في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين}.
وكثيرًا ما يذكر اللّه تعالى قصّة موسى، عليه السّلام، مع فرعون في كتابه العزيز؛ لأنّها من أعجب القصص، فإنّ فرعون حذر من موسى كلّ الحذر، فسخّره القدر أن ربّى هذا الّذي يحذّر منه على فراشه ومائدته بمنزلة الولد، ثمّ ترعرع وعقد اللّه له سببًا أخرجه من بين أظهرهم، ورزقه النّبوّة والرّسالة والتّكليم، وبعثه إليه ليدعوه إلى اللّه تعالى ليعبده ويرجع إليه، هذا ما كان عليه فرعون من عظمة المملكة والسّلطان، فجاءه برسالة اللّه، وليس له وزيرٌ سوى أخيه هارون عليه السّلام، فتمرّد فرعون واستكبر وأخذته الحميّة، والنّفس الخبيثة الأبيّة، وقوّى رأسه وتولّى بركنه، وادّعى ما ليس له، وتجهرم على اللّه، وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان من بني إسرائيل، واللّه تعالى يحفظ رسوله موسى وأخاه هارون، ويحوطهما، بعنايته، ويحرسهما بعينه الّتي لا تنام، ولم تزل المحاجّة والمجادلة والآيات تقوم على يدي موسى شيئًا بعد شيءٍ، ومرّةً بعد مرّةٍ، ممّا يبهر العقول ويدهش الألباب، ممّا لا يقوم له شيءٌ، ولا يأتي به إلّا من هو مؤيّدٌ من اللّه، وما تأتيهم من آيةٍ إلّا هي أكبر من أختها، وصمّم فرعون وملؤه -قبّحهم اللّه- على التّكذيب بذلك كلّه، والجحد والعناد والمكابرة، حتّى أحلّ اللّه بهم بأسه الّذي لا يرد، وأغرقهم في صبيحةٍ واحدةٍ أجمعين، {فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد للّه ربّ العالمين} [الأنعام: 45]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 285-286]


رد مع اقتباس