عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م, 09:14 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قل أنفقوا طوعًا أو كرهًا} أي: مهما أنفقتم من نفقةٍ طائعين أو مكرهين {لن يتقبّل منكم إنّكم كنتم قومًا فاسقين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 162]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن سبب ذلك، وهو أنّهم لا يتقبّل منهم، {إلا أنّهم كفروا باللّه وبرسوله} أي: [قد كفروا] والأعمال إنّما تصحّ بالإيمان، {ولا يأتون الصّلاة إلا وهم كسالى} أي: ليس لهم قصدٌ صحيحٌ، ولا همّةٌ في العمل، {ولا ينفقون} نفقةً {إلا وهم كارهون}
وقد أخبر الصّادق المصدوق أنّ اللّه لا يملّ حتّى تملّوا، وأنّه طيّبٌ لا يقبل إلّا طيّبًا؛ فلهذا لا يتقبّل اللّه من هؤلاء نفقةً ولا عملًا لأنه إنما يتقبل من المتقين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 162]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون (55)}
يقول تعالى لرسوله، صلوات اللّه وسلامه عليه: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم} كما قال تعالى: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدّنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خيرٌ وأبقى} [طه: 131]
وقال: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون:55، 56]
وقوله: {إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها في الحياة الدّنيا} قال الحسن البصريّ: بزكاتها، والنّفقة منها في سبيل اللّه.
وقال قتادة: هذا من المقدّم والمؤخّر، تقديره: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم، [في الحياة الدّنيا] إنّما يريد اللّه ليعذّبهم بها [في الآخرة]
واختار ابن جريرٍ قول الحسن، وهو القول القوي الحسن.
وقوله: {وتزهق أنفسهم وهم كافرون} أي: ويريد أن يميتهم حين يميتهم على الكفر، ليكون ذلك أنكى لهم وأشدّ لعذابهم، عياذًا باللّه من ذلك، وهذا يكون من باب الاستدراج لهم فيما هم فيه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 162-163]

تفسير قوله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويحلفون باللّه إنّهم لمنكم وما هم منكم ولكنّهم قومٌ يفرقون (56) لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مدّخلا لولّوا إليه وهم يجمحون (57)}
يخبر اللّه تعالى نبيّه، صلوات اللّه وسلامه عليه، عن جزعهم وفزعهم وفرقهم وهلعهم أنّهم {يحلفون باللّه إنّهم لمنكم} يمينًا مؤكّدةً، {وما هم منكم} أي: في نفس الأمر، {ولكنّهم قومٌ يفرقون} أي: فهو الّذي حملهم على الحلف). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 163]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لو يجدون ملجأً} أي: حصنًا يتحصّنون به، وحرزًا يحترزون به، {أو مغاراتٍ} وهي الّتي في الجبال، {أو مدّخلا} وهو السّرب في الأرض والنفق. قال ذلك في الثّلاثة ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة: {لولّوا إليه وهم يجمحون} أي: يسرعون في ذهابهم عنكم، لأنّهم إنّما يخالطونكم كرهًا لا محبّةً، وودّوا أنّهم لا يخالطونكم، ولكن للضّرورة أحكامٌ؛ ولهذا لا يزالون في همٍّ وحزنٍ وغمٍّ؛ لأنّ الإسلام وأهله لا يزال في عزٍّ ونصرٍ ورفعةٍ؛ فلهذا كلّما سرّ المؤمنون ساءهم ذلك، فهم يودّون ألّا يخالطوا المؤمنين؛ ولهذا قال: {لو يجدون ملجأً أو مغاراتٍ أو مدّخلا لولّوا إليه وهم يجمحون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 163]


رد مع اقتباس