عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:42 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن سليمان عليه السلام أخر أمر الهدهد إلى أن يتبين له حقه من باطله، فسوفه بالنظر في ذلك). [المحرر الوجيز: 6/534]

تفسير قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم إن سليمان عليه السلام أخر أمر الهدهد إلى أن يتبين له حقه من باطله، فسوفه بالنظر في ذلك، وأمر بكتاب فكتب، وحمله إياه، وأمره بإلقائه إلى القوم والتولي بعد ذلك، وقال وهب بن منبه: أمره بالتولي حسن أدب ليتنحى حسب ما يتأدب به مع الملوك، بمعنى: وكن قريبا حتى ترى مراجعاتهم، قال: وقوله: {فانظر ماذا يرجعون} في معنى التقديم على قوله: {ثم تول}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واتساق رتبة الكلام أظهر، أي: ألقه ثم تول، وفي خلال ذلك فانظر، وإنما أراد أن يكل الأمر إلى حكم ما في الكتاب دون أن يكون الرسول ملازمه وبلا إلحاح. وقرأ نافع: "فألقه" بكسر الهاء، وفرقة: "فألقه" بضمها، وقرأ ابن كثير، وابن عامر، والكسائي بإشباع بعد الكسرة في الهاء، وروى عنه ورش بعد الهاء في الوصل بياء، وقرأ قوم بإشباع واو بعد الضمة، وقرأ اليزيدي عن أبي عمرو، وعاصم، وحمزة: "فألقه" بسكون الهاء. وروي عن وهب بن منبه في قصص هذه الآية أن الهدهد وصل
[المحرر الوجيز: 6/534]
فألقى دون هذه الملكة حجب جدران، فعمد إلى كوة كانت بلقيس صنعتها لتدخل منها الشمس عند طلوعها لمعنى عبادتها إياها، فدخل منها ورمى الكتاب على بلقيس وهي -فيما يروى- نائمة، فلما انتبهت وجدته، فراعها وظنت أنه قد دخل عليها أحد، ثم قامت فوجدت حالها كما عهدته، فنظرت إلى الكوة تهمما بأمر الشمس فرأت الهدهد فعلمت أمره، ثم جمعت أهل ملكها وعليتهم فخاطبتهم بما يأتي بعد). [المحرر الوجيز: 6/535]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون}
في هذه المواضع اختصار يدل ظاهر القول عليه، تقديره: فألقى الكتاب وقرأته وجمعت له أهل ملكها، و"الملأ": أشراف الناس الذين ينوبون مناب الجميع، ووصفت الكتاب بالكرم، إما لأنه من عند عظيم في نفسها ونفوسهم، فعظمته إجلالا لسليمان، وهذا قول ابن زيد، وإما أنها أشارات إلى أنه مطبوع عليه بالخاتم، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كرم الكتاب ختمه، وإما أنها أرادت أنه بدأ ببسم الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل كلام لم يبدأ باسم الله تعالى فهو أجذم). [المحرر الوجيز: 6/535]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخذت تصف لهم ما في الكتاب، فيحتمل اللفظ أنه نص الكتاب موجزا بليغا، وكذلك كتب الأنبياء عليهم السلام، وقدم فيه العنوان -وهي عادة الناس على وجه الدهر- ثم سمى الله تعالى، ثم أمرهم بألا يعلوا عليه طغيانا وكفرا، وأن يأتوه مسلمين، ويحتمل أنها قصدت إلى اقتضاب معانيه دون ترتيبه، فأعلمتهم أنه من سليمان، وأن معناه كذا وكذا. وقرأ أبي: "وأن بسم الله" بفتح الهمزة وتخفيف النون وحذف الهاء، وقرأ ابن أبي عبلة: "أنه من"
[المحرر الوجيز: 6/535]
"وأنه بسم الله" بفتح الهمزة فيهما، وفي قراءة عبد الله: "وإنه من سليمان" بزيادة واو، وبسم الله الرحمن الرحيم استفتاح شريف بارع المعنى معبر عنه بكل لغة، وفي كل شرع). [المحرر الوجيز: 6/536]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "أن" في قوله تعالى: {ألا تعلوا علي} يحتمل أن تكون رفعا على البدل من "كتاب"، أو نصبا على معنى: بأن لا تعلوا، أو مفسرة بمنزلة أي، قال سيبويه: وقرأ وهب بن منبه: "ألا تغلوا" بالغين منقوطة، قال أبو الفتح: رواها وهب عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي قراءة أشهب العقيلي، ذكرها الثعلبي). [المحرر الوجيز: 6/536]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخذت في حسن الأدب مع رجالها، ومشاورتهم في أمرها، وأعلمتهم أن ذلك مطرد عندها في كل أمر، فكيف في هذه النازلة الكبرى؟). [المحرر الوجيز: 6/536]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (فراجعها الملأ بما يقر عينها من إعلامهم إياها بالقوة والبأس، أي: وذلك مبذول إليك، فقاتلي إن شئت، ثم سلموا الأمر إلى نظرها، وهذه محاورة حسنة من الجميع. وفي قراءة عبد الله: "ما كنت قاضية أمرا" بالضاد من القضاء.
وذكر مجاهد في عدد أحشادها أنها كان لها اثنا عشر ألف، قيل تحت يد كل واحد مائة ألف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا بعيد، وذكر غيره نحوه فاختصرته لعدم صحته). [المحرر الوجيز: 6/536]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبرت بلقيس عند ذلك بفعل الملوك بالقرى التي يتغلبون عليها، وفي الكلام خوف على قومها، وحيطة لهم، واستعظام لأمر سليمان عليه السلام، وقالت فرقة: إن وكذلك يفعلون هو من قول بلقيس تأكيدا منها للمعنى الذي أرادته، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: هو من قول الله تبارك وتعالى معرفا لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته، ومخبرا به). [المحرر الوجيز: 6/536]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون}
روي أن بلقيس قالت لقومها: إني أجرب هذا الرجل بهدية أعطيه فيها نفائس الأموال، وأغرب عليه بأمور المملكة، فإن كان ملكا دنياويا أرضاه المال فعملنا معه بحسب ذلك، وإن كان نبيا لم يرضه المال، ولازمنا في أمر الدين، فينبغي أن نؤمن به ونتبعه على دينه، فبعثت إليه بهدية عظيمة أكثر بعض الناس في تفصيلها، فرأيت اختصار ذلك لعدم صحته. واختبرت علمه -فيما روي- بأن بعثت إليه قدحا فقالت له: املأه لي مما ليس من الأرض ولا من السماء، وبعثت إليه درة فيها ثقب مخلوق وقالت: تدخل سلكها دون أن يقربها إنس ولا جان، وبعثت أخرى غير مثقوبة وقالت: يثقب هذه غير الإنس والجن، فملأ سليمان عليه السلام القدح من عرق الجبل، وأدخلت السلك دودة وثقبت الدرة أرضة). [المحرر الوجيز: 6/537]

رد مع اقتباس